ترى الأمور بطريقة.. وأراها بمنظار آخر.. قد تختلف وجهات النظر، وقد تتعدد القناعات.. قد نواجه اختلافات كثيرة بيننا.. (كلام، أطباع، ثقافات، آراء وغير ذلك.. أشكالنا وأجسادنا وملامحنا مختلفة والأعجب كيف لكل واحدٍ منا بصمة أصبع تميزه عن غيره).
نحن مميزون.. عالمك مختلف عن عالمي وعالم غيرك مختلف عنك.. جميعنا عوالم مختلفة عن بعضها.. أكاد أُجزم بأنَّ لكل منا صفات مختلفة عن غيره.. هذا لا يعني اختلافاً جذرياً، فهناك أمور متشابهة بعض الشيء بين أشخاص وآخرين.. ولكن لا يوجد شخص مطابق للآخر في كل شيء.
هذا الاختلاف نعمة، وخير من الله سبحانه وتعالى، ليتكامل البشر في ما بينهم، فيكون هناك أخذ وعطاء، تبادل أفكار، تعاون، فما لا أملكه، يملكه غيري، وما لا أعلمه وأعرفه يبدع فيه غيري وأتعلم منه ويتعلم مني وهكذا الحياة.
لابد أن نوطن اختلافاتنا هذه بما يعود علينا بالنفع.. أتقبل غيري وأحاول أن أفهمه.. أتعلم وأعلم مهما كبرت ولا عمر للعلم.. أشارك الآخرين أفكاري وأبدي رأيي بثقة.. أساهم بالتغيير الإيجابي لي ولمن حولي.. إذا وهبني الله هواية أو علما أو حرفة أُحسِن استغلالها وأُفيد غيري.
تعلموا كيف تتجانسون، بعضكم مع بعض، رغم الفروقات.. تعلموا كيف تحبون بعضكم.. تعلموا أن تحبوا عالمكم المميز.. وأن يعكس عالمكم هذا مكنوناتكم الجميلة.
الاختلاف حكمة وجمال.. اختلافك دليل هويتك.. الاختلاف رحمة.. نعم أنا مختلف وأنتم مختلفون.
كونوا سعيدين باختلافاتكم الجميلة.. لا تقارن نفسك بغيرك، بل اعمل لتكون إنسانا أنت ترضىٰ عنه.. فالرضا عن النفس وتقبلها أمر إيجابي، وهذا يتحقق بالقناعة واكتساب المهارات الحياتية التي تعيننا على التقدم للأمام.. ابتسم واجعل من اختلافك أثرا يفوح شذاه على من حولك ويطبع العلم والمعرفة في القلوب.