خرج من البيت بعد أن ألقى بنظرة الى المخزون المعيشي الذي شارف على الانقضاء ، وفي طريقه الى الموقف حيث مكان انتظار العمل الذي قد يأتي أو لا يأتي ، رمقت عينا مجاهد ورقة زرقاء ، ملقاة على الأرض ، أمعن النظر جيدا ، تهلل وجهه ،انها مائتا درهم ، راودته بسرعة البرق أحلام لا تكاد تخرج عن نطاق متطلبات البطن ، انه مصروف أسبوع أو أسبوعين ، طحين ، وزيت، وسكر ، وخمسون درهما التي أقرضني اياها البقال ، وقبل أن تمتد يده اليها ، التفت يمينا ليرى هل من احد يراقبه وفي لحظة الالتفات الى الشمال بدأت الورقة تنسحب تدريجيا ، تابعها علَّّّّه يحظى بها ، فجأة سمع صراخ الصبيان "انه مقلب يا عمي "، كانت صدمة قوية ، تبخرت كل احلامه، اسود وجهه كأنه قطعة من الليل ، فتصبب عرقا ، وتابع المسير .