علامة جمال قد تكوت علامة خطر

[احلى بنوته.]

الشامة أو الخال او الحسنة، كلها أسماء لشيء واحد. يعتبرها البعض علامة جمال، لكن الأطباء ينصحون بمراقبتها بحذر، فأحيانا تتحول بعض أنواع الشامات إلى أورام خبيثة. عن الشامات وأنواعها والعلامات التي يجب أن يشعر معها أصحاب الشامات بالخطر، تحدث استشاري الأمراض الجلدية د نواف المطيري لمزيد من التوضيح.


ما أسباب ظهور الشامات؟

لا يكاد يخلو جلد إنسان من وجود شامة، ونسميها أيضا الخال أو الحسنة. وهذه الشامات تتكون نتيجة تجمع خلايا صبغية معينة تسمى خلايا الشامة الصبغية عند الطبقة القاعدية من البشرة. وعادة ما تكون الشامات حميدة ولا تتحول إلى النوع الخبيث المسمى الميلانوما (الورم القنامينى الخبيث) إلا في حالات نادرة حسب نوع الشامة. الشامة علامة جمال عند البعض لكن يجب أن نحذر منها ونراقبها جيدا.
نلاحظ دائما أن الشامة تبدأ صغيرة وتكبر مع مرور الوقت،


فما هي مراحل نمو الشامة؟

يمر نمو الشامة بثلاث مراحل:
الأولى 'الشامات الرابطة'،: حيث تبدأ الشامة بالنمو على هيئة مجموعات من الخلايا الوحمية في الطبقة الرابطة بين البشرة (الطبقة الخارجية من الجلد) والأدمة (الطبقة العميقة)، وهذا النوع نراه بكثرة في راحة اليد وأسفل القدم وفي المناطق التناسلية، ويكون في مستوى سطح الجلد وملونا (لون بني متناسق).

أما الثانية فهي 'الشامات الالتحامية' : في هذا النوع تمتد الخلايا الوحمية من الطبقة الرابطة (الطبقة القاعدية) للبشرة إلى الأدمة، وهذا النوع يكون مرتفعا عن سطح الجلد ويأخذ شكلا بيضاويا أو دائريا ، ويكون لونه في البداية داكنا، بنيا أو اسمر، وبعد ذلك تفقد صبغة الميلانين تدريجيا ليصبح لونها مشابها للون الجلد الطبيعي أو ملونا قليلا، وقد يزداد الحجم بصورة لافتة بين 10و15 سنة من العمر.

أما المرحلة الثالثة فهي 'الشامات داخل طبقة الأدمة':، حيث تختفي الخلايا الوحمية من الطبقة الرابطة وتوجد فقط في طبقة الأدمة. وتعتبر هذه المرحلة النهائية لنمو الشامة حيث تكون مرتفعة عن سطح الجلد وغير ملونة، وغالبا يزداد هذا النوع على الوجه، وقد يكون على السطح شعيرات دموية دقيقة وبعض الشعر السميك.
وهناك أنواع نراها في الكبار فقط في مناطق الإبط وبين الفخذين والرقبة وتكون غير ملونة وطرية وتشبه الزوائد الجلدية (وقد تكون ذات عنق أو من دون عنق).


هل هناك أنواع للشامات؟

الشامات عدة أنواع أشهرها 'الشامة الصبغية المكتسبة'، وهي الأشهر على الإطلاق ولا يكاد أي إنسان يخلو من هذا النوع من الشامات، الذي لا يظهر عند الولادة ولكن يبدأ في الظهور في مرحلة الطفولة المبكرة، ويزداد العدد تدريجيا في مرحلة البلوغ، ثم يثبت في مرحلة الكبر، وبعد ذلك يقل تدريجيا. وقد لوحظ انه في العقد الثالث من العمر تكون لدى الفرد حوالي 20-50 شامة، تبدأ في الاختفاء تدريجيا بعد ذلك، ليصبح العدد محدودا جدا في المراحل المتقدمة من العمر. هذا النوع عادة لا يتحول إلى الميلانوما إلا في أحوال نادرة جدا.
وهناك 'الشامة الصبغية الخلقية' وتظهر في حوالي 1-3% من المواليد فقط، عند الولادة أو خلال الشهر الأول من العمر، ونادرا ما تظهر خلال السنوات الخمس الأولى. ونسبة التحول إلى الميلانوما تكون اكبر من النوع السابق حيث تصل إلى 4-6% في النوع ذي الحجم الكبير.


متى يشعر أصحاب الشامات المكتسبة بالخطر؟

بالنسبة إلى أصحاب الشامات المكتسبة يجب ملاحظة الالتهاب المتكرر لوجود الشامات في أماكن الاحتكاك أو نتيجة نزع الشعر، وفي هذه الحالات تحدث زيادة سريعة في حجم الشامة (خلال أيام) مصحوبة بألم عند اللمس، يتبعه تليف أسفل الشامة. ولابد من التفريق بين هذه الأعراض وأعراض النمو الخبيث، حيث ان التحول السرطاني إلى الورم الخبيث (الميلانوما) يحدث في حالات نادرة جدا.
لكن لا بد من استئصال الشامة لاستبعاد أي تحول سرطاني لها في حالة ظهور إحدى العلامات التالية: زيادة في الحجم (خلال أسابيع وليس أيام)، عدم انتظام حدود الشامة، عندما لا يكون لون الشامة واحدا أو تكون للشامة ظلال من اللون البني والأسود والأحمر والأزرق، حدوث حكة أو الم أو نزيف عشوائي، ظهور قرح أو جروح على الشامة.

والشامات المكتسبة غير مضرة عادة ولا تتحول إلى النوع السرطاني إلا في حالات نادرة جدا، ولا يوجد داع لإزالة هذه الشامات من الأماكن المعرضة للاحتكاك المستمر (مثل منطقة الحزام ) أو الشامات الموجودة على راحة اليدين والقدمين والمناطق التناسلية، حيث انه لا يوجد دليل علمي على أن هذه الحالات أكثر عرضة للتحول السرطاني عن غيرها، ولكننا نلجأ إلى استئصال الشامة في الحالات الآتية: لدواع جمالية، الشامات المزعجة التي تنزف باستمرار أثناء الحلاقة أو تمشيط الشعر، الشامات المحتمل أن تكون خبيثة.


وكيف تجرى عملية استئصال الشامة المكتسبة؟

تزال الشامة بالكامل جراحيا، ولا يوصى باستخدام طريقة الكشط لأن ذلك يترك بعض الخلايا التي تنمو ثانية وقد تسبب صعوبة في التشخيص بالفحص المجهري حيث أنها تشبه الورم القنامينى الخبيث. وهنا أوجه ملحوظة مهمة لأصحاب هذه الشامات وهي أنه يمكن إزالة الشعر الموجود في الشامة بالحلاقة مع تجنب النتف.


وما علامات الخطر بالنسبة إلى الشامات الخلقية ؟

هذا النوع من الشامات عادة يكون اكبر حجما من الشامات المكتسبة وينقسم إلى ثلاثة أنواع حسب المساحة: صغير ومتوسط وكبير قد يغطي أجزاء كبيرة من الجسم خاصة الجذعي وهو من أكثر الأنواع التي تتحول إلى ورم سرطاني، ويتميز هذا النوع باللون الداكن وبوجود شعر كثيف. ويلاحظ أن اللون يزداد قتامة كما تزداد كثافة الشعر مع النمو ويكون ذلك مصحوبا أيضا بظهور بروزات على سطح الشامة خاصة عند البلوغ.

وتكمن أهمية هذا النوع من الشامات في نقطتين: الأولى: نقطة شكلية أو جمالية نظرا إلى كبر الحجم ووجود الشعر خاصة في النوع الكبير، الثانية وهي الأهم هي إمكان التحول إلى النوع السرطاني (الميلانوما) ويحدث ذلك عادة في النوع الكبير وبنسبة تتراوح بين 4-6% من الحالات مع ملاحظة أن حوالي 50% من حالات الميلانوما تظهر قبل سن البلوغ .

ويجب متابعة هذه الحالات بصفة دورية خاصة الكبير منها، وذلك للكشف المبكر عن وجود أي تحول سرطاني، ويمكن اكتشافه بفحص الجلد باليد، وليس بمجرد النظر، مع عمل تحليل باثولوجي لأي منطقة مشكوك فيها أو أي بروز على سطح الجلد يثير الشك. ويوصى أيضا بعمل أشعة رنين مغناطيسي على الجمجمة إذا كانت الوحمة تغطي منطقة الرقبة والوجه لاستبعاد أي أورام داخلية قد تكون مصاحبة لتلك الشامات.


كيف يجري التخلص من الشامات الخلقية التي تشكل خطرا؟

بالنسبة إلى الشامات الكبيرة يحتاج الأمر إلى جراح تجميل ذي خبرة في مثل هذه الحالات ، ويجري استئصال الشامة بطريقتين:

الطريقة الأولى : هي الكحت العميق وتجرى بعد الولادة مباشرة، أو خلال الأسبوع الأول، حيث يزال اكبر جزء ممكن من الطبقة الخارجية من الجلد. وفائدة هذا العلاج هي فائدة شكلية فورية حتى تؤدي إلى تخفيف اللون الأسود، وأيضا تقليل نسبة التحول السرطاني. وغالبا تعاود الصبغة الظهور مرة ثانية.

والطريقة الثانية : هي ازالة الشامة تماما مرة واحدة أو على مراحل، مع ترقيع المنطقة بجلد طبيعي يؤخذ من المريض ذاته بطريقة خاصة.

أما بالنسبة إلى الشامات الخلقية الصغيرة والمتوسطة، فمن غير المطلوب علاجها لأن نسبة التحول السرطاني فيها نادرة جدا. وبعض المراكز تفضل إزالة أي شامة صبغية خلقية بمجرد أن يصبح الطفل قادرا على تحمل البنج الموضعي كإجراء أحترازي.


كيف نفرق بين الشامات والآفات الجلدية الأخرى؟

هناك أنواع من الآفات تشبه الشامات مثل النمش، وهو بقع بنية غير مرتبة على سطح الجلد، تظهر في الأماكن التي تتعرض للشمس مثل الوجه والرقبة والذراعين وأعلى الظهر، تزداد في الصيف وتقل في الشتاء (بعكس الشامات التي لا تتغير مع فصول السنة) وتظهر غالبا في ذوي البشرة البيضاء وأصحاب الشعر الأشقر أو البني.
وهناك 'البقع الشمسية' التي تظهر عادة على ظهر اليدين والساعدين والوجه بعد سن الأربعين، وهناك 'التقرن الجلدي الدهني' وهو مشهور جدا خاصة بعد سن الأربعين أو الخمسين، ويظهر فوق الوجه والجذع، وقد لا يمكن التفريق بينه وبين الشامات المركبة بالفحص الاكلينيكي، كذلك هناك 'الزوائد الجلدية' التي تظهر عادة في الرقبة وتحت الإبط.


معلومات مهمة لأصحاب الشامات

يمكن أن تظهر الشامات في الملتحمة وتحت الأظافر في صورة خط بني.
قد يحدث التهاب مفاجئ في الشامات الموجودة في الوجه والرقبة نتيجة نزع الشعر أو الاحتكاك المستمر، وفي هذه الحالة تصبح الشامات مؤلمة مع وجود حبة قاسية تحت الشامة تختفي خلال أسابيع.
بمرور الأيام يمكن ان تختفي بعض الشامات نهائيا ومن دون أن تترك أثرا.
يزيد عدد الشامات بالتعرض للشمس وعند البلوغ، وقد يزداد لون وعدد الشامات أثناء الحمل أو عند استعمال حبوب منع الحمل.


علامات الخطر في الشامة

تنمو بسرعة ويزداد حجمها ـ يتغير لونها
تنزف باستمرار
تثير حكة
تحدث ألما عند لمسها


كيف تحمي نفسك من خطر الشامة؟

تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في فترة النهار
ارتد ملابس فضفاضة تغطي الأجزاء التي توجد بها شامات
ارتد قبعة لكي لا تتعرض شامات الوجه للشمس
راقب الشامة باستمرار
استشر الطبيب إن شعرت بأي تغيير يطرأ على الشامة


اللهم ابعد عنا شر الامرا

[نقاء الروح]

انا ما عندي الحمد لله