صفحة 5 من 10 الأولىالأولى ... 3 4 5 6 7 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 194

الموضوع: رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة ^^ (موضوع متجدد حلقة حلقة بإذن الله)

  1. #81
    ~¤ سبيستوني مخترع ¤~ الصورة الرمزية assen
    تاريخ التسجيل
    29 Aug 2012
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    7,928
    مراحب يا غالية ^^
    عندما دخلت إلى هنا
    شعرت بالطاقة حقًا ^^
    طبعًا تم قراءة الأجزاء التي قبل
    ولكن سأجيب عن
    يوم الأوروجال
    اعتقد ان قاسم بين خياران صعبان بالفعل ^^

    سؤال يطرح نفسه، لو كنتم مكان قاسم.. فكيف ستتصرفون؟؟

    إمممم بهذه الحالة إن كانت بلادي تعتز بشيء
    ليست من القيم الأخلاقية فلن اقف معها بالطبع
    لذا فإن خياري دائمًا مع اللهـ ولن اسمح لنفسي ان
    اقف مع اناس يمجدون اشياء ليست بالصحيحة !

    ولا تزال قضية قاسم مستمرة، فكيف سيتعامل معها المعلمون؟
    ومن هم "الأوروج"؟؟

    هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.. فتابعونا ^^

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    هذه الرواية عبارة عن كتلة من الحماس ^^
    حقًا متحمسة وبشدة ">


    ولكن قبل ذلك.. دعونا نتوقف مع جملة علاء:

    "وتعرفت الكثير من الأصدقاء، حتى اختلطت أسماؤهم في رأسي"

    فماذا عنكم؟؟

    هل استطعتم حفظ الأسماء الواردة في القصة حتى الآن؟؟

    بما في ذلك الاشخاص الذين قابلهم علاء في رحلته.. طلبة المستوى السادس.. طلبة مرتبة همام... المعلمين ... المدربين... العاملين..


    كم عدد الاسماء التي تتذكرونها تقريبا؟ ^^


    ومن هي شخصيتكم المفضلة حتى الآن؟

    ههههه اعتقد ان علاء اصاب في هذه النقطة ^^"
    هناك الكثير من الأصدقاء والطلبة
    امممم اتذكر منهم الكثير ولكن كالعادة مباشرة سؤالكِ السؤال
    هربت الإجابات من رأسي
    لنرى :
    علاء / طلال / عاطف / ليلى الربيع / حسام / المعلم نبراس / زياد /
    زيد / أصيل / عماد / عدنان / اسماء / هناء / ريحانة / قاسم / ياسر / نور الدين منصور


    وهناك ايضًا شخصيات >.<
    شخصيتي المفضلة سؤال يجب النظر بهـ ^^
    [ افضل شخصية البطل علاء : بالرغم من كل المصاعب التي واجهها بطريقه
    لكنه لايزال صامدًا واعتقد انهـ بطل فريد ذو شخصية متميزة من جميع النواحي]
    [ حسام : شخصية متفائلة جدًا لا يمكنني الاضافة غير ان اقول لكِ اهنئكِ ع هذه الشخصية ]
    كنت قد أخبرتكِ مسبقًا عن اعجابي بشخصية ليلى الربيع ... وكما اخبرتكـ لا بد انها لها
    جزء هام جدًا في هذه القصة
    متابعة بكل تأكيد ^^








    اشعــــر بفـــراغ داخـــــلي ، وكــــأنني دونــــــات

    مدونتــــــ◄عشوائــ♥ــيا ت حروفـ►ـــي



  2. #82
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hijihatori مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ..
    كيف الحال ؟
    انا تابعت الرواية الى اخر حلقة وضعتها .. رواية جميلة جدا و من النادر ان نجد مثلها ..
    كنت اريد المتابعة بصمت لكنني دخلت لاجيب على سؤال ...
    ولكن قبل ذلك.. دعونا نتوقف مع جملة علاء:

    "
    وتعرفت الكثير من الأصدقاء، حتى اختلطت أسماؤهم في رأسي"

    فماذا عنكم؟؟

    هل استطعتم حفظ الأسماء الواردة في القصة حتى الآن؟؟

    بما في ذلك الاشخاص الذين قابلهم علاء في رحلته.. طلبة المستوى السادس.. طلبة مرتبة همام... المعلمين ... المدربين... العاملين..


    كم عدد الاسماء التي تتذكرونها تقريبا؟ ^^

    سأحاول ان اتذكر منهم ..
    " طبعا البطل اولا : علاء - حسام - طلال - اصيل - زياد - معاذ - عدنان - حسان - ياسر - طارق - المعلم ثابت - المشرف عاطف - قاسم - سالم - نبيل - نجيب - عماد (هذا من افضل الشخصيات لدي) - سامي -

    و الكثير كنت اذكر لكن عندما توقفتي لفترة و لم تضعي حلقات جدد نسيتهم ..

    صحيح و افضل الشخصيات عندي (علاء - عماد - حسام - طلال)

    اهلا بك أختي وبكل المتابعين الصامتين ^^
    (من الجيد أنك قررت الخروج عن صمتك قليلا لإجابة الاسئلة.. جزاك الله خيرا لمرورك الطيب وكلماتك المشجعة )

    ما شاء الله عليك.. تسعدني متابعتك حقا (:



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة artimis مشاهدة المشاركة
    مرحبا غريب الأمر عن قاسم خائن لوطنه أو أهل بلاده ^^

    لما الأورج يكرهون العرب وماذا فعلو لهم ولما معلمون يشكون ف قاسم ♥

    قصة لطيفة لكن أعتقد أن علاء مازال صغيرا على هذه رتبة فقد أخفق كثيراً ♥

    ثقته بنفسه هابطة وليس له شرود بذهنه وما هي أخبار مدينة الشمس لم تخبرينا عنها بعد ^^



    شكرا لابداء رأيك وانطباعك... ^^
    قد لا يكون قاسم خائن لوطنه فعلا ولكن هذا ما يدعيه بعض ابناء جلدته!! فهل ترينه كذلك؟

    أما سبب كرههم للعرب فهذه قصة قديمة حصلت معهم على ما يبدو! هل يمكنك تخمينها؟



    كلامك حول علاء منطقي جدا، ولا شك أنك تؤيدين وجهة نظر المدرب ثابت، ومع ذلك لازالت أمام علاء فرصة ليحاول اثبات نفسه والخروج من احباطه، ولا تنسي أن علاء قلق جدا على مدينة شمس وينتظر أخبارها مثلك، وربما هذا هو السبب الرئيسي في عدم تركيزه! ومع ذلك عليكم أن تتحلوا بالصبر قليلا حتى تصلكم الأخبار



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mash000 مشاهدة المشاركة
    بداية موافقة لكي صديقتي وارجو لكي النجاح في كل حياتك رووووعة اكملي بنجاح

    جزاك الله خيرا لهذه المداخلة الطيبة والكلمات المشجعة، ولك بالمثل إن شاء الله ^^




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة assen مشاهدة المشاركة
    مراحب يا غالية ^^
    عندما دخلت إلى هنا
    شعرت بالطاقة حقًا ^^
    طبعًا تم قراءة الأجزاء التي قبل
    ولكن سأجيب عن
    يوم الأوروجال
    اعتقد ان قاسم بين خياران صعبان بالفعل ^^

    إمممم بهذه الحالة إن كانت بلادي تعتز بشيء
    ليست من القيم الأخلاقية فلن اقف معها بالطبع
    لذا فإن خياري دائمًا مع اللهـ ولن اسمح لنفسي ان
    اقف مع اناس يمجدون اشياء ليست بالصحيحة !


    هذه الرواية عبارة عن كتلة من الحماس ^^
    حقًا متحمسة وبشدة ">


    ههههه اعتقد ان علاء اصاب في هذه النقطة ^^"
    هناك الكثير من الأصدقاء والطلبة
    امممم اتذكر منهم الكثير ولكن كالعادة مباشرة سؤالكِ السؤال
    هربت الإجابات من رأسي
    لنرى :
    علاء / طلال / عاطف / ليلى الربيع / حسام / المعلم نبراس / زياد /
    زيد / أصيل / عماد / عدنان / اسماء / هناء / ريحانة / قاسم / ياسر / نور الدين منصور


    وهناك ايضًا شخصيات >.<
    شخصيتي المفضلة سؤال يجب النظر بهـ ^^
    [ افضل شخصية البطل علاء : بالرغم من كل المصاعب التي واجهها بطريقه
    لكنه لايزال صامدًا واعتقد انهـ بطل فريد ذو شخصية متميزة من جميع النواحي]
    [ حسام : شخصية متفائلة جدًا لا يمكنني الاضافة غير ان اقول لكِ اهنئكِ ع هذه الشخصية ]
    كنت قد أخبرتكِ مسبقًا عن اعجابي بشخصية ليلى الربيع ... وكما اخبرتكـ لا بد انها لها
    جزء هام جدًا في هذه القصة
    متابعة بكل تأكيد ^^







    الحمد لله أن هذه الطاقة تسللت لك بقوة وأرجو أنها طاقة ايجابية مفعمة بالحياة

    جزاك الله خيرا لابداء رأيك واجابة الاسئلة،ونسأل الله أن يلهمنا دائما اختيار طريق الحق والصواب،
    لقد اسعدني تواجدك حقا.. فشكرا لك ^^


    والآن استعدوا للحلقة التالية في الرد التالي إن شاء الله.. فكونوا معنا



    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  3. #83
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245

    الحلقة التاسعة عشر: الأوروج


    الحلقة التاسعة عشر: الأوروج



    اقترب طلال من حسام الجالس على حافة النافذة يتأمل النجوم كعادته في مثل هذا الوقت من أول الليل..
    وسأله:
    - ظننتك صعدت إلى السطح كعادتك.. بماذا تفكر؟ هل حدث شيء؟؟
    فالتفت إليه حسام:
    - ولماذا تسأل؟؟ هل تريد إسماعي المزيد من النصائح!!
    فوجئ طلال بذلك الرد الجاف:
    - ماذا دهاك يا حسام! أما زلت غاضبا مني؟
    فأطلق حسام ضحكة خفيفة:
    - لا تبالغ يا صديقي، ألا تستطيع فهم مزاح صديقك بعد!!
    فرمقه طلال بنظرات عاتبة:
    - أهذا وقته الآن؟؟
    فابتسم حسام وهو ينهض من مجلسه على النافذة قفزا:
    - لا وقت يحدني كما تعلم..
    ثم استدرك بسرعة:
    - استغفر الله لم اقصد..
    وتابع بجدية أكبر:
    - كل ما كنت أريد قوله: ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)..
    فقال طلال باستنكار:
    - هل تعتقد أنك أرحتني بكلامك هذا!
    فوجدها حسام فرصة مواتية ليقول له مستفزا:
    - بناء على نصائحك وتوجيهاتك القيمة لا تشغل نفسك بهموم الآخرين، فواجباتك أهم..
    لكنه أسرع يقول مهدئا وهو يلمح تغير وجه طلال:
    - حسنا سأقول لك ، أرجوك لا تغضب!
    فابتسم طلال بهدوء:
    - ومن قال لك بأنني غاضب!!
    فقال حسام:
    - إذن لا داعي لأن أقول شيئا!!
    عندها قال طلال بنفاد صبر:
    - حسام!! أرجوك هذا يكفي!
    وأخيرا تكلم حسام وهو يجلس على سريره:
    - سامحني يا طلال لم أكن أقصد استفزازك في البداية، ولكنني أعلم رأيك مسبقا فيما يشغلني، أشعر بأن قاسم يمر بظروف عصيبة جدا وغير عادية وربما تؤثر علينا جميعا إن لم نفعل له شيئا..
    فتساءل طلال:
    - وما الذي جعلك تشعر بهذا؟؟ صحيح أن قاسم تغير في الأيام الأخيرة ولكن قد يكون الأمر طبيعيا فالمشاكل لا تنتهي ولكل واحد همه في هذه الحياة..
    لكن حسام تابع معلقا:
    - أوافقك الرأي إلى حد ما ولكن أن ترى قاسم، ذلك الفتى الواثق من نفسه ذو الشخصية القوية، منزوياً في مكان لا يظن أن أحدا فيه لينكب على أوراقه يكتب عليها بنشيج وهمهمات يحدث فيها نفسه؛ فهو أمر مقلق خاصة مع تزامنه بأحداث كثيرة تحيط به هذه الأيام!
    أطرق طلال مفكرا قبل أن يقول:
    - قد تكون محقا في كلامك يا حسام بشأن قاسم، ولكنني ما زلت مقتنعا بأنك تكلف نفسك فوق طاقتها، فإلى متى ستحمل هموم العالم أجمع على ظهرك يا صديقي!
    تنهد حسام قائلا:
    - لا أريد أن نخوض في جدال عقيم مرة أخرى، فأنت تظن على ما يبدو أنني أقحم نفسي في مشاكل الآخرين أو أنني أبحث عن المتاعب لأوكل نفسي بحلها.. ولكن المواقف هي التي تأتي في طريقي، حتى أنها تشعرني وكأنها رسالة موجهة إليّ.. فهل تعمدت مثلا الذهاب لرؤية قاسم في موضعه ذاك أم أن القدر ساقه ليجلس في المكان الذي اعتدت الذهاب إليه منذ أن وافق المشرف عاطف على إبقاء باب السطح مفتوحا أثناء الليل؟؟ بالتأكيد لم يكن قاسم يعلم أنني سأكون هناك، كما أنني حاولت ألا أشغل فكري به من قبل رغم قلقي على تغير حاله خاصة بعد ذلك الموقف الذي رأيته فيه مع علاء في المكتبة! أمور كثيرة يا طلال تحدث من هذا القبيل تشعرني بأن من واجبي الوقوف إلى جانبه، وإن كنت لا أعرف تماما ما الذي علي فعله غير الدعاء، ولكنني سأحاول.. وقد فكرت في أن أخبر المعلم أمين بأمره غدا إن شاء الله لعله يستطيع مساعدته بطريقته الخاصة..
    لم يجد طلال ما يرد به على حسام، فابتسم موافقا:
    - أقنعتني تقريبا..
    عندها هب حسام هاتفا:
    - أخيرا..
    فاستدرك طلال:
    - قلت لك تقريبا ولكن أرجو أن تهتم بنفسك أكثر..
    فضحك حسام قائلا:
    - لا تقلق من هذا الجانب فقد أنعم الله علي بصديق مخلص يؤدي الواجب وزيادة
    فابتسم طلال:
    - هكذا إذن!!
    في حين تابع حسام بمرح:
    - اعمل حسابك أن تعد لي الملخصات المختصرة والمفيدة في دروس علم الحياة، فلا وقت لدي لقراءتها..
    فرمقه طلال بنظرات عميقة و قوية، جعلت حسام يستدرك بسرعة قائلا وهو يلوح بكفيه:
    - كنت أمزح فقط يا أخي هون عليك..
    وضحك الاثنان..


    ***


    بقي علاء مستيقظا يحاول حل تلك المسألة الحسابية في غرفة الدراسة، حين شعر بيد تربت على كتفه:
    - السلام عليكم..
    التفت علاء إلى طلال بدهشة:
    - أما زلت مستيقظا!! ظننتك قد ذهبت لتنام!!
    فابتسم طلال قائلا:
    - كنت مستلقيا على وشك النوم عندما تذكرتك، فأحببت إسداء نصيحة صغيرة لك..
    ابتسم علاء بامتنان:
    - جزاك الله خيرا يا صديقي، إنك تتعب نفسك معي كثيرا..
    لكن طلال بادره بقوله:
    - لا تقل هذا يا علاء، فهذا واجبنا جميعا ولو كنتَ مكاني لفعلت الشيء نفسه.. ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه..
    ثم التقط نفسا قبل أن يتابع:
    - ما رأيك أن تذهب الآن إلى فراشك، وتستيقظ قبل الفجر، فأظنك مرهقاً جدا بعد هذا اليوم المجهد، وسيضيع وقتك سدى في التفكير في هذه المسألة دون جدوى..
    فأطرق علاء:
    - ولكن أخشى أن لا يسعفني الوقت..
    فأجابه طلال:
    - هل هذا يعني أنك تريد قضاء الليل بأكمله في حل المسألة؟؟
    فرد علاء مفكرا:
    - لم أقصد هذا..
    عندها تابع طلال كلامه بثقة:
    - خذ مني هذه النصيحة اليوم فلن تخسر شيئا، فالمعلم لن يطالبك بحل المسألة غدا على أي حال.. نم الآن واستيقظ قبل الفجر وسترى أن تركيزك قد تضاعف بإذن الله ولن يأخذ منك حل المسألة وقتاً يذكر.. ثق في قول رسولنا الكريم– صلى الله عليه وسلم– عندما دعا لأمته: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)..
    نهض علاء باسما وهو يلملم كتبه وأقلامه:
    - أرحتني يا طلال، جزاك الله خيرا فإنني متعب حقا..


    ***


    علت النقاشات كالعادة في قاعة المستوى السادس بعد درس فقه الصيام، قال أصيل وقد بدا منفعلا:
    - من كان يتخيل هذا.. قلة الطعام تساعد على التركيز!!
    ونظر إلى حسان:
    - هل سمعت يا حسان!! وكأن المعلم أمين سمع حديثنا بالأمس!! ألم أقل لك..
    وابتسم وهو ينظر نحو طلال الذي كان مشغولا بكتابه كالعادة، فناداه قائلا:
    - فهمنا السر يا طلال!
    فنظر إليه طلال بعينين متسائلتين:
    - عن أي سر تتحدث؟؟
    فضحك أصيل - وهو يرى الفضول في العيون التي التفتت إليه- قائلا:
    - كشفت سر سرعة فهمك ما شاء الله، فلماذا لم تخبرنا عن سبب كثرة صيامك وحبك له من قبل!! كشفتك!
    فرد طلال:
    - سامحك الله وهل تعمدت إخفاء ذلك!
    فقال أصيل موضحا بسرعة قبل أن يأتي المعلم برهان:
    - لا تأخذ الأمور بجدية هكذا، لقد سعدت بهذه الملاحظة وحسب، وأحببت مشاركة الجميع بها..
    فقال حسان باسما:
    - إنها ملاحظة دقيقة جدا، تستحق أن تضيفها إلى مجموعة الملاحظات التي طلبها منا المعلم برهان..
    فتدخل معاذ وهو يقول بجدية:
    - ولم لا.. فكرة رائعة..
    ثم تابع باسما:
    - سأكتبها أنا إن لم تكتبها أنت..
    كاد أصيل أن يضيف تعليقا لولا دخول المعلم برهان الذي بدأ الدرس بقوله:
    - درس اليوم مرتبط بفقه الصيام الذي درستموه مع المعلم أمين قبل قليل فكما تعلمون يا أبنائي فإن قلة الطعام تقوي الأفهام والبطنة تذهب الفطنة، وسندرس اليوم ذلك بشكل عملي تفصيلي يوضح أداء وظائف الجسم في الحالات المختلفة أثناء الصيام و من دونه، فمن كان له ملاحظة في هذا الصدد فليسجلها..
    قال المعلم برهان كلامه في حين التقت عيون الطلبة الباسمة وهي تنظر نحو أصيل الذي لم يستطع كبت ضحكة مكتومة.. فنظر إليه المعلم برهان مؤنبا:
    - هل هناك ما يضحك؟ .
    فأسرع حسان يقول:
    - عفوا يا معلمي ولكن عند أصيل ملاحظة قيمة جدا بهذا الخصوص كنا نتناقش فيها قبل قليل..
    عندها علت أصوات الضحكات رغما عن أصحابها وابتسم المعلم برهان متفهما:
    - أضحكونا معكم يا فرسان!


    ***

    أخذ المعلم نبراس يقلب الأوراق بين يديه في حين انتظم الطلاب في أماكنهم، وبينما هو كذلك إذ بدت دهشة واضحة على وجهه، ثم قال:
    - علاء نور الدين، كنت سأمنحك وقتا إضافيا بسبب تأخرك؛ فالمسألة بحاجة إلى فهم عميق وشامل للدروس بأكملها، فهل نقلتها من أحد؟
    هز علاء رأسه نفيا وهو يقول:
    - لقد شرح لي طلال الدروس الفائتة وحسب وقد حاولت بعدها حل المسألة بمفردي كما طلبت منا يا معلمي..
    أومأ المعلم برأسه موافقا:
    - حسنا سأنظر في ورقتك..
    ورغم حرص المعلم نبراس على أن لا يضيع لحظة من درسه إلا أنه لم يقاوم رغبته في إلقاء نظرة فاحصة سريعة على ورقة علاء قبل أن يبدأ الدرس وما هي إلا لحظات حتى هتف على غير عادته وقد تهلل وجهه بشرا:
    - ما شاء الله! أحسنت يا بني فقد استطعت الوصول إلى الخطوة قبل الأخيرة بنجاح، إن هذا يطمئنني إلى أنك استطعت تعويض ما فاتك والحمد لله..
    أجاب علاء مبتسما وقد اطمأن قلبه:
    - الحمد لله هذا بفضل الله وتوفيقه، ثم بفضل مساعدة طلال لي، جزاه الله خيرا..
    نظر المعلم إلى طلال نظرة شكر وتقدير باسما:
    - لم تزل عند حسن ظني يا طلال، بارك الله فيك يا بني وكثّر من أمثالك..
    علت حمرة الخجل وجه طلال وهو يقول بتواضع بالغ:
    - لم أفعل أكثر مما يحتمه علي الواجب، هذا غير أنني لم أوضح لعلاء سوى بضع نقاط بسيطة، في حين أنه درس الباقي بمفرده..
    ابتسم المعلم مشجعا:
    - بارك الله فيكم جميعا يا أبنائي..


    ***

    اصطحب علاء ورفاقه أحصنتهم إلى الإسطبل بعد التدريب، حيث وجد عدنان منهمكا في التنظيف كعادته، فأسرع إليه مبتهجا برؤيته:
    - السلام عليكم.. كيف حالك يا صديقي؟ لم أرك منذ مدة..
    فرفع عدنان رأسه إليه مبتسما:
    - الحمد لله، مازالت الدنيا بخير، ها أنت مازلت تذكرني يا علاء!
    رمقه علاء بنظرة عتاب:
    - سامحك الله!! أو تظن غير هذا؟؟
    ثم استدرك:
    - لقد افتقدتك في الآونة الأخيرة!
    فرد عدنان موضحا:
    - في الحقيقة لقد طلبت إذنا بإجازة قصيرة ليتسنى لي رعاية أمي المريضة و قد جئت متأخرا هذا اليوم..
    بدا التأثر واضحا على وجه علاء وهو يسأله:
    - لا بأس عليها طهور إن شاء الله، وكيف حالها الآن؟
    فأجابه عدنان مُطَمْئنا:
    - الحمد لله تحسنت صحتها بعد أن التزمت أوامر الطبيب بالراحة، فقد كانت تنهك نفسها كثيرا بالأعمال، وما يطمئنني أكثر أن أختي الكبيرة انتقلت أخيرا للعمل مربية في منزلٍ قرب منزلنا ولن تضطر للمبيت عندهم..
    ثم استدرك باسما:
    - بالمناسبة نجيب ونبيل وحتى ليلى أوصوني بإبلاغ سلامهم لك..
    فهتف علاء كمن سمع خبرا ينتظره من مدة:
    - راااائع.. هل زرتهم؟؟
    فأجاب عدنان:
    - ذهبت مع أمي لزيارتهم أمس فقد كانت بحاجة لبعض التغيير حتى تستعيد عافيتها، وكما تعلم لا أجمل من زيارة أقارب يقطنون في مزرعة كبيرة..
    ثم استطرد:
    والآن أخبرني عن أحوالك يا صديقي..
    فقال علاء:
    - الحمد لله إنني في تحسن مستمر بفضل الله، واليوم فقط استطعت إحكام السيطرة على حصاني ويكفيني أن المدرب ثابت بدأ يتقبل وجودي في هذه المرتبة والحمد لله.. أما السباحة فما يزال وضعها حرج بعض الشيء..
    وبينما هما يتحدثان، إذ انتبه عدنان إلى حسام الذي أخذ يذرع الساحة جيئة وذهابا، فتساءل:
    - ترى ما الذي جرى لحسام هذا اليوم؟
    هز علاء رأسه:
    - في الحقيقة لا أدري، كل ما أعرفه أنه سألني عما إذا ما حضر قاسم التدريب اليوم وعن أدائه فيه وقد بدا قلقا عليه بعد أن تغيرت تصرفاته فجأة كما يقول - فأنا لا أعرف قاسم من قبل- وهو لم يعد يرغب بالحديث مع أحد.. أو ربما..
    وما لبث أن ضرب جبهته بيده قائلا:
    - يا إلهي.. لقد نسيت..
    فبادره عدنان يسأله بلهفة:
    - خيرا إن شاء الله..
    فأجاب علاء:
    - لقد طلب منا المعلم عاصم الكتابة عن موضوع نختاره وتسليمه غدا إن شاء الله، وأنا حتى الآن لم أفكر في هذا الموضوع فقد شغلتني الدروس الأخرى..
    وزفر بضيق وهو يتابع:
    - إن الوقت يدركني دائما، لذا أرجو أن تعذرني يا صديقي إن تأخرت عن زيارتك..
    ابتسم عدنان مطمئنا:
    - أنا أعذركم جميعا، فالوقت مشكلة الجميع وليست مشكلتك وحدك، كما أنني لا ألوم أحداً أبدا، فلكل منا عذره الخاص..
    ثم استدرك قائلا:
    - ما الذي قلته يا علاء! هل قلت إنك لم تفكر في الموضوع بعد..
    أومأ علاء برأسه إيجابا:
    - أجل.. فلم أتفرغ حتى الآن لذلك..
    فابتسم عدنان:
    - وهل الأمر بحاجة إلى تفكير.. فأنت ستكتب ببساطة عن مدينتك وما حدث لك من صعاب..
    هتف علاء بحماسة:
    - هذا صحيح، كيف لم تخطر الفكرة ببالي.. يبدو أنني نسيت نفسي!
    ثم التقط نفسا قبل أن يتابع بتردد:
    - هل تعتقد أنني سأنجح في كتابته؟
    فابتسم عدنان مشجعا:
    - أو تشك في هذا؟ ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة يا علاء..

    ***

    طرق قاسم الباب ثلاث مرات قبل أن يأذن له المعلم أمين بالدخول، فدخل مسلما:
    - طلبتني يا معلمي؟
    ابتسم المعلم أمين وهو يدعوه إلى الجلوس:
    - أجل يا بني تفضل..
    وبعد أن أخذ قاسم مكانه بصمت منتظرا ما سيطلبه منه المعلم، فوجئ بسؤاله:
    - كيف حالك يا قاسم؟
    اتسعت عينا قاسم وهو يواجه المعلم أمين بسحنة متعجبة، قبل أن يطأطئ رأسه دون أن يزيد على قوله:
    - الحمد لله بخير..
    مرت لحظات صمت تقافزت خلالها مئات الأسئلة في رأس قاسم:
    - ترى هل علم المعلم بما حدث؟؟ ...كيف عرف؟؟... من أخبره؟؟...
    وأمام إصرار قاسم على الصمت ناوله المعلم أمين كتابا وهو يقول:
    - هل اطلعت على هذا الكتاب من قبل يا قاسم؟
    رفع قاسم رأسه متناولا الكتاب، وما إن وقعت عيناه على الغلاف حتى ارتعشت يداه من هول المفاجأة!! وهو يقرأ العنوان المكتوب بخط كبير:
    (الأوروج)


    ***


    همّ علاء بالذهاب إلى فراشه، في حين جلس طلال على مصلاه يتلو آيات من القرآن، وما إن أنهى تلاوته حتى بادره علاء بقوله:
    - لقد تأخر حسام عن موعد نومه على غير عادته، أليس كذلك؟
    كبت طلال ضحكة خفيفة:
    - مازال يفكر في موضوعه.. قال إنه لن يهدأ له بال حتى ينهيه قبل أن ينام رغم انه قد اعتاد أن ينام ملء أجفانه، معتمدا على ساعات ما قبل الفجر لإكمال واجباته..
    ثم استدرك:
    - وماذا عنك؟ هل انتهيت من كتابة موضوعك؟
    فأومأ علاء رأسه بابتسامة:
    - الحمد لله، انتهيت منه قبل العشاء.. وأنت؟
    فأجاب طلال بثقة:
    - أنهيته في اليوم الذي طلبه منا المعلم بفضل الله..
    هتف علاء:
    - ما شاء الله!! إنك مجتهد حقا يا طلال..
    فابتسم طلال مازحا:
    - وهل كنت تشك في هذا؟
    فرمقه علاء بنظرات ذات مغزى:
    - إذن لقد كان حسام على حق في تحذيراته الدائمة لك، فالغرور قريب منك جدا على ما يبدو يا صديقي العزيز..
    فأرخى طلال عينيه:
    - معك الحق!! استغفر الله.. وما توفيقي إلا بالله..
    وما هي إلا لحظات حتى دخل حسام وهو يحيط رأسه بكلتا يديه، فقال طلال مواسيا:
    - الحمد لله على سلامتك..
    فرد حسام متأوها:
    - أي سلامة تلك التي تجعل رأسي كالبركان الثائر، قد ينفجر في أي لحظة! والحمد لله على كل حال..
    فلم يستطع طلال منع نفسه من لومه:
    - لم تستمع لنصيحتي كالمعتاد وأجلت عمل اليوم إلى الغد فلا تلومن إلا نفسك..
    نظر حسام إليه نظرة متوسلة:
    - سامحك الله، صدقني.. من اللحظة الأولى التي طلب فيها المعلم عاصم كتابة الموضوع وأنا أفكر وأفكر..
    فتابع طلال:
    - ومازلت تفكر وستظل تفكر ولكن إلى متى؟؟
    ثم رمقه بنظرات ذات معنى:
    - تفكر بماذا بالضبط؟؟
    فقال حسام بنبرة متوسلة:
    - كفاك مزاحا يا طلال.. هل ستسخر مني وأنا في أشد حالات الضيق؟؟ أهكذا هي الصداقة!!!!
    فابتسم طلال لجملته الأخيرة مستسلما:
    - دائما تغلبني بكلامك، أعذرني يا صديقي، فلم أقصد إزعاجك أبدا أنت تعرف هذا!!
    فقال حسام و هو ما يزال يعصر رأسه:
    - أعرف.. نعم أعرف، لكنني لم أعد أعرف ماذا أفعل الآن؟
    فنهض طلال من مكانه ووقف إلى جانب سريره حيث جلس واضعا يده على رأسه:
    - هدئ من روعك يا صديقي ، فلا داعي لكل هذا التوتر، هل تشعر بصداع؟
    أومأ حسام برأسه بالإيجاب، فأخذ طلال يمسح على رأسه وهو يردد:
    - اللهم رب الناس أذهب الباس أشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما..
    وبعد أن رددها سبع مرات قال:
    - لا بأس عليك طهور إن شاء الله، واطمئن فمازال أمامنا وقت..
    فنظر إليه حسام بعينين منهكتين:
    - هل تهزأ بي يا طلال؟
    فأسرع طلال يقول:
    - صدقني لم أقصدها هذه المرة أبدا، سامحك الله ولكنني أحاول مساعدتك..
    ورغم الضيق الذي يشعر به حسام في تلك اللحظات إلا أنه لم يمنع نفسه من أن يقول باسما:
    - هذا يعني أنك كنت تقصدها من قبل؟؟
    فضحك طلال:
    - الآن من حقي أن أقول لك أهذا وقت المزاح!
    ثم صمت قبل أن يتابع:
    - هل تحب أن أساعدك في موضوعك؟
    فرمقه حسام بنظرة ذات معنى.. وهو يقول:
    - سبحان مغير الأحوال..
    فأسرع طلال يدافع عن نفسه:
    - لم أقصد أن أكتب لك الموضوع فلا تُسِء الظن بي يا صديقي، وإنما أساعدك بأفكار بسيطة أو حتى كلمات قليلة يأتي منها الفرج بإذن الله.. هذا إن رغبت في ذلك..
    فرد حسام:
    - بل أفضل الاعتماد على نفسي وجزاك الله خيرا..
    لاذ حسام بالصمت مفكرا - في حين أخذ طلال يرمقه بنظرات إشفاق - قبل أن يقول أخيرا:
    - ما رأيك يا طلال أن أنام الآن وأستيقظ في الصباح الباكر لإكمال الموضوع؟
    فابتسم طلال قائلا - وهو ينظر إلى علاء الذي ابتسم بدوره:
    - ظنناك غيرت تلك العادة يا حسام، يبدو أنه لا استثناء فيها أبدا! وهل عرفت عن ماذا ستكتب أولا؟
    فابتسم حسام معاتبا:
    -أنت تسيء الظن بي كثيرا يا صديقي، فلست مهملا إلى هذا الحد! لقد حددت الموضوع ورتبت أفكاره وبدأت بكتابتها لكنني لم أنته منها بعد..
    تنهد طلال بارتياح بالغ:
    - الحمد لله أرحت أعصابي، فالمشكلة أبسط مما تصورت بكثير.. إذا كان الأمر هكذا؛ فلا بأس عليك من أن تنعم بنوم هادئ تحلم فيه بنهاية الموضوع..
    فضحك حسام:
    - هذا ما كنت أنتظر سماعه.. جزاك الله خيرا، فقد بدأ النعاس يداعب أجفاني..
    فابتسم طلال:
    - هكذا إذن، تريد أن تلقي المسؤولية على عاتقي!
    وغرق الاثنان بالضحك..
    أما علاء الذي بقي صامتا يرقبهما وهو مستلقٍ على فراشه، فقد ازداد إعجابه بصديقه المخلص طلال، محب الخير للجميع.. وهو يرى صداقة تمثل فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

    ***

    كانت الحماسة مشتعلة على أوجها في قاعة الدراسة الخاصة بالمستوى السادس يخالطها التفاعل والتحليل والنقاش في جو من المرح - الذي امتازت به دروس المعلم أمين- والكل يحاول الإدلاء بدلوه في التقاط الأمثلة من هنا وهناك عن ما سمعوه أو مر بهم من حوادث وقصص عن الصبر، حتى قال المعلم أمين:
    - كل هذه الأمثلة تندرج تحت أقسام الصبر الثلاثة فمن يذكرنا بها مرة أخرى؟
    فأجاب علاء:
    - الصبر على المصيبة (أقدار الله المؤلمة)، الصبر على الطاعة، الصبر عن المعصية..
    فعقب المعلم أمين- بعد أن أثنى على علاء- قائلا:
    - ستبدؤون من هذا الأسبوع- إن شاء الله- إعداد التقارير عن أكثر المواقف التي تمر بكم وتحتاجون معها الصبر بشكل رئيس في حياتكم، والكيفية التي ستطورون بها أنفسكم لتعتاد الصبر، فكما تعلمنا: إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتصبر يصبره الله.. خاصة وأننا مقبلون على شهر رمضان إن شاء الله شهر الصبر والقرآن، وسأستلم منكم التقارير بعد العيد إن شاء الله.. وتذكروا أن هذه الدروس تطبيقية، فلا معنى لأي كلمة تكتبونها؛ إن لم تكن قد طبقت فعلا..
    ثم نظر إلى علاء:
    - سترى من زملائك كيفية إعداد هذه التقارير، فهذا هو الخلق الخامس الذي تم تطبيقه خلال المستويات الثلاثة حتى الآن، وستجد نسخا منها في المكتبة، فاسأل القيّم عنها، وحاول الاطلاع على أساليب زملائك فيها، وأنصحك بقراءة تقرير طلال في المبادرة وتقرير حسام في الصدق وتقرير حسان في الحياء وتقرير زيد في البر أما في التعاون فمعظم التقارير متقاربة ولم يكن بينها تفاوت كبير..

    ***

    ابتسم المعلم عاصم وهو يرى اللهفة بادية على الوجوه وهو يقول لهم حاملا كراريسهم التي كتبت عليها مواضيع مختلفة:
    - لم أطلع على المواضيع كالعادة لأنني أريد أن أطلع عليها معكم لتروا ردود أفعالي أمامكم مباشرة ولنشارك جميعا في الحكم عليها دون أن تكون لدي فكرة سابقة عن أي واحد منكم..
    ثم تابع قائلا:
    - سيقرأ كل واحد منكم موضوعه بنفسه ومن ثم سأجمعها لأرى صحة كتاباتكم ودقة إملائكم، أما اليوم فسنختار الموضوع الأجمل إن شاء الله..
    ثم صمت برهة مفكرا بطريقة تعم فيها الإثارة قبل أن يقول:
    - ليكتب كل واحد عنوان موضوعه في ورقة صغيرة يسلمها لي..
    وبعد أن جمعت الأوراق قلبها بين يديه بنظرات فاحصة ثم قال:
    - العناوين بصفة عامة جيدة ولنبدأ بـ ( الواجبات أكثر من الأوقات ) فهو مفيد جدا لنا..
    ولم يخف على أحد صاحبه، فقد تكلم طلال وسط ابتسامة الجميع، أما حسام فقد حاول إخفاء ضحكة مكتومة وهو يدرك أنه المقصود الأول من كلام طلال..
    ابتسم المعلم بإعجاب بعد أن أنهى طلال قراءة موضوعه:
    - ما شاء الله.. مازلت الأول يا طلال حتى من دون معرفة مسبقة مني بأنك صاحب الموضوع.. بارك الله فيك يا بني.. وأرجو أن يكون الجميع قد وعوا ما سمعوه..
    وقلب الأوراق بين يديه مرة أخرى قبل أن يقول:
    - والآن من صاحب..
    ثم صمت مفكرا قبل أن يتابع:
    - يبدو أن صاحب هذا الموضوع على قدر كبير من النباهة والفطنة والذكاء، كما أن موضوعه على جانب كبير من الأهمية خاصة في هذا الزمن، لكنني لن أستطيع الجزم بذلك إلا بعد سماع الموضوع..
    تلهف الجميع لمعرفة صاحب هذا المديح وهم يكتمون أنفاسهم من شدة الانفعال، وأخيرا قال المعلم:
    - من كاتب ( الأفكار السوداء تغزو أمتنا .. فمن يتصدى ؟!! )
    ووسط ترقب الجميع.. تكلم حسام بحياء وقد علت محياه حمرة الخجل.
    لم يستطع المعلم عاصم إخفاء مشاعر الغبطة والسعادة وهو يستمع لهذا الفتى وهو يوضح ما خفي عن الكثيرين حتى ممن يدعون الخبرة الطويلة والفهم العميق..
    إلى أن ختم حسام كلامه بقوله:
    - والمؤمن كيس فطن، لا يخفى عليه الخبيث من الطيب، وقد جعل قرآنه دليله، وقلبه حاديه في طريقه، قلمه منبر دعوته و لسانه يصدح بفكرته، وهو على ثقة بنصر ربه، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)..
    هتف المعلم:
    - ما شاء الله، لقد ازداد إعجابي بالموضوع أكثر بعد سماعه فهو على قدر رفيع من جزالة المعاني وقوة الأسلوب.. والآن الموضوع المشابه له على ما أعتقد، (القلم .. دعوة وجهاد ).. ثم ابتسم متابعا:
    - وما ينطبق على حسام من الثناء، ينطبق على صاحب هذا الموضوع لكن بعد أن نستمع له طبعا..
    وبدأ زيد بالقراءة والمعلم يبدي إعجابه الشديد بالأسلوب الشائق الذي اتبعه زيد، حتى انتهى بقوله:
    - ولئن كان هناك جهاد بالسيف فلا يخفى عليكم جهاد القلم الذي آن لنا خوض غماره بقوة..
    وبعد أن أثنى المعلم عليه، قال بدهشة واضحة:
    - إنني لأتساءل عن الدافع الذي دفعكم إلى الكتابة في هذه المعاني.. هل طرأ جديد؟؟
    ابتسم حسان:
    - الفضل في ذلك يعود لرواية (جوران ماركينا)، وما أثاره المعلم شاهر من تنبيهات حولها جزاه الله خيرا..
    فابتسم المعلم عاصم:
    - إذن شكر المعلم شاهر دين علينا، وجزاه الله خيرا حيث نبهكم إلى أمر خطير كهذا، مثيرا فيكم هذه الحماسة..
    ثم استدرك مازحا:
    - أم نشكر مؤلف الرواية الذي كان السبب الرئيس لهذه الضجة على رأي حسان!
    فضحك الجميع بأدب ثم تابع المعلم:
    - أستطيع الجزم إذن بأن هذا الموضوع (هل الحرية مطلقة ؟!!) نابع من نفس هذه الإيحاءات..
    أجاب أصيل مبتسما:
    - تماما..
    وبعد أن أنهى أصيل قراءة موضوعه، الذي لم يخل من مقاطع أجبرت الجميع على الضحك، وختمه بقوله:
    - والذي يصر بعد هذا كله على أن الحرية مطلقة فلا يعتبن على من ضربه وشتمه وأهان كرامته وسلبه حقوقه، فهكذا تكون الحرية برأيه ويسعدني أن أبدأ بتطبيق هذه الحرية معه فورا والسلام..
    قال المعلم عاصم ضاحكا:
    - ما هذا يا أصيل تستحق جائزة أطرف موضوع خارج عن المألوف!
    وأومأ الجميع برؤوسهم موافقين، ثم قال المعلم عاصم:
    - إن فضل المعلم شاهر علينا أعظم مما تصورت و بارك الله فيكم يا أحبائي..
    ثم قلب نظره في الأوراق مرة أخرى قبل أن يقول:
    - والآن أعتقد أننا بحاجة لغسل وجوهنا بالدموع قليلا مع علاء نور الدين وموضوعه (جراح في أمة).. فساعة وساعة..
    قالها أمام تساؤل علاء الذي تساءل:
    - وكيف عرفت أنه لي يا معلمي؟؟
    فأجابه المعلم مبتسما:
    - أو هناك صعوبة في ذلك يا علاء!
    انطلق علاء يقرأ بصوت مجروح وقلب مكلوم وآهات حزينة خنقتها الدموع، ولم يخطئ المعلم قولا.. إذ سرعان ما اغتسلت الوجوه بأنهار الدموع الغزيرة النابعة عن مشاعر مكبوتة طال حبسها في أعماق النفوس السحيقة..


    ***


    أعلن المدرب عادل قرب موعد المباراة الحاسمة بين فريقي المستوى السادس والخامس للثلاثية، وأخذت أصوات الهتاف والتشجيع تنطلق من مشجعي الطرفين وهم ينتظمون في أماكنهم حول الأرض المثلثة بانتظار شارة الانطلاق..
    أخذ كلا الفريقين أماكنهم حيث وقف حسان وأصيل في مثلث البداية لفريقهم يقابلهما ماهر وعمير، أما حسام ونضال فقد وقفا في مثلث الرماية كلٌ في فريقه، وأخيرا أخذ معاذ مكانه في مثلث الحماية مقابلا لزياد..
    كان كلا الفريقين على أهبة الاستعداد، عندما قال نضال مخاطبا الفريق الآخر:
    - من حسن فألنا أننا نقوم بتطبيق خلق التعاون هذه الأيام وسنتعاون حتى الفوز عليكم، لذا كونوا مستعدين لتطبيق خلق الصبر عند خسارتكم في النهاية..
    أنهى جملته وهو يطلق ضحكة مكتومة..
    لكن أصيل لم يسكت بل رد عليه بابتسامة تحدّ:
    - وما يدريك أننا لن نطبق الصبر حتى النصر، في حين أن علينا كذلك التعاون في مواساتكم بعد الخسارة؟؟
    أما المدرب عادل، الذي كان يقف قرب عصا الانطلاق في رأس المثلث، فقد ترك مكانه وهو يحمل الثلاثية بيده مقبلا نحوهما بعد أن سمع كلامهما ونادى بصوت عال:
    - أصيل.. نضال.. خارج اللعبة..
    التفت الجميع بعيون متسائلة نحو الاثنين اللذين فوجئا بقرار المدرب، والذي عقب بقوله:
    - الاستفزاز والتجريح ممنوعان وعلى الجميع التحلي بالروح الطيبة أثناء اللعب..
    تبادل أصيل ونضال النظرات وأسرعا يعتذران للمدرب، قال أصيل:
    - كنا نمزح فقط صدقنا أيها المدرب لم نقصد الإساءة، أليس كذلك يا نضال؟
    وأومأ نضال برأسه موافقا فقال المدرب وهو يحاول الظهور بمظهر أكثر جدية:
    - لا أحب كثرة المزاح هذه!
    فطأطأ الاثنان رأسيهما معتذرين:
    - نعدك أن لا نكررها مرة أخرى..
    وبعد أن عادا إلى أماكنهما تبادلا النظرات التي فهم منها نضال تهديد أصيل فابتسم:
    - سترى أكثر مما سمعت!
    أعلنت شارة البداية وانطلقت الثلاثية في الهواء عاليا، لتبدأ مباراة مثيرة تابعها الجميع بحماسة باستثناء قاسم الذي جلس مجاملة لا أكثر، في حين أن فكره كان يسترجع ما حدث مع المعلم أمين، الموقف الذي لم يكن يتوقعه أبدا..
    فبعد أن فتح الكتاب وقرأ أول جزء فيه: " الأوروج هو اسم القبيلة التي تنحدر من مدينة أوج في بلاد الأوروجال الأعجمية والتي ينتمي إليها خلفاء الخلافة الإسلامية لسبعة قرون، حيث ضمت تحتها جميع المناطق والبلاد الإسلامية عربية وغير عربية، وقد صنف هذا الكتاب- بعون الله وتوفيقه- ردا على من فرط بحقهم العظيم متجاهلا فضلهم ودورهم على مر القرون في حماية ديار المسلمين ووقوفهم في وجه المعتدين والمتآمرين، متناسيا موقف الخليفة (عبد القادر أوروج السابع) في درء الفتن و محاولته الفريدة في التنازل عن الخلافة للقائد العربي العظيم بدر الدين، لولا رفض الأخير وإصراره على البقاء تحت راية خلفاء الأوروج، فأسند إليه جل المهام ليعملا معا في التصدي للمكائد التي بدأت تنخر في عضد الأمة.. وبالمقابل فإن هذا التصنيف ينير الطريق أمام من أفرط في المبالغة بوصف العدل وحسن السياسة على الإطلاق، مشددا على أن الخلافة ما انهارت إلا بمؤامرات خارجية فقط، غاضا الطرف عن المنكرات والمظالم التي ازدادت في العصور المتأخرة، بالإضافة إلى الانغماس في الترف، وما صاحب ذلك من انتشار الجهل وفساد الأخلاق، فكانت سببا في تعجيل زوال الخلافة الإسلامية، بمقتل الخليفة عبد السلام اوروج..."
    كان قاسم غارقا في القراءة تماما وقد نسي من حوله حتى فوجئ بالمعلم أمين يباغته بقوله:
    - يبدو أنك لم تطلع على هذا الكتاب من قبل لذا يمكنك استعارته، فستجد فيه إجابة على تساؤلاتك يا.. قاسم أوروج!
    لم يصدق قاسم ما سمعه في البداية.. وظن أنه أخطأ سمعه، لكن المعلم أمين أعاد كلامه بما لا يدع مجالا للشك:
    - لا تقلق يا قاسم فأنت لم تكشف سر والدك، وأنا لم أخبر أحدا بهذه الحقيقة، يا حفيد الخليفة عبد القادر أوروج السابع..
    لم يذكر قاسم ما الذي حصل بعد ذلك فلم يكن ذهنه المشوش آنذاك قادرا على معرفة ما حدث، ولا يدري كيف واتته الجرأة ليسأل المعلم أمين من أين علم بهذا، في حين أن المعلم أمين لم يزد على قوله بابتسامته المعهودة:
    - ألست من يدرسكم علم الفراسة يا قاسم!!


    ***


    كان علاء على وشك أن يغط في النوم عندما سمع طرقا على الباب، في حين رفع حسام رأسه من فوق الوسادة وهو يقول:
    - تفضل..
    فُتح الباب ودخل قاسم وهو يحمل طبقا من الكعك اللذيذ قائلا:
    - أعتذر عن الإزعاج، ولكنني أحببت أن تشاركوني هذا الكعك الذي وصلني من بعض معارفي هنا..
    لكن حسام الذي هب واقفا بمجرد رؤيته فقد تهلل وجهه مستبشرا:
    - أي إزعاج هذا يا أخي!! إنه ألذ إزعاج على الإطلاق، تكفينا طلعتك البهية، فجزاك الله خيرا..
    فابتسم قاسم:
    - كيف يا ترى استطيع رد سيل هذه المدائح المنهمرة، إنك تجعلني أتردد في زيارتكم مرة أخرى..
    فهتف حسام بنبرة رجاء:
    - إلا هذه.. أرجوك..
    وضحك الاثنان قبل أن يقول قاسم:
    - جزاك الله خيرا يا حسام لن أنس وقوفك إلى جانبي وأرجو أن تعذرني إن بدر مني ما يسوؤك فقد أخطأت كثيرا بحقكم يا أصدقائي فأنتم إخوتي بحق..
    وفي تلك اللحظة دخل طلال حاملا كتبه فسر برؤية قاسم وقد أشرق وجهه من جديد، فقال مستبشرا وهو يرى طبق الكعك الشهي:
    - هل هذا احتفال مسبق بقدوم رمضان؟
    فابتسم قاسم:
    - بل استعداد لاستقبال أعظم فرصة يمن الله بها على عباده المؤمنين من أجل انطلاقة جديدة بإذن الله..
    (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)


    ***



    لا تزال أحداث "مدرسة الفروسية" مستمرة، وهناك المزيد من القصص الخاصة التي ستنكشف عن حياة أبطالها، فلكل واحد منهم قصته وهمومه...
    فتابعونا لتتعرفوا على ما يجول في خبايا حياتهم التي لم تنكشف من قبل..

    فهل يمكنكم تخمين هذه الشخصيات؟

    واستعدوا... فنجمات "مدرسة الفروسية" قادمات :d

    ولا تنسونا من صالح دعائكم (:

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  4. #84
    ~¤ سبيستوني صادق ¤~ الصورة الرمزية syury
    تاريخ التسجيل
    08 Oct 2016
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    4,488
    مرحبًا ^^
    آآه فهمت سبب حزن قآسم إذن لم يخطر ببآلي هههه
    سؤال يطرح نفسه، لو كنتم مكان قاسم.. فكيف ستتصرفون؟؟


    بصرآحة موقفه
    حرج جدًا ومؤلم أيضًا لكن باعتقآدي قآسم يجب عليه
    أن يختآر البقآء مع العرب والمدرسة وليس مع أبنآء جلدته السيئين
    ولكن لآ يتخلى عن بلآده بل يرفعهآ بالقيم التي
    علمهآ إيآهآ وآلده
    ولو كنت مكآنه لن أقف مع أبنآء وطني لشيء لآ يرضي
    الله
    في إحيآء الأوروجآل .. لكنه مسكين فعلًا شعور سيء أن يشعر الإنسآن
    بألم لأنه لآ يستطيع فضفضة مآ في صدره عن شيء قد يغير نظرة الآخرين إليه
    :<
    لكن أعتقد أن
    الأصدقآء لن يكونوا كذلكـ سيسآعدونه بالتأكيد صح ؟
    يبدو بأن الأمر يزدآد
    تعقيدًا وإثآرة >^<
    وأيضًا بالنسبة للأوروجآل
    البآرحة قمت بإعآدة الحلقآت من الأول لكتآبة الشخصيآت
    وأذكر موآقف كنت قد نسيتهآ
    ^^ "
    لكن مآ تعجبت أ نه في حوآر بين سآلم وحذيفة وعلآء ذكر علآء اسم
    عبد السلآم أوروج
    .. و أوروج فهل لهم علآقة ؟؟ :^
    بانتظآر مآ سيحدث في الحلقة القآدمة
    3:


  5. #85
    ~¤ سبيستوني صادق ¤~ الصورة الرمزية syury
    تاريخ التسجيل
    08 Oct 2016
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    4,488
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alfurussiah مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا لابداء رأيك المفصل، هذا يفيدني حقا ^^
    والحمد لله انها أعجبتك
    الحلقة التالية إن شاء الله قد تكشف شيئا عن قاسم.. وعندها سأنتظر سماع رأيك أيضا بإذن الله (:
    عندما نشرت ردي لم يكن ردك قد ظهر بعد
    ولكنني رأيه بعد ذلك فشكرا لك..
    أعجبني تحليلك لمشكلة قاسم، ما شاء الله عليك.. وجهة نظر تستحق التأمل..
    ومع ذلك.. ستتبين لك الحقيقة أكثر في الحلقة التالية (في الرد التالي إن شاء الله)

    فتابعونا ولا تنسونا من صالح دعائكم (:


    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    مرحبًا
    ^^
    شكرًا لكلآمكـِ
    :>



  6. #86
    ~¤ سبيستوني ألف ¤~ الصورة الرمزية hijihatori
    تاريخ التسجيل
    30 Aug 2016
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    1,421
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hijihatori مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ..
    كيف الحال ؟
    انا تابعت الرواية الى اخر حلقة وضعتها .. رواية جميلة جدا و من النادر ان نجد مثلها ..
    كنت اريد المتابعة بصمت لكنني دخلت لاجيب على سؤال ...
    ولكن قبل ذلك.. دعونا نتوقف مع جملة علاء:

    "
    وتعرفت الكثير من الأصدقاء، حتى اختلطت أسماؤهم في رأسي"

    فماذا عنكم؟؟

    هل استطعتم حفظ الأسماء الواردة في القصة حتى الآن؟؟

    بما في ذلك الاشخاص الذين قابلهم علاء في رحلته.. طلبة المستوى السادس.. طلبة مرتبة همام... المعلمين ... المدربين... العاملين..


    كم عدد الاسماء التي تتذكرونها تقريبا؟ ^^

    سأحاول ان اتذكر منهم ..
    " طبعا البطل اولا : علاء - حسام - طلال - اصيل - زياد - معاذ - عدنان - حسان - ياسر - طارق - المعلم ثابت - المشرف عاطف - قاسم - سالم - نبيل - نجيب - عماد (هذا من افضل الشخصيات لدي) - سامي -

    و الكثير كنت اذكر لكن عندما توقفتي لفترة و لم تضعي حلقات جدد نسيتهم ..

    صحيح و افضل الشخصيات عندي (علاء - عماد - حسام - طلال)


    و مازال لدي .. اتذكرت بعض الشخصيات ..
    " بهاء - هالة - اسماء - نورالدين (نسيت ان اذكره) - المعلم امين - الجد سعيد - قاسم - هناء - زيد -
    ♥ إذا بلغك من أخيك ضرا فالتمس له عذرا ♥
    ♥ فإن لم تجد له عذرا فقل عسى أن يكون له عذرا لا أعلمه ♥
    # كلمات_راقت_لي


    Osman Bye
    للفخامة عنوان
    Burak Özçivit



    إلياس شاكر بيلي
    للفخامة عنوان
    Ozan Akbaba


    .



    لا أسمح لأي أحد باستخدام أي من أسمائي السبيستونية :
    (حجابي حياتي - تناهيد القلب - شخصيتي ماركة - آهات قلبي )





  7. #87
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    شكرا لابداء رأيك وانطباعك... ^^
    قد لا يكون قاسم خائن لوطنه فعلا ولكن هذا ما يدعيه بعض ابناء جلدته!! فهل ترينه كذلك؟

    أما سبب كرههم للعرب فهذه قصة قديمة حصلت معهم على ما يبدو! هل يمكنك تخمينها؟




    كلامك حول علاء منطقي جدا، ولا شك أنك تؤيدين وجهة نظر المدرب ثابت، ومع ذلك لازالت أمام علاء فرصة ليحاول اثبات نفسه والخروج من احباطه، ولا تنسي أن علاء قلق جدا على مدينة شمس وينتظر أخبارها مثلك، وربما هذا هو السبب الرئيسي في عدم تركيزه! ومع ذلك عليكم أن تتحلوا بالصبر قليلا حتى تصلكم الأخبار



    سلام عليكم أرى أن قاسم وفي ولا يخون وطنه ولا حتى أصدقاءه ^^

    لكن كره الاوروج للعرب آثار فضولي لاسيما لما رفض قاسم إعلان اسم والده ★

    وغضب ذلك عملاق و كمان لم يحبو طريقة كلامه عندما ألقى تحية عليهم ♥

    لست بارعة ف تخمين لهذا سأترك لك مجال لتخبريني عنها ف قصة تسلمي ★



    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  8. #88
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    هلا بك أحداث جميلة حصلت ف بارت جديد لاسيما معرفة حقيقة قاسم ♥

    متابعة أول مرة بأول مدرسة الفرسان رائعة مع فرسانها ومعلموها ♡


    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  9. #89
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syury مشاهدة المشاركة
    مرحبًا ^^
    آآه فهمت سبب حزن قآسم إذن لم يخطر ببآلي هههه


    بصرآحة موقفه
    حرج جدًا ومؤلم أيضًا لكن باعتقآدي قآسم يجب عليه
    أن يختآر البقآء مع العرب والمدرسة وليس مع أبنآء جلدته السيئين
    ولكن لآ يتخلى عن بلآده بل يرفعهآ بالقيم التي
    علمهآ إيآهآ وآلده
    ولو كنت مكآنه لن أقف مع أبنآء وطني لشيء لآ يرضي
    الله
    في إحيآء الأوروجآل .. لكنه مسكين فعلًا شعور سيء أن يشعر الإنسآن
    بألم لأنه لآ يستطيع فضفضة مآ في صدره عن شيء قد يغير نظرة الآخرين إليه
    :<
    لكن أعتقد أن
    الأصدقآء لن يكونوا كذلكـ سيسآعدونه بالتأكيد صح ؟
    يبدو بأن الأمر يزدآد
    تعقيدًا وإثآرة >^<
    وأيضًا بالنسبة للأوروجآل
    البآرحة قمت بإعآدة الحلقآت من الأول لكتآبة الشخصيآت
    وأذكر موآقف كنت قد نسيتهآ
    ^^ "
    لكن مآ تعجبت أ نه في حوآر بين سآلم وحذيفة وعلآء ذكر علآء اسم
    عبد السلآم أوروج
    .. و أوروج فهل لهم علآقة ؟؟ :^
    بانتظآر مآ سيحدث في الحلقة القآدمة
    3:

    ما شاء الله عليك وجزاك الله خيرا لاهتمامك بقائمة الشخصيات، اسعدني هذا حقا أسعدك الله ^^
    كلامك سليم وملاحظاتك دقيقة ما شاء الله، بالطبع لعبد السلام اوروج علاقة بالموضوع بطريقة ما ولا شك أنك لاحظت هذه العلاقة




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hijihatori مشاهدة المشاركة
    و مازال لدي .. اتذكرت بعض الشخصيات ..
    " بهاء - هالة - اسماء - نورالدين (نسيت ان اذكره) - المعلم امين - الجد سعيد - قاسم - هناء - زيد -
    ما شاء الله جيد (:
    ولكن لحظة... هل أنت واثقة أن اسم هالة قد ورد في الحلقات الماضية حقا؟؟؟

    حسب علمي أن هذه الشخصية لم تظهر بعد!! يبدو أن لديك حدس للمستقبل أيضا






    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة artimis مشاهدة المشاركة



    سلام عليكم أرى أن قاسم وفي ولا يخون وطنه ولا حتى أصدقاءه ^^

    لكن كره الاوروج للعرب آثار فضولي لاسيما لما رفض قاسم إعلان اسم والده ★

    وغضب ذلك عملاق و كمان لم يحبو طريقة كلامه عندما ألقى تحية عليهم ♥

    لست بارعة ف تخمين لهذا سأترك لك مجال لتخبريني عنها ف قصة تسلمي ★




    كلامك حول قاسم صحيح، أما بالنسبة لكره اولئك القوم للعرب فسيتضح مستقبلا أكثر إن شاء الله، ولكن عليك أن تكوني صبورة



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة artimis مشاهدة المشاركة
    هلا بك أحداث جميلة حصلت ف بارت جديد لاسيما معرفة حقيقة قاسم ♥

    متابعة أول مرة بأول مدرسة الفرسان رائعة مع فرسانها ومعلموها ♡


    شكرا لمتابعتك واهتمامك عزيزتي، بارك الله فيك وفي كلماتك الطيبة



    ***


    والآن استعدوا للحلقة التالية إن شاء الله (:


    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  10. #90
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245

    الحلقة العشرون: القوارير


    الحلقة العشرون: القوارير



    اقترب المدرب علي من معاذ الذي بدا شاردا- بعد أن انتهى تدريب المطاعنة بالرماح لمرتبة مقدام:
    - معاذ.. ليس هذا هو مستواك الذي عهدتك به.. هل هناك ما يشغلك؟؟
    انتبه معاذ من شروده وحاول أن يصطنع ابتسامة ليقول بأدب:
    - لا شيء!
    فابتسم المدرب علي قبل أن يذهب قائلا:
    - انتبه لنفسك يا بني، وإن احتجت لشيء فنحن موجودون.
    فقال معاذ وقد شعر ببعض الحرج:
    - جزاك الله خيرا يا مدربي، سأكون بخير إن شاء الله..


    ***


    قضيت صلاة العصر وخرج معاذ من الجامع والهم باد على وجهه وما إن انتهى من انتعال حذائه ونهض واقفا حتى ارتطم بزيد الذي كان بانتظاره:
    - هذا أنت!
    فرد زيد:
    - وما الغريب في هذا!!
    ثم استطرد:
    - لا تبدو على ما يرام أبدا يا معاذ، ومع ذلك تصر على أن لا تخبر أحدا بشيء، حتى أنك لم تكن بمهارتك المعهودة وأنت أفضل مطاعن بالرماح في المرتبة! فما الذي حدث يا صديقي؟؟
    وعلى سور الحديقة القريبة من المسجد ارتكز معاذ ليحدث زيداً بما يشغله بعد إلحاحه الشديد عليه، في حين جلس زيد قربه ينصت باهتمام.
    أطلق معاذ تنهيدة طويلة وهو يقول:
    - كما ترى يا صديقي إرضاؤها يبدو شبه مستحيل!
    ومرت فترة صمت قبل أن يقول زيد:
    - أقدر ما تمر به يا صديقي ولكن.. لا شيء مستحيل، فقط علينا التفكير بهدوء لإيجاد الحل المناسب، ثم إن أمك بلا شك لن يرضيها أن تراك مهموما هكذا، ولم تكن تقصد أن تكلفك ما لا تطيق!
    فرد معاذ:
    - أعلم هذا، وأحاول دائما تفهم ما تمر به من ضغوط كثيرة، ولكن ما ذا بوسعي أن أفعل!! أبي مشغول بعيادته و مرضاه، وطلباته كثيرة بسبب طبيعة عمله ولا وقت لديه لإعطاء أمور المنزل حقها في النقاش والتوضيح كما تريد أمي؛ فأصبحت تتحمل هذا العبء وحدها! زد على ذلك أن أخي الصغير حمزة عبء كبير لوحده..
    وصمت معاذ قليلا قبل أن يتابع:
    - كثيرا ما تمنت أمي أنها لو رزقت ببنت تعينها، رغم أنني أبذل جهدي لأشعرها بأنني مستعد لكل شيء ولكن بلا فائدة!
    ثم زفر بأسى وهو يقول:
    - والأسوأ من هذا كله عندما يختلف والداي فتطلب مني أمي شيئا ويطلب والدي ضده! عندها أصبح عاجزا عن التفكير ولا أعرف ما ذا أفعل؛ حتى أنني قد أُغضب الاثنين معا!!
    ومرت فترة صمت أخرى قطعها معاذ مستدركا:
    - بالمناسبة يا زيد..
    ثم صمت مترددا، فنظر إليه زيد مشجعا:
    - ماذا هناك؟
    فقال معاذ:
    - حسنا أرجو أن تعذرني يا زيد، وأن لا يزعجك كلامي، فهناك سؤال يلح علي كثيرا!
    فابتسم زيد مطمئنا:
    - لا عليك يا صديقي لن تزعجني أبدا إن شاء الله فاسأل ما بدا لك، وهات ما لديك..
    فتكلم معاذ أخيرا:
    - رغم أنك سريع الغضب إلا أنك تبدو على نقيض ذلك تماما مع أمك.. أذكر يوم أن خرجنا ذات مرة من الجامع وكنّا نتحدث مع باقي الرفاق حول بحث علم الفلك فنادتك أمك موبخة لأنك تأخرت على طلبٍ طلبته منك، فاستأذنت منا على عجل وأسرعت إليها معتذرا دون أن ألحظ عليك أي تمعر في وجهك غضبا لمناداتها لك بتلك الطريقة أمام رفاقك.. لقد أثرت عجبي يومها يا زيد!
    دهش زيد لما سمعه:
    - هل حدث ذلك حقا!! لا أذكر!! ما شاء الله! يبدو أنك شديد الملاحظة يا معاذ!
    فابتسم معاذ:
    - هذا لأن الموضوع يهمني..
    ثم قال:
    - إن برك لأمك معروف يا زيد ولطالما رغبت في معرفة سر ذلك، خاصة وأن من طبعك سرعة الغضب فكيف يختفي هذا كله فجأة مع أمك!! هذا ما يحيرني فعلا، لذا أشعر أن وراء ذلك سرا!
    فوجئ زيد بتلك الملاحظة الدقيقة ثم أطرق رأسه مفكرا قبل أن يقول وقد تذكر ذلك الموقف الذي كاد أن ينساه وإن انطبع أثره عميقا في نفسه وردود أفعاله:
    - الفضل في ذلك يعود بعد الله لأبي جزاه الله خيرا..
    حملق معاذ في عينيه متسائلا:
    - الشيخ عبد الرحيم! كيف؟؟
    فتابع زيد:
    - كما تعلم يا معاذ لا يوجد بيت يخلو من مشكلات، وعندما كانت تحدث أحيانا خلافات بين أمي وأبي كنت أثور كثيرا لأنني أرى أبي عالما وأعرف قدره وهيبته أمام الناس، لذا فهو بنظري الأعلم ولا يجوز لأي أحد كائنا من كان أن يخالفه الرأي أو يناقشه في كلامه حتى ولو كانت أمي ، رغم أن أبي نبهني لذلك كثيرا وأمرني بعدم التدخل، حتى جاء ذلك اليوم الذي لم أره غاضبا كما كان آنذاك..
    ثم استطرد مبتسما:
    - كما تعلم يا معاذ أنا الولد الوحيد وسط أخواتي البنات، فكنت أشعر أنه من الواجب علي الانتصار للجنس الذكوري في البيت بفطرتي!
    فابتسم معاذ:
    - أما في بيتنا فلا تجد أمي المسكينة من يساندها من الإناث فتولت المواجهة بنفسها..
    ضحك الاثنان قليلا قبل أن يقول معاذ بلهفة:
    - حسنا ما الذي حدث في ذلك اليوم؟
    قال زيد راجعا بذاكرته إلى الوراء:
    - يومها علا صوت أمي في جدال على أحد الأمور وكانت تُخطّئ فيه تصرف أبي الذي أخذ يحاول شرح رؤيته لها بدون فائدة، فلم أحتمل ورفعت صوتي في وجه أمي وأنا أقول لها أن أبي أعلم منها فلماذا تجادله! لقد وقفت في وجه أمي دفاعا عن أبي فما كان منه إلا أن ضربني بقوة لم أعهدها منه من قبل بل ربما كانت المرة الوحيدة التي ضربني فيها بتلك الطريقة، كنت ما أزال غاضبا و متفاجئا في الوقت نفسه من ردة فعله نحوي وأنا الذي لم أحتمل طريقة خطاب أمي له، لقد نسي أبي وقتها خلافه مع أمي وأخذني إلى غرفة مغلقة وآثار الغضب من تصرفي بادية بوضوح على وجهه..
    عصر زيد ذاكرته لتنقله إلى أحداث ذلك اليوم ولتلك الجلسة تحديدا وأخذت كلمات ذلك الحوار تتردد في أذنه وكأنها حدثت للتو..
    التقط الشيخ عبد الرحيم أنفاسه الغاضبة بصعوبة:
    - يبدو أن الكلام لم يجد معك نفعا فاضطررت لاستخدام يدي، أهذا يعجبك يا زيد!! هل تظنني أفرح عندما ترفع صوتك في وجه أمك!! حتى وإن أخطأت هي فهذا ليس مبررا لك أبدا، هل تفهم؟؟
    فأجاب زيد والغضب ما يزال مسيطرا على نبرته:
    - ولكن ألم تر طريقة تفكيرها وردودها إنها تثير الغيظ فعلا وأنت...
    فقاطعه الشيخ عبد الرحيم بقوله:
    - أهكذا تتحدث عن أمك؟؟ أهذه هي التربية التي جهدت في تنشئتك عليها!! ثم من أنت حتى تحكم على أمك؟ هل اطلعت على جميع العلوم والآراء و الأفهام حتى تأتي لتحكم عليها؟؟ أجبني.. أهكذا ربيتك يا زيد؟؟
    أطرق زيد ولم يقل شيئا، فتابع والده كلامه:
    - هل تظنني سأكون سعيدا وأنت تتحدث مع أمك بتلك الطريقة؟؟ سأعتبر نفسي مربيا فاشلا إن فرحت يوما بوقوفك في وجه أمك انتصارا لي!!!
    وتنهد الشيخ عبد الرحيم قبل أن يقول بلهجة حانية:
    - يا بني، إنني أحبك وأخاف عليك، فإذا أردت السلامة والنجاة فالزم بر أمك، ثم إنها بفضل الله امرأة صالحة ولم يحدث أن أمرتك بما يغضب ربك، لذا أرجوك يا بني أن أردت أن تقر عيني بحسن تربيتي لك فالزم بر أمك، أعرف أنك سريع الغضب وستحتاج وقتا حتى تضبط طبعك هذا وتطوعه على ما يرضي الله ولكن إياك ثم إياك أن تغضب أمك.. إياك يا زيد.. سأرددها وسأظل أذكرك بها فإياك أن تنساها، أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك..
    وأخيرا تكلم زيد بعد أن لاحظ هدوء نفس والده قليلا:
    - لقد وعدتك يا أبي أنني سأحرص على برها ولكن..
    فشجعه والده على متابعة الكلام:
    - ولكن ماذا؟ قل ما لديك يا زيد لنتناقش في الموضوع فهذا أفضل..
    فقال زيد بشيء من التردد:
    - أنني أتعجب منك يا أبي، كيف لي أن أتمالك نفسي وأنا أراك تُشعر أمي أحيانا- بردود أفعالك تجاه كلامها- أنها قد تكون أعلم منك في مسائل معينة، رغم أنها لم تدرس مثلك ولم تتلق العلم كما تلقيته عن الشيوخ والعلماء الأجلاء! عليك أن تُفهمها بوضوح أنه لا حق لها بمجادلة من هو أعلم منها!
    أطرق الشيخ عبد الرحيم برأسه نحو الأرض متنهدا:
    - هكذا إذن!!
    ثم رفع رأسه متأملا في وجه ابنه المتسائل قبل أن يقول:
    - من قال لك يا زيد بأن العلم والفهم وإصابة الرأي تقاس بعدد الدروس التي يتم حضورها أو بعدد العلماء الذين نستمع لهم؟؟ كلا يا بني، أنت مخطئ..
    باغت زيد ذلك الرد الذي لم يتوقعه، فتساءل بدهشة:
    - بماذا تقاس إذن؟؟
    فقال الشيخ عبد الرحيم موضحا:
    - لو كان الأمر كذلك لما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند مشورة زوجته أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، ولما قال سيدنا عمر ( أصابت امرأة وأخطأ عمر)، إياك أن تظن بأنني عندما أتحاور مع أمك أتحاور معها بصفتي أكثر منها علما، إذاً لما وصلنا إلى نتيجة ولكان الجدال عقيما، نحن نتحاور لنصل إلى الرأي الأقرب للصواب وفي أحيان كثيرة وجدت أن رأيها أصاب الحق أكثر مني فاقتنعت به، أما الخلاف بيننا فهو شيء طبيعي وعادة ما ينتهي ببعض التفاهم والحمد لله..
    وصمت قليلا قبل أن يتابع:
    - لقد قيل (من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم) ، وقد تكون أمك قليلة علم بنظر الآخرين ولكنها تطبق ما تعلمه فزادها الله بذلك علما على صاحب علم كثير لم يعمل به، فلا تغرنك الكميات والمظاهر واعلم أنك لا تملك أن تحكم على أحد بمظهره والله أعلم بجوهره..
    ثم استطرد:
    - وفي جميع الأحوال بغض النظر عن هذا وذاك، عليك بر أمك قدر استطاعتك ففيها نجاتك وسعادتك..
    والتقط نفسا عميقا قبل أن يتابع قائلا:
    - ما زلت في مقتبل العمر يا بني ولكنك رجل في عيني، وإنني أخشى عليك أن تكبر وفيك هذه الحدة مع أمك!
    ثم قال وفي نبرته تأنيب واضح:
    - ألا تدرك معنى أن تجد في نفسها عليك؟؟ ألم أخبرك أن صحابيا حرم نطق الشهادة بسبب ما كان في نفس أمه عليه وهو لا يدري؟؟ فكيف إن كنت تدري؟؟
    لا أريد أن أعيد على مسامعك ما تعلمته وتقرأه باستمرار، عن فضل الأم وعظيم تضحيتها من أجل أبنائها وبناتها، ولكنني أريدك أن تفكر بينك وبين نفسك في ذلك وتأكد أن ما قدمته أمك وما زالت تقدمه أضعاف ما يخطر ببالك، ولولا ذلك لما قيل أن الجنة تحت أقدامها..
    وأخذت الكلمات تتردد في ذهن زيد لتلامس كل جزء في جسده وكأنه ناقوس يدق بانتظام:
    - أمك.. ثم.. أمك.. ثم.. أمك.. ثم.. أبوك..
    أنهى زيد كلامه، في حين أطرق معاذ مفكرا، قبل أن يقول:
    - مسكينة أمي! ماذا عساي أن أقول عنها بعد كل هذا!! لقد كنت استثقل واجبي تجاهها دون أن التفت إلى مشاعرها.. فقد كان معها الحق عندما تمنت ابنة تحن عليها وتقف إلى جوارها، لقد أشعرتني بكبر المسؤولية تجاهها يا زيد ونبهتني إلى خلل لم آخذه بعين الاعتبار سابقا.. كان الله في عونها..
    ثم هتف فجأة:
    - لقد عرفت، سأكتب عن الصبر في بر أمي فهذا ما ينقصني فعلا!!
    فابتسم زيد:
    - فكرة جيدة، ولكن هذا يدل أنك ما زلت تستثقل برها يا أخي!
    فانتبه معاذ لكلماته وأسرع مبررا لنفسه:
    - قد يكون معك الحق في هذا سأحاول أن أصل إلى المرحلة التي أشعر فيها بحلاوة برها إن شاء الله ولكن لا تتوقع مني أن أتغير فجأة! لا بد من الصبر على التغيير..
    وابتسم متابعا:
    - ثم إنني عثرت على موضوع أكتبه على أي حال!
    فوافقه زيد قائلا:
    - في هذه الحال ربما أكتب عن الصبر على أخواتي في البيت، فربما هذا هو أكثر ما أحتاجه الآن، خاصة وأنني أشعر أحيانا بأنني محاصر!
    فضحك معاذ:
    - من يراك مع المدرب عمر في الصراع و المشابكة لا يصدق أنك نشأت في بيت مع أخوات فقط!
    فعلق زيد باسما:
    - ما يدريك، ربما بسبب هذا وجدت في تدريبات القوة متنفسا لي، فأنا لا أستطيع التعبير عن غضبي في البيت أبدا مهما فقدت أعصابي منهن!
    ثم قال مرددا كلمات والده:
    - أنت رجل قوي.. وإياك أن تؤذي القوارير!

    ***

    بالكاد استطاع علاء التقاط أنفاسه وهو يلهث بقوة- على ظهر الفرس- ماسحا عرقه بطرف كمه أثناء استعداده لمحاولة أخرى من جديد..
    لاذ طلال بالصمت وهو يراقبه وقد أدرك أنه ما من أحد يستطيع ثني علاء عما عزم عليه الآن، أما حسام الذي كان يتابعه بقلق فقد قال أخيرا:
    - هذا يكفي يا علاء لقد أجهدت نفسك كثيرا!!
    لكن علاء أجاب بإصرار:
    - ليس بعد، علي أن أنجح هذه المرة إن شاء الله فلم يعد هناك وقت..
    وأخذت كلمات ذلك الحوار الذي سمعه تتردد في رأسه مشعلة فيه روح التحدي، حدث ذلك قبل يومين بعد انتهاء التدريب الذي أتقن فيه أخيرا مهارات السيطرة الأولية على الحصان والجري به وحده ليحوز على رضا المدرب ثابت لأول مرة، يومها سمع أصيل يتحدث بحماس:
    - ستُعلن أسماء المرشحين لاختبار الترقي الثاني لمرتبة مقدام، قبل شهر رمضان، إن شاء الله..
    فقال حسان:
    - ومن أين أتيت بهذه الأخبار؟هل ستقول لي أن والدك تصله أخبار مدرستنا أيضا بحكم عمله!
    فضحك أصيل:
    - ليس إلى هذه الدرجة!
    ثم تابع بجدية أكبر:
    - سمعت المدربين يتحدثون عن هذا الموضوع أثناء ذهابي لرؤية المدرب سعد والاعتذار منه على ما حصل أثناء التدريب..
    فعلق حسان:
    - لا أدري إلى متى ستظل تخطيء وتعتذر!
    فابتسم أصيل مربتا على كتفه بمرح:
    - هون عليك يا رجل، فإن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون!
    أما علاء الذي شغل فكره موضوع اختبار الترقي فقد سألهم باهتمام:
    - هل تعرفون كيف يتم الترشيح؟؟
    فأجاب حسان:
    - بالنسبة للترشيح لمرتبة مقدام؛ عليك أن تكون قد اجتزت المستوى الخامس والربع الأول من المستوى السادس بواقع 70 جزءاً في علوم الجدال، بالإضافة لإتقانك مهارات مرتبة همام بشهادة المدربين..
    فسأل علاء بلهفة:
    - وما هي المهارات المطلوبة؟
    فأجابه حسان:
    - إحكام السيطرة على الخيل في الركوب والجري والقفز واتقان الرمي في المدى المتوسط واستعمال العصا عوضا عن الرمح في الدفاع عن النفس وأخيرا المبارزة بالسيوف من الدرجة الثانية، ذات النصل الخفيف..
    فأردف أصيل موضحا:
    - هناك ثلاث فرص للاختبار؛ فمن لم يحرز سبعين جزءا مثلا في الربع الأول من المستوى السادس فلديه فرصتان بعد الربع الثاني وبعد الربع الثالث لإحراز الأجزاء المطلوبة..
    انتبه علاء من شروده مع أحداث ذلك اليوم على صوت حسام الذي صرخ قائلا:
    - انتبه يا علاء!
    وفي اللحظة الأخيرة استطاع علاء جذب لجام فرسه، ليقفز معها فوق الحاجز، الذي كاد أن يرتطم به، وهو يندفع نحوه بسرعة شديدة والعزيمة تردد أصداءها في نفسه.. "كلما أسرعت في اجتياز الاختبارات ومراتب الترقي؛ اقتربت أكثر من تحقيق حلمك والعودة إلى مدينتك فارسا صنديدا قويا".. كانت قفزة مذهلة أثارت الغبار بقوتها.. علا الهتاف على أثرها وقفز حسام من فوق السياج بفرح منقطع النظير:
    - لقد فعلتها يا علاء، ما شاء الله رااااااااااااااااائع..
    وأسرع مع طلال وقاسم- الذي كان يراقبه بهدوء- نحوه يهنئونه، في حين أرخى علاء رأسه لتلامس رقبة الفرس وقد انهكت قواه مرددا:
    - الحمد لله.. لقد فعلتها إذن!!
    قال قاسم:
    - أحسنت صنعا يا علاء، لقد كانت قفزة موفقة بفضل الله..
    ولم يستطع حسام ضبط انفعالاته المتحمسة، فجذبه من فوق فرسه يعانقه، حتى كاد أن يسقطه أرضا:
    - أنت رائع فعلا ما شاء الله لقد فاجأتنا أيها الفارس البطل!! أحسنت يا صديقي أحسنت..
    أما طلال الذي تهلل وجه بابتسامة عريضة فقد قال معلقا:
    - على رسلك يا حسام لقد خنقته!
    فقال حسام ضاحكا:
    - يستحق أكثر من هذا فقد خنق أنفاسي وأنا أراقبه!
    فضحك علاء:
    - آسف ولكنك لم تكن مضطرا لذلك يا صديقي!
    فرد حسام:
    - وهل تركت لنا خيارا آخر! هذه هي فرصتنا الوحيدة لرؤيتك، ولو كنت معنا في التدريب نفسه لكان لي معك شأن آخر!
    فقال قاسم:
    - بإذن الله سيكون معكم قريبا..
    ثم نظر إلى علاء مشجعا:
    - أتوقع أن يتم ترشيحك لاختبار الارتقاء فاستعد جيدا يا علاء!
    خفق قلب علاء بشدة وخيم الصمت للحظة قبل أن يقول حسام:
    - أسأل الله أن يسهل ذلك ويكتب لك الخير فيه..
    وابتسم طلال مطمئنا بعد أن شعر بانفعال علاء إثر ذكر الاختبار:
    - المهم أنك تدربت باجتهاد وبذلت جهدك ومهما كانت النتائج فهي من الله وحده وكلها خير..
    ثم قال:
    - سيحين وقت صلاة المغرب وأنت لم تُعد الفرس إلى الإسطبل بعد كما وعدت السيد رافع، ولا تنس أن عليك إطعامها وتنظيفها أيضا فقد انتهى وقت عمل عدنان..
    فقال علاء مازحا بعد أن هدأت نفسه:
    - لا تقلق سيساعدني حسام تعبيرا عن فرحه، أليس كذلك يا صديقي العزيز؟
    فابتسم حسام:
    - على الرحب والسعة ولكن إياك أن تعيدها ثانية!
    وضحك الجميع بمرح..
    كانت من أروع اللحظات التي مرت على علاء منذ وصوله المدرسة، إنها القفزة الأولى بنجاح..


    ***


    " كيف حالك يا أخي العزيز؟ أرجو أن تكون بخير ..
    الحمد لله نحن بخير، ومصعب أصبح يتكلم بطلاقة، أما حاتم فما زال يفتقدك كثيرا حتى أنه طلب مني أن أعيد له قراءة رسالتك الأخيرة عشر مرات على الأقل!! هذا إلى جانب احتفاظه برسائلك في خزانته الخاصة وكأنها كنزه الثمين! وقد ألحقه أبي بدار أطفال الوزارة مؤخرا إلا أنه لم يزل خجولا يرفض الاحتكاك ببقية الأطفال، ولا يخفى عليك قلق أمي عليه من هذه الناحية رغم أنها أصبحت أكثر انشغالا بعد أن تولت الإشراف على مدارس الفتيات العليا و افتتحت دار الأيتام الجديدة، و من ثم اختيارها لتكون رئيسة دور رعاية الأيتام في المدينة، بالإضافة إلى منصبها في وزارة الرعاية الاجتماعية، وأبي يستعد في هذه الايام لاستلام مهامه الجديدة في وزارة كبار التجار بعد أن عُين من قبل الحاكم ليكون المسئول الأول عن التجارة في منطقة التلال، علما بأنه قد تم إعلان التصنيفات الجديدة مؤخرا لأكبر العائلات المرموقة الثرية في المنطقة؛ فكانت عائلتنا في المركز الخامس بعد عائلة الحاكم و الوزير الأول وعائلتين لا أذكرهما.. و كما ترى فالجميع مشغولون كالعادة ويزدادون شغلا مع الأيام، بالمناسبة أوصاني البستاني والحارس وسائقا العربات بإبلاغ سلامهم لك، أما مرجانة و درة فيفتقدان الفوضى التي تحدثها بالمنزل، إذ لم يعد لديهما الكثير من الأعمال للقيام بها خاصة بعد أن عهدت أمي بمصعب لمربية جديدة تدعى لطيفة وهي لطيفة بالفعل وطيبة نرجو أن تكون عند حسن الظن، كما أحضرنا طاهية جديدة بعد أن قررت سعيدة السفر مع عائلتها، كان فراقها مؤلما لنا جميعا وقد أوصتني بإعطاء الطاهية الجديدة طريقة صنع الحلوى التي كنت تحبها بعد أن كتبت وصفتها، فلا تقلق.. كما تعلم أيها السيد المحترم حسام؛ محبوب من الجميع كالعادة (واللهم لا حسد)...."
    توقف حسام عن القراءة قليلا، وهو يذكر تلك اللحظات السعيدة التي قضاها مع سعيدة، ومسح دمعات امتلأت بها عينيه، وهو يدعو" أسأل الله أن يوفقها أينما كانت ويجازيها خير الجزاء".. ثم تابع القراءة:
    " بالنسبة لي أشعر بالملل الشديد فدروس المستوى الثامن أكثر مللا من المستوى السابع التي كنت أظنها في قمة الملل!! أنهيت قراءة جميع الروايات والقصص المتوفرة بالسوق وعزمت على الدخول في إتقان فن رسوم (الكوماسيل) فهي فكرة ممتعة ومسلية في الوقت نفسه ومن يدري لعلي أنافس رسّامي بلاد الناسينال وأبدأ بشق طريقي الخاص في هذا المجال، لكن لا تقلق ما زلت الأولى في المدرسة..
    أخبرتني إحدى صديقاتي أن الجزء الرابع من رواية (لابورا) قد بيعت في منطقة الجبال لذا أرجو منك أن ترسلها لي بالبريد العاجل وسأكون بانتظارها، ولا أريد سماع حججك حولها فلا تخيب أملي فسيستغرق وصولها لمنطقة التلال وقتا أطول، بل انه لا أحد هنا يعرف متى ستصل إلى المنطقة أصلا وأنا لا أطيق الانتظار.."
    تنهد حسام وجلس على حافة سريره بعد أن كان مستلقيا والرسالة ما تزال في يده:
    - هداك الله يا أختي، لقد أخبرتك عما قاله المعلم شاهر عنها فكيف لي أن أبعثها لك بيدي هاتين!!!
    وفي تلك اللحظة دخل طلال حاملا منشفة ينشف بها رأسه المبلل بالماء، فألقى السلام على حسام ثم سأله مستفسرا:
    - كيف حال أهلك؟ أرجو أنهم بخير؟
    فنظر إليه حسام والحزن باد في عينيه:
    - الحمد لله الجميع بخير سوى أن الخالة سعيدة قد سافرت..
    بدا الاهتمام على وجه طلال:
    - تقصد تلك الطاهية الطيبة التي كانت تعمل لديكم منذ أكثر من خمسة عشر عاما؟
    أومأ حسام برأسه إيجابا:
    - أجل فنحن لم نحضر طاهية غيرها خلال تلك الفترة.. لقد كبرنا وهي معنا، إنها حال الدنيا لقاء وفراق..
    ثم تابع بلهجة لا تخلو من حيرة:
    - لا أعرف كيف أتصرف مع حليمة، لقد طلبت مني إرسال الجزء الرابع من لابورا رغم أنني سألت المعلم شاهر عنها وقال بأنها تحمل الكثير من الأفكار الخاطئة فماذا أفعل؟ هل أرسلها لها بناء على طلبها؟ فانا لا أريدها أن تغضب مني..
    جلس طلال أمام حسام وأطرق مفكرا:
    - ليست أختك الوحيدة التي تتابع مثل هذه الروايات، ثم إنها قد قرأت الأجزاء الثلاثة الأولى وستشتري الجزء الرابع بمجرد وصوله لمنطقتكم على أي حال، وعدم إرسالك الجزء لها سيشعرها بمقدار التغير الذي طرأ على تفكيرك، خاصة وأنك كنت تشاركها قراءة الروايات من قبل وستعزو ذلك كله للمدرسة والبيئة التي انتقلت لها فيشعرها بالحنق تجاهها..
    كانت كلمات طلال تجسد الواقع الذي يعيشه حسام والذي لم يكن يجهله وإن حاول تناسيه مرات عديدة، فلبث صامتا هنيهة قبل أن يزفر بأسى:
    - لطالما تمنيت أن أكون من أسرة عادية تعيش في منزل عادي بهدوء.. لقد شعرت الفرق الكبير بين ما كنت عليه سابقا وما أصبحت عليه الآن، وكم أتمنى أن تعيش أختي الجو الذي أعيشه بل وأهلي جميعا، فلم أعرف طعم الحياة الحقيقي إلا بعد أن جئت إلى هنا.. كرهت المجاملات وتعامل الناس معك لأجل منصبك، فلا تميز بين من يحبك حقا ومن يستغلك ويخدعك.. كم أكره تلك المناصب وذاك النفوذ الذي يحول بينك وبين معرفة الآخرين على حقيقتهم!
    كان طلال يدرك تماما أبعاد ما يقوله حسام، وعاد بذاكرته إلى الوراء إلى تلك الأيام التي التقاه فيها لأول مرة....
    قبل خمس سنوات في إحدى مدارس المستويات الأولى النظامية في مدينة نجم الواقعة في منطقة التلال فوجئ طلال بما سمعه من بعض التلاميذ -الذين يعدهم حسام من أصدقائه- كان أحدهم يقول وبدا كالزعيم بينهم:
    - لن يظل حسام محبوبا هكذا من المعلمين، بعد أن يصبح والدي أغنى من والده..
    فقال آخر:
    - لقد سمعت أن والده يرشي المعلمين لكي يتجاوزوا عن أخطائه!
    وأكد ثالث:
    - هذا صحيح فالجميع يعرف نفوذ كبير التجار عبد اللطيف سلمان لذا فهم يتقربون منه..
    لم يستطع طلال وقتها أن يظل صامتا، رغم أنه لم يكن على معرفة وطيدة بأولئك الأولاد، فهو لم ينتقل إلى المدرسة إلا من فترة بسيطة.. لكنه يعرف أن للتاجر عبد اللطيف سلمان فضلاً كبيراً.. فتدخل بالحديث معهم قائلا:
    - لا يجوز أن تحكموا عليه هكذا فقط لأنه ابن كبير التجار، أنتم لم تروا بأعينكم ما تدّعونه.. ثم إن حسام ولد طيب ومحبوب من الجميع حتى أنتم.. تحبون اللعب معه وتدّعون صداقته فكيف تتحدثون عنه هكذا؟؟
    التفت إليه الأولاد بدهشة ثم قال زعيمهم:
    - وأنت كيف تتجسس علينا؟
    فرد طلال مدافعا عن نفسه بقوة:
    - لم أكن أتجسس، كنت مارا من هنا وأنتم من يتحدث بصوت مرتفع!
    خاف الأولاد من تلك اللهجة القوية، وقال أحدهم وقد بدا أكثرهم توترا:
    - أنت لن تخبره بما قلناه أليس كذلك؟
    فقال طلال بثقة:
    - لست نماما لأفعل ذلك، ولكنني أنصحكم بعدم العودة لمثلها..
    وفي تلك اللحظة أقبل حسام يجري مسرورا مع ثلاثة من الأولاد وهو يهتف:
    - لقد فزنا على فريق الكواكب، هيا ابتهجوا يا أصحابي لقد تقدم فريقنا فريق النجوم ليصعد إلى مقدمة الفرق المشاركة..
    ثم قال أحد الأولاد الذين أقبلوا معه:
    - لقد حقق حسام نقاط الفوز الساحقة برميته الثلاثية الرائعة، لقد كان رائعا جدا يا أصحاب..
    وتحلق بقية الأولاد حول حسام وهم يرمقون طلال بنظرات استجداء لينسى ما سمع..
    أحداث كثيرة مرت على نفس هذا المنوال..
    تنهد طلال وهو يحدث نفسه مسترجعا تلك الذكريات:
    - رغم أننا كنا صغارا ولم نكن نفقه الكثير إلا أن ذلك يبدو استثناء في لغة المال التي يفهمها الجميع!!
    ثم التفت إلى حسام الذي أرخى عينيه محدقا نحو الأرض وهو يضع رأسه بين يديه مخللا شعره بأصابعه مرتكزا بمرفقيه على فخذيه، دون أن يقول شيئا فاقترب منه طلال وجلس إلى جانبه قائلا:
    - هذا ليس بيدك، فقد كتب الله لك أن تولد في أسرة ثرية جدا ذات مكانة مرموقة وهي بالطبع لها ظروفها المختلفة عن الآخرين..
    ثم صمت قليلا قبل أن يتابع:
    - أشعر معك يا صديقي ولا أريد أن أقسو عليك بكلامي ولكن عليك التصرف بحكمة حتى لا تخسر علاقتك بأسرتك التي بدأت تستاء من تغيرك، والحمد لله والدك رجل طيب وأمك سيدة فاضلة وكل من عرفهما يشهدون لهما بحسن التعامل وسمو الخلق وهذه نعمة كبيرة فلا تغم نفسك كثيرا ببعض التساهلات التي تحدث..
    لقد خلقت لغاية عظيمة ووجودك في هذه العائلة يخدم هذه الغاية بلا شك، ثم أين تفاؤلك المعهود يا صديقي؟؟ لماذا تتركه جانبا عندما يختص الموضوع بعائلتك؟؟
    عندها رفع حسام رأسه مبتسما وكأن شيئا لم يكن:
    - ما زلت متفائلا والحمد لله إنها مجرد أحاديث نفس لا أكثر..
    فابتسم طلال:
    - هذا ما أتوقعه منك دائما..
    لكن حسام استدرك قائلا:
    - والآن ماذا علي أن أفعل مع حليمة؟
    فقال طلال الذي كان قد أعد الجواب له:
    - لم لا تسأل المعلم أمين أو الشيخ عبد الرحيم؟


    ***


    لم يستطع حسان إرغام نفسه على الصمت وهو يستمع لكلام المعلم أمين في درس (الحديث وعلومه)، فاستأذن بالكلام- قبل أن ينهي المعلم أمين كلامه- قائلا:
    - كيف لنا أن نشاورهن يا أستاذ وهن ناقصات عقل ودين؟؟
    بدا الاهتمام على وجه المعلم و بدلا من أن يغضب لتسرع حسان بالكلام - قبل أن يأتي دوره في الحديث- ابتسم قائلا:
    - بارك الله فيك يا حسان فقد أثرت نقطة هامة جدا، فهذا من أكثر الأحاديث التي أُسيء استخدامها لتناسب بعض الأهواء والمصالح الشخصية، فكم من امرأة حكيمة راجحة العقل تطاول عليها سفيه لا يفقه من أمر دينه شيئا ولا يحفظ من كلام نبيه إلا هذا الحديث وما شابهه، بعد أن وجد فيه شفاء لغروره وإرضاء لنفسه.. لهذا الحديث يا أبنائي مناسبة وقصة فابحثوا عنها إذ لن يتسع المجال لذكرها في درسنا هذا، وسنتناقش فيه فيما بعد إن شاء الله، ولكن إياكم أن تغتروا بمثل تلك الاستنتاجات الخاطئة وضعوا نصب أعينكم حديث اليوم ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) وحاشا للكريم وأكرم الكرماء صلى الله عليه وسلم أن يقصد من كلامه ذاك إهانتهن..
    ثم استطرد قائلا:
    - ومحال أن يخالف الدين الصحيح الذي أرسله الله رحمة للعالمين الفطرة السليمة التي تأبى الإهانة والتجريح.. فاحذروا يا أبنائي من مزالق الفهم السقيم والذي حدا بالجهلة من الآباء والأزواج والأخوة بالتسلط على بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم بغير وجه حق فسلط الله علينا أعداءنا وساقنا إلى ما نحن عليه من جرأتهم علينا، (وكما تكونون يول عليكم).. والمصيبة الكبرى عندما يتطاول الأبناء على أمهاتهم من هذا المنطلق أيضا متناسين عظيم فضلهن وعقوبة من أغضبهن، فعليكم يا أبنائي الفرسان تقع مسؤولية إعادة الأمور إلى نصابها.. ورفقا بالقوارير..
    عندها تبادل معاذ وزيد نظرات صامتة وابتسامة تقول: " وكأنه سمع حديثنا البارحة.. لقد فهمنا الدرس يا معلم"..
    انتهى الدرس وخرج المعلم أمين ليطلق أصيل ضحكة كبيرة وهو يقول:
    - يا لفرحة أختك سارة يا حسان، كأن الدرس قد فُصّل خصيصا لها.. هون عليك يا حسان، لا يستحق الأمر كل هذه الكآبة..
    لكن حسان تنهد بضيق:
    - هكذا تشمت بي يا أصيل!! لو كان لديك أخت مثلها عنيدة وتتفنن في التنكيد لتثبت جدارتها وتفوقها عليك لما ضحكت هكذا!! هذا ما كان ينقصني!!!
    فابتسم أصيل ولم يقاوم متابعة مزاحه في هذا الموضوع بالذات:
    - ليست شماتة يا صديقي، ولكنها فرصة سارة الوحيدة للتشفي منك، فإن لم تخبرها أنت عن هذا الدرس فسأخبرها أنا..
    ولم يستطع إيقاف ضحكه وهو يتخيل منظر حسان وشقيقته المشاكسة، حتى دخل المعلم شاهر ولكزه ياسر ليصمت فبذل جهدا كبيرا قبل أن يلتزم الهدوء التام أمام نظرات المعلم الصارمة..
    " لم تستطع ماركينا إخفاء خوفها الشديد من تصرفات ذلك المجرم المرعبة، فصرخت بأعلى صوتها مستنجدة بكل القوى..
    لكن جوران وقف بتحد واضح أمام خصمه وجها لوجه:
    - ماذا تظن نفسك يا أوزوجا!! لن يخيفني نذل مثلك! واعلم أنك لن تكون فارسا حقيقيا إن لم تحسن معاملة النساء"
    عندها طلب المعلم شاهر من ياسر بالتوقف عن متابعة القراءة معلقا:
    - هذه إحدى اللفتات الجميلة التي تستحق منا الوقوف عندها، وإن لم يدركوا حقيقة ما يحدث فيها، خاصة ونحن نتجاهل كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم (أوصيكم بالنساء خيرا)،وانقسمت النساء قسمين، قسم منهن خاف على دينه فرضين بالتنازل عن حقوقهن هذا إن كن يعرفنها أصلا وانشغلن بتوافه الأمور بعد أن وجدن فيها متنفسا لهن، وقسم طفح به الكيل فآثرن التحرر من كل شيء ولو على حساب الدين و الخلق!
    انتبه المعلم شاهر إلى أنه تكلم أكثر مما يجب فابتسم قائلا:
    - وكما يقول لكم المعلم أمين دائما، عليكم يا أبنائي الفرسان تقع مسؤولية إعادة الأمور إلى نصابها..
    وقبل أن يخرج التفت إلى حسام قائلا:
    - تعال إلى غرفتي بعد نهاية الدروس فسأكون بانتظارك إن شاء الله..
    أومأ حسام إيجابا وقد خامره الفضول لمعرفة ما الذي يريده المعلم لكن طلال همس له:
    - ربما بشأن ما حدثت به الشيخ عبد الرحيم بعد صلاة الفجر عن موضوع أختك حليمة..
    نظر حسام متأملا:
    - ربما..
    لم يكد المعلم شاهر يخرج من قاعة الدرس حتى علت أصوات الضحكات والعيون تنظر إلى حسان الذي قال بغيظ:
    - هذه مؤامرة ضدنا!! بدأت أشك بأن لسارة ضلعاً في هذا الموضوع.. أشعر بالظلم وسأطالب بحق الولد المسكين!!
    فقال معاذ مازحا:
    - ألهذه الدرجة يا حسان!! يعني لا داعي لأن أحزن لعدم وجود أخوات لي؟
    فرد حسان:
    - بل افرح يا أخي وارقص طربا!
    وعلت الضحكات مرة أخرى أما علاء الذي جلس بصمت فقد كانت مشاعره مختلفة تماما عما يسمعه، حتى انتبه على يد حسام التي تُلوّح أمام عينيه:
    - إلى أين وصلت!!
    فابتسم علاء:
    - إلى ما وراء الأفق..
    ثم استطرد قائلا:
    - لاحظت منذ التحاقي بالمدرسة أننا إذا تكلمنا في موضوع ما في أحد الدروس، فإن بقية الدروس تدور حول الموضوع نفسه، حتى خُطَب الشيخ عبد الرحيم أيام الجمعة ودروسه تأخذ المنحى نفسه!
    فقال حسام:
    - هذه ليست ملاحظة وحسب، بل حقيقة.. فعلى هذا الأساس أنشأت المدرسة منهجها؛ (الترابط والتكامل) ولن تجد حلقات مبعثرة، بل كلها منتظمة في سلسلة فريدة بل وجميلة أيضا، هذا من أكثر ما يميز الدراسة هنا عن غيرها..


    ***


    ختم المعلم رائد كلامه عن أم عمارة الأنصارية (نسيبة بنت كعب) رضي الله عنها في درس سير أعلام الفرسان بقوله:
    - لذلك لم يكن دور النساء في تحقيق الانتصارات بأقل من دور الرجال، حتى وإن لم تُكثر الأخبار من ذكرها..
    ثم نظر إلى علاء الذي كان ينصت باهتمام وآلاف الصور ترتسم في مخيلته، فابتسم قائلا:
    - ولا يخفى عليكم دور السيدة أسماء عبد القادر والدة صديقكم علاء فيما يحدث الآن من التصدي لجيوش رامان في منطقة المروج الخضراء وقد أذهلتهم بشجاعتها فلم يملكوا إلا الاعتراف بعجزهم أمام تخطيها حواجزهم رغم أنوفهم..
    أرخى علاء عينه وقد خفق قلبه وتوردت وجنتاه: " يا للإحراج!!!"
    لكن المعلم رائد قال بلهجة واثقة قوية:
    - بل ارفع رأسك عاليا فخرا بأمك التي أعادت لذاكرتنا أمجاد أسماء بنت أبي بكر و خولة بنت الأزور رضي الله عنهم جميعا..
    وقبل ان يخرج التفت إليهم مذكرا:
    - لا تنسوا البحوث، وإياكم والتكرار فاتفقوا فيما بينكم..


    ***


    حلقة اليوم كانت طويلة حقا، ولكنها البداية التمهيدية فقط لحضور "نجمات الفروسية" الباهر!!

    ما الذي سيخبر به المعلم شاهر حسام؟؟ وهل سيتغير رأي حسان؟ وما قصته مع اخته سارة؟؟

    تابعونا لتتعرفوا أكثر على الشخصيات الانثوية في عالم "مدرسة الفروسية"، فها هن قادمات :d

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    التعديل الأخير تم بواسطة st.basma1 ; 07-23-2019 الساعة 05:36 PM
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  11. #91
    ~¤ سبيستوني صادق ¤~ الصورة الرمزية syury
    تاريخ التسجيل
    08 Oct 2016
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    4,488
    مرحبًا ^^
    حلقة أوروج جميلة بالفعل
    :>
    تصرفآت
    حسآم واهتمآمه بالآخرين رآئع 3:
    وصح قول طلآل عنه
    ما أوسع قلبك يا حسام


    وفي حصة المعلم عآصم كلمآ يقول اسم
    موضوع
    أقول هذآ أكيد علآء هههههه
    وقآسم اتضحت بعض الأمور بشأنه ليبدو أن ينحدر من عآئلة
    الخلآفة
    وجيد بأنه أصبح في حآل افضل بعد كلآمه مع الأستآذ أمين
    .
    متشوقة لأحدآث الروآية وظهور
    البطلآت ><


    ما شاء الله عليك وجزاك الله خيرا لاهتمامك بقائمة الشخصيات، اسعدني هذا حقا أسعدك الله ^^
    كلامك سليم وملاحظاتك دقيقة ما شاء الله، بالطبع لعبد السلام اوروج علاقة بالموضوع بطريقة ما ولا شك أنك لاحظت هذه العلاقة


    سعيدة أنكـِ سعيدة
    ^^
    أكيد لآحظتهآ بعدمآ
    شآهدت الحلقة هههه 3:




  12. #92
    سبيستوني ممتاز الصورة الرمزية irika5
    تاريخ التسجيل
    12 Jun 2018
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    325
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    جزاك الله عني خيرا، فقد كاانت حلقات مشوقة وجميلة ولا ننسى الافادة المختبئة في ثناياها اممم وعن موضوع ان قلة الطعام تزيد من التركيز فهذا شيء جديد علي مما جعلني ابحث عن معلومات اكثر والفضل يعود لك، ما شاء الله روايتك هذه لا تخلو من القيم والاداب ايضا، بالاخص في حلقة القوارير، ااه انا سعيدة بتقدم علاء في التدريب لكن يجب عليه ان لا يكون متسرعا، ايضا لم اكن اتوقع ان حسام ينحدر من عائلة غنية واتساءل عن رد الشيخ عبد الرحيم عن موضوع الرواية ااه وسعيدة بان نجمات هذه الرواية سيظهرن قريبا انا متحمسة حقا في انتظار الحلقات القادمة .

    جعل الله ما تقدمينه لنا من دروس في ميزان حسناتك ان شاء الله اسعدك الله وحفظك من كل سوء ان شاء الله
    في امان الله

  13. #93
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    مساء الخير فعلاً أحداث اليوم طويلة و لكنها مشوقة بنجاح علاء وتوفقه ♥

    بإنتظار بطلات فروسية وهل سيلتحقن بالمدرسة متابعة لك دمت بخير ☆


    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  14. #94
    ~¤ سبيستوني صادق ¤~ الصورة الرمزية syury
    تاريخ التسجيل
    08 Oct 2016
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    4,488
    مرحبًا ^^
    حلقة طويلة لكنهآ جميلة هههه عالقآفية
    :>
    تصرفآت
    زيد مع أمه فعلًا كآنت سيئة .. أعجبتني طريقة
    وآلده في تلقينه درسًا على مآ فعله والتفآهم معه وعدم زرع الخوف
    في ابنه والحقد على
    أمه .. في هذه الحلقة ظهرت الكثير من الأمور
    الجديدة التي تتعلق بعآئلآت الفرسآن
    .. و حسآن هههههه مسكين يبدو
    أن أخته سآرة طيرت له عقله
    .. سعيدة لأن علآء نجح في القفز بالخيل
    وأضحكني حسآم بفرحه وكأن هو الذي نجح ههههه لكن بشأنه لم أتوقع
    أن عآلته ثرية جدًا وأعتقد بأن المعلم
    شآهر سيخبره بشيء يخص الروآية التي
    تريدهآ أخته أو عآئلته
    .. وفيمآ يخص حسآن فلآ أعتقد أنه سيغير رأيه إلآ إن حدث شيء
    يغير له رأيه
    .. ربمآ يغآر من أخته لأنهآ مدللة أو من هذآ القبيل فهذآ أكثر
    شيء أرآه في وآقعي هههههه
    بانتظآر الحلقة القآدمة
    3:



  15. #95
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة irika5 مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    جزاك الله عني خيرا، فقد كاانت حلقات مشوقة وجميلة ولا ننسى الافادة المختبئة في ثناياها اممم وعن موضوع ان قلة الطعام تزيد من التركيز فهذا شيء جديد علي مما جعلني ابحث عن معلومات اكثر والفضل يعود لك، ما شاء الله روايتك هذه لا تخلو من القيم والاداب ايضا، بالاخص في حلقة القوارير، ااه انا سعيدة بتقدم علاء في التدريب لكن يجب عليه ان لا يكون متسرعا، ايضا لم اكن اتوقع ان حسام ينحدر من عائلة غنية واتساءل عن رد الشيخ عبد الرحيم عن موضوع الرواية ااه وسعيدة بان نجمات هذه الرواية سيظهرن قريبا انا متحمسة حقا في انتظار الحلقات القادمة .

    جعل الله ما تقدمينه لنا من دروس في ميزان حسناتك ان شاء الله اسعدك الله وحفظك من كل سوء ان شاء الله
    في امان الله

    الحمد لله هذا من فضل الله، وجزاك الله خيرا لهذه الدعوات الطيبة ولك بالمثل وزيادة إن شاء الله ^^

    اسعدتني كلماتك حقا أسعدك الله وجعل ذلك في موازين حسناتك، والحمد لله أنك وجدت الفائدة في الحلقة (:
    بخصوص التركيز.. هناك مثل عربي معروف "البطنة تذهب الفطنة" والمقصود بالبطنة هي كثرة الاكل والتخمة! وطبعا الغذاء الصحي المتوازن ضروري للتركيز ايضا واسأل الله التوفيق للجميع ^^





    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة artimis مشاهدة المشاركة
    مساء الخير فعلاً أحداث اليوم طويلة و لكنها مشوقة بنجاح علاء وتوفقه ♥

    بإنتظار بطلات فروسية وهل سيلتحقن بالمدرسة متابعة لك دمت بخير ☆




    الحمد لله اسعدني هذا اسعدك الله ^^
    ترقبي الحلقة التالية بعد قليل إن شاء الله مع أولى البطلات "سارة" ^^




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syury مشاهدة المشاركة
    مرحبًا ^^
    حلقة طويلة لكنهآ جميلة هههه عالقآفية
    :>
    تصرفآت
    زيد مع أمه فعلًا كآنت سيئة .. أعجبتني طريقة
    وآلده في تلقينه درسًا على مآ فعله والتفآهم معه وعدم زرع الخوف
    في ابنه والحقد على
    أمه .. في هذه الحلقة ظهرت الكثير من الأمور
    الجديدة التي تتعلق بعآئلآت الفرسآن
    .. و حسآن هههههه مسكين يبدو
    أن أخته سآرة طيرت له عقله
    .. سعيدة لأن علآء نجح في القفز بالخيل
    وأضحكني حسآم بفرحه وكأن هو الذي نجح ههههه لكن بشأنه لم أتوقع
    أن عآلته ثرية جدًا وأعتقد بأن المعلم
    شآهر سيخبره بشيء يخص الروآية التي
    تريدهآ أخته أو عآئلته
    .. وفيمآ يخص حسآن فلآ أعتقد أنه سيغير رأيه إلآ إن حدث شيء
    يغير له رأيه
    .. ربمآ يغآر من أخته لأنهآ مدللة أو من هذآ القبيل فهذآ أكثر
    شيء أرآه في وآقعي هههههه
    بانتظآر الحلقة القآدمة
    3:


    يسعدني تفاعلك مع الاحداث دائما ما شاء الله عليك وعلى انطباعاتك، اسعدك الله^^
    معظم توقعاتك في محلها، ولكن بخصوص سارة.. الامر مختلف.. ترقبي الحلقة التالية لتعرفي السبب





    ***


    الحلقة التالية في الرد التالي إن شاء الله، وكان الله بعونكم على سماع المشكلات

    ونسأل الله العافية والسلامة للجميع (:


    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  16. #96
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245

    الحلقة الواحدة والعشرون: مشكلة عائلية!

    الحلقة الواحدة والعشرون: مشكلة عائلية!


    فوجئ حسام بعنوان الكتاب الذي ناوله إياه المعلم شاهر:
    " لابــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــورا
    الجــــــزء الرابــــــع
    دوبسلاس ريف"
    والتفت إليه قائلا:
    - ألم تخبرني يا معلمي من قبل أنها قصة ليست جيدة؟
    فابتسم المعلم شاهر قائلا:
    - بلى ولكنها نسخة خاصة..
    لم يبد على حسام أنه فهم شيئا، فتابع المعلم شاهر كلامه:
    - كما قال لك الشيخ عبد الرحيم من الصعب أن تمنع إنسانا شيئا اعتاده دون أن تعطيه البديل، وحفاظك على علاقات طيبة مع أسرتك أمر هام في جميع الأحوال، ثم إنك تعلم أن أختك تنوي شراء النسخة عاجلا أم آجلا ولكن الفرق أنها إن اشترتها بنفسها ولم ترسلها لها ستكون من وجهة نظرك أنت قد برّأت نفسك أمام الله، أما هي ففي الغالب ستأخذ منك جانبا سلبيا تضيفه إلى حصيلة تراكمية كبيرة قد تؤدي إلى عواقب أخرى أكثر سوءا.. وكما قلت لك هذه نسخة خاصة.. فافتحه لترى ما فيه..
    قلب حسام ورقات الكتاب ليجد هوامشها مزدحمة بتعليقات المعلم شاهر وإضافاته بشكل مرتب وواضح، لدرجة أنها أثارت فضوله، فتابع المعلم شاهر موضحا:
    - القصة شائقة بلا ريب ومحبوكة بإحكام ولا أحد يستطيع أن ينكر جمال صياغتها وروعة عرض أفكارها وتسلسل أحداثها ومع ذلك لا أنصح أحدا بقراءتها لما تحويه من أفكار خاطئة تنافي معتقداتنا ومبادئنا، لكن هذا لا ينطبق على أختك التي تتابعها أصلا، في هذه الحالة يكون من الحكمة بيان ما فيها على طريقتهم..
    أعجب حسام كثيرا بذلك الحل الذي لم يخطر بباله، لكنه تساءل:
    - ما الذي تقصده يا معلمي بطريقتهم؟
    فقال المعلم شاهر:
    - بصفتي معلما للغتي سومار ورامان فإنني أتابع دائما جديدهما ويهمني الاطلاع على قصصهم ورواياتهم التي تنتشر بيننا ومدى تفاعل الناس معها ودراسة تأثيرها خاصة على الناشئة والشباب، والذين يحبون عادة النقاش بما يقرؤونه فيما بينهم وهذه هي طريقتهم التي يستمتعون من خلالها بتلك القصص والروايات وأظن أختك واحدة منهم..
    عندها أدرك حسام ما يعنيه المعلم شاهر تماما، ستتحمس حليمة لتلك التعليقات والإضافات بلا شك، لكن المعلم شاهر قطع حبل أفكاره بقوله:
    - وأخذا للحيطة حتى لا تستاء أختك من كونك لم تحضر لها نسخة جديدة، أخبرها أنك رغبت في الإسراع بإرسال الكتاب لها ولم يكن لديك الوقت الكافي لشرائه من السوق فأعطاك المعلم شاهر نسخته.. ولست كاذبا في ذلك..
    وابتسم المعلم شاهر:
    - ما رأيك؟
    فابتسم حسام موافقا وقد ازداد إعجابه بمعلمه الذي عمل حسابا لكل شيء..
    ظن حسام أن اللقاء قد انتهى فهم بالانصراف لكن المعلم استوقفه قائلا:
    - هل تجيد أختك لغة سومار جيدا؟
    فابتسم حسام وهو يقول:
    - بل بشكل ممتاز جدا ما شاء الله، أختي تجيد ثلاث لغات بطلاقة غير لغة العرب..
    أبدى المعلم شاهر إعجابه قائلا:
    - ما شاء الله يبدو أنها فتاة شديدة الذكاء ولديها قدرات كبيرة..
    ثم تناول كتابا آخر قدمه لحسام قائلا:
    - هذه رواية قيمة بلغة سومار اطلعت عليها مؤخرا ولم أجد لها ترجمة، وقد عزمت على إعداد دروسكم القادمة في لغة سومار منها عوضا عن الرواية المقررة في دروس المنطقة النظامية..
    ثم التقط نفسا قبل أن يتابع:
    - أرسلها لأختك أيضا ففيها من الحكم الكثير وستعجبها بلا ريب
    ألقى حسام نظرة على الغلاف، وشعر بحماسة شديدة وهو يقرأ:


    " الطريـــــــــــق إلى الشمــــــس
    لورابار كولي"

    ***


    بدا التذمر واضحا على وجه حسان وهو يسير مع رفاقه باتجاه جامع الفتح لأداء صلاة الظهر، فعلق أصيل:
    - إلى متى ستتحفنا بهذا الوجه العابس يا رجل!! هل أرسم لك ابتسامة كبيرة بالقلم؟
    فرد حسان:
    - لا داعي لهذا المزاح فلست بمزاج جيد..
    ثم التقط نفسا قبل أن يقول بحنق:
    - كيف لي أن أحتمل ما قاله المعلم أمين بأن علينا تعليم أخواتنا وبناتنا حقوقهن لأن جهلهن بها وسكوتهن عنها هو الذي ساعد الرجال على التمادي في الظلم، كأن هذا ما ينقص أختي!! والأجدر بي أن أتعلم كيف آخذ حقي منها!!
    فقال ياسر:
    - لم لا تذهب للمعلم أمين وتخبره، بدلا من أن تظل حانقا على كلامه هكذا!!
    لكن حسان أردف قائلا:
    - لا أشعر أننا بمدرسة للفروسية على الإطلاق! لا نأخذ ركوب الخيل إلا مرتين في الأسبوع والشيء نفسه مع الرماية وباقي علوم الجلاد، في حين أننا لا نكل ولا نمل من دروس علوم الجدال الكثيرة!! لا أعرف كيف سنصبح صناديد على هذا المنوال؟؟ أليس من الأفضل لهم أن يدربونا على مهارات أكثر في القتال والمواجهة لنكون فرسانا بحق!!
    فابتسم حسام- الذي التحق برفاقه بعد أن وضع كتب المعلم شاهر في غرفته- مجيبا:
    - هذا إن كنت تريد أن تصبح آلة صماء بلا عقل أو قلب تحارب بلا تفكير ولا رحمة..
    وتابع طلال مؤكدا:
    - يبدو أنك أخطأت فهم معنى الفارس الحقيقي الذي تسعى مدرسة النصر لإعداده يا صديقي..
    طأطأ حسان برأسه، قبل أن يقول بأسى:
    - ربما حمّلت الأمور أكثر مما ينبغي، ولكنكم لا تعرفون أختي ولو عرفتموها لعذرتموني ولكان للمعلمين رأي مختلف بلا شك!
    عندها قال علاء الذي لم يبدِ رأيه حتى الآن:
    - لو أنك فقدت أختك؛ لتمنيت اليوم الذي تعود فيه لتشاكسك مهما كانت!
    انتبه حسان لنفسه فأسرع يقول متأثرا:
    - اعذرني يا صديقي لم أقصد أن أثير أشجانك!
    فابتسم علاء مُطَمئنا:
    - لا تقلق فقد تعلمت درسا هاما من المعلم أمين..
    وصمت وقد أحمرت وجنتاه دون أن يقول شيئا وكلمات المعلم أمين ترن في أذنيه وهو يحادثه على انفراد:
    - إن شعرت أن الدروس التي تتحدث عن الأسرة والأهل عديمة الفائدة لك الآن أو أنها تثير أشجانك فقط فاعلم أن هذا درس ضروري لك أيها الفارس الهمام في مواجهة الحياة، فكن قويا ولا تتأثر بها إلا إيجابا، واعلم أنك قطعت أشواطا أكثر من زملائك وسيأتي اليوم الذي تستفيد منها بطريقتك..
    عندها تذكر علاء ريحانة، تلك الفتاة التي قابلها في رحلته، ابنة صاحب قصر الذهب، فحدث المعلم بخبره معها وسأله:
    - كيف لي التصرف مع هذه النوعية من الفتيات؛ إن واجهتني مرة أخرى؟
    فابتسم المعلم أمين:

    - أحسنت يا علاء بدأت تطبق الدروس بشكل جيد، مهما حدث يا بني حاول أن تحفظ نفسك مستعينا بالله ولكن كن رفيقا و إياك والإهانة أو التجريح..

    ***



    استأذن قاسم بالدخول على المعلم أمين، وهو يحمل الكتاب (بحذر)، ثم فتح الباب ليجد حسان عنده فاعتذر بسرعة قائلا:
    - ظننت أنني سمعت إذنك بالدخول يا معلمي، آسف على المقاطعة!
    لكن المعلم أمين ابتسم قائلا:
    - على مهلك يا قاسم، تفضل فلا شيء خاص، يمكنك الجلوس..
    فوجئ حسان بكلام المعلم أمين، فهو يستشيره في أمر أخته ويستوضح أكثر عما أثار حفيظته في دروس اليوم، ثم هو يقول لا شيء خاص!!
    لكن المعلم أمين تابع موضحا ليزيل أي لبس من ذهن حسان وقد لاحظ تغير وجهه:
    - الكلام عن الحقوق والواجبات يهم الجميع، أليس كذلك يا حسان؟
    أومأ حسان برأسه إيجابا ولم يقل شيئا، فقال المعلم:
    - سيفيدك السماع عن هذا الموضوع أيضا يا قاسم، كنا نقول أنه في اللحظة التي يعرف فيها المستضعف حقه فلن يسكت عنه وستكون المواجهة أليمة ولا أحد يستطيع تخمين حجم الخسائر والتضحيات التي ستحدث حينئذ..
    عندها سأله حسان بوضوح أكثر فلم يعد يرى أي حرج في متابعة الموضوع على هذه الشاكلة حتى ولو كان أمام شخص آخر:
    - إذن لماذا تدعونا إلى تعليمهن ذلك يا معلمي؟ أليست القاعدة الفقهية تقول أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع؟
    فابتسم المعلم أمين متعجبا من ذلك التفكير، وإن وجد فيه نباهة، ثم رد عليه بدوره:
    - إذن لا داعي للتصدي لأعدائنا أو مواجهتهم حتى لا نتكبد الخسائر ولنرفع أيدينا بالاستسلام!
    تابع المعلم أمين كلامه وهو يلحظ وقعها على نفس حسان:
    - وعلى هذا المبدأ نفسه لن يكون هناك معنى لمعركة بدر الكبرى ولا غيرها من المعارك التي خاضها الصحابة و الرعيل الأول إعلاء لكلمة الحق..
    والتقط نفسا قبل أن يتابع:
    - الحق لن يسود بدون ثمن، ومن يرضى بالانهزامية لا يستحق أن يعيش في ظل العدل، ونحن نعدّكم يا أبنائي حتى لا تكونوا من أولئك الرجال الذين استمرؤوا التجبر وفرحوا بالسلطة والأتباع والطاعة العمياء، بل ولتقفوا في تلك الأزمة في مواجهة الأفكار الخاطئة في الداخل والتي قد تكون أصعب على أمتنا من المعارك الضارية مع أعدائها في الخارج، لعل الله أن يحفظ بكم الأسر المسلمة من التفكك والانهيار فلن يكون قبول ذلك سهلا على الذين اعتادوا فكرا ينسجم مع أهوائهم!!
    وتنهد المعلم أمين بألم:
    - ستكون المواجهة أليمة.. وربما أشد إيلاما من سقوط ضحايا في وجه حاكم جائر، أو شهداء خروا صرعى بعد معركة دامية مع أعداء لا يملكون في قلوبهم مثقال ذرة من الرحمة!!
    كانت الكلمات تأخذ منحنيات مختلفة في نفس كلا السامعين، ففي الوقت الذي كانت تعصف فيه بمواريث الأفكار المتجذرة في نفس حسان، حفزت قاسم كثيرا ليقدم على ما عزم عليه، وهو يحدث نفسه:
    - سأواجه بني جلدتي بالحق الذي عرفته حتى وإن خسرت صحبتهم فلا شيء يعلو على الحق ولن يدوم الباطل كثيرا، سأبذل جهدي لأبين لهم الطريق الصحيح بإذن الله عسى الله أن يجمع شملنا عليه، فيا رب وفقني وخذ بيدي واصرف عني نزعة الجاهلية وارزقني التقوى فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى..
    (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)


    ***

    عاد حسان إلى بيته متأخرا أكثر من المعتاد وهو يفكر بكل ما سمعه اليوم.. لقد كانت أفكارا غريبة تماما عليه، ولا يعرف كيف يمكنه تقبلها أو من أين يبدأ بتطبيقها فعليا.. وأخيرا عزم على أمر محدثا نفسه:
    - لن أخسر شيئا فلنجرب!
    و أخذت كلمات المعلم أمين تتراقص أمام ناظريه:
    "لم يبق سوى ثلاثة أيام أو أقل لشهر رمضان، فاجعله فرصتك في التغيير.. حاول أن تنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى.. من منظورها هي.. وسترى الصورة بشكل مختلف عما تراه الآن.."
    و لم يكد يدخل البيت ويلقي التحية، حتى سمع صوت سارة تبكي بحرقة وهي تخاطب أمه:
    - لماذا علي أن أسكت؟ لماذا؟؟ هذا ظلم.. ظلـــــــــم..
    في حين كانت أمها تحاول تهدئتها وهي تقول:
    - أنت فتاة مهذبة وعليك أن تعتادي السمع والطاعة، وإلا لنفر الجميع منك، ولا تغتري بجدالي الحاد أحيانا مع والدك فهذا لم يحدث إلا مؤخرا ومن أجلكم، وإلا فالحياة تتطلب الكثير من التنازلات..
    فقالت سارة:
    - ولكنني أريد أن أبدي رأيي، إنني أفكر ولي عقل وأريد متابعة دراستي، هذا ليس عدلا.. حسان يفعل ما يريده وأنا كل شيء محرم عليّ.. لماذا.. لمـــــــــــــــــــــــ اذا!!!!!
    لم أعد أحتمل هذا أكثر ولا يمكنني أن أطيق الحياة هكذا..
    فربتت عليها أمها مهدئة بحنان:
    - أخشى عليك يا ابنتي إن كبرت على هذا التفكير أن لا تجدي من يرضى بك زوجة له..
    فردت سارة:
    - وأنا لا أريد زوجا يعاملني كإنسانة غبية!
    وقف حسان جانبا وابتعد عن الغرفة قبل أن يلحظه أحد، وقد شعر بالتعاطف مع سارة لأول مرة في حياته..
    كان يوماً مختلفاً في حياته وهو يراقب ما يجري بصمت.. من زاوية أخرى..


    ***


    كان معاذ يسير بصحبة أخيه الصغير حمزة، وهو يحمل الحاجيات من مركز التسوق المجاور لمنزلهم، عندما جذبه حمزة من كمه قائلا:
    - انظر هناك، أليس ذاك صديقك حسان..
    فالتفت معاذ باتجاه الحديقة، ليجد حسان بصحبة أخوته الصغار محسن وسوسن وهم يتأرجحون..
    في حين ألح عليه حمزة بقوله:
    - دعنا نذهب ونلعب معهم قليلا..
    فرد عليه معاذ بقوله:
    - لقد طلبت منا أمي أن نحضر لها الحاجيات بسرعة..
    لكن حمزة قال له:
    - أرجوك لن نتأخر، فقط لعبة واحدة!
    وأخيرا استجاب معاذ لطلبه، خاصة وقد وجدها فرصة للسلام على حسان أيضا والحديث معه.. فنادى عليه مسلما في حين أسرع حمزة يشارك محسن وسوسن ألعابهم..
    التفت إليه حسان:
    - ما هذه المفاجأة يا معاذ، لم أتوقع رؤيتك في مثل هذا الوقت؟ هل اشتريتم مؤن التوزيع؟
    فابتسم معاذ:
    - أجل لقد وجدتُ المحل الذي أخبرتني عنه، من الجيد أن تجد من يبيع بسعر خاص لعمل الخير في رمضان، جزاه الله خيرا..
    فقال حسان:
    - لقد كنتُ مع أصيل هناك وأنهينا شراء الحاجيات تقريبا، وقد أخذت أخوتي حتى يبتهجوا برؤية الاستعدادات لرمضان أيضا، لقد ذهب أصيل قبل أن تأتي بقليل..
    عندها قال معاذ:
    - هل ستقيمون موائد الإفطار في الجامع القريب من منزلكم كرمضان الماضي؟
    طأطأ حسان برأسه قبل أن يقول:
    - لا أعرف يا صديقي، فظروفنا مختلفة هذه السنة ووالدتي تبدو متعبة، ربما تقوم والدة أصيل بذلك وحدها..
    ثم تنهد قبل أن يقول:
    - يبدو أن رمضان هذا العام مختلف عما قبله.. لقد تغيرت أمور كثيرة..
    فرمقه معاذ بنظرات قلقة:
    - ما الذي تعنيه يا حسان؟ خير إن شاء الله.. كنت أود الاطمئنان عليك بعد دروس اليوم فلم تكن في مزاج جيد ويبدو أنك ما زلت كذلك، فهل ما زال الموضوع يزعجك؟؟
    عندها تنهد حسان:
    - لو تعلم ما حدث يا صديقي، فقد تغيرت الحال..
    فتساءل معاذ باستغراب:
    - ما الذي تعنيه بتغير الحال؟؟
    فرد حسان:
    - القصة تطول، ولكن المعلمين على حق فيما يقولونه..
    فوجئ معاذ بما سمعه، فسأله بتعجب:
    - ما الذي غيرك بهذه السرعة يا حسان!! لا أكاد أصدق!!!
    أمضى معاذ وقتا لا بأس به مع حسان قبل أن ينتبه إلى مرور الوقت، وبصعوبة أقنع حمزة بالعودة وأسرع إلى منزله ليجد أمه بانتظاره:
    - هل هذا ما وعدتني به يا معاذ؟
    فأسرع معاذ يبرر موقفه:
    - لقد رغب حمزة باللعب بالحديقة قليلا..
    لكن حمزة تدخل بقوله:
    - بل كان يتحدث مع حسان يا أمي!
    فرمقه معاذ بنظرات حادة:
    - ألم تطلب مني أن آخذك إلى الحديقة لتلعب؟
    وبدلا من أن يعترف حمزة بما حصل أمسك بثوب أمه قائلا:
    - أنظري إلى معاذ يا أمي، إنه يخيفني بنظراته!
    فضحكت أمه قائلة:
    - حسنا لقد فهمت..
    وابتسم معاذ وقد اطمأن قلبه:
    - على كل حال ما زلت عند وعدي لك يا أمي، لن تجدي مني ما يسوؤك إن شاء الله، بل وسأصبح أرق من الابنة الحنونة يا أمي الغالية!
    فحملقت فيه أمه بنظرات متعجبة:
    - ما الذي حدث يا بني؟ هل حدث لك مكروه لا سمح الله حتى تقول مثل هذا الكلام؟؟ هل هذا هو ما أنتظر سماعه من الفرسان الأشداء الذين كنت أحلم بإنجابهم!!
    فاستدرك معاذ:
    - كنت أمزح معك فقط يا أمي..
    ثم ضحك قائلا:
    - لقد حيرتموني معكم يا جماعة!
    و ضحكت أمه قبل أن يقول لها معاذ- وهو يقبل يدها بحب:
    - سيكون رمضان هذه السنة نقطة تغيير في حياتي يا أمي، إن شاء الله..


    ***


    كادت اللقمة أن تقف في حلق حسان -أثناء تناوله طعام العشاء- مع صراخ والده:
    - لقد قلت وانتهى الأمر، لن تذهبي إلى مدرسة المستويات الخامس الثانية، يكفي ما تعلمته من عدم التهذيب في المستويات الخمس الأولى.. لذلك لا أريد سماع أي شيء يخص هذا الموضوع! لست أحسن من أختك سمية!
    فقالت سارة بحدة:
    - ولكن هذا ظلم وأنت لا ترضاه لنفسك يا أبي ودائما ما تعيب على الناس ذلك، فلماذا لا تستمع لنا ونتناقش بالموضوع بدلا من أن تحكم على الأمور هكذا؟ أنا لست مثل سمية ترضى بالتنازل عن حقوقها!
    فحملق الأب فيها بغضب:
    - كيف تجرئين على التحدث مع والدك بهذا الأسلوب؟؟
    عندها وجدت الأم ضرورة ماسة لتدخلها بقولها:
    - سارة فتاة ذكية و لم تقصد..
    لم تكد تكمل كلامها حتى قاطعها الأب بقوله:
    - أنت السبب في ما وصلت إليه ابنتك من وقاحة، علميها الأدب أولا فهذا أفضل لها.. ولك..
    تمالكت الأم نفسها بصعوبة حتى لا ترد بشيء، فنهضت من حول المائدة وشدت سارة من يدها بعصبية:
    - تعالي معي الآن..
    واستدركت ملتفتة نحو محسن وسوسن اللذين كانا يأكلان بهدوء على غير عادتهما، فرمتهما بنظرات نارية:
    - اغسلا ايديكما وأسرعا إلى النوم لا أريد إزعاجا هذه الليلة، هل هذا مفهوم؟؟
    وبعد أن خرجتا قامت سمية ( الابنة الكبرى) بتنظيف المائدة وغسل الأطباق بصمت في حين قال حسان:
    - ما المشكلة يا أبي في أن تلتحق سارة بالمستوى السادس؟ فالمدرسة ليست بعيدة من هنا وما زال أمامنا وقت حتى يحين موعد الالتحاق بها ودفع المستحقات ثم إنها أحرزت درجة عالية في دراستها وأبدت تميزا واضحا في علم الحساب وعلم الطبيعة من النادر أن تجد من يتفوق عليها فيهما ممن هم في مثل سنها ما شاء الله..
    فأجاب والده:
    - انظر إلى أمك لأنها كانت معلمة تجد لنفسها الحق في التجرؤ على زوجها ولولا صبري عليها وحلمي معها لكان شيء آخر، ألا ترى كيف تختلق المشاكل!! فهل تريد من أختك أن تصبح مثلها!!
    فقال حسان:
    - ولكن أمي لا تختلق المشاكل يا أبي، وكل ما في الأمر أنها تقول الحق الذي تراه ولا تسكت عن الخطأ، وهي مع ذلك تتغاضى عن أمور كثيرة كان بإمكانها أن تتكلم فيها!
    فرد والده ببعض الحدة:
    - تتغاضى!!! أي تغاض هذا الذي تتحدث عنه!!! أصبحت تحشر أنفها حتى في التجارة التي خبرتها وورثتها تاجرا عن تاجر!! أصبحت تحلل وتفسر سبب خسارة تجارتي الأخيرة وكأنها كبيرة التجار!!
    فقال حسان بتودد:
    - ولكن يا أبي ما الذي يمنع من أن يكون رأيها صوابا؟
    فرد والده بغضب:
    - ومن هي حتى تبدي رأيها في شيء لا تعلم عنه شيئا!! تدعي أنها تفهم الدين وتقرأ القرآن والقرآن يقول:
    (فاسألوا أهل الذكر)، فهل هي من أهل الذكر في هذا المجال حتى تتكلم؟؟
    صمت حسان ولم يقل شيئا وهو يتساءل في نفسه.. هل يا ترى هذا ما عناه المعلم أمين...!! ثم هم بأن يقول: "ولكن أمي كانت سببا في تنبيهك على خطأ فادح في تجارة سابقة ثم تبين لك يا أبي صواب ما قالته وليس من العدل تجاهل ذلك"، لكنه آثر الصمت في حين تابع والده قائلا:
    - حتى سارة التي لم تر من الحياة شيئا بعد ؛ أصبح لها رأي في الموضوع أيضا!! هذا ما كان ينقصنا!! علمناهم الدين ثم جاؤوا يستعرضون أنفسهم بفهمهم السقيم ونسوا أن المرأة إذا (صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة)، هذا ما يجب على النساء تعلمه، فعلا.. ناقصات عقل ودين..
    ثم تنهد قائلا:
    - هذا خطئي من البداية، فقد كنت متساهلا أكثر مما يجب، ولولا إصرار أمك في البداية لآثرت إخراج سارة من هذه المدرسة أيضا.. فقد تعلمت بما فيه الكفاية ومن الأفضل لها أن تتعلم عمل المنزل وكيف تحسن معاملة زوجها في المستقبل (لتكون زوجة صالحة)..
    عندها شعر حسان بالغضب:
    - وماذا عن هذا الزوج يا أبي!! هل هو طفل صغير أم معتوه حتى تفني البنت جل حياتها في تعلم كيفية التعامل معه!! هذه إهانة لنا يا أبي، ولن أقبل أن أكون ذلك الرجل الذي يحتاج إلى كل تلك الرعاية والمداراة ويزعم أن بيده القوامة!!
    فوجئ الأب بذلك الرد فقال موضحا:
    - لم يزد التعليم البنات إلا سوءا في الأخلاق، رحم الله أمي لم أسمعها تعترض على أبي في حياتي كلها ولا حتى تناقشه بشيء، حتى أخواتي كلهن لم تكن واحدة منهن تجرؤ على الحديث بهذا الأسلوب.. هل تتوقع أن أجدادنا كانوا يسمحون بمثل هذه الفوضى؟؟ رحم الله ذاك الزمن..
    فرد حسان معلقا:
    - ولكن أليس ذلك الزمن هو الزمن الذي توالت فيه النكبات على الأمة بعد تمزق وانهيار الخلافة؟
    حملق الأب بحسان بنظرات ذات مغزى وهو يقول:
    - أهذا الذي تتعلمه في مدرسة الفروسية؟ لقد أرسلتك إلى هناك لتصبح فارسا قويا لا لتجادل بالمبادئ والقيم التي تربينا عليها!! ما الذي جرى لك يا حسان؟؟ لم تكن هكذا أم أنهن أثرن عليك أيضا!! أريدك أن تكون رجلا!!
    فخفض حسان صوته وهو يقول - كأنه مخاطبا نفسه:
    - وهل الرجولة في تجاهل آراء الآخرين وتسخيفها!!
    وفي تلك اللحظة دخل وسام - شقيق حسان الكبير- مسلما فالتفت إليه والده قائلا:
    - وعليكم السلام، هل بعت البضاعة؟
    فأجاب وسام وهو يجلس متناولا طبق الطعام الذي وضع خصيصا له:
    - لقد انتظرت المشتري طويلا لكنه لم يعد فأغلقت المتجر..
    ثم استدرك:
    - هل حدث شيء؟ أمي تبدو معكرة المزاج!!
    فرد والده:
    - ومنذ متى رأيتها بمزاج جيد!! القصة نفسها منذ أن أدخل المنزل جدال وصراخ.. وكأنه لا ينقصني إلا هذا الهم..
    فقال وسام وقد شعر بتعاطف كبير مع والده:
    - كل هذا لأنك طيب يا أبي، كان الله بعونك، قلت لك ألف مرة النساء لا ينفع معهن إلا الرجل الحازم صاحب العين الحمراء وأنت متساهل جدا..
    لم يستطع حسان السكوت فهب واقفا:
    - ما الذي تريده بكلامك هذا!!
    فالتفت اليه وسام:
    - وما دخلك أنت؟؟ هل صرت في صف النساء!!
    فقال حسان بحدة:
    - ألا تعرف عن من تتحدث بهذه الطريقة؟
    فتدخل الأب قائلا:
    - يكفي هذا الآن..
    فنهض حسان وقبل يد والده قبل أن يخرج قائلا:
    - سامحني يا أبي إن رفعت صوتي أو أغضبتك فلم أكن أقصد..
    اتجه حسان نحو غرفة أخته سارة ليجد سمية جالسة معها تواسيها:
    - أنت فتاة شجاعة وأنا فخورة بك، ولكنك لن تأخذي حقك بهذه الطريقة..
    لكن سارة قاطعتها بقولها:
    - لا أريد نصائحك هذه، انظري إلى نفسك سلبية دائما، لا رأي لك ولا احترام رغم أنك أكبر من وسام وحسان!!
    فقالت سمية بهدوء:
    - أوافقك الرأي يا أختي، هم مخطئون بلا شك ولكن علينا التصرف بحكمة، ثم إن أجر التسامح...
    فقاطعتها سارة مرة أخرى بنفاد صبر:
    - قلت لك لا أريد سماع نصائحك، هذا ليس تسامحا بل ضعف واستسلام واستكانة وأنا لا أريد أن أكون مثلك؛ بل مثل أبي وأنا ابنته.. انظري إليه، يشتكي من ظلم الحاكم ليل نهار وأن قوانينه وتسلطه كانا سببا في خسارة تجارته، ويعيب عليهم إغلاق أبوابهم دون سماع رأي الناس، ولا يأتي مجلساً إلا ويتكلم في هذا الموضوع.. فلماذا لا يقدم السمع والطاعة ويعفو ويصفح ويتسامح!!
    حاولت سمية أن تكون أكثر حكمة بقولها:
    - إنني أقدر موقفك يا أختي، بل ومعجبة بك وبقوة شخصيتك رغم أنك أصغر مني بسبع سنوات، ولكنني خائفة عليك من أن تغضبي والدي فيغضب الله عليك وهيهات أن تُوَفّقي بعدها!
    فقالت سارة:
    - أنا لا أتعمد إغضابه، ثم إنني لست سيئة- ولله الحمد- كل ما أريده حقي فقط، وأن أكون مثل والدي فلماذ يعيب عليّ ما يفعله!!
    فقالت سمية:
    - اسمعيني يا أختي أنت تشعرين بالظلم رغم أن حالنا أفضل من حال الكثيرين والحمد لله، تذكري أن أبي رجل طيب وهو أفضل من غيره من الرجال، أنت لا تعرفين ماذا يصنعون..
    فأجابتها سارة:
    - هذا ليس مبررا!! وكما قلت لك أنا أفضل من بنات كثيرات أيضا وأنت لا تعلمين ماذا يصنعن من وراء آبائهن هؤلاء..
    عندها قالت سمية وقد بدا أنها استنفدت كل ما لديها:
    - كفاك عنادا يا أختي أرجوك.. حاولي أن تتعلمي الصبر، فهذا قدرنا..
    فردت سارة بحدة:
    - وسأكون قدرهم إن شاء الله..
    وفي تلك اللحظة نادت الأم على سمية فلبت نداءها مسرعة في حين ألقى حسان التحية على سارة مستأذنا بالدخول- إذ لم يشأ مقاطعتهما من قبل- فالتفتت إليه سارة بعيونها المتورمة من كثرة البكاء:
    - ما الذي تريده أنت أيضا ؟؟؟
    فقال حسان:
    - ألا يمكنني الجلوس لنتكلم قليلا؟
    فأجابته سارة بعصبية:
    - لقد سئمت منكم كلكم، حفظت الدروس غيبا.. جدي وجدتي.. عمي وعمتي، شكرا لا أريد سماع المزيد..
    ولأول مرة يحاول حسان احتواء أخته الغاضبة؛ فقال بروية:
    - لقد سمعت ما قلتيه لسمية وأوافقك الرأي في معظمه..
    لم تصدق سارة أذنيها في البداية فقالت:
    - أجئت لتسخر مني؟؟
    لكن نظرات حسان الجادة ونبرته الحازمة، جعلتها تطمئن فأصغت له باهتمام وهو يقول:
    - لقد أخذنا درسا جديدا اليوم في المدرسة وأظنه سيعجبك..
    تلهفت سارة لسماع ذلك الدرس لا سيما وأنها من أشد المعجبين بمدرسة النصر للفروسية ولطالما غبطت حسان على التحاقه بها، وما إن أعاد حسان عليها ما أخذه من دروس حتى قفزت سارة بفرح وهي تهتف بحماس:
    - يعيش المعلم أمين.. يعيش..
    ثم صمتت فجأة تستوثق مما سمعته وألف سؤال وسؤال يدور بخلدها:
    - هل حقا هذا ما قاله المعلم؟؟ هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ برأي زوجاته ويستمع إلى بناته؟؟ هل كان لهن دور كبير في انتشار الإسلام وبناء حضارة الأمة، غير طاعة الرجل سواء كان أبا أو زوجا أو أخا!!
    فابتسم حسان مؤكدا كلامه في حين ترقرقت عينا سارة بالدموع:
    - كم أحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ليتني أراه.. أريد أن أقرأ كل شيء عنه، أجل.. أريد أن أتعلم عنه كل شيء.. كل شيء إن شاء الله.. يا حبيبي يا رسول الله..
    وردد حسان:
    - اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
    ثم قال:
    - لقد طلب منا المعلم رائد أيضا إعداد بحث عن إحدى أولئك النساء العظيمات، فهل تساعدينني فيه؟
    عندها نظرت اليه سارة بمكر:
    - هكذا إذن، أسمعتني كل ذلك الكلام حتى أساعدك!!
    فأسرع حسان يدافع عن نفسه:
    - سامحك الله لم يخطر ذلك ببالي أبدا، ولكن قلت ربما تحبين الموضوع!
    فابتسمت سارة:
    - كنت أمزح معك لا تقلق، ثق أنني سأبذل جهدي في ذلك..
    فقال حسان وهو يتنفس الصعداء:
    - الحمد لله..
    ثم تابع:
    - في البداية لا أعرف عن من سأكتب؟ فالمعلم لا يريد موضوعا مكررا، وتقريبا اختار رفاقي معظم الشخصيات التي كنت أنوي الكتابة عنها!
    فهتفت سارة وهي تضرب الطاولة بكفها:
    - وجدتها.. أتمنى أن لا يكون أحد من رفاقك قد كتب عنها..
    فنظر إليها حسان متسائلا:
    - من هي؟
    فقالت سارة بثقة:
    - السيدة سمية أم عمار بن ياسر رضي الله عنهم، ما رأيك؟
    بدا التردد قليلا على وجه حسان وهو يقول:
    - لا أعلم إن كانت تعد ممن لهن دور كبير في نشر الإسلام، فدروسنا في سير أعلام الفرسان تتحدث عن الفارسات بشكل رئيس..
    فحدجته سارة بنظرات حادة قائلة:
    - ألا يكفي أنها صمدت في وجه ذلك الرجل الطاغية المتغطرس المغرور أبو جهل ولم تستسلم له، فكانت أول شهيدة في الإسلام!! لن أساعدك في الكتابة عن غيرها، أريد لأختي سمية أن تعرف أكثر كيف كانت أول شهيدة في الإسلام التي يقول أبي أنه سماها على اسمها..
    فابتسم حسان موافقا وهو يرفع كفه أمامها:
    - حسنا حسنا.. ولكن لا تنظري إلي هكذا وكأنني أبو جهل!!
    فضحكت سارة وهي تقول:
    - اتفقنا إذن..

    ***



    قد تكون هذه حلقة طويلة أخرى، عرفتكم على "سارة" بشكل مباشر لأول مرة!! فهل مشكلة سارة ستنتهي عند هذا الحد؟ أم أن هناك الكثير من العقبات التي تنتظرها في الطريق؟!

    وما هو رأيكم بما يجري في بيت حسان؟؟!!!
    وكيف سيكون وضع العائلة!!

    المزيد من الفتيات قادمات في الحلقة التالية إن شاء الله..
    استعدوا لحفظ المزيد من الاسماء، فأنتم على موعد مع سارة وصديقاتها في
    مدرسة النور للبنات:d

    لا تنسونا من صالح دعائكم

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  17. #97
    ~¤ سبيستوني مخترع ¤~ الصورة الرمزية assen
    تاريخ التسجيل
    29 Aug 2012
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    7,928
    مراحب يا غالية ^^
    الحلقاتـ تزداد حماس !
    وخصوصًا مع ظهور لمسات انوثية ^^

    حلقة اليوم كانت طويلة حقا، ولكنها البداية التمهيدية فقط لحضور
    "نجمات الفروسية" الباهر!!

    ما الذي سيخبر به المعلم شاهر حسام؟؟ وهل سيتغير رأي حسان؟
    وما قصته مع اخته سارة؟؟

    تابعونا لتتعرفوا أكثر على الشخصيات الانثوية في عالم
    "مدرسة الفروسية"، فها هن قادمات :d

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    كلما كانت أطول كلما كنا اسعد ^^
    كانت الحلقة مشوقة وجميلة بالفعل ">
    اكيد سيتغير رأي حسان مع مرور والوقت
    ولا بد ان يحصل حدث معين يغير رأيهـ ^^
    + فاجأتني ان حسام من عائلة غنية ^^
    انا متحمسة للحلقة القادمة كثيرًا ">



    اشعــــر بفـــراغ داخـــــلي ، وكــــأنني دونــــــات

    مدونتــــــ◄عشوائــ♥ــيا ت حروفـ►ـــي



  18. #98
    سبيستوني ممتاز الصورة الرمزية irika5
    تاريخ التسجيل
    12 Jun 2018
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    325
    [QUOTE=alfurussiah;7991824]الحمد لله هذا من فضل الله، وجزاك الله خيرا لهذه الدعوات الطيبة ولك بالمثل وزيادة إن شاء الله ^^

    اسعدتني كلماتك حقا أسعدك الله وجعل ذلك في موازين حسناتك، والحمد لله أنك وجدت الفائدة في الحلقة (:
    بخصوص التركيز.. هناك مثل عربي معروف "البطنة تذهب الفطنة" والمقصود بالبطنة هي كثرة الاكل والتخمة! وطبعا الغذاء الصحي المتوازن ضروري للتركيز ايضا واسأل الله التوفيق للجميع ^^
    إن شاء الله
    [COLOR=#00ffff]آمين،نعم والحمد لله، صحيح صحيح صادفني هذا المثل اثناء بحثي اظن انني ساتبع طريق طلال ههههه، الحمد لله لست من اولئك الاشخاص اكل خفيف صحي ونحمد الله شكرا

  19. #99
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    السلام عليكم روعة حقا فصل جيد لكن على فتيات أن يتعلمن دراسة ^^

    و ألا يتوقفن عن أخد العلم قصة مؤثرة عن سارة لها حق ف تعلم ^^

    آمل أنها لن تستسلم للصعاب وأن تتمسك برأيها وسوف تنجح دمت بخير ♥


    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  20. #100
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة assen مشاهدة المشاركة
    مراحب يا غالية ^^
    الحلقاتـ تزداد حماس !
    وخصوصًا مع ظهور لمسات انوثية ^^


    كلما كانت أطول كلما كنا اسعد ^^
    كانت الحلقة مشوقة وجميلة بالفعل ">
    اكيد سيتغير رأي حسان مع مرور والوقت
    ولا بد ان يحصل حدث معين يغير رأيهـ ^^
    + فاجأتني ان حسام من عائلة غنية ^^
    انا متحمسة للحلقة القادمة كثيرًا ">
    الحمد لله يسعدني هذا ^^

    ولكن يبدو أنه كلما كانت الحلقة اطول يتأخر نزولها أكثر!! لقد نشرتُ الحلقة التالية بالفعل قبل ثلاثة ايام او يومين مباشرة بعد ردي القصير، ولكن ظهور الحلقة تأخر كثيرا، بل والعجيب أن ردودكم ظهرت قبله، ومن ثم ظهرت الحلقة فربما لم تنتبهوا لها!!
    لماذا برأيكم يتأخر ظهور بعض الردود ؟؟ لا زلتُ جديدة على المنتدى ولا بد أن استفيد من خبرتكم




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة irika5 مشاهدة المشاركة
    آمين،نعم والحمد لله، صحيح صحيح صادفني هذا المثل اثناء بحثي اظن انني ساتبع طريق طلال ههههه، الحمد لله لست من اولئك الاشخاص اكل خفيف صحي ونحمد الله شكرا

    ما شاء الله عليك ، هذا افضل ^^
    ويارب يديم عليك النعم ويحفظها من الزوال ويزيدك من فضله (:







    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة artimis مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم روعة حقا فصل جيد لكن على فتيات أن يتعلمن دراسة ^^

    و ألا يتوقفن عن أخد العلم قصة مؤثرة عن سارة لها حق ف تعلم ^^

    آمل أنها لن تستسلم للصعاب وأن تتمسك برأيها وسوف تنجح دمت بخير ♥



    من الجيد أنك انتبهت لنزول الحلقة، وشكرا لابداء رأيك ^^
    بالمناسبة ما هو رأيك بشخصية سارة وتصرفها في المنزل؟؟



    ****

    للتنبيه.. الحلقة 21 بعنوان "مشكلة عائلية" ظهرت متأخرة نوعا ما في رد سابق- في الاعلى

    وشكرا لاهتمامكم ومتابعتكم (:


    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المواضيع المتشابهه

  1. هدية العيد من "مدرسة الفروسية" (:
    بواسطة alfurussiah في المنتدى مغامرات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-10-2019, 03:38 PM
  2. الفائزة النهائية في مسابقة "حلقة بحث"
    بواسطة danomonitor في المنتدى تاريخ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-08-2015, 08:45 PM
  3. الفائزة النهائية في مسابقة "حلقة بحث"
    بواسطة danomonitor في المنتدى أكشن
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 08-08-2015, 03:06 AM
  4. الفائزة النهائية في مسابقة "حلقة بحث"
    بواسطة danomonitor في المنتدى زمردة
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 08-06-2015, 09:20 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-20-2012, 03:56 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •