بقي يومان للعيد اخذ علي ممسحة الاحذية و على باب المسجد جلس و هو بانتظار عميل كان علي في تمام ١٢ من عمره وكان يمتهن جيدا هذا العمل ليجمع مبلغا يسيرا يدفع عنه غائلة الجوعفهو يربح من اربعين قرشا في اليوم وكان يتمنى ان يجلب نقودا اكثر ليحضر لامه المريضة هدية تخفف عنها مرضها الخبيث"السرطان" ولم يفكر حتى في ان يشتري له ملابس يخفف الحزن و لا يسخر منه زملائه و يضربونه كان متعودا على السخرية من قبل الاولاد كان حراما عليه ركب الاراجيح و العب فيها و الاستمتاع لا بل كان في عينه دمعة اذا مسحتها نلت اجرا كان في يوم العيد ينظر الى الاطفال و هم يقبلون ايدي اهلهم فيحصلون على العيدية و مناديل حريرية اما هو كان هو الذي يقدم لامه العيدية و يعطيها قبلة من قلبه هذه حالت بعضهم ادعو لله ان يخفف عن المطلومين والمستضعفين فهم يعيشون اكثر من هذا