يحكى أن صبياً .. ذهب مثل كل الأولاد إلى المدرسة .
لكن الصبي الذي أحكي لكم عنه لم يكن طفلاً عادياً , فقد كان يشرد كثيراً , ويبدو كأنه يحيا حلماً واحداً يأتيه في اليقظة وحين النوم , ويرى فيه عالماً جميلاً من الزهور والطيور .
كان الصبي مفتوناً بالألوان يتأملها في كل ما حوله بدهشة وأنبهار في اللون الفضي للسمكة , وفي الذباب الأخضر الذهبي , وفي أحمرار النار المتوهج في كتل المدفأة الخشبية , وفي مياة البحر التي تبدو أثناء الغطس وكأنها غابة من أشجار الزيتون .
كان يرى التلال على البعد متوهجة ويرى أمواج البحر وقد لونها غروب الشمس بلوناً بنفسجي ثم أحمر فاقع .
أعتاد الصبي تأمل نجوم السماء , وتحولات القمر , وألوان الشفق والغسق , كان قلب الصبي ينبض ببهجة غامضة حين يهطل المطر , وتهب العاصفة , ويومض البرق .
وكان يجد متعة في تأمل زهرة عبّاد الشمس وزهرة الياسمين وثمرة القرنبيط ..
الصبي الذي أحكي لكم عنه صبي حقيقي ..