عرف الجميع الزومبيز
باعتبارهم الأموات الأحياء الذي عادوا للحياة
بوسائل السِّحر الأسود، واكتسب الزومبي زخمًا كبيرًا بعد استخدامهم في
أفلام الرعب في هوليوود بدايةً من عام 1968. يشتهر أمر الزومبيز
في عبادة الفودو الإفريقية. لكنّ الكثيرين ربما لا يعلمونَ بأمر
زومبي
القائد الإفريقي الشابّ الذي استطاع أن يقوم بثورة حقيقية
للعبيد الأفارقة في البرازيل على المستعمر و«السيِّد»
البرتغالي، في هذا الموضوع تسليط للضوء عليه.
دولة بالماريس والثَّورة الإفريقية في مواجهة المُستعمر البرتغالي
تأسس هذا الكيان عام 1605 من مجموع مستوطنات أسَّسها أفارقة
جلبهم المستعمر البرتغالي لمستعمرته برازيليا (البرازيل). حسب
المعلومات المتاحة وصل عدد سكانها 30 ألفًا معظمهم من السود.
استطاعت بالماريس أن تحقق اكتفاءً ذاتيًّا، وفيما بعد تمّ
اختيار «جانجا زومبا» كملك لبالماريس من قبل قادة المستوطنات
المنطوية تحت لوائها. بقية المستوطنات التِّسع التي حكمها
جانجا زومباتحت لواء بالماريس كانت تُحكم من قبل إخوته
وأبنائه وابن أخته القائد الشجاع زومبي وأخيه.
معاهدة الصُّلح وظهور القائد الشابّ «زومبي»
بعد الصراع الطويل بين زومبا والبرتغاليين؛ عرض الحاكم البرتغالي «بيدرو ألميدا» على زومبا معاهدة صلح مع بالماريس تقضي بإعطاء البرتغاليين الحرية لجميع «العبيد» الهاربين إذا أعلنت بالماريس انضواءها تحت السلطة البرتغالية، وافق زومبا، لكنّ القائد الشاب «زومبي» لم يوافق على الاتفاقية التي رأى أنها مجحفةً لهم. إضافةً إلى أنه لم يكن يأمن جانب البرتغاليين. وربما اعترض على الاتفاقية لأنَّها تعطي الحرية لمواطني بالماريس بينما يظلّ بقية الأفارقة عبيدًا في مستعمرات البرتغال.
رفض زومبي المعاهدة تمامًا وأعلن انقلابًا على خالهِ زومبا، وفقًا للمُتاح من المعلومات فإن زومبا قد تمّ تسميمهُ بعد ذلك، وقاد زومبي المعارك ضدّ البرتغاليين، منذ عام 1978 وحتى سقوط بالماريس تمامًا في أيدي البرتغاليين عام 1694. وأصيب زومبي إصابةً في إحدى قدميه أثناء المعارك الأخيرة. ورغمًا عن ذلك أكمل ثورته على المستعمر البرتغالي بعد سقوط بالماريس، إلا أنهم استطاعوا أن يعثروا على مخبأه بسبب خيانة أحد أتباعه؛ ساومُوه على حياتِهِ مُقابل أن يدلَّهم على مكان مخبأ زومبي. بعد القبض على زومبي تمّ قتله على الفور في 20 نوفمبر 1695 وتم قطع رأسه وعرضها في إحدى المدن الكبرى تخويفًا لأي قائد أو «عبد» يفكِّر في الثَّورة على «الأسياد» البرتغال.
أتمنى أني افدتكم ولو قليل
على هذه المعلومة المختصرة
ولكي نعرف جميعا من هو الزومبي
الذي أصبح رمز العنف والخوف
لمحو ماقدمه من انجازات
في أمان الله