مرحبا جميعا*** (تمّ وضع الحاجز وغادر الجميع تاركين الطّفلين خلفهم) ملّ دان التّحديق في أمواج البحر الرّتيبة وتوجّه نحو الكوخ حيث هيلين دفع الباب بهدوء وبدا له كأن لا أحد في الدّاخل وفجأة تلقّى ضربة على رأسه بشيء ليّن وعندما لم تفلح الضّربة الأولى تتالت الضربات على رأسه بلا تردّد يبدو أنّ المهاجم يحمل نيّة واضحة لقتله
أنا آسف حقّا على هذا التّأخير ولكن لكي اعوّضكم فسأنزل فصلين هذا الأسبوع
الأوّل هو هذا الفصل الإضافي الثّاني والآخر هو الفصل السّابع
لمن التحق الآن أو فوّت فصلا
(الفهرس الخاص بروايتي "أشدّ ضياء من الشّمس")
أمسك الفتى بالسلاح الذي بدأ فعلا يزعجه وقال:" هلاّ كففت عن ضربي بدبّك؟!"
سحبت الصّغيرة دبّها من يده بقوّة وقد أظهرت عدم الرّضا لفشل خطّتها
دان:" ماذا كنت تنوين بالضّبط؟"
شدّت على دبّها وتمتمت باستياء:" ولكن لم ينجح هذا في الرّوايات؟ كان من المفترض أن تفقد وعيك!"
دان:" ولماذا تريدين ان أفقد وعيي؟!"
هيلين:" أردت رؤية وجهك عندما تنهض وتجد نفسك مقيّدا على صخرة وأنت توشك على السّقوط في البحر."
-. . . كنت تنوين إصابتي بنوبة قلبيّة؟!
- لا ليس هذا رغم أنّ هذا ممتع أيضا لكن كنت أريد رؤية اللّقطة التي قرأتها في الرّواية في الحقيقة فقط ،كنت سأنقذك في النّهاية صدّقني.
- صدّقتك... ولكن أيّ نوع من الرّوايات تقرئين؟
جلسا على السّرير بلا أيّ كلمة كلاهما يفكّر في طريقة لإمضاء الوقت انتاب دان شعور غريب وظلّ يتأمّل هيلين وهي تتحادث مع دبّها بصوت خافت وتلعب بطرف ثوبها الأبيض كان يشعر بأنّ عليه قول شيء ما أو فعل شيء ما متذكّرا نصائح شقيقه في التّعامل مع الآنسات هو يؤمن أنّ معظم ما يقوله أخوه في هذا الموضوع غير موثوق به ولكن ...
همّا بالكلام في نفس الوقت، احمرّ كلاهما خجلا فأومأ لها دان أن تتكلّم هي الأولى متّبعا نصيحة أخيه في مثل هذه المواقف
هيلين :" مارأيك أن نقيم حفلة شاي؟"
فرح هو باقتراحها الذي أنقذ الموقف :" ولكن من أين لنا بلوازم الشّاي؟"
- آه لا تقلق _ قلبت الدّبّ رأسا على عقب وفتحت جيبا لم يكن ظاهرا وأخرجت كلّ ما يلزم للحفلة_ رأيت؟ اللّورد أدولف دائما يملك الحلّ.
- اسمه اللّورد أدولف؟
- نعم والآن كفى حديثا عليك تجهيز طاولة لائقة لأميرة مثلي كما أنّه يلزمنا موقد.
- لا مشكلة هذه المرّة أنا من يملك الحلّ وليس اللّورد أدولف _قالها بشيء من الفخر_ لكن عليك الإحتفاظ بالسّرّ فحتّى أخي لا يعلم بما سأريك إيّاه الآن.
أحسّت بالحماس والتّشويق والإمتياز ايضا لأنّها ستعرف سرّا لا يعرفه أحد
قام دان بفرك اصبعين قليلا وكأنّ الإحتكاك قد أحدث شرارة أشعلت كومة صغيرة من الحطب اتّسعت عينا هيلين وصاحت لمّا رأيت تآكل الحطب المشتعل :" هذا رائع! إنّه أشبه بالبرق عندما يُشعل الأشجار!"
- بل هو البرق نفسه!
وجّهت نظراتها المشعّة نحوه فواصل بزهو:" أليس البرق ناتجا عن احتكاك الشحنات بين الغيوم؟"
- هذا صحيح قرأت هذا في الكتب لكن حدوث ذلك مناحتكاك اصبعيك فقط ولتلك المدّة أيضا أمر غير منطقيّ.
- وهنا تأتي قدرتي فأنا استطيع توليد شحنات صغيرة كفيلة بإنتاج الشّرارة التي رأيتها.
- إذا لا تستطيع فعل أكثر من ذلك؟
- لقد حاولت مرّات عديدة وأنا واثق من أنّني قادر على توليد أكثر من هذا ولكن كلّما حاولت أشعر وكأنّ هناك ما يحبس قدرتي او يقيّدها.
اكتفت هيلين بهذا رغم أنّها كانت ترغب في السّؤال أكثر. بعد إعداد كلّ ما يلزم جلسا إلى طاولتهما الصغيرة والتي هي عبارة عن جذع شجرة مقطوع أفقيّا على شكل حلقة عليه أوراق كأنّها غطاء للطّاولة وفي الوسط وُضعت زهور جمعاها معا
- أنا آسفة ولكنّي لا أملك سوى كأس واحد لكلّ طاقم لذا فكأسك سيكون مختلفا عن باقي الطّاقم.
- لابأس المهمّ أن نستمتع!
كانا قد انسجما في الحديث و أعجب كلّ منهما بحياة الآخر وتبادلا أسرارهما الطفوليّة في النّهاية اصبحا صديقين مقرّبين. رتّبا المكان بعد أن كانا قد يطاردان بعضهما داخل الكوخ لأجل قطعة الكعك الأخيرة وسرعان ما بدأ التّعب يسري في جسديهما
دان:" ماذا نفعل الآن لين-تشان؟"
تثاءبت:" الآن أريد أن أنام."
تثاءب هو الآخر:" أنا أيضا ولكن قبل هذا لنفرغ باقي طاقتنا في لعبة أخيرة."
- ماهي؟
- الإختباء والبحث.
وبعد فترة نام كلاهما تحت شجرة.
أرجو أن تكونوا قد استمتعتم إلى اللّقاء في الفصل القادم
رد مع اقتباس
