نتذكرالماضي، نواجه الحاضر، نمضي نحو المستقبل، ونسافر مع الزمان !
ويبقى السؤال هل نستطيع أن نعود بحياتنا نحو الخلف؟
هل نستطيع أن نصنع مستقبلا مليئاً بالحياة والسعادةبينما نحن نعيش الحاضر؟
|||
إن هذا الامر مرهون بنظرتنا للزمن
فقد نميل الى: التعلق بسجن الماضي _ العيش في لحظات الحاضر_ نوجه أنظارنا نحو طموحات المستقبل،
|
يؤثر كل بعد زمني على نجاحاتنا التعليمية والمهنية، وعلى مدى شعورنا بالصحة والسعادة بشكل عام .
|
وهذا ما توصل إليه عالم النفس زيمباردو، فبعد بحث دام أكثر من عشر سنوات،استنتج ان اتجاهاتنا نحو الزمن تعد المفتاح الرئيسي للتعرف على سمات الشخص مثل التفاؤل أو الألفة أوالتشاؤم ... وغيرها، كما وجد أن منظورات الزمن تؤثر على أحكامنا وقراراتنا وتصرفاتنا بدرجة كبيرة.
|||
يعتقد الباحثون أن منظور الزمن يمكن تعلمه في مرحلة الطفولة،وأن للثقافة أثرا في التوجه نحو منظور زمني معين أكثر من المنظورات الاخرى فافراد المجتمعات التي تؤكد على استقلالية الفرد تميل الى التركيز على المستقبل،
في حين نرى الأفراد في المجتمعات التي تشجع على الارتباط الاجتماعي ميل الى التركيز على الماضي،
وقد يتساءل البعض هل يمكن أن نغير أبعادنا الزمنية بدل من الانطواء على احداها دون الاخرى؟؟..
وللإجابة على ذلك يقول زيمباردو: "يمكننا أن نتعلم بشكل مثالي تغيير انتباهنا بسهولة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأن نكيف عقولنا بصورة واعية في أي موقف نواجهه، فإذا تعلمنا كيف نغير وجهة نظرنا نحو الزمن وفق هذه المواقف فإن ذلك سيسمح لنا بأن نعيش حياتنا بشكل كامل وممتع، كأننسترخي في المساء ونستمتع بالطعام (في الحاضر) أو أن نتذكر بعض الأحداث الجميلة التي وقعت منذ زمن قديم مع أحد الاصدقاء (في الماضي)".
لقد وضع زيمباردو خمسة أبعاد زمنية يمكن أن تحدد شخصية الفرد وسلوكه، وهذه الأبعاد هي:
• الماضي السلبي: توجيه انتباه الفرد نحو الخبرات السلبية التي حدثت في الماضي مما يؤدي الى شعوره بالمرارة والاسف
• الماضي الايجابي: حنين الفرد الى خبرات الماضي الطيبة مما يؤدي الى بقائه متعلقا بها لدرجة كبيرة
• الحاضر الممتع: توجه الفرد المندفع نحو الحصول على اللذة والخبرات الممتعة لكنه لايكترث بالمخاطر التي ممن الممكن ان يقع بها
• الحاضرالحتمي: شعور الفرد بأنهم قيد في الزمن الحاضر، ليس لديه القدرة على التحكم أوالتأثير فيه مممايؤدي الى شعوره بالقلق الاكتئاب
• التركيز على المستقبل: يتسم الفرد هنا بالطموح والتوجه نحو تحقيق الأهداف ومقاومة المغريات في سبيل انجاز الواجبات، ورغم مميزات هذا البعد إلاأنها تأتي على حساب العلاقات الاجتماعية للفرد وشعوره بالراحة.
إن جميع الابعاد الزمنية السابقة تركت أثارا هامة في حياتنا فيما مضى
إذ من المحتمل أن نكون قد توجهنا نحو بعد زمني واحد او أكثر بدرجة كبيرة!
لكن عملية التحكم بهذه الابعاد وتطويرها على نحو مرن تبقى أكثر أهمية من معرفتها فقط.
|
ويكمن الهدف في التعرف على منظور الزمن أن نكون أكثر دراية باحتياجاتنا النفسية وقيمنا الشخصية لتحقيق التوازن والإيجابية
بالاستعمال الجيد للماضي، والعثور على الطرق الصحية للاستمتاع بالحاضر، ورسم الخطط لتحسين ذواتنا وحياتنا المستقبلية .
|
إذ يمكننا تحويل الشعور بالندم من الاخطاء الى خبرات ايجابية
وذلك عن طريق توظيف هذه المشاعر المؤلمة لتغذية دوافعنا نحو عدم تكرار هذه الاخطاء
|
وأن نُشغل أنفسنا ببعض المكافآت والأنشطة التي تُحَول انتباهنا عن مشاعر الندم مثل ممارسة الهوايات، الاستمتاع بالطبيعة، وزيارة الاصدقاء،
|
الأمر الذي يؤدي الى شعورنا بالمتعة+خلق الذكريات السعيدة+الاعتقاد بإمكانية السيطرة على أنفسنا+تغيير المستقبل نحو الأحسن+تجنب المشاعر السلبية(الحيرة والشك)
وبهذا نستنتج أن للزمن أثراً كبيراً على أفكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا، وأن علينا أن نهتم به من الآن فصاعداً أكثر من أي وقت مضى!