رجل في الثلاثين من عمره كان يحضر احدى المحاضرات في التنمية البشرية,اخبرهم المحاضر ان يجلسوا للحظات مع انفسهم, يمضو فيها اعينهم لمدة عشر دقائق و يفكروا في شخص او اشخاص كان لهم فضل كبير عليهم, محمد شاكر المهندس الذي عايش المحاضرة ما طفق يتذكر معلمته ابتسام,معلمة مادة الرياضيات في مدرسته القديمة, التي كانت دائما تحببهم في المادة و تحمسم للدراسة لقد حببتهم في المدرسة و الحياة,كانت الابتسامة لا تفارق محياها و منذ ذلك الوقت و هو لا يستطيع نسيان ابتسامتها الساحرة و بفضلها احب الرياضيات و اصبح مهندسا-لامعا-
الان استفاق محمد على صوت مدربه و هو يقول : الان ليفكر كل كل منكم بان يرسل لمن يحب رسالة يعبر بها عن حبهو تقديره و شكره و امتنانه
انتهت الدورة التدريبية و محمد شاكر ما زال يفكر في ما قاله المدرب, لقد مضت 25 سنة منذ ان غادر مدرسته و منذ ذلك الوقت لم يسمع عنها شيئاقرر شاكر امرا في نفسه و صمم عليه, ساسال عن عنوانها, لا بد انهم يحتفظون بعنوانها في ارشيف المدرسة
في صباح اليوم التالي تحرك شاكر بكل حماس, بحث يمينا و شمالا و من هنا و هناك سال و استفسر حتى وجد غايته, لقد وجد عنوانها و لكنه فوجئ بانها سافرت مع زوجها الى بلد عربي شقيق, لحسن حظه اعطته احى المدرسات عنوان شقيقتها ليسالها عن عنوانها, و هذا ما حصل فعلا اخذ محمد عنوانها و خط بقلمه رسالة حب و تقدير لها,جاء فيها
معلمتى الفاضلة ابتسام
تحية صادقة و اشواق قلبية مخلصة ابثها لك عبر خطابي هذا ... كيف حالك و احوالك؟ اسال الله العلي القدير ان تكوني بخير حال و صحة و عافية,قد لا تذكريني لكني احد طلابك النجيبين,و بفضلك-بعد الله-اصبحت مهندسا"لامعا", و في خضم و زحمة الحياة نسيت ان اشكرك وقتها,و جائت اللحظة المناسبة اليوم لكي اذكر فضلك علي اتمنى ان لا يكون الوقت قد فات , شكرا" استاذتي الفاضلة على تعليمك و تاديبك لنا ... و كل الحب و التقدير لك
مع تمنياتي لك بالحياة الرغيدة و العيش الهانئ السعيد
--تلميذك النجيب محمد شكر—
احس بضميره مرتاحا" بعدما اودع الرسالة في صندوق البريد,و نام ليلته تلك قرير العين مرتاح النفس هانئ الفؤاد
بعد اسبوعين تلقى محمد رسالة من معلمته القديمة ابتسام , جاء فيها
--عزيزي المهندس/ محمد شاكر. .. تلميذي النجيب –
لقد تلقيت رسالتك بسعادة غامرة لا استطيع ا ناصفها لك, و جائت في وقتها المناسب تماما" فانا الان في الخامسة و الستين من عمري,و قد مات زوجي منذ سنتين, و تزوج ابنائي و رحلو عني,و انفض عني الااصدقاء ,الا القليل منهم,و اعيش وحيدة في بيتي, لقد تخرج من بين يدي اجيال من لاالشباب و البنات,لكن لم يتذكرني احد برساة سواك, لقد اجهشت بالبكاء حين وصلتني رسالتك, لاني ادركت ان حياتي و مجهوداتي لم تضع هدرا ",و ان احد تلامذتي النجباء اصبح مهندسا لامعا اعتز و افتخر به,لقد وضعت رسالتك في اطار خشبي مبروز,و اسندتها الى طاولة بجانب سريري , لكي اراها كلما استيقضت صباحا " او خلدت الى النوم مساء " لقد منحني رسالتك املا جديدا في الحياة
بني اتمنى لك نجاحا لا يزول زرع الله في قلبك الفرح للابد كماا زرعته اليوم في قلبي
اتمنى انها اعجبتكم
تحياتــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــي