سأفتحُ بابًا من ورائه باب ..
علَّه يخفف من عبء الضغط على الأخشاب ..
أما عرفتَ أن الحزن مثل الفرح يحتاج إلى أن يشاركك فيه ذوو ألباب ؟





ضابط شرطة ، أرهقه العمل ، أضناه طول التعامل مع المجرمين ، صُبغتْ شخصيته بصبغة صلدة .
خلجات نفسه تتحلى بأرق طباع ، اجتهدت زوجته في توصيل هذه الحقيقة لأبنائهما ، ولكن رغما عنه تنفلت شخصيته الصلدة أمام الأطفال فلا يقوى على كبح جماحها وهي تنطلق وقد أفلتَتْ الزمام من بين يديه وأخذَتْ تدوس بحوافرها على التربة الطينيّة الكامنة في نفوسهم ، وهم يناظرونها بدموع تنساب من أعينهم فلا يملكون لها دفعًا ولا يملكون لأنفسهم فرارًا .
حفظ الأمن داخل وطنه ، وأفقد أطفالَه أمنَهم النفسي .




فقيرٌ ، يعوز الاصطبار َ ، ويعوزه المتّقون ، لا يتلبّس أحدٌ حاله .
تَحْيَكُ زوجه ملابس أطفالهما بخيط الوعد ، وتزينها بفصوص الأمل في الغد .
تطهو لهم أفخر موائد الابتهال لله أن يرزقهم بمن يكتشفهم برفق .
هم عائة أجادت فن التنكّر وسط أمواج البشر ، تحسبهم أغنياء ، وهم يتضورون جوعًا وبردًا ورهبة ً.
لا يحقدون ، ولا يحسدون ، ولا يتمردون ، كل ما هنالك أنهم : يبكون



شيخٌ أعمى ، حبيس الجدران ، خَبرَ بإتقان تفاصيل البيت ، يجزم بأنّ الشارع مجهول كبير ، و مخاطرة غامضة النتائج .
خروجه نادرٌ ، صبره طويلٌ ، ليله مثل نهاره .
يقبع في داره ، خلف الباب المُوصَد بإحكام .
رافقه العمى لأكثر من ثلاثين عاما ، لا يأسى على ما فاتَه ، ولا يفرح بما سيأتيه ، وكل ما يفتقده حقا : حروف كتاب الله يقرأها بناظريه



طة شعرها أبيض ، لا تعرف ممّا ابيضّ !
أبيضّ من تزاحم السنين على كاهلها ؟ أم ابيضّ من خلو صفحات حقّها في الحياة ؟
أصحابها يُطعمونها ، و يُسقونها ، ويحتاطون عليها من نسيم الهواء ؛ فصنعوا لها علبة داخل علبة داخل علبة .. هناك أسفل منضدة المذياع
كانت تستمتع بأحاديثهم وهي صغيرة ، وبعد أن هرمت صارت تُضَيّع الوقت بالإنصات .
لاعبها أطفال أصحابها ، ثم لعب بها أحفادهم
تسترق النظر من الشباك ، ولا تزال تكمن داخل العلبة ذات ثلاث الطبقات ، هناك .. خلف الباب المُوصَد بإحكام