كان هيثم يحب صديقه لؤي حباً جماً..
في أحد الأيام ارتفعت حرارة لؤي ارتفاعاً كبيراً، ورقد في المستشفى عدة أيام..
ذهب هيثم إلى المستشفى، ولما أراد الدخول إلى غرفة صديقه منعه الطبيب، لأن مرض لؤي معدٍ، وممنوع الدخول إليه.
قال هيثم للطبيب:
- أنا أعرف أن الله إذا كان سيمرضنا سنمرض، والعدوى لن تكون هي السبب في مرضنا..
حاول الطبيب إفهام هيثم أن المرض خطير، والعدوى قد تنتقل لمن يزوره.
لكن هيثم لم يقتنع بكلام الطبيب، فهو يحب صديقه جداً، ولا يستطيع البعد عنه.
أخذ هيثم يراقب الطبيب والممرضة حتى ذهبا بعيداً، ودخل غرفة صديقه بسرعة.
اقترب هيثم من صديقه ونظر إليه بحزن وألم، فتح لؤي عينيه فرأى صديقه هيثم إلى جواره.
فرح لؤي كثيراً لرؤية صديقه، ولكنه تذكر أن مرضه معدي، وأن صديقه قد يمرض مثله، فصاح بصوت متعب:
- لماذا أتيت إلي؟ أنا لا أحبك.. ولا أحب رؤيتك.. اذهب بعيداً عني...
نظر هيثم مندهشاً من كلام صديقه، وظن أن المرض قد أثّر في عقل صديقه، فاقترب منه أكثر، وحاول إمساك يد صديقه لؤي، ولكن صديقه أدار ظهره، وغطى رأسه بالبطانية.
خرج هيثم من غرفة صديقه غاضباً.
وبعد أيام تماثل لؤي إلى الشفاء، وخرج من المستشفى معافى..
وعندما وصل لؤي مع أسرته إلى البيت، استأذن أبويه للذهاب إلى بيت صديقه هيثم..
قرع لؤي جرس الباب، ففتح له صديقه هيثم، وما إن رأى هيثم صديقه لؤي واقفاً أمامه حتى اشتعل غضباً، وأقفل الباب في وجه صديقه.
قرع لؤي جرس الباب مرة ثانية وثالثة ورابعة حتى فتح هيثم الباب..
ألقى لؤي بنفسه على صديقه هيثم واحتضنه بشدة، وهو يعتذر منه.
قال له هيثم:
- لماذا طردتني عندما زرتك في المستشفى؟
قال لؤي وهو يمسح دموعه:
- خفت عليك يا صديقي من العدوى، ولم أجد أحداً إلى جانبي كي يخرجك من الغرفة، فتصرفت معك هذا التصرف.. سامحني يا صديقي.. فأنا أحبك أحبك..
فقال هيثم:
- بل أنا أحبك أكثر مما تحبني يا صديقي...