بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم اصدقائي؟أسأل الله أن تكونوا بألف خير
"كيف تجعل الطاعة الواحدة تتضاعف ثوابها ويكثر فضلها؟

""الأصل في الطاعة والعبادة ان ينوي العبد بها عبادة الله لاغير-فإن نوى بها الرياء صارت معصية واما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة ،فيمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب إذ كل واحدة حسنة ثم تتضاعف كل حسنة بعشرة امثالها

ومثاله"القعود في المسجد"
فانه طاعة ويمكن ان ينوي فيه نيات كثيرة حتى يصير من فضائل اعمال المتقين ويبلغ به درجات المقربين

اولها-أن يعتقد أنه بيت الله وأن داخله زائر الله

ثانياً-ان ينتظر الصلاة بعد الصلاة فيكون في صلاة

ثالثاً-الترهب بكف السمع والبصر والأعضاء عن الحركات والترددات

رابعاً-عكوف الهم على الله ولزوم السر للفكر في الآخرة ودفع الشواغل الصارفة عنه الاعتزال إلى المسجد

خامسها-التجرد لذكر الله أو لاستماع ذكره وللتذكر به

سادسها-ان يقصد إفادة العلم بامر بمعروف ونهي عن منكر إذ المسجد لايخلو ممن يسيء في صلاته او يتعاطى مالايحل له،فيامره بالمعروف ويرشده إلى الذي يكون شريكاً معه في خيره الذي يعلم منه فيتضاعف خيراته

سابعها-أن يستفيد أخا في الله فإن ذلك غنيمة وذخيره للدار الآخرة والمسجد معشش بأهل الدين المحبين لله وفي الله

ثامنا-أن يترك الذنوب حياء من الله تعالى-وحياء من أن يتعاطى في بيت الله مايقتضي هتك الحرمة

وهذا طريق تكثير النيات وقيس على ذلك سائر الطاعات إذ ما من طاعة إلا وتحمل نيات كثيرة وانما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير وتشمره له،فبهذا تزكوا الأعمال وتتضاعف الحسنات ،،ولهذا فقد امتنع جماعة من السلف من جملة الطاعات إذ لم تحضرها النية وكانوا يقولون:ليس تحضرنا فيه نية! لعلمهم أن النية روح العمل وأن العمل بغير نية صادقة رياء وتكلف وهو سبب مقت لا قرب ،،وان النية ليست مجرد قول:إني نويت بل هو انبعاث القلب يجري مجرى الفتوح من الله تعالى فقد تتيسر في بعض الاوقات وقد تتعذر في بعضها،من اجل ذلك كان عندهم إذا سئل عملا من اعمال البر يقول:إن رزقني الله تعالى نية فعلت

الإمام ابي حامد الغزالي"رحمه الله"
بشكل مختصر وبسيط

"""^_^أسأل الله ان يجعل اعمالكم وطاعاتكم خالصة لوجه الكريم