يسألوني من انتِ فأجيب دائما بأني فتاةٌ تحاولُ ان تبحث عن عنوانٍ مناسبٍ لحياتها .
كنتُ اركضُ دائماً خلف الحلم , ولم استطع اللحاق به يوماً ,
حتى اصطدمت برجلٍ ساعدني كثيرا .
حدثني في ظلام ذلك الشارع , لم تكن ملامحهُ ظاهرةً ابداً , مع ذلك كان يبدو وكأنه رجلٌ كبيرٌ في السن .
وبصوتٍ هادئ قال لي : دعكِ من الجري والاسراع واجلسي يوماً لِتُفكري , في من انتِ, ما هو حُلُمكِ الحقيقي ,
دعك من تلك الاحلام المزيفه ,
اجلسي وابحثي عن هويتك .
****
اجبتهُ بكلماتٍ متسارعه ملئها اليأس والاجهاد ,
لقد .. لقد تعبت كثيرا .
لم يعد بأستطاعتي اكمال طريقي , ربما ينتهي بي المطاف بالاستسلام
اشعر ان هناك في داخلي وجعاً لا اعلم سببه او مصدره , انا فقط حزينه دائما .
هداء من روعي مجدداً وعاد لحديثه الهادئ وقال :ارئيت انتِ دائماً هكذا , متسرعه
حتى في الحديث والتعبير عن ما في داخلك , مع ذلك اسعدني انكِ قلتيه .
اتركي عنك تلك الطرق الوعرة وذلك الشارع المزدحم بالراكضين , عودي الى منزلك الدافئ , اجلسي الى المدفئه ,
احتسي كوباً من الشاي , وفكري هل رغبت حقاً في تحقيق هذا الحلم , هل كنتِ تحلمين به يوماً .
ام انكِ ارغمتي عليه .
فأجبته اجابه سبقتها تنهيده طويله ..... نعم ارغمت عليه .
سرعان ما قال لي : ومن ارغمكِ
اجبت مسرعةً : الضروف ... نعم الضروف هي من دفعتني للركض خلف حُلُمٍ لا اريده لا اتمناه لا احبهُ ولا اجد نفسي فيه .
عاد من جديد الى كلامه الهادئ وقال : فل تهدئي ولا تجعليه سبب بؤسكِ والمك.
بل اجعليه سبباً في نجاحٍ اضافي لكِ , لعل الله يكتب لكَ فيه خيراً اضافياً.
بعد هذه الكلمات , هبت ريحٌ اختفى مع عصفها ذلك الرجل ,
وكأنهُ كان حُلماً دافئ في جوٍ شتائي مثلج.
عُدت بعد ذلك افكر في كلام ذلك الرجل لايام حتى امتلكتُ قناعه كبيرة بالاجتهاد , لن اركض خلف الحلم بل سأدعه يأتي اليّ بنفسه بأجتهادي ومثابرتي .
****
بعد سنين طويله .
طرق باب مكتبي ..... دخل رجل حين سمعت صوتهُ تذكرت كلمات ذلك الرجل الهادئ ,,, فأذا به شابُ يقف امامي ويقول لي بصوته الهادئ : هنيئاً لك فلقد تحقق حلمكِ اخيراً .
لا بالبكاء على امرٍ لا تريدينهُ ولا بالتمني بل بالاجتهاد وبالمثابرة , بتعليقه امام عينك والسهر الطويل من اجله.
وبعد حديث طويل دار بيننا علمتُ بأنه اخ لصديقتي ارسلته من اجل ان توقض الامل في نفسي .
وكل كلماته الهادئه كانت مجرد تمثيليه مدبرة.
حينها ضحكت كثيراً علمت اننا لا نحتاج الى لدفعه من امل ان نزرع في نفوسنا المحطمه العزيمه والاصرار
في النهايه نستطيع ان نصل الى ما نريده .
امرأءة تحدت الضروف هذا هو العنوان المناسب لحياتي
تحياتي
بقلمي #رمز_المحبه abeer65
عبير الجابري