السلام عليكم والصلآة والسلآم على أشرف الأنبيـآء والمرسلين
سيّدنا محمّد صلَّ الله عليه وسلّم
أسأل الله أن يوفّقني في ما سأقوله بعد قليل وأن يحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي
بسم الله والصّلآة والسلآم على رسول الله
أمّا بعد
فقد جذبني عنوان هذا الموضوع المهم والقيّم الذي يمسّ أحد أبهى وأرقّ قيم الصدآقة المعآصرة
إن لم أقل أنّها " مزيّفة " !
فما فآئدة الصديق الذي يلهيني عن ذكر الله عزّ وجلّ ؟
أم بالأحـرى ما فآئـدة هذـا الصديق " المزيّف " الذي يؤدِ دوره على أكمل وجه ؟
يقول المولى عزّ وجلّ في كتآبه الكريم ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم : " يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) "
هنا في هذه الآيـةة الكريمةة بيّن الرحمن سبحانه وتعالى أنّ الذي يتّخذ صديقا كالذي ذُكّر في الآية السآبقة .. سيأتي عليه يوم يندم فيها أشدّ النّدم على ذلك
يوم لا ينفع فيه النـدم ..!!
لذلك فخير ما قيل وخير ما يقآل أنّ نتبعد أشدّ البعد عن هذآ النـوع من " الصدآقـة " وأن نشقّ طريقنا بمفردنا حتى ولوّ نتّخذ الجدرآن أصدقآء لنا !
فهذا النـوع من " الصدآقة " قـد تؤدِّ دورهآ على أتمّ وجه .. يا للأسف !
فما " صديقٌ " بآقٍ ولا " صديقة " بآقية على عهد الرحمن (إلّا من رحم ربّك)
فما نشآهده حآلياً في موآقع التوآصل الإجتمآعي أو في الحيآة الإجتماعية من إنحلآل أخلاقي وانتشـآر مجآلس اللهوّ والمجون أكرمكم الله
وانتشآر الفسق والرذيلة و ... الخ من مظآهر التفكّك والإنهيـآر للأمّة العربية " المسلمة " !!
دعوني أسأل نفسي، هل حقاً هذه الأمّة تمثّل الإسلآم وتنتمي إليه ؟
وتقتدي بسيـرة المصطفى صلّ الله عليه وسلّم حقآ ؟؟
أم أنّها مجرّد أسطر عآبرة أم بالأحرى " حبر على ورق " !!
نحن في زمن يا للأسف ما بقيت فيه صدآقة " حقيقية " ولآ أخلآق ولا أيّ شيء ممّآ سبق
فهذه الظآهرة الخطيـرة قد إستحوذت على عقول شبآب وبنآت الأمّة العربية " الإسلآمية " .. كلّ أسفي على ذلك !
فقد بآئت تشكّل خطـراً علينا نحن أيضاً !
لا أخفي عليكم أنّني في أوّل سنوآت دخولي الجآمعة .. قد تردّدت كثيـراً في اتّخاذ صديق " وآحد " هنآك
وهذآ رآجع للأسبآب السآلفة الذكـر .. فمن خشيتي وخوفي من الله عزّ وجلّ " ما أردت اتّخآذ صديق قطّ " ..
فأنا على علم اليقيـن أنّ الأغلبية السآحقة ينتمون لهذه الفئـة التي نتحدّث عنها .. يا للأسف
لقد اتّخذت الجدرآن أصدقـآء لي .. " ونعم الأصدقـآء " !
يقول المولى عزّ وجلّ ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم : " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) "
في الآية السآبقة إشآرة مهمّة وعظيمـة عن حآلة " النّـدم " التي يشعر بها الإنسآن حين يبتعد عن الله أشدّ البعد
" يَا لَيْتَنِي " هذه الكلمة بالذآت لآ أخفِ عليكم أنّها قد حرّكت كلّ مشآعري وبعثرتها فور قرآءتها .. فذلك اليوم الذي لآ ينفع فيه النّدم على ما سبق وذلك اليوم الذي يُجزى كلّ امرءٍ ما عمل وما فعل .. اللهم اجعلنا من الجنّة
نعم تلك الجنة الأرض السآحرة الرآئعةة الخلّآبة .. مهما وصفت نعيمها فلن أوفيها حقّها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وفي بعض رواياته : ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل "
بالله عليكم أليس هذا الحديث الشريف كآفٍ لما قلته سآبقاً ؟
أليس الله بأرحم الرآحمين، بل أرحم من الأم الحنون
أليس الله غفّآر الذنوب ؟
أليس الله من قآل ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) "
يا الله ! يا الله ! ما أعظمك وما أرحمك وما أعزّ شانك !
سامحنا يا الله على كلّ لحظة غبنا عن ذكرك وشكرك .. سامحنا يا الله على كل ثآنية تمرّ من وقتنا ونحن عن ذكرك نآسون
سامحنا يا الله على كلّ نعمة أنعمتها علينا ولم نحمدك عليها
سامحنا يا الله على كل صلآة أضعناها من عمرنا ونحن للزّمن مجرّد أسمآء
سآمحنا يا الله على كل تقصير بدر منّا تجاهك
يا الله ألست من أخرج يونس عليه السلام من بطن الحوت ؟ ألست من أنقذ ابراهيم عليه السلام من النّآر ؟
ألست من ترزق من تشآء وتغفر الذّنوب جميعها وتعطي كلّ ذي حقّاً حقّه ؟
ألست الذي قال، بسم بسم الله الرحمن الرحيم : " وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
ما أعظمك يا خآلقي وما أعزّك في نفوسنا
اللهم لا تجعلنا من الغافلين ولا تواخذنا إنّ نسينا أو أخطأنا .. اللهم لك الحمد ولك الشكر عدد خلقك ورضا نفسك وزِنة عرشك ومداد كلماتك على كل نعمة أنعمتها علينا من فضلك وعطائك
أسأل يا من غمر العبآد بفضله وعطآئه ورزقه أن تشفيّ كلّ نفس لآ يعلم بوجعها إلّا أنت
اللهم اشفِ كلّ نفس أتعبها مرضه وكثر دآؤها وقلّ دوآئها وأنت سبحانك من تشفِ عبآدك وتدخلهم جنّآت تجري من تحتها الأنهـآر
اللهم آتنا في الدّنيآ حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّآر
سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك .. وصلِّ اللهم وسلّم على أشـرف الأنبيـآء والمرسلين، نبيّنا محمّد وعلى أهله وصحبه وسلّم
السلآم عليكم