أول قبة في الإسلام
عندما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده في المدينة المنورة، كان سقفه من السعف المحمول على جذوع النخيل.
وظل الحال على ذلك في ما بني من مساجد، ولم تدخل القبة بناء المساجد إلى حدود العصر الأموي. فقد مثلت قبة الصخرة المشرّفة في القدس ،التي شيدها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 72 هجرية ، أول قبة بنيت في الإسلام .
وتعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم الإسلامية في العالم، ذلك أنها إضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية.
وتمثل قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى .وتعتبر من أجمل الأبنية في العالم إلى حد الآن .وترتفع هذه الصخرة نحو 1.5 متر عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و 18 مترا، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرية بقطر حوالي 20 مترا، مطلية من الخارج بألواح الذهب . كما يبلغ ارتفاعها 35 مترا و يعلوها هلال بارتفاع 5 أمتار.
ويذكر بعض العلماء أن الكنائس التي بناها”فرسان الهيكل” فيما بعد تأثرت بأسلوب العمارة الإسلامية وبنمط قبة الصخرة, ويظهر ذلك خاصة في قلعة كاستل دل مونتي الإيطالية.
القباب الذهبية
بعد بناء قبة الصخرة في القدس نقل المسلمون هذا الفن المعماري من الجزيرة العربية وبلاد الشام إلى كل البلاد الإسلامية والمناطق التي فتحها المسلمون في المغرب العربي والأندلس وإيران وتركيا والهند وغيرها من المناطق .
كما انتشرت القباب المطلية بقطع الذهب وهي منتشرة أساسا في العراق وإيران. اذ يُلقّب العراق ببلد القباب الذهبية التي بنيت على أضرحة الأولياء وأئمة المسلمين.
وتعد قبة علي ابن ابي طالب أعلى قباب الأئمة من آل البيت, إذ يبلغ ارتفاعها من القاعدة إلى فوق الرأس المخروط خمسة وثلاثين مترا ومحيط قاعدتها 50 مترا وقطرها 16 مترا، وتقع بمدينة النجف.
كما انتشرj القباب المخروطية التي تعود إلى العصر السلجوقي. ولا تزال 17 قبة منها منتشرة في عديد المناطق العراقية خاصة في تكريت والأنبار. وقد مثلت القباب المخروطية رمزا لمختلف الديانات في البلاد، لكن عددا منها تم تدميره من قبل تنظيم داعش.ومن أشهر القباب في العالم الإسلامي في العصر الحديث نذكر قباب متحف آيا صوفيا بتركيا. وقد مر هذا المبنى الثري بمراحل مختلفة، فقد كانت كنيسة البطريركية اليونانية الأرثوذكسية ثم مسجد الإمبراطور، ليتحول منذ 1923 إلى متحف ديني بمدينة إسطنبول ويعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية.