ياه .. كم أشعر بالحرية .. تدخل إلى مسامي تنفظها .. تزيح غبار القيد عنها .. ياه .. لا أرى الملعب .. ولا الرفاق و لا المدرسين .. فقط الفضاء يتسع أمامي .. كله .. الشمس .. الهواء يتغلغل في شعري .. في محفظتي .. في كتبي .. فيداعب أوراقها التي سجنتي لمدة عام كامل أسيراً بين دفتيّها..أدرس لأقطف ثمرة درسي .. في هذا اليوم .. أنا حرّ اليوم .. أرمي الكتب خلفي .. المحفظة سأهملها .. سأعلن تمردي على الجميع .. على نداءات أمي .. حازم .. أنهض يا ولدي .. ستتأخر على صفك .
ياه .. سأنام على راحتي .. وأنهض على راحتي .. وأتناول فطوري على راحتي .. أنتهى عام دراسي من عمري .
الدرب يتسع أمامي .. خطواتي تحلم بالأتجاه إلى هناك إلى قريتي .. آه .. كم أشتقت إليها .. إلى جدتي .. إلى دروب القرية الضيقة الرائعة جداً .. إلى منزل جدتي الرائع .. والذي لا يشبه أي منزل .. ترى هل هناك منزل في العالم أجمل من منزل جدتي ؟! .. أي شعور غريب يشدني اليوم إلى ذاك المكان .. المهم أنني حر .. لا مدرسة غداً ولا بعده .. آه .. أتجه على حريتي صوب السفوح .. صوب البحر .. صوب النادي .. صوب كل ما أحب .. الرفاق والرحلات .
كم هو رائع أن نشعر بأننا غير مقيدين .
وكم هو رائع أن ندرك أن سعادتنا في كل لحظاتنا هذه التي بين أيدينا .. والتي ستفلت غداً من بين أصابعنا كقطرات الماء .. ساغتنم هذه اللحظات .. سأعد دقائقها وأسجنها في كفي .. الوقت لا ينتظر أحداً .