░ ان في العالم اليوم زُهاء 7 الف لغة، و كل منها تعكس طريقة مختلفة في التفكير ورؤية الأشياء ░
لنلق نظرة إذن علىالورقة البحثية التي قدّمها الأمريكي Keith Chen عام 2013 في جامعة ييل الأمريكية وأثبت فيها كيف أنا للغة التي نتحدث بها تؤثرعلى مستوى السلوك الشخصي وعلى مستوى الاقتصاد بالنسبة للدول ايضا
يُفرّق تشين في بداية بحثه بين نوعين من اللغات:
1 اللغات المستقبلية ::(التي يفرّق أصحابها في حديثهم عادة بين الحاضر والمستقبل)
فيُقال: "سوف أزور والدتي غداً"
كـ: اللغات العربية والإنغليزية واليونانية والإيطالية والروسية
2 اللغات غير المستقبلية ::(التي يتكلم متحدثوها عن المستقبل عادة بصيغة الحاضر نفسها)
كـ: الألمانية والفنلندية والصينية
فيقال: "أزور والدتي غداً"
هذا الفرق الضئيل في طريقة تركيب الجملة بين لغة وأخرى يتسبب بـ :
تباينات ملحوظة في أساليب الحياة بين الأشخاص والعائلات.
والسر في ذلك، أنك إذا كنت
تتحدث عن المستقبل طوال الوقت بصيغة الحاضر فسوف يجعلك ذلك واعياً بوجوده مثل الحاضر تماماً !!
وبالتالي فإنك سوف تفكر فيه أكثر من الشخص الذي يفرق لغوياً بين الحاضر والمستقبل.
فالأخير يجد صعوبة في أن يختار التنازل عن بعض رفاهيته الشخصية في الوقت الحاضر ليدخر وينفق في مستقبل ليس له حضور قوي في ذهنه أصلاً
ولم تقف أبحاث تشين عند الاقتصاد فقط، بل نجح في إيجاد صلة بين هذين النمطين من التفكير الناجمين عن طبيعة اللغة، وبين العادات الصحية
ومرة أخرى كانت النتائج تشير إلى صحة الفرضية وتؤكدها:
فنجد أن ميل أصحاب اللغات غير المستقبلية إلى ممارسة الرياضة والحفاظ على لياقة بدنية جيدة أعلى من أصحاب اللغات المستقبلية.
ويمكن تفسير هذا إذا نظرنا إلى التدريبات الرياضية التي تتطلبها اللياقة البدنية على أنها مشقة "في الحاضر" من أجل وضع أفضل "في المستقبل"
كما أن الدول الأكثر إبهاراً للعالم وقدرة على تحقيق معجزات اقتصادية في القرن الماضي هي دول تتكلم شعوبها لغات غير المستقبلية!
ويبدو أنه بعكس اسمها، سوف يكون المستقبل أفضل بالنسبة لأهلها!!