روايتي الأولى * وميض الحب * تابع للجزء الاول
شرد ذهن العجوز لوهلة (وقالت في نفسها ) : هل يا ترى ستستيقظ هذه الفتاة الحسناء اليوم أم ستبقى غائبة عن الوعي لفترة أطول...... كم أخشى هذا انني لا أستطيع أن أخفي قلقي عليها ، انها ما زالت في ريعان شبابها .
قطع حبل أفكار العجوز حينما وصلت الباب ووجدت بأن سيرا قد أفاقت من الغيبوبة ، ووجدتها واقفة على قدميها ، وتنظر بالمرآة متعجبة ........
قطعت العجوز حبل أفكار سيرا قائلة : يا صغيرتي لقد تماثلتي للشفاء ....... الحمد لله ، ولكن عليكي أن تأخذي قسطا من الراحة ، حتى لا ترجع لكي الحمى .
سيرا : ماذا حمى .....متى ؟ وكيف ؟!!!!!!!
العجوز : ألا تتذكرين ماذا حدث !!
سيرا : لا لا أتذكر .. هل يمكنكي اخباري يا خالة ؟
العجوز : كنت أحيك سترة لأهديها الى ابني الوحيد " ألين " ، وفي هذه الأثناء سمعت الباب يطرق ظننت أن ابني قد عاد بسرعة لأجلي ، فقمت مسرعة للباب ، متلهفة لرؤيته ، ولكني حينما فتحت الباب وجدتكي أنتي تطلبين رؤية ابني " الطبيب ألين " ، تمالكت نفسي ولم أبكي ؛ لأن ابني قد جعلني أعده بأن لا أبكي ، وأبقى سعيدة ، وأنه حين عودته يريد أن يرى ابتسامتي قبل أي شيء ، ولكنكي حينما قلت لكي " أنه ليس هنا ، وأنه لن يعود الا بعد ستة أشهر أو أكثر بسبب طبيعة عمله كطبيب ، فصدمتي وأصبتي بانهيار ، وغبتي عن الوعي لمدة ثلاثة أيام ، والحمد لله أن الحمى قد زالت عنكي ، وان لم تزل عنكي لكنتي فارقتي الحياة ، ولكن كنتي تتمتمين بكلمات لم أفهمها
" أمي ....... أبي ، لا تتركوني وحيدة ، لا . لا تذهبوا ..... "
ففاضت عينا سيرا بالبكاء ، والعجوز في حيرة من أمرها .
فهمت العجوز بتهدئة سيرا خوفا من أن ترجع لها الحمى مرة أخرى ، فقامت بمعانقتها بشدة الى أن هدئت سيرا ،
وعادت لصوابها .
فقالت سيرا : ان والداي مريضان وانهما كبيران في السن ، ومع أنني خبيرة بالطب لم أستطع أن أقدم العلاج لهما ، ولكن جارنا الطيب " أبو سعيد " قد أرشدني الى عنوان بيتك يا خالة ، وقال بأنه يوجد طبيب ويدعى " ألين " يعالج المرضى من الفقراء ، وأنه سيساعدني ، فذهبت مباشرة الى العنوان ..... وهذا ما أذكره .
قالت العجوز ( في حزن شديد ) : أنا آسفة يا صغيرتي ، ليتني أستطيع مساعدتك .....
سيرا : يا ليتك تستطيعين ، علي الذهاب .... علي أن أجد العلاج لوالداي .......
قالت العجوز (وعيناها تدمعان ) : الى أين ستذهبين في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
قالت سيرا : علي أن أذهب ....... علي أن أنقذ والداي .......
قالت العجوز : أين يقيمان ؟؟؟؟؟؟
قالت سيرا : في حي ماريه .......
قالت العجوز : حسنا ، في الصباح الباكر سنذهب معا .......
فوافقت سيرا ، وقلبها ينبض بالفرح ، وفي هذه الأثناء خطر ببال العجوز فكرة ........
وقالت العجوز لسيرا : هيا تعالي معي سآخذكي الى مكان ، على الأرجح يمكن أن يساعدك ..
سيرا : حسنا يآتي معك ، على الأقل يوجد ولو بصيص أمل لأنقذ والداي .
العجوز : هيا هيا الغرفة توجد في الطابق العلوي .
صعدت العجوز وسيرا الى الغرفة ..........
قالت سيرا (وهي متفاجئة ) : هذه الغرفة جميلة ، وهذه المكتبة هناك انها مليئة بالكتب .
قالت العجوز : انها غرفة ابني ألين ، وانه يحب اقتناء الكتب بمختلفها ، روايات ...... كتب طب ... موسوعات علمية ، انه يحب قرائتها والتمتع بها .
قالت سيرا : ماذا....... هل قرأ جميع هذه الكتب ، انها كتب كثيرة .
قالت العجوز : بعض هذه الكتب كانت لوالده ، فكان هو أيضا يحب اقتناء الكتب وقرائتها ، وهو أيضا كان طبيبا ماهرا ، ولكن توفي قبل ثلاثة سنوات لسبب مجهول .
تساقطت بضع دمعات من عيني العجوز لوهلة ، ولكن سرعان ما همت بمسحها .
فقالت سيرا : اصمدي يا خالة ، انه لم يمت ، فأنتي لديكي ذكراياته الجميلة ، ولديكي هذه الكتب أيضا ، انه الآن معنا ؛ لذا لا تبكي فانه لا يحب أن يراكي حزينة ، وهذا ما أشعر به .
تسللت ابتسامة صغيرة على شفتي العجوز ، وقالت : نعم ، أنتي على حق يا صغيرتي ، لن أبكي بعد اليوم .
فأحضرت سيرا كرسيا للعجوز ، فشكرتها ، وجلست سيرا بجانبها ، ( أي بجوار سرير ألين ) .
فقامت العجوز قائلة : علينا أن نقوم بالبحث في هذه الغرفة لعلنا نجد طريقة ما لمداواة والداكي .
فهمت سيرا والعجوز بالبحث هنا و هناك ، فقامت سيرا بالبحث في المكتبة ، والعجوز تبحث في الخزانة ، فشعرت العجوز بالتعب ، وكانت على وشك السقوط على الأرض ، فأمسكتها سيرا وأجلستها على السرير ، فسقط من سيرا قلادة ، فحاولت سيرا التقاطها لكن لسوء الحظ دفعت القلادة لأسفل السرير ، فأدخلت سيرا يدها لتأخذ القلادة ، ولكن الأمر لم ينجح ، فأدخلت سيرا نفسها لداخل السرير ، فوجدت قلادتها ، فأمسكتها ولكن وجدت شيء ما عالق بها ، فحاولت سيرا التقاطها ، ومعرفة ما العالق بها ، نجحت سيرا بالتقاط القلادة ، وتفاجأت سيرا بوجود صندوق صغير عالق بالقلادة ، فأخذته مع القلادة ، وخرجت من السرير ، ونظرت العجوز بتفاجؤ !!!!! ما هذا الصندوق .