السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم أعزائي أعضاء منتدى سبيستون
بين يديكم قصة قصيرة مبهمة كتبتها ،و احببت عرضها لكم.
على أمل ان تنال إعجابكم.
(القصة ليست كاملة لكن لا افكر في عرض تتمتها)
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
" هل أنتَ ذاهبٌ حقاً؟ "
سأل الاشقر بقلق رغم معرفته الإجابة مسبقاً إلا انه تأمل ان يكون لدى صديقه الواقف امامه رأيٌ آخر.
التفت إليه المعني وتقدم منه بهدوء و رأسه إلى الاسفل ولم يتفوه بكلمة..
"لا تفعل ارجوك، انا بحاجتك"
اردف الاشقر بحنق
رفع المعني رأسه اخيراً و ابتسامة حزن رُسمت على محياه ليقول بصوت هادئ خالطته بحة بكاء " عليَّ الرحيل، الوضع لا يسمح ابداً ببقائي هنا ثمَّ ـــــــ "
" إذاً خذني معك يا جين ..لا تتركني هنا، فلا معنى لحياتي بدونك" قاطعه الاشقر و دموعه اخذت الطريق إلى وجهه
هزَّ جين رأسه نافياً و تلك الابتسامة المغتصبة لم تترك وجهه و قال "لا تبكِ يا يون..
عليكَ أن تبقى إلى جانب أمك و شقيقكَ الأصغر، فهم بحاجة إليك"
انزل يون رأسه بدوره و قال بصوتٍ متحشرج " و ماذا عن شقيقتكَ انت هل ستتخلى عنها؟"
" لديها والدي " اجاب جين بينما يرفع راسه الى السماء مانعاً دموعه من السقوط..
" هذا ليس عدلاً ، ليس عدلاً" صاح يون بغضب.
" عليكَ ان تعلم يا صديقي ان الحياة ليست عادلة ابداً ،فقد تتحول من مظلومٍ إلى ظالم في لحظات بسبب زلةٍ بسيطة، فطبع الانسان ينسى جميع محاسنك عند اصغر خطأ، حتى وإن كان عن غير قصد، لذا خذها مني كنصيحةٍ أخيرة... لا تثق بأحد.
حتى اقربُ الاشخاص لديك و من فيهم انا كذلك"
كانت عينا يون متوسعتان و هو ينصت الى كلام صديقه الذي بدا له مبهماً، رغم هذا قال و ما زال يبكي : انا لا افهم، لما قد لا اثق بكَ انت؟ ربما الآخرين اجل، لكن انت، اثق بكَ اكثر من نفسي.
تقوست شفتا جين بانزعاج ليمحو تلك الابتسامة المزيفة و تمتم بصوتٍ خافت يشوبه غضبٌ خفيف و انهى كلامه بصراخ : لماذا لا تفهم؟ لماذا؟
ارجوك يون لا اريد التسبب لك بالمزيد من الألم، فقط انسى امري و عش حياتك من أجلي.
هزَّ يون رأسه نافياً مبدياً استياءه و اعتراضه على كلام صديقه و همَّ ناطقاً لولا ان اوقفه جين بوضع سبابته على فمه ليمنعه من الحديث، بينما اردف : هذا يكفي، تأخر الوقت و عليَّ الرحيل قبل ان يراني أحدٌ من أهل القرية.... [صمت قليلا ثم تابع]...و انت عليكَ العودة قبل ان تقلق والدتك.
لم يبدي يون أي استجابه بل فضَّل الصمت مُخفِضاً رأسه، و قبضتيه مشدودتين بقوة.. لكنه لم يلبث ان توسعت عيناه بصدمة و ارتخت قبضتاه إثر عناق جين له هامساً بكلماته الاخيرة التي جعلت من يون يفقد آخر ما تبقى له من صبر و احتمال لينهار جاثياً على ركبتيه سامحاً للمزيد من الدموع ان تخرج بغزارة و كأنها طيورٌ حُبست داخل اقفاصها،ثم سمح لها اخيراً ان تتحرر لتنطلق بقوة..
ألقى جين نظرة اخيرة على صديقه الوحيد و همس بأسى " آسف " ثم مشى مبتعداً تاركاً وراءه كل ذكرياته الجميلة التي قضاها في قريته، و مخلفاً حزناً عميقاً لدى من احبوه، ربما لم يكن احدٌ يحبه سوى صديق طفولته الوحيد يون ،على الأقل هناك واحد و هو افضل من لا احد..
∵∵∵
∵∵
∵
و ربما لن تكون هذه هي النهاية بين هذين الصديقيْن... على كل حال فالنأمل ذلك..
∵
∵∵
∵∵∵