ما معني الحب في الله ؟ ؟ ؟
وكيف يكون وعندما أقول لأحد:
إني أحبك في الله
فماذا يكون أساس تعاملي معه ؟
وكيف يكون التعامل ؟
ما علامات حب الله لي؟

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير،
سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،

فإن الحب هو من أسمى وأرقى العواطف الإنسانية،
فإذا توجهت هذه العاطفة النبيلة لله تعالى،
وكانت هي محور العلاقات بين المسلمين،
ذللت كثيراً من الصعاب،
وأثمرت كثيراً من الثمار الطيبة في حياة الأمة،
ولقد جاءت أدلة عديدة تؤكد هذا المعنى الكريم،
وتبين المكانة الرفيعة لمن أنعم الله به عليه، منها:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء,
يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله"
قالوا: يا رسول الله, تخبرنا من هم؟ قال:
"هم قوم تحابوا بروح الله, على غير أرحام بينهم,
ولا أموال يتعاطونها, فوالله إن وجوههم لنور,
وإنهم على نور, لا يخافون إذا خاف الناس,
ولا يحزنون إذا حزن الناس.
وقرأ هذه الآية:
"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"

وقال عليه الصلاة والسلام:
"إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟
اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"

وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر منهم:
"ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه, وتفرقا عليه"


والأخوة في الله لا تنقطع بنهاية هذه الدنيا، بل هي مستمرة في الآخرة,
يقول تعالى:
"الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"

إن التحابب في الله والأخوة في دينه من أفضل القربات,
ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون بالمتحابين في الله,
وفيها حقوق بمراعاتها تصفو الأخوة
عن شوائب الكدر ونزغات الشيطان,
فبالقيام بحقوقها يُتقرَّب إلى الله زلفى,
وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلا.