كنوز هده السيرة كثيرة اخوتي ومتعددة واليوم خطفت لكم كنز منها ربما أروع منها اسيا بنت مزاحم امراة فرعون صبر هده المرأة العظيمة وحسن ايمانها القوي قادها لأعلى رفعة في الجنة ومرتبة فيها اللهم ارزقنا الجنة يارب دعوة منى اخوتي الان لاطلاع على حياة هده امرأة المسلمة المؤمنة خير نساء العالمين اسيا بنت مزاحم امراة فرعونآسيا بنت مزاحم
نشأت ملكة فى القصور واعتادت حياة الملوك ورأت بطش القوة وجبروت السلطان وطاعة الأتباع والرعية غير أن الإيمان أضاء فؤادها ونوّر بصيرتها فسئمت حياة الضلال واستظلت بظلال الإيمان ودعت ربها أن ينقذها من هذه الحياة فاستجاب ربها دعاءها وجعلها مثلا للذين آمنوا فقال : (وضرب اللّه مثلا لّلّذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربّ ابن لى عندك بيتا فى الجنّة ونجّنى من فرعون وعمله ونجّنى من القوم الظّالمين)[التحريم: 11].
وقال رسول اللّه (: أفضل نساء أهل الجنة :خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم وآسية [أحمد].
إنها آسية بنت مزاحم -امرأة فرعون- التى كانت نموذجا خلّده القرآن للمؤمنة الصادقة مع ربها فهى عندما عرفت طريق الحق اتبعته دون خوف من الباطل وظلم أهله فلقد آمنت باللّه إيمانا لا يتزعزع ولايلين ولم تفلح تهديدات فرعون ولا وعيده فى ثنيها عن إيمانها أو إبعادها عن طريق الحق والهدي. لقد تاجرت مع اللّه فربحت تجارتها باعت الجاه والقصور والخدم بثمن غال ببيت فى الجنة وزواج الرسول ( فى الآخرة ونعم أجر المؤمنين.
وقد جاء ذكر السيدة آسية - رضى اللّه عنها - فى قصة موسى - عليه السلام - حينما أوحى اللّه إلى أمّه أن تلقيه فى صندوق ثم تلقى بهذا الصندوق فى البحر وفيه موسى ويلقى به الموج نحو الشاطئ الذى يطلّ عليه قصر فرعون فأخذته الجواري ودخلن به القصر فلما رأت امرأة فرعون ذلك الطفل فى الصندوق ألقى الله فى قلبها حبه فأحبته حبّا شديدا.
وجاء فرعون ليقتله - كما كان يفعل مع سائر الأطفال الذين كانوا يولدون من بنى إسرائيل - فإذا بها تطلب منها أن يبقيه حيا ليكون فيه العوض عن حرمانها من الولد. وهكذا مكن اللّه لموسى أن يعيش فى بيت فرعون قال تعالي: (وأوحينا إلى أمّ موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليمّ ولا تخاف ولا تحزنى إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين. فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّا وحزنا إنّ فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين. وقالت امرأت فرعون قرّت عين لّى ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدا وهم لا يشعرون) [القصص 7-9] .
وكانت السيدة آسية ذات فطرة سليمة وعقل واع وقلب رحيم فاستنكرت الجنون الذى يسيطر على عقل زوجها ولم تصدق ما يدعيه من أنه إله وابن آلهة.
وحينما شبّ موسى وكبر ورحل إلى مدين فرارا من بطش فرعون وجنوده ثم عاد إلى مصر مرة أخرى - بعد أن أرسله اللّه - كانت امرأة فرعون من أول المؤمنين بدعوته . ولم يخف على فرعون إيمان زوجته باللّه فجن جنونه فكيف تؤمن زوجته التى تشاركه حياته وتكفر به فقام بتعذيبها حيث عزّ عليه أن تخرج زوجته على عقيدته وتتبع عدوه فأمر بإنزال أشد أنواع العذاب عليها حتى تعود إلى ما كانت عليه لكنها بقيت مؤمنة بالله واستعذبت الآلام فى سبيل اللّه .
وقد أمر فرعون جنوده أن يطرحوها على الأرض ويربطوها بين أربعة أوتاد وأخذت السياط تنهال على جسدها وهى صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب ثم أمر بوضع رحى على صدرها وأن تلقى عليها صخرة عظيمة لكنها دعت ربها أن ينجيها من فرعون وعمله .
فاستجاب اللّه دعاءها وارتفعت روحها إلى بارئها تظلّلها الملائكة بأجنحتها لتسكن فى الجنة فقد آمنت بربها وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب فاستحقت أن تكون من نساء الجنة الخالدات.