(2)
"إدريس عليه السلام"
أول من خطَّ بالقلَم
نبيّ الله إدريس ورد عنه أنّه أوّل من خط بالقلم، وقد عايش سيدنا آدم عليه السلام
في المرة السابقة تحدثنا عن نبي الله ادم عليه السلام الذي خلقه الله عز وجل اول البشر و اسجد له الملائكة و كان اول نبي على الارض
ادم عليه السلام توفاه الله عز و جل و ضل الناس على التوحيد لقرون طويلة لا يعبدون الا الله جل و علا
اما ادريس فهو نبي و ليس رسول فالناس لا زالوا يعبدون الله تعالى في وقته
لكن جاء يحثهم على الخيرات و يذكرهم و يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و قد كان ادريس عليه السلام من انشط من دعا الى الله عز و جل ما ترك احا في الارض الا و علمه الخير و ذكره بالمعروف و نهاه عن المنكر ثم وصل به الامر الى ان اوحى له الله تعالى أي يا ادريس ما من يوم الا ويكتب لك مثل عمل اهل الارض جميعا
لم ؟ لان من دل على خير فله مثل اجر فاعله
فرح ادريس بهذا بل انه دعى ربه ان يمد في عمره و في يوم من الأيام رأى ملكا من الملائكة فاذا بإدريس عليه السلام يكلمه قال له اذا رأيت ملك الموت فقل له ان يمد في عمري و ادريس عليه السلام يعلم ان كل يوم في ميزان حسناته عمل اهل الأرض جميعا
فقال له الملك و لم لا ترقى الي الى السماء احملك الى السماء فتكلم ملك الموت و فعلا حمله الملك الى السماء الدنيا ثم الى السماء الثانية ثم الى السماء الثالثة ثم الى السماء الرابعة واذا بهم يدون ملك الموت
فسلم عليه الملك ثم قال لملك الموت ان ادريس عليه السلام يسلم عليك
فرد عليه ملك الموت السلام ثم قال ملك الموت و ماذا يطلب
فقال " ادريس يريد منك ان تمد في عمله
قال" و لم يريد هذا ؟
قال " يريد هذا حتى يزداد في عمله
فقال ملك الموت " و اين ادريس الان ؟
قال" ادريس معي الان
قال ملك الموت " سبحان الله
قال " لم
قال" امرني ربي ان اقبض روح ادريس في السماء الرابعة فقلت في نفسي و كيف هذا؟ ادريس في الأرض و يأمرني ربي ان اقبض روحه في السماء الرابعة ؟ الامر غريب و انا نازل وجدته قد صعد للسماء الرابعة
قال الملك الذي حمل ادريس " و كم بقي من عمره ؟
قال" لم يبق له طرفة عين
فقبض الله روحه عن طريق ملك الموت في السماء الرابعة
و ظل ادريس عليه السلام في السماء الرابعة حتى مر عليه النبي صلى الله عليه و سلم و قال "اهلا بالنبي الصالح و الأخ الصالح
قال الله تعالى بشأنه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 56-57].
وقد جاء في صحيحي (البخاري ومسلم) في حديث المعراج:
"ثم صعد بي - أي جبريل – حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء. ففُتح. فلما خلصتُ فإذا إدريس، فقال: هذا إدريس فسلِّم عليه، فسلّمت عليه، فردّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح".
*نسب إدريس:
ويذكر النسّابون أنه: إدريس عليه السلام بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن (شيث عليه السلام) بن (آدم عليه السلام). والله أعلم.
وإدريس عند العبرانيين: (حنوخ) أو (خنوخ)، وعُرِّب: (أخنوخ).
* أقوال المؤرِّخين في ديانته ومن ينتسب إليها:
يقول المؤرخون: إن أمة السريان أقدم الأمم، وملتهم هي ملة الصابئين - نسبة إلى صابي أحد أولاد شيث -، ويذكر الصابئون أنهم أخذوا دينهم عن شيث وإدريس، وأن لهم كتاباً يعزونه إلى شيث ويسمونه: "صحف شيث"، ويتضمن هذا الكتاب على ما يذكرون الأمرَ بمحاسن الأخلاق، والنهي عن الرذائل.
وأصل دينهم التوحيد وعبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا، والحض على الزهد في الدنيا، والعمل بالعدل، وبعد ذلك أحدثوا ما أحدثوا في دين الله وحرفوا.
وكانت مدة إقامة إدريس عليه السلام في الأرض(82) سنة ثم رفعه الله إليه.
اصدقائي في المرة القادمة ساقدم لكم قصة نوح عليه السلام
الى اللقاء