تِبر النجوم- الفصل الثالث- السلطان المنعّم
خطوات السلطان سيف الدين وهو يحمل طفله بين يديه فى غاية الجلال وصوت حذائه على الدرج وهو ينزل درجاته بتمهل ووقار يغشى الاصوات والهمسات فى القاعة المتلألأه بشتى الاضواء ولم يلبث ان سكت الجميع وتوقفوا ينظرون للسلطان فى اعجاب باهر ,
السلطان ذو قامة ممتدة غاية فى الوسامة ملابس مرتبه تظهر اكتافه العريضه وعضلاته المفتولة وازار استبرق طويل يجره خلفه , جبهته عريضة منبسطة وشعره اسود ثقيل كثيف على استقامة واحده اعتاد ان يصفف شعره الاسود اللامع الى الخلف حاجبان ثقيلان وعينان بنيتان ولحية كثيفة دائماً مهذبة متصلة
بشارب يتخللهما بعض الشيب , التاج مذهب مرصع بسبع احجار من التورمالين لتشير الى مدن مملكة العقيق السبعة غير ما طرز به التاج فى غير موضع بشتى الاحجار الكريمة يزين التاج وجهه البشوش لقد كانت اضواء التاج ساحرة خاطفة للعيون والقلوب , ابتسم السلطان ابتسامته المعهودة التى تظهر اسنان بيضاء لامعه كاللؤلؤ تغطى تلك الابتسامة بحضورها الجذاب على ازاره الاستبرق فكأنه لا ضياء الا فى ابتسامته بشرته قمحية لكن احداً لايدرى ذلك كون ازاره دائما ما يضئ ويلمع فتضىء بشرته ,
يرى ذلك الجميع فلا يستطيعون ان يمنعوا انفسهم من الابتسام لوجهه البشوش الوسيم , يتحدث بصوت جهورى مميز يملأ ارجاء المكان اينما تحدث وبيد ان حديثه دائما فى الامور المهمة ما كان حديثه فارغاً ابداً , يتمنى الخطباء ان يكون لهم مثل صوته , يضفى على حضوره حضوراً ويزيد من كاريزمته الطاغية شكر للجميع حضورهم اليوم ثم اعلن ابنه ولياً للعهد بشكل رسمى , وحمد الله انه لم يذره فرداً وهو سبحانه خير الوارثين , وشكر زوجته انها انجبت له ولى العهد الجديد .
صفق الجميع وهتفوا بحياة ولى العهد وعادت مراسم الحفل من جديد ثم اقبل كبار رجال المملكة ومعهم الدبلوماسيين ومندوبوا الممالك الاخرى يهنئون الملك بصفة خاصة يهدونه الهدايا الغالية الباهظة ويزينون هداياهم بكلام معسول ومدح متملق ونفاق بالغ والسلطان يحافظ على ابتسامته الجذابة ويشكر الجميع .....
****
اللوحة بعنوان Setaperium Palace District بواسطة lathander 1987
استمر حفل ميلاد ولى العهد الجديد ثلاثَ ليالٍ سوياً ود كثير من اهل تورمالين لو ان الحفل يستمر اكثر من ذلك بكثير فكرم السلطان سيف الدين على اهل السلطنة كاملةً لا ينتهى .
انفرد السلطان اخيراً بأهله ؛ زوجته وابنه فارس الدين , كانت الروائح العطره تفوح من ثلاثتهم والزينة والحلى فى كل مكان , الاميرة جويرية وقفت بجوار زوجها يطلان على ابنهما فى مهده لقد كان جميلاً كوالده امسك الطفل بلحية والده ضاحكاً , وكلما يفعل ذلك يبتسم له السلطان فتشرق اسنانه من بين شاربه ولحيته .
أحاطت الاميرة زوجها بيدها ومالت برأسها على كتفه وقالت :
_ اتمنى ان يكون لولى العهد مثل هذه الابتسامه الجذابة لكى يأسر بها قلوب
المشرق والمغرب كوالده السلطان .
نظر السلطان لها فوجدها فى قمة البهاء والجمال .
ثم اطرق السلطان فى عيون زوجته وبيد له ما رزقه الله به وانعم عليه من نعم كثيرة ؛ الزوجة الجميلة الصالحة والذرية والسلطان والجاه والثراء وفضل الله الكثير ونعمه التى لا تنتهى , حمد السلطان ربه واثنى عليه كثيراً ثم ضم زوجته وابنه اليه وقبلهما على جبينهما .
*****وفى الصباح كان ذلك اليوم الذى لا ينساه اى مواطن سكن العقيق وأرضها
كانت فِرَقٌ من علماء الفلك على سطح عقار شامخ ملحق بالقصر من امامهم طاولات عليها خرائط ومجاهر بأحجام مختلفة يعكفون على مجاهرهم يراقبون النجوم والسماوات بأمر من السلطان .
تفقد الشيخ مجاهد كبير المستشارين مجهراً ثم فزع الى خارطة عن يمينه
اعاد الكرّة ...
...غمغم متعجباً
ثم مضى فى طريقه وبيد انه غير راضٍ عمّا رأى .....
انتظروا الفصل الرابعتأليف: فارس العدالة
رد مع اقتباس
