في ربيعي السادس عشر كنت من الطلبة المتميزين بالمدرسة وكانت عائلتي غنية جدا وكان لي صديقان "مهند وزهراء"
لقد وثقت بهما كثيرا ودائما ما كنت ادعوهما لمنزلي وقد كانا اعز اصدقائي
وفي عطلة الصيف ذهبت مع عائلتي في رحلة الى البحر ولاكن في طريق عودتنا للمنزل وقع حادث سير أدى الى موت أبي وأمي وكسر ساقي
وبعد مرور نصف ساعة على الحادثة المروعة أتت الشرطة وأخذتني الى المستشفى وبقيت في المستشفى مدة شهرين.
يوميا كنت انتظر مجيئ اعز اصدقائي ليطمئنو عليّ ولاكنهما لم يأتيا !
لقد شعرت بفراغ كبير في قلبي بعد موت ابي وامي وعدم سؤال اصدقائي علي
وبعد مرور الشهرين خرجت من المستشفى بحثت عن اي شخص يخفف عني الألم والحزن الكبير الذي في قلبي ، ولاكني لم اجد !
كان العالم قاسي وكل الأشخاص الذين اعرفهم رحلوا لم يتبقى لدي شيئ! جلست وحدي أبكي على أبي وأمي اللذان تركاني وحيدة في هذا العالم
أبكي على أصدقائي اللذين نسوني وبقيت على هذه الحال مدة من الزمن.
وبعد إنتهاء العطلة الصيفية المؤلمة عدت الى المدرسة
كنت وحيدة في الصف كأنه لم يعرفني احد!
حتى اعز اصدقائي تجاهلوني كأني شخص غريب !
أنتهى الدوام وكنت في طريقي للمنزل ،
وتذكرت أني نسيت دفتر ملاحضاتي بالصف عدت للمدرسة لكي اخذه
وفي الصف رأيت مهند وزهراء يتحدثان! , قال مهند: تلك الغبية خسرت ثروتها لافائدة من إستغلالها بعد الآن
عندها علمت بأنهما كانا يخدعاني!
وكانا يستغلاني فقط لمصلحتهما!
لقد كانت هذه الكلمات مثل السهم الذي اصاب قلبي ،
عندها فقط إستيقظت من حماقتي , و أقسمت أني سأصبح افضل من السابق
بعد تخرجي من الثانوية إلتحقت بقسم الفن وعاهدت نفسي بأن أصبح افضل ممثلة بالبلد
لكي يرى صديقاي كم أنا تغيرت عن السابق وأني تغيرت لأثبت لهما أني بخير بدونهما!
في سنوات دراستي بالجامعة تعرفت على "صالح ولجين" لقد كانا شخصان لطيفان ومحبوبان ولاكني لم أثق بهما في البداية
كنت خائفة ان يخوناني كما فعل "مهند وزهراء"
ولاكنهما كانا يساعداني كثيرا لأنهما اكبر مني لقد إستفدت من خبرتهما الكبيرة في الفن ، وبعد التخرج إنضممت الى شركة "ltm" للفنون الجميلة بعدما نصحني "صالح ولجين" بالأنضمام إليها
بدأت مسيرتي الفنية بتمثيل المشاهد الساخرة لقد كان تأدية هذه الأدوار محرج جدا ، ولاكني لم أستسلم بل كانت دافع ﻷتقدم للأمام
وبعد مرور عشر سنوات من الجد والتعب والتدريب الشديد أصبحت ممثلة مشهورة وبدأت بتمثيل أدوار رئيسية وشخصيات مهمة ،
لقد كان فضل نجاحي وتميزي بالفن يعود الى صاحباي "صالح ولجين"
اللذان اخرجاني من الضلمة والوحدة التي كنت بها
أما الصديقان الخائنان "مهند وزهراء" فقد كنت حمقاء للوثوق بهما وحتى بعد الحزن الشديد والألم الذي أصابي بسببهما ، فقد تغلبت على مشاعري وأخرجتهما من حياتي وعندها فقط ادركت أني لست بحاجتهما بل هما من كانا يحتاجني
وبعد مرور عشر سنوات من مفارقتي لهما ، إلتقيت بهما عن طريق الصدفة بأحد المحلات التجارية !
لم أرد التحدث إليهما ولم أعرهما أهتماما ولاكنهما أتيا إلي وأعتذرا مني وطلبا مني أن أسامحهما
وأخبراني بأنهما الآن يدرسان في كلية العلوم الساسية
لقد كانا يريدان ان يصبحا سياسيان ،
وأخبراني بأنهما شاهدا الأدوار التي قمت بتمثيلها وأشادا بتمثيلي ،
وفي النهاية ذهب كل منا بحال سبيله ...
حتى وإن أعتذرا لن انسى الأيام المرة التي عانيتها بسببهما
وأتمنى أن أنساها في يوم ما ،
بعد لقائهما مرة أخرى أدرت بأني تغيرت كثيرا لقد اصبحت اقوى ولقد اصبحت إرادتي صلبة لتحقيق غايتي محوت تلك الفتاة الخرقاء الغبية التي كنت عليها
وأكملت مسيرتي الفنية بصفتي الممثلة رقم "1" بالبلاد برفقة صاحباي "صالح ولجين"
نستخلص من خذه القصة
*لَيِسَ كُلُّ مَنْ صَاَدَقَكَ صَدَقَكْ
***ألنهاية ^^***