مساء السكر على أعضاء سبيستون العسل
أهلاً بكم في لقائنا الجديد
لن اطيل عليكم
كبسولتنا اليوم بعنوان:
يقول الاستاذ عبدالعزيز حافظ
وسنبدأ بهذه القصة الرائعة:
هذة سيرة من أروع سير الطموح البشرى والتطلع الانساني نحو مراتب المجد
والسيادة سيرة شاب دفعه طموحه ومسعاه إلى أن يبلغ ما يريد من جاه وسلطه
سيرة شاب وهبه الله عزيمة جبارة وأودع بين جنبيه نفسا بعيد المطامح
شاب اصبح مفخرة من مفاخر التاريخ العربي والاسلامينُقش على قبرةآثــاره تنبيـك عـن أخـباره // حـتى كأنـك بالعـيـان
تــراه تالله لا يأتي الزمان بمثله // أبدًا ولا يحمي الثغور سواه
المنصور محمد بن عامر
النسب
هو المنصور أبو عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بنعامر بن
أبيعامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك
ولد
سنة 326 هجرية في جنوب الاندلسهو احد "الحمارين" الثلاثةالقصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية
ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق , تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أنى خلفية..
وهام محمد في أحلام اليقظة . وتخيل نفسه على عرش الخلافة
فقال الاول : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,
و أريد مائة جارية .. و مائة ألف دينار ذهب .ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
التفت إلى صاحبه الآخر وقال ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة..
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة وينادي أيها الناس ! أيها الناس ! هذا دجال محتال
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
...
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار وفعلاً باع الحمار
هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح – لست أهلاً .
كأن يقول لنفسه أنا سيء . أنا لا أنفع في شيء ,
وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله , يمكن أن أقدم خيراً ,
يمكنني أن أساهم في بناء المجتمع ..
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني \\ عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
وانطلق ابن أبى عامر بكل إصرار وجد . يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط – الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في
الدولة الأموية في الأندلس . ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات , وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه... فقرروا أن يكون مجموعة
من الأوصياء من غير بني أمية , وتم الاختيار على محمد ابن أبى عامر وابن أبي غالب والمصحفي .
وكان محمد ابن أبى عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي
غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة
لا يخرج إلا بإذنه ,وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر,
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .
القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..
تذكر صاحبيه الحمارينفأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما . أمرك سيدي ووصل الجندى
ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...
العمل هو والمقر هو والمهارات هي بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة
قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً
ما جرمنا .. قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر
نظرا إلى الخليفة .. قلا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...
قال الحاجب المنصور: اعرفتماني ؟ قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك
لم تعرفنا , قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر
فقلت لهما إذا كنتخليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا
ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟ قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,
قال : لا و الله حتى تخبرهم
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين , قال حتى تخبرهم . فقال الرجل
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء
وأمر منادي ينادي في الناس
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم
ان الله على كل شئ قدير
حقدت عليه اوروبا حقدا شديدا, حتى انه حين مات فرحت بخبر موته كل اوروبا
وبلاد الافرنج, حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب خيمة كبيرة عليه
وفيها سرير من الذهب ونام عليه ومعه زوجته, فقال الفونسو: "أما ترونني اليوم
قد ملكت بلاد المسلمين والعرب, وجلست على قبر اكبر قادتهم", فقال احد
الموجودين: "والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحدا على قيد الحياة,
ولا استقر بنا قرار", فغضب الفونسو, وقام بسحب سيفه على المتحدث حتى امسكت
زوجته ذراعه وقالت: صدق المتحدث, أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره? والله ان هذا ليزيده شرفا,
حتى بموته لا نستطيع هزيمته, والتاريخ يسجل انتصارا له وهو ميت, قبحا بما صنعنا, وهنيئا له
النوم تحت عرش الملوك
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ربه فيالحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
اذا سئلتم الله فاسئلوه الفردوس الاعلى
فاذا اردت شئ فطلب اعلاه واحسنه وداوم على العمل للوصول اليه
ستصل بإذن الله