♥ يسخر من نفسه ♥

**amirahlem** · 07-09-2013, 06:38 PM

في الخامسة والثمانين من عمره، وقد نحل وضعف وصار مثل (فريخ الحمام) الخارج لتوه من البيضة، قال بصوت واهن: إني أعجب من نفسي وأسخر منها، في عنفوان قوتي كنت أكفل أكثر من مائة عامل، وعندي ثروة، ومع ذلك، وفي عز الصيف، أطارد العمال أراقب - في الشمس - كم بلط هذا من متر؟وكم ليص الآخر؟ وأين وصل السباك؟ أعمر بيوت الآخرين وأصالي الشموس وأكابد العمال وأنا عندي حلال يغطي عين الشمس، كنت أريد المزيد من المال وأقول الاستمتاع بالمتع الحلال (بعدين) والسفر للمصائف الرائعة في السنة القادمة، ودائماً تتأجل هذه السنة القادمة لأنني أظفر وقتها بعقود عمل جديدة وكثيرة فأقضي الصيف في حرارة الرياض وفي الميدان مع العمال أعد على المبلط وأراجع على المليص وأدقق على السباك.. يا ما رقيت (سقايل) مع العمال في عز القوايل لأتأكد من ضبط العمل فلا أعود للبيت إلا مجهداً مرهقاً قد ضربتني الشمس بسياطها التي لا ترحم وأزعجني العمال بمكرهم وتقصيرهم، ووتر أعصابي أصحاب المنازل بطلباتهم وملاحظاتهم وهواشهم حالي أسوأ من عمالي.. كل هذا لأقبض المزيد من المال فماذا نفعني المال؟ أجلت استمتاعي وأسفاري عاماً بعد عام حتى خلصت فجأة وضعفت حتى عن ركوب الطائرة وانسدت نفسي وأصابني السكر والضغط والضعف وصرت أقلب صفحات الماضي بندم عظيم وأتمنى لو تعود لكي استمتع بالحلال:

«أهم بأمر الحزم لو استعطيعه
وقد حيل بين العير والنزوان»

جمعت الكثير الكثير من المال ومعه الكثير الكثير من الهموم والوفير الوفير من الأمراض وأدركت خطأي بعد فوات الأوان، فإن الإنسان لا بد أن يكون معتدلاً يعطي كل شيء حقه في وقته قبل أن يخلص الوقت ويخلص هو، وفي الأثر (إن لربك عليك حقاً، وإن لبدنك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لقلبك عليك حقاً) الله أكبر على ما مضى، الذي يسري عني أنني فالمستعان.رغت لعبادة ربي واتضح لي أن اللهاث وراء المال يحرق السعادة والراحة والهناء والأعمار.. الله