السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مخلوقات تأكل العشب وتغني باللغة العربية
وتجري على قدم واحدة بسرعة فائقة ,
وهي صيد مفضل للبشر والجان على حد سواء كما في بعض الروايات ,


ورد لهم ذكر في السنة النبوية الشريفة .
فقد ورد في مختار الصحاح للشيخ الإمام محمد بن أبي بكر الرازي ,
والذي فسر فيه كل ما أمكن من الكلمات والمفردات التي نطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم
وكانت تحمل معاني صعبة على السواد الأعظم من الناس أو قد تفهم على غير منحاها الصحيح ,,
من جملة ما ورد تفسير لكلمة ( النَّسنَاسُ )
وهي جنس من الخلق يئب (يقز) على رجل واحدة ويتكلمون مثل البشر ,,
وبحثت عن الحديث الشريف الذي وردت به هذه اللفظة وللأسف لم أوفق في ذلك ,
وبقي هذا المخلوق في مخيلتي لفترة طويلة وأنا أتساءل عن حقيقة أمره
ولم أجد لتساؤلي جوابا ممن حولي
مما جعلني ألجا إلى كتب المؤرخين والمفسرين
لعلي أجد فيها جوابا وقمت بالبحث عن النسناس
وهل هو أسطورة أم حقيقة ؟
لكني وجدت باحثاً يمنياً قد كتب في هذا الموضوع وبحث فيه
وإليكم هذا الطرح

ورد في كتاب تاريخ الإسلام الجزء 18صفحة 542و543
وقال سعيد بن عفير المصري ثنا يعقوب بن الحارث
عن شبيب بن شيبة بن الحارث قال :
قدمت الشحر ( أرض في اليمن )على رئيسها
فتذاكرنا النسناس فقال صيدوا لنا منها
فلما أن رحت إليه فإذا بنسناس مع الأعوان
فقال النسناس أنا بالله وبك !!
فقلت خلوه ,,, فخلوه
فخرج يعدو وإنما يرعون نبات الأرض
فلما حضر الغد قال استعدوا للصيد
فإنا خارجون فلما كان السحر
سمعنا قائلا يقول أبا مخمر إن الصبح قد أسفر والليل قد أدبر والقانص قد حضر فعليك بالوزر
فقال كلي ولا تراعي
فقال الغلمان يا أبا مخمر !!
فهرب وله وجه كوجه الإنسان
وشعرات بيض في ذقنه ومثل اليد في صدره
ومثل الرجل بين وركيه فألط به كلبان (طارده ) وهو يقول :
إنكما حين تجارياني
ألفيتماني خضلا عناني
لو بي شباب ما ملكتماني
حتى تموتا أو تفارقاني
قال فأخذاه
قال ويزعمون إنهم ذبحوا منها نسناسا !
فقال قائل منهم سبحان الله ما أحمر دم هذا النسناس
فقال نسناس من شجرة لقد كان هذا النسناس يأكل السماق
فقالوا نسناس خذوه
فأخذوه وقالوا لو سكت ما علمنا به
فقال نسناس آخر من شجرة أنا صميميت فقالوا نسناس خذوه
قال وبنو مهرة يصطادونها يأكلونها
قال وكان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح
قد سكنوا زنار
وهي أرض رمل وكثيرة النخل
ويسمع فيها حس الجن
حتى كثروا فعصوا فعاقبهم الله
وأهلكهم وبقي منهم بقايا للعرب
يقع عليهم للرجل والمرأة منهم يد أو رجل في شق واحد يقال لهم النسناس

وفي كتاب غريب الحديث لابن الجوزي جزء2صفحة 405
في الحديث ذهب الناس وبقي النسناس
بفتح النون وكسرها وقد روى في تفسيره
أن قوما عصوا رسولهم فمسخهم الله عز وجل
نسناسا لكل واحد منهم يد ورجل
فهو شق إنسان ينقر ون كما ينقر الطائر
ويرعون كما ترعى البهائم.

وفي كتاب المحكم والمحيط الأعظم جزء 8 صفحة149
والنَّسْنَسَةُ الضَّعْفُ والنِّسْناسُ خَلْقٌ في صُورَةِ الناسِ
مُشتَقٌّ مِنهُ لِضَعْفِ خَلْقِهم
قال كُراع النَّسِناسُ فيما يقال دابَّةٌ في عِدادِ الوَحْشِ
تُصَادُ وتُؤْكَلُ وهي على شكلِ الإِنسانِ بعينٍ واحدة ورِجْلٍ ويَدٍ تتكَلّم مثل الإِنسانِ.

وفي النهاية بما أنهم يتركزون في منطقة صغيرة
وهم صيد مفضل إضافة إلى كونهم أغبياء
فإن الإنقراض هو مصيرهم الوحيد
على الأقل أنهم تواجدوا ولو في حقبة زمنية معينة ,,
والله أعلم ,,