ابقى مشغولا ... تبقى سعيدا !!

في الاساطير اليونانية القديمة,يعاقِبُ الالهة المتمرد سيزيف بدحرجة صخرة ضخمة على تل منحدر، ولكن قبل أن يبلغ قمة التل ، تفلت الصخرة دائما منه و يكون عليه أن يبدأ من جديد مرة أخرى.وذلك لان سيزيف كان أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا الإغريقية، ولكن ربما كان هذا افضل حالا له مما لو كانوا قد حكموا عليه بالجلوس والتحديق في الفضاء حتى نهاية الوقت . لان الفراغ سم قاتل للإنسان وافعى تلتف حول رقبته وتطوقه وتقضي عليه.فالفراغ اصبح قاتلا ويؤدي في الكثير من الاحيان الى التفكير في اشياء غريبة لا علاقة لها بالواقع .. واذا كان الفراغ مصاحبا معه شيئا من الاكتئاب فلا نستغرب ان يفكر أي شخص في الانتحار كحل سهل لمشكلته والتي اساسها الفراغ.

فالذي يعرف قيمة الوقت، ويستغله في سبيل منفعته، هذا لا يمكن أن يجد وقت فراغ، لأن وقته لا يكفى مطلقًا لما يضعه أمامه من مسئوليات
الذي عنده وقت فراغ، لابد أن في حياته فراغًا لم يمتلئ بعد.. ووجود الفراغ في الحياة، وفي الهدف، وفي الطموح هو أمر مؤسف حقًا!
لذلك فأصحاب الرسالات الكبيرة، ليس لديهم وقت فراغ لان لديهم طموح في حياتهم، سواء كان طموحًا روحيًا وعلميًا، وحتى طموحًا ماديًا.. كل هؤلاء ليس أمامهم وقت فراغ..
وقت الفراغ قد ينشأ من عجز الإنسان في معرفة كيفية الاستفادة من وقته.. فإن عرف، زالت من أمامه هذه المشكلة..
وقد تقف مشكلة وقت الفراغ أمام المسنين كثيرا، وذلك لانهم أكملوا خدمتهم وأحيلوا إلى المعاش وإلى الاستيداع.. وظنوا أن رسالتهم في الحياة قد انتهت، وأصبحت حياتهم الباقية بلا عمل وبلا هدف!
يلزم هؤلاء أن يبحثوا عن عمل يعملونه، حتى لا تصبح حياتهم مملة وثقيلة عليهم..
والمفهوم الروحي لتقضية وقت الفراغ، ليس هو البحث عن وسيلة تقتل الوقت!! وإنما البحث عن وسيلة للإستفادة من الوقت ...
فالوقت هو جزء من الحياة، ومن الحرام أن تقتله وتضيعه هباء. وإلا كانت حياتك رخيصة في عينيك! وكان وقتك لا قيمة له!!

إن العقل دائم العمل، لا يهدأ ولا يصمت. إن لم يفكر في الخير، قد يفكر في الشر.. وعلى الأقل يفكر في تفاهات لا تبنيه.. وهكذا بدلًا من أن يقابل فراغ الوقت، يقابل فراغ الحياة وفراغ التفكير!




تحياتــــــــــــي ..