النحام
طائر الفلامنجو واحد من أكثر طيور العالم شهرة وجمالاً، ويسمى في اللغة العربية النحام.
يعيش النحام على ضفاف المياه المالحة والمناطق الحارة من العالم، ويمكن تمييزه بسهولة بواسطةعنقه الطويل وريشه الوردي ومنقاره المعقوف. .
ويمكن مشاهدة هذا الطائر في عدد من الدول العربية وخاصة سواحل عُمان والإمارات العربية في موسم هجرته في أول فصل الشتاء من وسط آسيا كبحيرة رزية وأذربيجان .
ويواجه هذا الطائر خطر الانقراض بسبب التلوث والتغيرات البيئية في مناطق نموه وتكاثره.
التكاثر:
يبدأ طائر النحام في التكاثر عندما يبلغ حوالي 6 أعوام ويعتمد نشاط التكاثر على سقوط الأمطار ووفرة الطعام، ويبني كل زوج من الطيور عشه على شكل مخروطة من الطين، ثم تضع الأنثى بيضة واحدة فقط - أو اثنتين في النادر - تزن البيضة (115- 140 غ) وهي تشبه بيضة الدجاج ولونها أبيض، وإذا فقدت البيضة في بداية الحضانة فإن الأنثى تضع بيضة بديلة.
وتتراوح فترة الحضانة (26 - 31 يوماً)، ويشارك فيها كل من الذكر والأنثى، ويكون لون ريش الفرخ الذي خرج إلى الدنيا حديثاً رمادياً أو أبيضاً، وله منقار أحمر مستقيم وأرجل وردية ثم يتغير لونها بالتدريج، فمنقاره وأرجله الحمراء لا تلبث أن تصبح سوداء في خلال (7 - 10 أيام).
وتغادر الفراخ أعشاشها بعد (4 – 7 أيام) حيث تصبح قادرة على الوقوف والمشي ولكنها تبقى بالقرب من والديها من أجل الحماية والمساعدة والتغذية.
وبعد 11 أسبوعاً ينمو لها ريش يمكنها استخدامه في الطيران، ويصبح منقارها قوياً، ويبدأ ريشها في التلون بالوردي تدريجياً.
السلوك والغذاء:
يعيش الفلامنجو في المناطق المدارية وشبه المدارية على شواطئ البحيرات والمحيطات، وفوق المياه الراكدة والأجزاء الضحلة من البرك المالحة في مناطق مختلفة يعيش النوع الأفريقي من النحام، وهو النوع الأصغر من هذا الطائر في الشرق والجنوب الغربي وفي الغرب من قارة أفريقيا والقليل منه يعيش في الهند.
أما طائر النحام الأكبر، وهو النوع الأكثر انتشاراً من بقية الأنواع، فيوجد في شمال غرب الهند وفي الشرق الأوسط وفي غرب البحر المتوسط في أوربا وأمريكا.
وهو طائر اجتماعي جداً، ولذلك فإنه يعيش في مستعمرات جماعية ربما يكون فيها عشرات الآلاف من الطيور، أما في حدائق الحيوان فإن المستعمرة الواحدة تحتوي 340 طائراً.
يتغذى النحام على الحشرات الصغيرة، والقشريات والرخويات والأسماك الصغيرة، يعتقد العلماء أنه يستمد لونه الوردي من طعامه المفضل وهو القريدس وإذا لم يحصل هذا الطائر على كفايته من القريدس فإن لونه يكمد ويصبح رمادياً باهتاً !!
ويكون لون فراخ النحام بنياً أو رمادياً، ثم يتحول لونها تدريجياً إلى الوردي بتقدم العمر.
لا يعتبر النحام من الطيور المهاجرة، ولكنه يضطر أحياناً للهجرة نتيجة لتغيرات الطقس وانخفاض مستويات الماء في موطنه فيبدأ في البحث عن أماكن جديدة أكثر ملاءمة.
وعندما يرغم النحام على الهجرة يفضل الطيران ليلاً في وقت تكون السماء فيه صافية خالية من الغيوم، و أما عندما يهاجر في النهار فإنه يطير على ارتفاعات عالية ليهرب بعيداً عن أعدائه،ويمكنه الطيران بسرعة (50 - 60 كم)، ويمكنه أن يطير (500- 600 كم) في اليوم الواحد.
وأغلب طيور النحام المهاجرة تعود إلى مواطنها الأصلية من أجل التكاثر، وبعضها قد ينضم بعد عودته إلى مستعمرات أخرى مجاورة بحثاً عن الغذاء.
وهو طائر حساس جداً للإزعاج، وسريع التنقل يختار أماكن تعشيشه بدقة، وقد أنشأت حكومة دبي جزيرة لتعشيشها وسط الخور.
وتتغذى الطيور الصغيرة ليلاً ونهاراً أما الطيور الكبيرة فتكتفي بتناول الغذاء ليلاً فقط، وتقضي معظم النهار في النوم أو الأنشطة الأخرى مثل الاستحمام وتنظيف الريش وعمل الاستعراضات الفنية.
منقار مميز عن باقي الطيور:
يكون لون منقار النحام عادة أسوداً أو وردياً حسب نوع النحام، وهو منقار مميز عن غيره من الطيور، ينحني أسفل فتحة الأنف في منتصفه تقريباً نحو الأسفل بشكل فجائي، والمنقار أطول من الرأس قليلاً، والفك العلوي منه ضيق ورقيق يطبق على الشق السفلي مثل غطاء الصندوق، أما الشق السفلي فهو ضخم ولأطرافه حواف ضيقة لها شكل الأسنان تسهل إخراج الماء مع الاحتفاظ بالغذاء داخل الفم. وله لسان لحمي ضخم.
ولشكل المنقار المعقوف دور رئيسي في استخلاص الطعام من الماء والطين، فهو يقف على الشاطئ ويدخل رأسه تحت سطح الماء بشكل مقلوب بحيث يكون الفك السفلي أعلى من الفك العلوي ويصبح منقاره مقلوباً.
وهنا يقوم النحام بعملية فريدة من نوعها عند الحيوانات وهي الغذاء بطريقة التصفية حيث يدفع برأسه إلى الطبقة الطينية من قاع الماء ثم يحرك فكه العلوي، ليندفع الماء والوحل بما فيه من غذاء إلى الفك السفلي الذي يبقى ثابتاً، ثم يطبق منقاره على كمية من الماء بما تحتويه من غذاء فيقوم بعملية تصفية للماء بواسطة دفع لسانه اللحمي الكبير خارج منقاره طارداً الماء من الفتحات المميزة الموجودة بين فكيه محتفظاً بالغذاء داخل منقاره.
النحام والماء:
يعيش طائر النحام كما ذكرنا حول الماء ويعتمد عليه في التغذية، ولذلك زوده الله بأرجل طويلة تمكنه من الخوض في المياه، كما أن نهايات أرجله المسطحة والمنبسطة تسهل عليه الوقوف فوق الطين دون أن يغوص فيه، وعندما يصبح الماء أكثر عمقاً فإن النحام يسبح على سطح الماء ولا يستطيع الغوص فيه.
طرائف النحام:
يقضي طائر النحام وقتاً طويلاً في التباهي والاستعراض أمام الطيور، حيث تقوم الطيور بعمل الاستعراضات بحركات متناسقة ورشيقة وكأنها فرقة متناعمة من الراقصين الاستعراضيين، وقد تعلم الإنسان من النحام الرقص التعبيري، كما سجلت باسمه معزوفة موسيقية شهيرة في إسبانيا.
وهو يقضي معظم وقته في العناية بنفسه والاستحمام.
النحام لوحة مدهشة من إبداع الخالق العظيم
رد مع اقتباس
