عباد الله.. نشهد هَجْراً للقرآن العظيم في أنحاءٍ شتَّى، فإلى الله - وحده - المشتكى، فقد هُجِرَ القرآنُ الحكيم تلاوةً، وزهد الكثير في مذاكرته وحفظه وتدارسه على الرَّغم من حرصهم الشَّديد على متابعة وسائل الإعلام بشتَّى طرقها المشروعة وغير المشروعة؛ ليتابعوا بلهفٍ وشوق أخبار مَنْ لا خلاق لهم عند الله تعالى.



وهجِرَ القرآنُ المجيد استماعاً، وارتبط استماع القرآن في أذهان كثير من النَّاس بالأحزان والسُّرادقات التي تقام للمآتم! بل أقبل النَّاس على سمع اللَّهو والغناء ومزمار الشيَّطان، وهجروا قرآن الرَّحيم الرَّحمن!



وهُجِرَ القرآنُ العزيز تدبُّراً، ولو أنزله الله تعالى على الجبال الرَّواسي الشَّامخات لتصدَّعت من خشيته، فقسمت القلوب، وتحجَّرت العيون، فلا قلب يتدبَّر فيخشع، ولا جوارح تنقاد فتخضع، ولا عين تتحرَّك فتدمع!



وهُجِرَ القرآنُ العظيم عملاً، فبدل أن يكون منهج حياة متكامل يصبح في واقع النَّاس - إِلاَّ مَنْ رحم الله - آيات تقرأ عند القبور، ويُهدى ثوابها للأموات، مع أنَّ هؤلاء الأحياء أحوج منهم إلى ثوابها واتِّخاذها منهجاً لحياتهم بشتَّى أشكالها وصورها، أو تصنع منه التَّمائم والأحجبة فتُعَلَّق على صدور الغلمان، أو يوضع في البيوت والمحلاَّت والسَّيَّارات للحفظ والبركة، زعموا!



وهُجِرَ القرآنُ العظيم تحاكماً، ووقع المسلمون في المنكر الأعظم، بتنحية كتاب الله عن الحُكم بين النَّاس، واتُّهِم شَرْعُ الله بالضَّعف والعجز والقصور والتَّخلُّف عن رَكْب الحضارة، وحَلَّ محلَّه القانونُ الوضعي الضَّعيف القاصر، يحكم في الدِّماء والأموال والأعراض!



وهُجِرَ القرآنُ الكريم استشفاءً وتداوياً، ولجأ النَّاس إلى السَّحرة والعرَّافين والدَّجَّالين يطلبون منهم الشِّفاء والدَّواء لأمراضهم! فهل من عودةٍ، وهل من أوبةٍ؟ نسأل الله تعالى العفو والعافية في الدُّنيا والآخرة [1].



أيها الإخوة الكرام .. وفي القديم عانى النبيُّ الكريم صلَّى الله عليه وسلّم ما عاناه من جفاء قومه الذين لم يتَّبعوه ولم ينقادوا لدعوته المباركة، وكانت لهم أساليبهم التي واجهوا بها النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم؛ من ذلك: إعراضهم عن كتاب الله، فكانوا إذا تُليت عليهم الآيات القرآنية في مختلف الأماكن العامَّة والخاصَّة ولَّوا وأعرضوا عنها وتصامموا - وما بهم من صمم - مستكبرين بها
غاليتي .حبيباتي و لا انسى اخواني اتمنى ان اكون وفقني الله لشرح هذه الظاهر ة شرحا لا ملل فيه و لا تقصير
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته