الأمل، لعل هذه الكلمة ليست كما تبدو عليه من تلاصق الحروف مع بعضها البعض، بل أنها تعني الكثير والكثير كفسحةٍ سماوية تُطلُ على مستقبلٍ أجمل تُجبر الشخص على الاستمرار والتحدي، كما وتمده بالطاقة والقوة للوصول إلى ما يتمناهُ ليتجاوز كل العَقَباتِ دون كَللٍ أو ملل، ويَمرُ على الكثيرين وبشكلٍ يومي العديد من الظروف العصيبة والمؤلمة والتي تزيدُ الأمر تعقيداً حتى يكاد الشخص أن يفقد الأمل، ولكن الأمل باقٍ في نفوسنا وإرادتنا باستمرار الحياة بشكلٍ أفضل مما هي عليه.
الأمل في حقيقة الأمر هو طاقة إيجابية يزرعها الله فينا لنقوى ولنتحدى العقبات ونحن نؤمن أن الله تعالى سيقدم لنا كل الخير والرزق والعطاء الذي نتمناهُ وأكثر من ذلك بكثير، فالأمل بالله لا يَخيب أبداً، والثقة بالله تعالى نتائجها مهما بَعدت فهي منقطعة المثيل في حسن العطاء.
عند فقد الأشخاص ما يحبون من أُناسٍ، وأشياء، ووظائف، أو الإصابة بالأمراض، أو الفقر، أو حتى الظروف العصيبة الأُخرى التي تحصل في الحياة اليومية، قد تُسبب مزاجاً سيئاً، وتعكر صفو الحياة لساعات وقد تمتد لأيام وشهور، ولكن إن نظرنا إلى الحياة بشكلٍ حقيقي وواقعي أكثر لنكتشف أننا ما زلنا على قيد الحياة ولدينا القدرة لفعل الأفضل، وأننا فعلاً نقوم بالتغيير.
إن وقوع المشكلة مع شَخصٍ معين هي دليل كافٍ على أن هذا الشخص لديه القدرة الكافية لحل هذه المشكلة والتجاوز عنها بزمن قياسي، لأن الله جل في عُلاه لا يُحملُ نفساً إلا قدرها، فتأكد دائماً أنك نعم تستطيع وتستطيع فعل الأكثر والأفضل، لأن الله تعالى يخبئ الأفضل.
تعطينا الحياة دروساً قاسية بعض الشيء ولكن هذه الدروس تبقى آثارها مدى الحياة، على أمل كسب الخبرة والتفكير بشكلٍ منطقي وهادئ أكثر مما كُنا عليه، ومهما عظم واقع المشكلة إلا أن الحل أمام أعيننا، ولكنه يحتاج بعضاً من الثقة بالنفس، والأمل بأن يرشدنا الله تعلى إلى أفضل الحلول وأسهلها بأقل الخسائر.
إن من أعظم أنواع التحدي هو المرض، فهو يُشعر الإنسان بضعفهِ الكبير، ونذكر مثالاً على ذلك مرض السرطان عافانا الله وعافاكم وجميع المرضى منه، إن جميع الدراسات الطبية أثبتت أنه من أكثر الأدوية فعالية في الشفاء من هذا المرض بعد الله تعالى هو الأمل في الشفاء والذي يمنح المريض المناعة الكافية في مقاومة هذا المرض، فالأمل بالله هو طوق النجاة الذي يجب التشبث فيه وذلك بوضع هدف صوب أعيننا وبذل جهد الوصول إليه والاستمرار بوضع أهدافٍ جديدة أُخرى، دون الاكتراث للعقبات والصعوبات.

(منقووول)