لا جدوى من البحث عن أي منطق جغرافي للتنبؤ بمدى الإثارة التي تلقي بظلالها على هذا الفريق أو ذاك في مباراة مصيرية ضمن مرحلة خروج المغلوب خلال بطولة كأس العالم FIFA، ولا سيما في نهائيات البرازيل 2014، حيث حُسمت خمس مباريات بعد الوقت الإضافي في ثمن النهائي، وهو رقم قياسي جديد في هذه المرحلة من المسابقة.
وعلى هذا الأساس، فإن الإتجاه العام واضح بشكل لا غبار عليه: فكل مباراة من المباريات تحمل في طياتها كل عناصر الإثارة والمتعة والحماس والتشويق دون أدنى شك.
وبالنسبة للفريق البرازيلي، تتميز مباريات خروج المغلوب في عقر الدار بطابع خاص جداً. فبينما اعتاد السيليساو على ملاقاة عمالقة أوروبا في مثل هذه الأدوار على الأقل مرة كل أربع سنوات، ها هو الآن يكتشف طعم مواجهة جيرانه من أمريكا الجنوبية.
في حديث حصري لموقع FIFA.com بعد المعركة الجسدية والنفسية التي انتهت بتأهل أصحاب الأرض بركلات الترجيح على حساب تشيلي في أولى مباريات ثمن النهائي، قال لاعب الوسط البرازيلي راميريز بصوت منهك ونبرة تنبعث منها مشاعر السعادة إن المواجهات بين السيليساو وبقية منتخبات أمريكا الجنوبية "تحمل دلالات خاصة، بشكل عام. ففي بعض الأحيان، يبدو أن لديهم رغبة جامحة في الفوز علينا أكثر من تلك التي تنتابهم عندما يلعبون ضد فرق أخرى. لا يمكنك أن تفعل أي شيء حيال ذلك: المهمة صعبة للغاية دائماً، إنها مباريات من طراز آخر."
وهناك تفسير منطقي لذلك. فعندما يلاقي أبطال العالم خمس مرات منافساً من أمريكا الجنوبية، تكون المباراة مفتوحة على احتمالين اثنين، لا ثالث لهما: فإما أنهم يواجهون فريقاً أقل منهم مكانة ومرتبة، وبالتالي فإنهم قد يجدون أمامهم خصماً على أهبة الاستعداد لخوض مباراة العمر ودخول التاريخ من أوسع الأبواب، أو أنهم ينازلون أحد الخصمين التقليديين - الأرجنتين أو أوروجواي - في معركة كلاسيكية طاحنة تحت عنوان "نكون أو لا نكون".