عندما كنت في التاسعة
طُلب من والدي كتابة مقدمة وبعض الملاحظات
حول ترجمة لشعر نازك الملائكة
وكعادتي كنت ابحث في مكتبة والدي الهائلة
ووجدت ذلك الكتاب الكبير لأشعار نازك
توقفتُ عند قصيدتها : عاشقة الليل
(المترجَمة بشكل مغلوط الى :
the beloved of the night)
وسُحرتُ بها لسبب ما، متأكدة أنني لم افهم
الكثير منها وقتها ولكن رغم ذلك سحرتني
حتى انني حفظتها بالكامل وقرأتُها لوالدي
عن ظهر قلب وكان فخوراً بذلك
ثم بعد ذلك ضاع الكتاب، طلبتُه من والدي
ولكنه لم يجده في اي مكان
لسبب ما أتذكر بأنه كان ازرق
ولكنه في الواقع كان أحمر اللون
على كل حال، عند انتقالنا للمنزل الجديد
العام الماضي قام ابي بنقل كتبه في صناديق
وبقيت مركونة طوال العام
حتى، قبل بضعة ايام، قرر والدي ترتيب ما تبقى
منها في مكتبته وهكذا وجد ذلك الكتاب مجدداً
وبالطبع اخبرني عنه وسألني إن كنت اريده
أخذته وشعرت بسعادة فارغة كالعادة
سعادة التفكير بأن هذا شيء جيد بدون شعور
قرأتُ تلك القصيدة ووجدتني ما زلتُ أحفظها
حتى بعد ثماني سنوات ما زلتُ احفظها
وفهمتُ لماذا أحببتها، وكأن رفيف الصغيرة
كانت تعرف جيدا الى ما ستؤول إليه الامور
وما الذي ستصبح عليه عندما تكبر
تماماً مثل شبح الفتاة الذي في القصيدة
"غارقاً في الفكر والأحزان والصمت الطويل"
لستُ متأكدة من"الأحزان" فأنا لا اشعر بشيء
يمكن القول بأنها قصيدتي المفضلة
منذ كنت في التاسعة
وها انا أجد نفسي في كتابٍ مجدداً