صفحة 9 من 10 الأولىالأولى ... 7 8 9 10 الأخيرةالأخيرة
النتائج 161 إلى 180 من 194

الموضوع: رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة ^^ (موضوع متجدد حلقة حلقة بإذن الله)

  1. #161
    ✾سبيستوني محترف✾ الصورة الرمزية raheel.hussen
    تاريخ التسجيل
    13 Jan 2011
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    12,462
    مرحبا حلقة اليوم جميلة جدا ولاسيما عندما رشح علاء ولكن وضعو عليه شرطا صعبا ترى كيف سيجد الحل
    وعندما نطقت الفتاة باسمها اتوقع انها ليست متدينة ترى من اين اتت ومن هم اهلها
    ماذا عن عدنان وباقي الاصدقاء
    وسارة ماذا حدث معها
    متشوقة لاكمل هذه الرواية الرائعة
    سلمت اناملك عزيزتي وبارك الله فيك لما تبذليه من جهد♥

  2. #162
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    مرحبا أعدت قراءة الرواية مرتين أحداث بدأت متشوقة ♥

    يلا كيف سيتصرف علاء ف أمر أظن لن يكون قادر على اقتحام مكان بنفسه ^^

    تلك فتاة غريبة سنعرف قصتها قريباً أود معرفة قصة أسطورة تلك متابعة دوماً لك ★

    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  3. #163
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245

    فاصل (:



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عذرا لهذا التأخير في البث، بسبب خلل فني خارج عن السيطرة، وها نحن نستأنف النشر مجددا مع صباح هذا اليوم المبارك، يوم الجمعة الثالثة من شهر شعبان، ونسأل الله أن يبارك لنا فيه، ويبلغنا رمضان ونحن بخير وعافية ^^

    أشكركم كثيرا لمتابعتكم حلقات الرواية، وجزاكم الله خيرا لتعليقاتكم المشجعة وانطباعاتكم القيمة...

    وبإذن الله سيتم نشر الحلقة الجديدة في الرد التالي بإذن الله...

    ولكن قبل ذلك...


    يسعدني دعوتكم للمشاركة في التصويت على الشخصية التي ترشحونها للمقابلة، من شخصيات مدرسة الفروسية، عبر هذا الرابط:

    مقابلات حصرية مع ابطال مدرسة الفروسية



    الأسماء المرشحة للمقابلة حتى الآن هي:


    1- ليلى الربيع

    2- سارة نبيل

    3- نور الدين منصور

    4- علاء نور الدين (صوتين)

    5- طلال كامل (صوتين)

    6- حسام عبد اللطيف

    7- المزارع ربيع

    8- جويرية عبد الرحيم

    9- المدرب ثابت

    10- المعلم شاهر

    11- المدرب جهاد


    *****


    باختصار تم ترشيح إحدى عشر شخصية حتى الآن بواقع صوت واحد لكل منها، باستثناء "طلال" و"علاء" فلكل واحد منهما صوتين..

    هذا يعني أن المنافسة الآن بين علاء وطلال، وبما أنهما متعادلان، فسنحتاج لتميد مدة التصويت حتى نفصل بينهما..

    إذن عليكم الآن التصويت لإحدى الشخصيتين، إما علاء أو طلال، وسنرى من سيفوز بينهما، ليترشح لهذه المقابلة الحصرية ويجيب على تساؤلاتكم إن شاء الله ^^




    بانتظاركم إن شاء الله على رابط المقابلات (:


    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  4. #164
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245

    الحلقة الثامنة والعشرون: اسطورة جوريا كورفيلاس

    الحلقة الثامنة والعشرون: اسطورة جوريا كورفيلاس


    تسللت أشعة شمس الصباح باستحياء من تحت طيات الستارة الزرقاء، لتوقظ انتصار بلطف.. فتحت عينيها تتأمل المكان من حولها من جديد، يبدو أنها ما زالت تعيش لحظات هذا الواقع الذي بدى لها كحلم جميل في منزل الشيخ عبد الرحيم؛ فالسيدة رغدة بحنانها المتدفق، وميمونة بصحبتها اللطيفة، وجويرية التي أبهرها درسها ليلة أمس..
    أحقا هكذا هو الاسلام!!
    ودارت بخلدها كلمات جويرية من جديد:
    - لم يأت الإسلام ليحرمنا السعادة، بل جاء ليعلمنا كيف نعيشها حقيقة، فكان فرض الحجاب إحدى طرق نشر هذه السعادة..
    وأخذت صور النقاش تجول في خاطر انتصار من جديد، وقد بدأت همهمات الفتيات تعلو في الحلقة:
    - الحجاب سبب للسعادة!!
    - كيف يكون سببا للسعادة وهو يضيق علينا حرياتنا!!
    فما كان من جويرية إلا أن ابتسمت لهن قائلة:
    - سنتابع النقاش في المرة القادمة بعد أن تقرأن الأسطورة، فسيكون لكلامنا طابع مختلف وقتها إن شاء الله..
    وتلفتت انتصار حولها تستطلع أرجاء الغرفة المرتبة بعناية وبساطة في الوقت ذاته، لعلها تجد نسخة للأسطورة فوق الطاولة المستديرة، أو على أحد الكراسي، أو فوق حافة السرير، فقد وعدتها جويرية أمس أن تحضر لها واحدة بعد أن أخذت الفتيات ما لديها من نُسخ، وقد غاب عن بالها أن تبقي واحدة، لولا أن ذكرت انتصار لها ذلك فيما بعد..
    طرق الباب ثلاث طرقات قبل أن تنتبه انتصار لذلك الصوت، وما لبث أن فتح الباب بهدوء لتطل منه ميمونة التي فوجئت برؤية انتصار واقفة أمامها، فاعتذرت وحيتها قائلة:
    - السلام عليكم، ظننتك لا تزالين نائمة؛ لذا دخلت لأطمئن عليك وحسب عندما لم يجبني أحد..
    فابتسمت انتصار مطَمْئنة:
    - لا عليك، لقد استيقظت قبل قليل، ولكنني كنت غارقة في أفكاري على ما يبدو..
    ثم استدركت قائلة:
    - بالمناسبة هل وجدت جويرية نسخة إضافية من الأسطورة؟ لقد أثارت فضولي نحوها ليلة أمس!
    هزت ميمونة رأسها إيجابا، وقد سرها ذلك الاهتمام من انتصار:
    - لقد أرسلت لخطيبها وحدثته بذلك بعد صلاة الفجر، وقد أرسل إليها يخبرها بأنه سيرسل لها نسخة اليوم إن شاء الله..
    لم تتوقع ميمونة أن تلك الجملة ستفتح آفاقا أخرى من الحديث، إذ بدت الدهشة على وجه انتصار وهي تسألها باستغراب:
    - هل قلت حدثت خطيبها؟
    أومأت ميمونة برأسها إيجابا:
    - أجل، هل هناك شيء غريب!
    علت حمرة الخجل وجه انتصار فأسرعت تعتذر مبررة:
    - أرجو المعذرة على أسئلتي، ولكن أرجو أن تتفهمي موقفي، فهذه أول مرة أتعامل فيها مع أناس متدينين، وأظنك لاحظت ذلك، لذا تبدو لي الأشياء غريبة، أو بالمعنى الأصح أحاول أن أفهم أكثر عن حياتكم، فلي سبب وجيه في ذلك..
    وبدت الكلمات قد خذلت انتصار، فلم تعد تعرف كيف تعبر عما يجول بخاطرها، لكن ميمونة أسعفتها بقولها مشجعة:
    - بالطبع أفهمك يا عزيزتي، فاسألي عن أي شيء تريدينه بلا حرج، وبدوري سأكون صريحة معك فلا تقلقي، ألم نصبح صديقتين!!
    ومدّت ميمونة يدها نحو انتصار باسمة، فمدت انتصار يدها وتصافحت الفتاتان في حركة توثق علاقة الصداقة الجديدة التي جمعتهما، وجلست ميمونة على المقعد أمام الطاولة المستديرة، بعد أن فتحت الستارة كاملة لتسمح لأشعة الشمس بأن تملأ الغرفة ضياء، مخاطبة انتصار:
    - هيا اجلسي يا عزيزتي لأحدثك..
    فجلست انتصار على المقعد المقابل لها شاكرة:
    - في الحقيقة يا ميمونة، أشعرتني وكأنني أعرفك منذ زمن طويل، لقد سعدت كثيرا بصحبتك، فشكرا لك على كل شيء..
    فأطلقت ميمونة ضحكة خفيفة تواري فيها حرجها من ذلك المديح:
    - لا داعي لكل هذه المجاملات يا صديقتي، فالمشاعر متبادلة والتوفيق من الله..
    فعلقت انتصار:
    - لقد أعجبتني فيكن هذه الروح التي تذكرن الله فيها في كل مناسبة، أنتن طيبات جدا..
    لم تجد ميمونة مفراً من حصار المدائح تلك، وهي تقول:
    - هذا من فضل الله وحده، والآن ألا تريدين أن نكمل الحديث..
    فضحكت انتصار:
    - حسنا لن أُخجل تواضعك أكثر!
    فشاركتها ميمونة ضحكتها:
    - ليس إلى هذه الدرجة..
    ثم قالت:
    - لقد سألتيني عن جويرية وخطيبها، لا أعرف ما هي الفكرة التي تجول بخاطرك عن هذا الموضوع، لكن نكاحها قد عقد على معلم يدرّس لغة العرب في مدرسة النصر للفروسية قبل أربعة أشهر تقريبا، وقد تأخر الزفاف بسبب بعض الظروف على أن يتم بعد رمضان إن شاء الله..
    واستطردت ميمونة:
    - بالطبع، وأنت مدعوة من الآن إن شاء الله..
    فابتسمت انتصار:
    - شكرا للدعوة اللطيفة، التي أتمنى تلبيتها ويشرفني ذلك..
    ثم صمتت قبل أن تقول:
    - هل يمكنك أن تحدثيني عن طبيعة العلاقة بين جويرية وخطيبها؟ أقصد كيف يتعاملون مع بعضهم البعض؟!!
    فكرت ميمونة قليلا قبل أن تقول:
    - حسنا دعينا نعود إلى البداية، فقد تقدم خطيبها طالبا يدها من والدي الذي يعرفه تماما، فهو مدرس معروف في مدرسة النصر، ومن رواد المسجد وقد درّس أخي أيضا، و الحمد لله ظهر التكافؤ بين العائلتين، وكانت مطالبه واضحة تماما؛ فهو يريد زوجة تشاركه هدفه وتعينه على نشر التصور الصحيح للإسلام في المجتمع، حتى ينشأ جيل صالح و تنهض الأمة من جديد بإذن الله، وذلك ابتغاء لرضا الله قبل كل شيء، وتبليغا لرسالة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهكذا تمت الموافقة المبدئية، حتى إذا ما زارنا مع أهله وجلس معها، ظهر القبول من الطرفين..
    وصمتت ميمونة وهي تبحث عن شيء يمكنها أن تضيفه، قبل أن تقول:
    - بالطبع يأتي لزيارتنا بين الحين والآخر..
    وقبل أن تضيف كلمة أخرى، طرق الباب ودخلت جويرية مسلمة:
    - الحمد لله لقد وصلت النسخة أخيرا..
    ثم انتبهت إلى انها قد قطعت حديثهما، فبترت جملتها:
    - أعتذر على المقاطعة، هل كنتما تتحدثان في موضوع خاص؟
    فالتقت نظرات الفتاتين، وعلت البسمة وجهيهما، في حين قالت ميمونة باسمة بنبرة ذات مغزى لم يخف على جويرية:
    - لا شيء خاص، كنا نتحدث عن حياة المحبين وحسب!
    احمرت وجنتا جويرية، وهي تحاول تجاهل المعنى الذي فهمته:
    - لقد جئت في الوقت المناسب إذن، حتى لا تطلقي العنان لخيالك..
    ثم ناولت انتصار النسخة قائلة:
    - أرجو أن تعجبك، فهي من أجمل الأساطير التي وردت عن البلاد الأخرى، بالنسبة لي على الأقل..
    وابتسمت جويرية متابعة:
    - والحكمة ضالة المؤمن..
    ورغم أن لهفة انتصار لقراءة الأسطورة قد خفت قليلا إلى جانب انسجامها مع حديث ميمونة حول جويرية وخطيبها، إلا أن حماستها سرعان ما اتقدت من جديد بعد أن خرجت ميمونة من عندها؛ لتساعد أمها وأختها في بعض الأعمال..
    قلّبت انتصار النسخة بين يديها، وابتسمت لنفسها مشجعة:
    - هذا جيد فصفحاتها قليلة..
    ثم اتخذت لها موضعا مريحا فوق السرير، بعد أن أسندت ظهرها إلى الوسادة، وبدأت بالقراءة لتجد نفسها قد استغرقت تماما في عالم الأساطير القديمة..


    أسطورة جوريا كورفيلاس
    (الملاك الطاهر)


    تروي هذه الأسطورة قصة من الأزمنة القديمة حين تنازعت القوى المتناحرة على السلطة بهدف توحيد العالم آنذاك سعيا لتحقيق العدالة و السلام المنشود.. وقد برزت قوتان كبيرتان بشكل رئيس؛ الأولى تابعة للملك كورفيلاس الذي دانت له معظم الأراضي والمقاطعات، وسعد الناس في ظل حكمه حيث حرص على نشر العدل والاستقرار في ربوع البلاد، في حين وقفت في وجهه القوة الأخرى التي ترأسها شاب طموح يدعى كاريس خضعت له جموع كبيرة من الطامحين إلى سلطة مطلقة عليا، مطلقا على نفسه لقب الكوماس– أي المنقذ والقائد العظيم بلغة ذلك العصر القديم- وقد اشتهر باستخدامه القوة بشكل رئيس لتحقيق مآربه.. فدارت حروب طاحنة بين الطرفين .. كان آخرها معركة رجحت فيها كفة الكوماس كاريس بشكل كبير وتوسعت رقعة سيطرته إثر انتصاره الساحق على جيش الملك كورفلاس الذي قاده القائد الفذ ميشوكال..
    كان ميشوكال ابن أخ الملك كورفيلاس قد نشأ في كنف عمه الملك الذي عده كإبنه، لا سيما وأن الملك لم يرزق سوى بابنة واحدة تصغر ميشوكال بعامين تدعى جوريا. لم يكن يسمح للفتاة بتولي الحكم في قوانين البلاد فخطط الملك لتزويج ابنته جوريا من ميشوكال وهيأه ليتولى الحكم بعده. أما جوريا تلك الفتاة الطيبة ذات الجمال الفاتن فقد نشأت مع ميشوكال وقضت طفولة سعيدة بصحبته يتدربان معا على المبارزة التي باتت هوايتهما المشتركة رغم معارضة والدها لها في البداية، إذ كان يرى أن على الفتاة أن لا تتدخل في شؤون القتال وما له علاقة بذلك لولا تدخل ميشوكال الذي أقنعه بأنها مجرد لعبة مسلية لا أكثر.. أحبته جوريا حبا طاهرا بريئا وكانت تؤثره على نفسها في مواقف عديدة وكبر حبها له مع الأيام - إذ كان الشخص الوحيد الذي يملأ عليها حياتها بعد وفاة والدتها وهي في سن مبكرة- ورغم حبها الشديد لميشوكال وتعلقها به، إلى جانب ما تمتعت به من جمال فاتن أخاذ جعل الشباب والفرسان يتهافتون لخطبة ودها، إلا أنها اشتهرت بطهرها وعفتها، حتى أن الذين يتربصون بالملك وكانوا يحاولون البحث عما يسبب الإساءة له، لم يستطيعوا التعرض لها بشيء بعد أن ذهب مكرهم أدراج الرياح وهم يحاولون ايجاد ممسك عليها في أخلاقها.. فقد كانت مضربا للمثل في الطهر والنقاء.. ولم يحدث أن ضبطت في موقف شبهة واحد يمس أخلاقها بسوء..
    كانت المؤشرات كلها تدل على أن حياة جوريا ستأخذ مسارا طبيعيا كما خطط لها، فقد اقترب وقت إعلان خطبتها على ميشوكال رسميا بأمر الملك لولا تلك المعركة التي قلبت الموازين، وكان للأقدار شأن آخر غير الذي رسمه الملك كورفيلاس مسارا لابنته..
    عادت جيوش الملك كورفيلاس منهزمة وتعرض الملك لإصابات عديدة كادت أن تودي بحياته، أما القائد ميشوكال فلم يعد له أثر، وغلب الظن على الجميع بأنه قتل غرقا في احدى المناورات البحرية، إذ لم يعرف مصيره ولم يعثر على جثته..
    بذلت جوريا جهدا كبيرا لتصبر قلبها المكلوم على فقد ميشوكال و لتواجه المصير الغامض الذي ينتظرها وينتظر شعبها الذي بدأ يتعرض للأذى من جنود الكوماس المعتدين، لا سيما وقد أصيب والدها بمرض أقعده عن مواصلة الحرب ولم يكن هناك قائد آخر يعتمد عليه،
    جلست جوريا إلى جوار سرير والدها المريض تواسيه وتشد من أزره عندما لمحت دمعات تلوح في عينيه لأول مرة:
    - لم يعد هناك رجال يمكننا الوثوق بهم ، لقد بدأ اليأس يتسلل إلى الرجال وجنود الجيش.. يبدو أنها النهاية!
    كانت جوريا تحاول إخفاء حقيقة ألمها على ميشوكال وهي تتفهم أمنية والدها القديمة بأن يكون له ولد ذكر يعتمد عليه، فأمسكت بيد والدها مشجعة وقد اتخذت قرارا حاسما:
    - اطمئن يا أبي، أعدك بأنني سأعثر على ذلك الرجل وحتى ذلك الحين، سأكون القائد ميشوكال من جديد، وسأقود جيش السلام نحو النصر، أعدك بذلك يا أبي.. أعدك..
    رفع والدها عينيه بصعوبة ليتأمل وجهها الجميل بحزن، وقال:
    - تذكري يا ابنتي أن دماء والدتك الطاهرة تجري في عروقك، أنت سليلة عائلة نقية طاهرة..
    فشدت جوريا على يد والدها مطمئنة:
    - لن آل جهدا في الحفاظ على هذا الإرث العظيم يا أبي فلا تقلق، وبمجرد أن أعثر على رجل قوي أمين نثق به سأتنازل له عن القيادة فورا ليتولى هو القيام بالباقي.. أما الآن فوداعا لجوريا حتى ذلك الحين..
    دمعت عينا والدها تأثرا:
    - سامحيني يا ابنتي، لقد ظلمتك كثيرا.. أنت بألف رجل، فليكن التوفيق حليفك..
    ومنذ تلك اللحظة تخلت جوريا عن ثيابها الحريرية الناعمة وارتدت بزة حديدية، وقفازات خشنة، لتبدأ حياتها الجديدة باسم القائد ميشوكال، قائد جيش السلام التابع للملك كورفيلاس..
    رفعت جوريا من الروح المعنوية للجيش وأعادت ترتيب صفوفه مستعينة بالحكماء والمستشارين وبخبرتها والمهارات التي اكتسبتها من صحبتها لميشوكال .. وقادت معركة كبيرة كان لها الأثر في إعادة الأمور إلى نصابها بعد أن الحقت خسائر جمة في جنود الكوماس أثناء تصدي جيشها لهجومهم على أحد المناطق التابعة للملك كورفيلاس.. كانت ضربة مباغتة في صفوف الكوماس، لم يعمل لها حتى الكوماس نفسه حسابا رغم دهائه بعد أن كان على وشك الامساك بزمام الأمور!
    لكن الكوماس استطاع تدارك المفاجأة بسرعة فشن هجوما معاكسا قاده بنفسه على أسطول جيش السلام الذي اتجه لملاقاته في عرض البحر الهائج، دارت معارك حامية تواجه فيها الكوماس مع القائد ميشوكال وجها لوجه، فدارت مبارزة حامية بين الطرفين بذلت فيها جوريا جهدا خارقا وهي تشعر بأنه من الاستحالة عليها الاستمرار أكثر أمام قوة الكوماس الكبيرة وعندما شعرت بقرب انهزامها على يده و خشيت أن تقع أسيرة في قبضته فيكشف أمرها، قامت بحركة خاطفة مكنتها من التراجع والانسحاب قافزة نحو إحدى سفنها التي ابتعدت بسرعة في حين لحقها الكوماس صارخا بغضب:
    - اتهرب أيها الجبان!! سأريك..
    لم تبال جوريا بالكوماس بل أعطت الأوامر لأسطولها باتباع تشكيلة الطوارئ للإنسحاب المنظم في حال غياب القائد، أما السفينة التي استقلتها جوريا فقد ابتعدت وغابت في عرض البحر لمحو أثرها عن سفن الكوماس التي شرعت بمطاردتها..
    مضت عدة أيام على جوريا ورجال سفينتها وهم في عرض البحر حتى شعروا بقوة غريبة تجذبهم باتجاه أحد الجبال، حاولوا مقاومتها دون جدوى بعد أن فقدوا التحكم بمقود السفينة التي خرجت عن مسارها في البحر، وبات هلاكهم مؤكدا وهم يوشكون على الاصطدام بذلك الجبل الصلب، لكن شيئا غريبا حدث في اللحظة التي سبقت الارتطام، إذ خرجت أذرع ضخمة من بطن الجبل الذي لفه الضباب وأمسكت بالسفينة لتحول بينها وبين التحول إلى قطع مبعثرة جراء الاصطدام بالجبل!
    لم تصدق جوريا ورجالها أنهم نجوا من موت محقق وهم مستسلمون لتلك الأذرع الضخمة التي قادت سفينتهم إلى كهفٍ داخل الجبل، لم يلاحظوا وجوده من قبل.. وما إن استقرت بهم الحال داخل المياه الساكنة في الكهف، حتى تبين لهم أن تلك الأذرع ما هي إلا أذرع سفينة غريبة الشكل وقف رجالها مع زعيمهم في مقدمتها لمواجهة السفينة القادمة دون أن يخفوا دهشتهم من رؤية أناس عليها..
    بادرهم زعيم السفينة الغريبة بقوله- وقد بدا رجلا قويا مفتول العضلات:
    - كيف وصلتم إلى هنا أيها الغرباء؟؟ فلا أحياء غيرنا يمكنهم الوصول إلى هذه المنطقة الخطرة، إذ لا يمكن للسفن العادية تجاوز جاذبيتها الكبيرة!!
    أسرعت جوريا بتعريف نفسها، وقد شعرت بارتياح غريب نحو ذلك الرجل الذي تلتقيه لأول مرة بعد أن راودها شعور غامض بأنها ستجد بغيتها في هذا المكان الذي ساقهم إليه القدر سوقا:
    - أنا القائد ميشوكال قائد جيش السلام التابع للملك كورفيلاس والذي يسعى لنشر السلام في هذا العالم والتصدي لجيوش الكوماس كاريس الظالمة، وهؤلاء هم رجالي.. فهلا قدمتم لنا المساعدة من أجل سلام العالم!
    تبادل رجال السفينة الغريبة النظرات فيما بينهم قبل أن يطلق أحدهم قهقهة مدوية:
    - وما شأننا بكم أيها الغريب! نحن لنا أسلوبنا الخاص في الاستفادة من ثروات السفن الضائعة في عرض البحر و..
    لكن الزعيم أوقفه بنبرة صارمة:
    - جيرا!
    فقطع الرجل كلامه معتذرا:
    - المعذرة أيها الزعيم
    ثم التفت الزعيم إلى جوريا قائلا:
    - كيف لنا أن نستوثق صدق كلامكم وسمو أهدافكم؟
    فتهلل وجه جوريا بشرا وهي تقول:
    - سيدي.. تستطيع التأكد بنفسك مما تراه حولك، فلا يخفى على أحد حجم الدمار الذي لحق بالأراضي جراء أطماع الكوماس كاريس، إنه يسعى للسيطرة على العالم بالقوة جاعلا الناس دمى طيعة في يده يتلاعب بهم كيفما شاء
    لامست كلمات جوريا وترا حساسا عند الزعيم فقبض يده بقوة وهو يقول:
    - أتحرق شوقا لليوم الذي التقي فيه الكاريس هذا! من يظن نفسه ذلك المتعجرف!!! سيريه ريوكاس من يكون!
    بدت علامات الرضا واضحة على وجه جوريا إذ لاقى عرضها قبولا لدى الزعيم ريوكاس قائد السفينة الغريبة المدعوة بالأخطبوط، وكم كانت سعادتها كبيرة عندما مد الزعيم يده وقد صدق حدسها فيه وهي تسمعه يقول:
    - عليك أن تعلم أن ريوكاس لا يمكن أن يخلف عهدا قطعه على نفسه، أو يخون حليفا وضع يده في يده..
    وبإماءة واحدة منه هب رجاله صفا واحدا وهم يهتفون:
    - نحن معك أيها الزعيم ريوكاس..
    سُرّت جوريا بما رأته وسمعته خاصة وهي ترى الحماسة قد دبت في رجالها من جديد.. وقد ازداد اعجابها بالزعيم أكثر وهي تستمع لخططه التي بدأ بعرضها للايقاع بالكوماس، حتى أن جوريا سألته - بعد أن انطلقت بهم الأخطبوط باتجاه بلاد الملك كورفيلاس حسب الاتفاق:
    - ما هو هدفك من قبول الدخول في هذه المعارك مع الكوماس؟
    فأجابها بثقة:
    - لا يعجبني من يستخدم القوة للتسلط على الآخرين كائنا من كان..
    كانت جوريا تزداد ثقة مع الوقت بأن الزعيم ريوكاس هو الشخص المناسب لتولي المهمة، وأخذت تتوق شوقا للحظة التي تزف خبر عثورها على الرجل المناسب لوالدها وهم يقتربون أكثر من البلاد، وأخذت ترسم في مخيلتها الآمال العريضة التي ستبنيها على هذا التحالف الجديد عندما انتبهت الى أصوات تنبّه على اعتراض اسطول من السفن طريقهم وهي توجه المدافع نحوهم في اشارة لعدم التقدم أكثر!
    توقفت الأخطبوط في عرض البحر لاستقبال الرسالة التي ارسلها قائد الاسطول الذي حاصرهم:
    - نريد التأكد فقط أن القائد ميشوكال ليس معكم وسنسمح لكم بالمرور بعدها
    كانت أعلام السفن تشير إلى أنها تابعة للكوماس كاريس، فرد عليهم الزعيم بغضب والذي سرعان ما أعطى أوامره أيضا بإعداد المدافع لتواجه الاسطول بدورها:
    - ومن أنتم حتى تتجرؤون بإملاء أوامركم علينا؟؟ منذ متى كان البحر ملككم ايها الأوغاد! نحن أحرار في أن يكون معنا من يكون ولن أسمح لأحد بالتدخل في سفينة الزعيم ريوكاس مهما حصل..
    فجاءه الرد واضحا:
    - إذن لا مفر من مواجهتكم بالمدافع،
    فقال الزعيم:
    - إذن ستدفعون الثمن غاليا..
    وصرخ بأعلى صوته:
    - نااااااااااااار
    ففوجئ أسطول سفن الكوماس بوابل من القذائف المنهمرة عليهم كالمطر مما أطاح بعدد من السفن قبل أن تستطيع الرد بشيء، وارتبكت سفن أخرى وابتعدت أمام ذلك الهجوم غير المتوقع من سفينة غريبة ذات إمكانيات غير عادية، أما جوريا التي كانت تتابع المشهد من خلف قمرة القيادة فقد هالها رؤية ذلك الشخص الذي وقف على مقربة من مقود أحد سفن الأسطول والتي بدت أكثر صمودا من غيرها، وشهقت في نفسها:
    - أيعقل أن يكون هو؟؟؟
    وكادت أن تخرج بسرعة للتأكد مما رأته رغم خطورة الموقف وعدم الحكمة في الإقدام على خطوة كهذه بعد أن تكفلت الأخطبوط بايصالها لبلادها من أجل إعداد العدة من جديد لمواجهة الكوماس.. فتريثت قليلا خاصة بعد أن غاب ذلك الرجل عن ناظريها، وما هي إلا لحظات حتى تناهى إلى سمعها صوت استغاثة منطلقة من تلك السفينة وهي توشك على الغرق بعد أن أصابتها مدافع الأخطبوط ورأت ذلك الرجل نفسه مرة أخرى يقف على أعلى نقطة في السفينة وهو يستنجد ملوحا بذراعيه، عندها لم تستطع جوريا التفكير بشيء آخر سوى الاندفاع بقوة خارجة من القمرة وقلبها يخفق بشدة، أمام دهشة الزعيم الذي لمحها وهي تقفز نحو تلك السفينة الغارقة، فأشار لرجاله برمي أذرع الاخطبوط نحو تلك السفينة لمنعها من الغرق..
    استطاعت جوريا الوصول إلى ذلك الرجل الذي باتت متأكدة من أنه هو من تبحث عنه، وهو ينظر إليها بذهول، فهزته بشدة من تلابيب ثوبه:
    - ميشوكال!! أهذا أنت؟؟؟ ما الذي جرى لك.. تكلم أرجوك....
    فأجابها الرجل أخيرا بنبرة غريبة:
    - لم يعد ميشوكال الرجل الذي تعرفينه يا جوريا.. لقد انتهى ذلك العهد بيننا!
    شهقت جوريا بفزع :
    - مستحيل!! ما الذي أصابك يا ميشوكال، لا تقل لي أنك خضعت لتأثير الكوماس!!!! هيا استيقظ أرجوك، فنحن بانتظارك.. وأنا جوريا خطيبتك.. بانتظارك يا ميشوكال.. أرجوك..
    وبدلا من أن تلقى كلماتها صدى لدى ذلك الرجل الذي بدا مسلوب الإرادة، أخرج خنجرا من كمه ووجهه إلى قلب جوريا مباشرة وهو يردد:
    - يجب القضاء على قائد جيش السلام حالا..
    لم تصدق جوريا أذنيها وشعرت بأن قلبها قد تمزق قبل أن يصله الخنجر، وخانتها قدماها؛ فلم تحاول تلافي تلك الضربة القاتلة التي تلافاها الزعيم بيده القوية - فجأة- فأطاحت بالخنجر بعيدا، لينقذها في اللحظة المناسبة..
    لم تنتبه جوريا للسفينة التي لم تعد الحبال ولا اذرع الاخطبوط القوية قادرة على منعها من الغرق، بل إنها لم تلاحظ أصلا أن الحبال هي التي أخرت غرق السفينة، إذ لم يكن ذلك يعنيها بشيء أمام ميشوكال..
    وفي اللحظة التي ساعد فيها الزعيم جوريا على القفز نحو الأخطبوط، لم يبق لتلك السفينة أثر بعد أن غاصت في المياه..
    هتف الرجال فوق سفينة الأخطبوط فرحا بانتصارهم على سفن الكوماس، واختلت جوريا بنفسها داخل قمرة أغلقت بابها على نفسها، وأخذت تبكي بكاء شديدا بصوت مكتوم؛ لم تبك مثله في حياتها من قبل، حتى عندما سمعت بخبر اختفاء ميشوكال وما اشيع عن مقتله أول مرة..
    لم تدر جوريا كم مر عليها من وقت وهي تبكي داخل تلك القمرة المغلقة عندما انتبهت لصوت طرقات على بابها، فمسحت دموعها وهي تحاول الظهور بمظهر متجلد، وما إن فتحت الباب حتى بادرها الزعيم بقوله:
    - الجميع بانتظارك لحضور مأدبة الغداء على شرف نصرنا هذا اليوم..
    لكن جوريا أجابته معتذرة:
    - شكرا لكم، لا أجد في نفسي شهية للطعام.. تستطيعون البدء من دوني..
    وقبل أن تغلق الباب فاجأها الزعيم بذراعه التي اعترضت اغلاقه قائلا:
    - لا شك أن ذلك الشخص الذي كنت تكنين له المشاعر فيما مضى، قد تعرض لحادثة غسل دماغ قوية؛ أحالته لدمية مسلوبة الإرادة تماما! ولكن مهما تكن مصيبتك فادحة يا جوريا، فاعلمي أن هناك من مصائبهم أعظم! لا يهمني معرفة كل شيئ عن ماضيك وأصلك الذي سمعت طرفا منه، ولكن ما يهمنا جميعا الآن هو مصلحة العالم، وأنت الآن القائد ميشوكال قائد جيش السلام..
    ألجم الصمت جوريا فلم تعرف بماذا تجيب، وقد كُشف أمر تنكرها أمام الزعيم، لكنه غمزها بعينه قبل أن يذهب قائلا:
    - هذا سر بيننا ولن يعرف به أحد هنا.. والآن هيا أيها القائد، فسأكون بانتظارك..
    فارخت جوريا عينيها وهمست مرددة:
    - شكرا لك أيها الزعيم، فأنا ممتن لك جدا..
    ثم رفعت رأسها نحو السماء لتستمد منها شموخها وإبائها قبل أن تلقي نظرة أخيرة على تلك البقعة السوداء التي غرقت فيها السفينة:
    - وداعا يا ميشوكال.. سأحتفظ بذكراك الطيبة، وأعدك أن أقود الجيش الذي قدته من قبل بأمانة وإخلاص..
    التقى الملك كورفيلاس أخيرا الزعيم ريوكاس وعرض عليه تولي منصب القائد الأعلى لجيوش البلاد و قيادة جيش السلام بعد أن حدثته جوريا عن قوته وشهامته وأبدت إعجابها الشديد به، لكن ريوكاس رفض ذلك معللا:
    - أفضل العمل مع رجالي حليفا لكم لا أكثر، وسيكون القائد ميشوكال أقدر مني على قيادة جيش السلام الذي يستطيع قيادته بكفاءة عالية، وستكون الأخطبوط إلى جانبه بل وذراعه الأيمن..
    وصلت أنباء التحالف الجديد مع جيش السلام إلى الكوماس، كما أثار جنونه ما بلغه عن الخسائر التي لحقت بخمس سفن من اسطوله المكلف بملاحقة القائد ميشوكال، فجهز جيشا ضخما للانتقام..
    استمرت المعارك سجالا بين الطرفين مدة طويلة أبدى كل فريق ما لديه من قدرات قتالية وتخطيطية فائقة، حتى جاء اليوم الذي أدرك فيه الكوماس عدم جدوى إخضاع مناطق الملك كورفيلاس لسيطرته، فأرسل دعوة يطلب فيها مقابلة القائد ميشوكال لمباحثته في الأوضاع المتوترة، وإمكانية توقيع هدنة بين الطرفين، واشترط حضور القائد ميشوكال وحده في غير مظهر حرب دليلا على حسن النوايا..
    وبعد أن اجتمع الملك والقائد ميشوكال والزعيم ريوكاس مع كبار المستشارين والحكماء، وجدوا أنه من الحكمة قبول هذه الهدنة بعد حروب طويلة أنهكتهم واستنفدت منهم الجهد والوقت، لكن الشرط الذي وضعه الكوماس أثار ريبة الجميع وكانت النظرات التي تبادلها الملك مع ابنته (القائد ميشوكال) تحمل الكثير من المعاني، قال الزعيم ريوكاس على إثرها:
    - لا تقلق أيها الملك فسأرافق القائد ميشوكال بصفتي رفيقا ملازما له..
    رحب الكوماس- الذي ارتدى أفضل وأبهى حلله - بالقائد ميشوكال ومرافقيه باستقبال مهيب أعده خصيصا لهذه المناسبة وهو يقول:
    - كنت أود أن يكون حسن النوايا عنوانا لهذا اللقاء أيها القائد ميشوكال، لكن إصرارك على ارتداء البزة الحديدية و إحضارك لهذا الحليف معك لا يدل على ثقتك بنا..
    والتقت أعين الكوماس والزعيم لأول مرة .. وبعد نظرات حادة من كلا الطرفين بدت وكأنها حرب ضروس. ابتسم الكوماس قائلا:
    - سمعت أنك مقاتل شرس ومبارز بارع، فهل تمانع في مبارزة ودية على شرف هذا اللقاء؟
    فابتسم ريوكاس بحدة صقر:
    - بل كنت انتظر هذه اللحظة من وقت طويل..
    تواجه الرجلان بسيفيهما لتدور مبارزة أشبه ما تكون بمعركة حامية الوطيس دون أن تصطبغ بالودية بأي شكل من الأشكال.
    كانت جوريا تتابع ريوكاس بقلق وهي تشعر بأن قلبها سينخلع مع كل ضربة يوجهها الكوماس نحوه..
    قضي معظم اليوم في تلك المبارزة العنيفة التي بدت وكأنها ستستمر إلى ما لا نهاية أمام عناد رجلين يصران على عدم الاستسلام وكأنها لن تنتهي إلا بمقتل أحدهما حتى صرخت جوريا فيهما:
    - هذا يكفي!! فهذه ليست مبارزة ودية أبداً!! ونحن هنا لمناقشة بنود الهدنة وليس القتال!!!!
    لكن صوتها ضاع وسط صليل السيوف، فالتفتت إلى مستشار الكوماس الكهل ديجانس وأومأت له بإشارة فهمها ليسرع كل منهما نحو صاحبه لايقاف المبارزة الدامية تلك..
    وبصعوبة تم إبعادهما عن بعضهما البعض ليلتقطا أنفاسهما المتقطعة، وقال الكوماس:
    - أعترف بقوتك!
    وهمهم ريوكاس:
    - وأنت لست سيئا..
    وبعد أن أبرمت الهدنة ووقع عليها القادة اسماءهم بشهادة الشهود نهض الكوماس ملتفتا نحو القائد ميشوكال:
    - لدي حديث خاص معك أيها القائد، فأرجو أن ترافقني..
    ظهرت علامات التوجس على وجه جوريا فبادرها الكوماس وهو يلحظ ترددها:
    - هل أنت خائف مني؟
    تمعر وجه جوريا وقالت بلهجة غاضبة:
    - ومن أنت حتى أخشى منك؟؟
    فابتسم الكوماس:
    - ألا تحتمل المزاح يا رجل، يفترض أن نستريح قليلا من أجواء الحرب بعد توقيع هذه الهدنة، فهل تمانع ببعض الحديث؟
    لم تشأ جوريا أن تظهر قلقها من عرض الكوماس، فنهضت وهي تلتفت إلى الزعيم الذي توقدت عيناه:
    - لن أتأخر
    ثم سارت خلف الكوماس الذي قادها نحو غرفة مغلقة وقدم لها كرسي لتجلس عليه ثم جلس قبالتها أمام طاولة مستديرة وأخذ يحدق النظر في عينيها بشكل أثار حفيظتها فقالت وهي تصرف بصرها متظاهرة بتأمل جدران الغرفة وهي تقول:
    - أرجو أن يكون حديثك على قدر من الأهمية يوازي الوقت الذي سأضيعه معك في هذه الغرفة المزركشة!
    فقال الكوماس وقد فهم ما ترمي إليه:
    - حسنا إذن سأدخل في الموضوع مباشرة، فأنا أريد إجابة واضحة عن سؤالي..
    ثم واجهها بنظرة قوية وهو يسألها بصرامة:
    - قل بصراحة.. من تكون؟؟
    بوغتت جوريا بهذا السؤال لكنها تداركت الموقف بسرعة مبدية استهجانها من هذا السؤال الغريب:
    - ما الذي تعنيه يا هذا؟؟ هل تستخف بقائد جيش السلام!! هذه إهانة لن أقبلها أبدا..
    فقال الكوماس مهدئا:
    - لا داعي لهذا الغضب كله، فأنت تعرف أنني لم أقصد الاهانة..
    ثم استطرد موضحا:
    - تذكر لقاءنا في المبارزة الأخيرة بيننا، لقد فاجأتني بانسحابك المفاجئ.. لا أنكر أنك مبارز ماهر ولديك ضربات خارقة لكن ليس هذا هو عهدي بميشوكال الذي أعرفه!
    وحلت برهة صمت قبل أن يقول الكوماس بابتسامة ماكرة:
    - وأنت تعرف قوة ميشوكال الحقيقي الذي قمت بانتحال شخصيته أكثر مني، أليس كذلك؟
    كانت جوريا تعمل فكرها بسرعة لتجد مخرجا من هذا المأزق الخطير، فما إن أنهى الكوماس كلامه حتى بادرته بالسؤال:
    - ما الذي ترمي إليه من هذا كله؟ ما الذي تريده بالضبط، هيا أجبني؟
    فرد الكوماس وهو ينهض من مكانه متجها نحوها:
    - اريد أن أعرف فقط.. هل أنت رجل أم امرأة؟
    فهبت جوريا من مكانها واضعة يدها على مقبض سيفها، وقد اشتعلت عيناها كاللبؤة المفترسة على أهبة الاستعداد:
    - إنني أحذرك!
    فابتسم الكوماس وهو يعود إلى مقعده:
    - لا داعي لكل هذا، فقد عرفت الجواب..
    ثم نظر اليها متأملا:
    - يمكنك الانصراف الآن يا.. آنسة جوريا..
    شعرت جوريا بالدماء تغلي في عروقها، دون أن تجد تفسيرا لتصرف الكوماس الغريب، والكيفية التي عرف من خلالها حقيقة شخصيتها رغم تنكرها المتقن، فسألته بحدة:
    - هل لي أن أعرف ما الذي يعنيه لك هذا؟؟
    فأجابه الكوماس بلهجة مستفزة:
    - هذا ما أفضل الاحتفاظ به لنفسي..
    ثم فتح لها مجالا لتسير أمامه خارج الغرفة لكن ما حدث جعلها تضاعف حذرها منه أكثر، فقالت:
    - يمكنك السير امامي فأنت الكوماس وهذا قصرك
    فضحك الكوماس وقد فهم مغزى كلامها فقال وهو يسير خارجا أمامها:
    - معك الحق، فمثلك لا يمكنه الوثوق بمثلي!
    وما إن وصلت جوريا الصالة الكبرى يتقدمها الكوماس حتى روعت برؤية الكوماس يشحذ سيفه وهو يرى ريوكاس قد أردى عددا من رجاله قتلى في حين وقف الباقون يحاولون التصدي له ومنعه من المرور..
    صرخ الكوماس بغضب:
    - ما الذي فعلته برجالي أيها الوغد؟
    لكن ريوكاس الذي رأى جوريا تعود سالمة؛ ابتسم دون مبالاة:
    - لو لم يعد القائد ميشوكال الآن لما أبقيت على أحد من رجالك، هم الذين منعوني من المرور وليست تلك هي آداب الضيافة!
    شعر الكوماس بغيظ شديد فشهر سيفه مندفعا نحو ريوكاس الذي استقبل ضرباته متصديا لها بخفة ومهارة ودارت مبارزة حامية بدى أن الكوماس قد صب فيها جام حقده على ريوكاس حتى أصاب فيه مقتلا تهاوى ريوكاس على أثرها أرضا، وفي اللحظة التي رفع فيها الكوماس سيفه ليجهز على ريوكاس بضربة قاضية فوجئ بجوريا تحول بينهما؛ وهي تواجهه بسيفها صارخة- ونظراتها المستعرة تكاد تلفح وجهه:
    - أتغدر بنا بعد أن دعوتنا لتوقيع هدنة أيها الكوماس الغادر؟؟
    أوقف الكوماس سيفه من أن يهوي فوق جوريا وهو يلتقط أنفاسه الغاضبة المتلاحقة وعيناه تتقدان شررا وهو يحدق في عينيها المتحديتين.. وبعد فترة خيم فيها الصمت إلا من النظرات المشتعلة والأفكار المتصارعة، أرخى الكوماس عينيه وأغمد سيفه ثم التفت إلى جنوده وهو يعطي أوامره:
    - أفسحوا لهما الطريق..
    كان جرح ريوكاس ينزف بغزارة عندما التفتت إليه جوريا فهرعت اليه وهي تنزع رباطا من سترتها وانحنت معطية ظهرها للكوماس الذي أخذ يراقبها بنظرات عميقة وهي تضمد جرح ريوكاس قائلة:
    - سأساعدك على الخروج من هنا، علينا أن نرى الطبيب وستكون بخير، فهيا بنا..
    لكن أحد رجال الكوماس أسرع بحركة مباغتة موجها سيفه إلى جوريا من الخلف وهو يصرخ بحرقة:
    - سأنتقم!
    فما كان من الكوماس إلا أن أوقفه بحركة سريعة خاطفة وهو يحدجه بنظرات غاضبة:
    - ألم تسمع ما قلته!!
    فقال الرجل:
    - ولكنهم قتلوا رجالا منا!
    فقال الكوماس بلهجة حاسمة:
    - هذا أمر ولا نقاش فيه..
    لم تكد جوريا وريوكاس يصعدان إلى الأخطبوط التي كان رجال ريوكاس بانتظارهم فيها ويبتعدون في البحر قليلا، حتى حوصرت السفينة بعدد كبير من السفن الحربية، فأعطت جوريا أوامرها للرجال:
    - لا وقت لدينا للقتال، حاولوا العودة بالسرعة القصوى فصحة الزعيم في خطر..
    لكن السفن المعادية ضيقت عليهم الحصار ولم يعد هناك بد من المواجهة، خاصة وقد بدأت بعض السفت تلقي بحبالها للتلاحم مع الاخطبوط، فعضت جوريا على شفتيها بحنق:
    - يا للكوماس الغادر، ما كان علينا أن نثق به !
    دارت معركة عنيفة على سطح الاخطبوط قاتلت فيها جوريا ببسالة، بعد أن طلبت من أحد رجال الزعيم الاعتناء به في قمرة القيادة نظرا لخطورة نزفه، لكن الزعيم تناول سيفه؛ واستطاع بحركات فريدة إزاحة عدد هائل من المعتدين على سفينته في لمح البصر، ليسرع بعدها إلى مقود السفينة الذي كان على وشك إدارته ليناور بالاخطبوط بمهارته المعهودة، لولا جرحه الذي أخذ ينزف بشدة، فأسرع إليه معاونه:
    - أرجوك أيها الزعيم، لا تجهد نفسك!
    لكن الزعيم أجابه بلهجة آمرة:
    - لا تكن ساذجا واذهب لتقف إلى جانب القائد ميشوكال..
    لم يكد الزعيم يتم عبارته حتى اهتزت الأخطبوط بعنف هزة أطارت بجميع من عليها من مكانه اثر ارتطام سفينة عملاقة بها..تدحرجت جوريا عدة دحرجات على أرض السفينة قبل أن تنهض مرة أخرى مستعيدة توازنها وهي تمسك بحافة السفينة، في حين اقترب منها رجل ضخم عملاق قفز على الأخطبوط من تلك السفينة التي تشبهه محدثا جلبة كبيرة وهو يقهقه بصوته الأجش:
    - أنت القائد ميشوكال إذن.. لقد حانت نهايتك!
    لكن جوريا باغتته بركلة قوية أفقدته توازنه، لتجد نفسها بعدها محاصرة بعدد كبير من رجاله الشرسين..
    نقلت جوريا بصرها بينهم وهي تحاول ضبط أعصابها في حين أطلق العملاق ضحكة ساخرة:
    - لا تحاول، فقد انتهى أمرك أيها المخادع!
    وقبل أن يقدم أي واحد من أولئك الرجال على أدنى حركة فوجئ الجميع بصوت الكوماس وهو يهبط على أرض الأخطبوط شاهرا سيفه مخاطبا أولئك الرجال:
    - كيف تجرؤن على مخالفة التعليمات أيها الحمقى؟ ألم ألزمكم جميعا بالهدنة؟؟
    فما كان من الرجال إلا أن تقهقروا للخلف؛ وهم ينزلون سيوفهم في حين انطلق صوت العملاق الأجش يجعجع بغلظة وتحد واضح:
    - أنا من أعطي الأوامر هنا أيها الكوماس الضعيف! لقد عارضت فكرة الهدنة من البداية التي برهنت فيها على ضعفك، ولا يمكنني الإذعان لهذه الأوامر السخيفة بعد اليوم!
    فنظر إليه الكوماس والغضب يغلي في صدره حتى بات كالمرجل واحمر وجهه ككرة لهب مشتعلة:
    - كيف تجرؤ! لقد تجاوزت حدودك كثيرا يا غيرال..
    وبلمح البصر اندفع الكوماس نحوه بسيفه المتأجج نارا فلم تكن سوى ضربة واحدة جمدت الدم في العروق، سقط على أثرها ذلك العملاق جثة هامدة، اتبعها الكوماس بضربة أخرى قذفته بقوة في البحر.. كانت قوة عجيبة مذهلة ارتعدت لها فرائص رجال غيرال ووجفت لها قلوبهم، فرموا سيوفهم وانطرحوا أرضا بتوسل واستعطاف:
    - العفو أيها الكوماس العظيم، لقد كنا ننفذ أوامر قائدنا غيرال وحسب. . نرجوك..
    فرماهم الكوماس بنظرات ازدراء وقال لهم باحتقار شديد:
    - اغربوا عن وجهي حالا وإياكم أن تفكروا بعصيان أوامري ثانية
    فأسرع الرجال يتخبطون ببعضهم البعض، وهم يركضون نحو سفنهم؛ مغادرين الأخطبوط بسرعة..
    أما جوريا التي هالها ما رأته فقد وقفت مشدوهة للحظات قبل أن تسرع باتجاه قمرة القيادة فاستوقفها الكوماس:
    - انتظر لحظة!
    فالتفتت إليه جوريا متسائلة في حين تابع الكوماس كلامه:
    - إنني آسف لما حدث، ولا أطلب منك أن تشكريني فلم أقم إلا بما يحتمه علي واجب المعاهدة.. ولكنني أرجو منك أن تتوقفي عن التفكير بي كرجل شرير..
    ثم قفز من الأخطبوط باتجاه سفينته المحاذية لها وهو يقول:
    - أتمنى لك حظا طيبا..
    لم تعلق جوريا بكلمة واحدة- رغم ان اصراره على مخاطبتها كأنثى متجاهلا تنكرها، قد استفزها قليلا- بل أسرعت باتجاه القمرة؛ لتجد ريوكاس ممدداً على أرضها، وهو مضرج بدمائه وحوله رجاله، فخفق قلبها بشدة وانحنت عليه تهزه:
    - ريوكاس، اجبني.. هل أنت بخير؟
    ثم نظرت في عيون الرجال حوله لتقرأ الإجابة التي لم تكن تود معرفتها أبدا..
    لقد رحل الزعيم ريوكاس.. إلى الأبد..
    استقبل الملك كورفيلاس وشعبه القائد ميشوكال استقبال الأبطال واختلطت الفرحة بما حققته الهدنة من فترات سلام وهدوء تعطش لها الجميع، بالحزن على فراق الزعيم ريوكاس البطل الشجاع، لا سيما جوريا التي عاشت مر الفراق لمرة أخرى.
    كان الكوماس كاريس يذرع ارض الغرفة جيئة وذهابا بتوتر بالغ، حتى قال له ديجانس أخيرا و الذي لم يخف عليه شيء من حال كاريس منذ يوم الهدنة:
    - أعلم أنها جميلة جدا وذات شخصية آسرة، ولكنني لم أرك تبال بغيرها من قبل وهناك الجميلات الحسناوات..
    فتنهد كاريس وهو يلقي بجسده على كرسي مبطن:
    - كلا ليس الجمال هو السبب! .. لا أظن ذلك بل إنني متأكد.. إنه شييء آخر أجهله تماما، ولم أجده في غيرها.. ليتني أعرف كنهه فأعبر عنه..
    وبعد أن شعر ديجانس بأن شرود الكوماس طال أكثر مما ينبغي قال له مستفزا:
    - غريب ما اسمعه واراه منك الآن، يبدو أن عقلك إن خلا من التفكير بالحروب اشتغل بتوافه الأمور! أنت الكوماس العظيم الذي سحقت الجبابرة بقوتك، والشاب الوسيم الذي لم تلتفت طوال حياتك إلى أي حسناء تذللت بين يديك، ولم تهتم بمئات الفاتنات اللائي حرصن على ودك، و قد كن على استعداد ليكن دمية طيعة لديك! أبعد ذلك كله؛ تفعل تلك الفتاة كل هذا بك!!
    عندها هب كاريس من مكانه غاضبا وأمسك بديجانس من تلابيب ثوبه حتى كاد أن يخنقه ثم أفلته قائلا:
    - لولا أن أمي طلبت مني أن أجعلك مستشارا لي لقطعت لسانك منذ وقت طويل!
    لم يكد كاريس يذكر أمه حتى لمعت في ذاكرة ديجانس صورة قديمة لتلك المرأة التي أقعدها المرض وأنهكها فباتت هزيلة ضعيفة لا تقوى على فعل شيء، ولا سلطة لها إلا على ابنها كاريس الذي لم يحدث أن خالف لها أمرا أو رد لها طلبا، وهي تردد كالعادة- كلما رأته متذللا بين يديها يحيطها بحنانه وعطفه:
    - أدعو باسم الذي جعلك بارا بي أن يحفظك من دنس الخطيئة، ويكرمك بالطهر والنقاء..
    ودمعت عينا ذلك الكهل تأثرا، فرغم أن عدة سنوات مضت على وفاة والدة كاريس إلا أنه ما يزال محافظا على عهده معها..
    وحدث نفسه محاولا فهم ما يجري مع كاريس الآن:
    - كيف لم أنتبه لهذه القضية من قبل، فكاريس رغم سلطته ما لمست يداه امرأة، ولا نظر بعينيه إلى عورة قط! أتراه يكون هذا طرف الخيط ..أهنا يكمن السر يا ترى!!!
    استدعى الملك كورفيلاس ابنته جوريا التي لزمت غرفتها لفترة طويلة:
    - اقدر ما تمرين به يا ابنتي ولكن هذه الهدنة هي فرصتنا لإعادة النظر في أمور منطقتنا ومستقبلها، فالهدوء لن يدوم طويلا وعلينا اغتنامه
    فقالت جوريا:
    - أنا رهن إشارتك يا أبي
    فنظر اليها والدها بإشفاق وهو يرى أثر تلك الأحداث الدامية عليها:
    - لقد تحملت الكثير يا ابنتي، ومهما حدث، علينا أن لا نتجاهل واقعنا، فأنت آخر من بقي من سلالة أسرتنا الحاكمة ولا يوجد وريث غيرك، واستمرار هذه السلالة في المستقبل مرهون بك..
    كان هذا هو أكثر ما تخشى جوريا سماعه، لكنها آثرت الصمت مراعاة لوالدها، والذي بدأ بإعطاء أوامره لإقامة نزال كبير يدعى إليه كبار الفرسان والمقاتلين..
    كانت جوريا واقفة أمام النافذة تحدق فيها بصمت عندما دخلت عليها ديميس – مربيتها الطيبة- وهي تقول مبتهجة:
    - لقد طلب مني والدك الملك مساعدتك على إصلاح زينتك وتصفيف شعرك، فلم يبق وقت طويل على حفل افتتاح النزال..
    فالتفتت اليها جوريا ونظرات الم عميقة بدت في عينيها:
    - لا داعي لأن تتعبي نفسك يا ديميس، شكرا لك..
    فأجابتها ديميس بمرح وهي تحاول اختيار أحد الثياب الزاهية لجوريا:
    - لا عليك يا عزيزتي، فسأكون سعيدة وأنا أراك تستعيدين أنوثتك من جديد
    أطلقت جوريا تنهيدة طويلة ولم تقل شيئا.. فالذكريات القديمة لا تفارقها..وقد مضى وقت طويل على تلك الثياب الناعمة..
    ورغم بساطة الثوب الذي حاولت جوريا انتقاءه، وبساطة زينتها التي أصرت على ديميس أن لا تبالغ فيها؛ إلا أنها بهرت الأنظار عند دخولها القاعة الضخمة، لتأخذ مكانها إلى جوار والدها فوق المنصة الكبيرة المواجهة لحلبة النزال..
    انقضت ستة أيام رشح فيه عدد لا بأس به من الرجال المشاركين الذين أبدوا مهارات قتالية فائقة حتى حان موعد النزال الأخير في اليوم السابع والذي سيحدد فيه المنتصر..
    كان النزال على وشك البدء مع علو هتاف الحاضرين عندما فوجئ الجميع بفارس غطى نصف رأسه ووجهه بخوذة فولاذية، يقتحم المكان شاهرا سيفه قبل أن يمثل أمام الملك وهو يقول:
    - أرجو المعذرة على تأخري أيها الملك، لكن خبر هذا النزال الذي اقيم على شرف ابنتكم الجليلة لم يصلني إلا متأخرا.. وأرجو أن تأذن لي بالمشاركة في هذا النزال الأخير الذي سيفوز به المنتصر بيد جلالة الأميرة..
    لم تحتمل جوريا ما سمعته فهبت من مكانها- رغم حرصها على عدم الإقدام على أي فعل لا يرضي والدها- وهي ترد على ذلك الفارس بشدة:
    - اسمعني أيها المتحذلق، أنا لست شيئا يفوز به من يفوز!!
    وقبل أن تتم جوريا عبارتها، انحنى الفارس أمامها معتذرا:
    - أقدم اعتذاري أيتها الأميرة الجليلة، فقد أثّرت انفعالاتي على حدود كلماتي، وأعماني شرف المثول أمامكم عن حسن التعامل مع قدركم..
    فقال الملك الذي أعجب بلباقته:
    - لا بأس أيها الفارس النبيل يمكنك المشاركة.. وسأعيد على مسامع الجميع مرة أخرى كلاما هاما.. فقد أُعلنت الهدنة مع الكوماس كاريس لمدة وجيزة، وكانت فرصتنا لمتنفس نروح به عن أنفسنا بعد تلك الفترات الكئيبة، وسنستعيد فيها روح حماسنا ونعلن افراحنا بإعداد هذه النزالات التي ستبرز أفضل الفرسان والمقاتلين الشجعان والكفؤ المنتصر الذي يصلح لتولي مهمة قيادة جيش السلام محل القائد ميشوكال، و الذي يسرني أن تقبل به ابنتي زوجا لها كي ينشرا السلام في هذا العالم..
    ولم يخف على من كان يراقب جوريا اثر وقع كلمات الملك على وجهها وكأنها خناجر تتلقى طعناتها بصمت وثبات..
    في حين تابع الملك:
    - ستكون القوة والأمانة هي أهم الصفات التي ستميز المنتصر عن غيره في هذا النزال..
    عندها قال الفارس المقنع:
    - أستطيع أن أثبت لجلالتكم أنني الأقوى ولكن كيف لي أن أثبت لكم انني الأمين؟
    تعالت الهمهمات في صفوف الحاضرين:
    - يبدو واثقا من نفسه كثيرا..
    وبدا الاستنكار على وجوه الرجال المرشحين:
    - من يظن نفسه هذا المغرور؟؟!!!
    لكن الملك أجاب على سؤاله بجواب حاسم:
    - فلترنا قوتك أولا..
    كانت جوريا طوال تلك الفترة تحاول اقناع نفسها جاهدة بأن مصلحة البلاد والشعوب أهم من التفكير بنفسها، وقبولها بالمنتصر القوي الأمين زوجا لها؛ لا يعدو كونه واجباً تؤديه من أجل الحفاظ على استقرار البلاد، ووحدة الصف، حول أسرة مالكة لها مكانتها العريقة في النفوس..
    كانت جوريا سارحة بأفكارها عندما انتبهت إلى صوت الهتاف الذي انطلق مع ضربات ذلك الفارس المتلاحقة والتي قضى فيها على خصومه الواحد تلو الآخر بسرعات خاطفة، حتى أجهز على آخرهم بضربة ساحقة قوية مذهلة حسمت النزال لصالح الفارس المقنّع بجدارة..
    علا التصفيق والهتاف إعجابا بذلك الفارس القوي، حتى أن الملك نفسه وقف معبرا عن إعجابه الشديد بما رآه، ولم تجد جوريا بدا من مشاركة والدها وقفته لذلك الأداء الفريد النادر..
    انحنى الفارس أمام الملك وابنته باحترام فائق وقال بأسلوب رقيق:
    - أرجو أن أكون قد نلت إعجابك بأدائي البسيط في هذا النزال أيها الملك المبجل، وها أنا قد أريتكم جزءا من قوتي فكيف لي أن أري سيادتكم أمانتي ؟
    فقال الملك:
    - عليك التعريف بنفسك أولا أيها الفارس القوي، فلا شك ان لفارس نبيل مثلك سمعة يمكننا من خلالها الحكم على أمانتك وسمو أخلاقك..
    لكن الفارس اعتذر بلباقة:
    - استميحك عذرا أيها الملك المفدى، فلدي أسبابي الخاصة التي تمنعني من كشف هويتي في هذه اللحظات..
    تهامس الحاضرون فيما بينهم عمن يكون ذلك الفارس الغامض وعلا صوت الضجيج حتى قطعه الملك بقوله:
    - إن أسلوبك في الحديث ولباقتك باختيار الكلمات يدل على نبل أصلك ولا يسعني الا إنزالك منازل العظماء واحترام رغبتك..
    فقال الفارس:
    - شهادتك شرف افتخر به يا سيدي الملك..
    لكن الملك تابع كلامه قائلا:
    - ولكن كيف لنا أن نثق بك؟
    فأجابه الفارس:
    - إن فارسا قويا أيها الملك بإمكانه أن يحصل على ما يريده بالقوة ولن يجد من يقف في طريقه ثم اختار المثول بين أيديكم إتباعا للنظام، ألا يعد دليلا كافيا على أمانته؟
    صمت الملك مفكرا قبل أن يقول:
    - ما الذي تعنيه بكلامك أيها الفارس؟ هلا وضحت لنا أكثر!!
    لكن جوريا تولت الرد على ذلك الفارس بنفسها وهي تحدجه بنظرات متفرسة:
    - لا تكن واثقا بأنك لن تجد من يقف في طريقك.. فقوتك وحدها لا تكفي، ولسنا بالذي نثق بفارس غامض لا يجرؤ على كشف هويته و لا ندري ما هي أهدافه ومطامعه..
    لم يخف الفارس مفاجأته من ردها قبل أن يقول:
    - معك الحق أيتها الأميرة النبيلة، ولكنني أعدك أن أكون واضحا وصادقا في كلامي والفارس إن وعد لا يمكن أن يخلف أبدا.. فلدي هدفان سأسعى جاهدا لتحقيقهما مهما كلفني الأمر..
    أبدى الملك ارتياحه لما سمعه فأشار للفارس الذي كبر في نظره أكثر:
    - حسنا قل ما لديك..
    فتابع الفارس كلامه:
    - هدفي الأول هو العمل على توحيد البلاد والمناطق المتناحرة، حتى نضع حدا للحروب الطاحنة التي أزهقت أرواحا بريئة، ونرد المظالم التي انتهكت حرمتها لسنوات طويلة بما فيها مظالم الكوماس كاريس، سأعمل للقضاء على الظلم بكل أشكاله..
    فابتسم الملك تعبيرا عن رضاه معلقا بقوله:
    - وهذا هو هدفنا أيضا..
    فتساءلت جوريا مستوثقة:
    - أفهم من كلامك أنك ستقف في وجه الكوماس كاريس للقضاء عليه؟
    فنظر إليها الفارس هنيهة قبل أن يقول:
    - قضائي على الظلم لا يعني أنني أنوي القضاء عليه!
    فقالت جوريا بحدة:
    - هذا يعني أنك لا تعده رجلا معتديا ظالما!
    فقال الفارس:
    - قد يكون أقدم على أعمال ظالمة لكنني لا أستطيع أن أقول عنه ما لا أعرفه فيه.. لقد وعدتك أن أكون صادقا أيتها الأميرة..
    أخذ الحاضرون يتناقلون كلمات الفارس، وكلٌ يؤولها بشكل مختلف، فمن معجب بصراحته إلى مرتاب في نيته، وقبل أن يكون هناك مجال أكبر للأخذ والرد حول ما قاله الفارس، حسم الملك الموقف قائلا:
    - حسنا وما هو هدفك الثاني؟
    عندها عدل الفارس قامته بطريقة تدل على عظم ما سيقوله وهو يجيب بلهجة آملة:
    - أن ترضى بي الأميرة جوريا زوجا لها فنعمل معا على تحقيق الهدف الأول ونشر السلام في هذا العالم..
    خيم صمت على المكان قبل أن يقول الملك:
    - إن كنت صادقا فيما تقوله فأنت أهل لابنتي، فهل لديك دليل على صدق نواياك؟
    فقال الفارس بثقة:
    - أعدك بأن تقف الحروب ولن يعود أحد يخشى الكوماس كاريس وبطش جيوشه بعد اليوم، وسيرى الجميع ذلك بأم أعينهم..
    وبشكل عفوي علا التصفيق والهتاف من الحاضرين؛ تعبيرا عن فرحهم وابتهاجهم بما سمعوه، و هز الملك رأسه:
    - سنرى ذلك..
    عندها قالت جوريا:
    - وما أدرانا أنك لست جزءا من خطة ماكرة يحيكها الكوماس للإيقاع بنا؟؟
    فرفع الفارس رأسه نحوها وتأملها بنظرات لم يفهم أحد معناها قبل ان يقول:
    - ألم يطلب منك الكوماس أن تكفي عن التفكير به كرجل شرير؟؟ إن الفارس إن وعد لا يخلف وإن أعطى عهدا لا ينكثه أبدا..
    وخلع خوذته أمام دهشة الجميع..
    فقد كان الكوماس كاريس بعينه...
    وبحركات تلقائية رفع الحراس حرابهم على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم قد يصدر من الكوماس الذي ابتسم بسخرية:
    - يا للسذاجة..لو كنت سأقدم على فعلٍ ما، لما استطاعت رماحكم هذه إيقافي، وكشفي لخوذتي الآن لا يعني أنني لم أكن موجودا من قبل!
    كان الملك أسرع من استعاد رباطة جأشه بعد تلك المفاجأة غير المتوقعة، فقال:
    - معك الحق أيها الكوماس
    وأعطى أوامره لجنوده بإنزال رماحهم وحرابهم والعودة إلى أماكنهم مع التخلي عن وضع المواجهة..
    أما الكوماس الذي بدا في أبهى صوره فقد أعاد كلامه قائلا:
    - ما زلت عند وعدي لك أيها الملك ، فسأعمل على رد المظالم ونشر السلام ولن يخشى أحد عدوان جيوش الكوماس بعد اليوم، فستقف الحروب بيننا إلى الأبد..
    ثم التقط نفسا عميقا قبل أن يتابع:
    - والآن أيها الملك المعظم، هل ترضى بي زوجا لابنتك؟
    كان ظهور الكوماس المفاجئ قد أشغل الجميع عن هدف الفارس الثاني، وكأن أحدا لم يستطع الجمع بين الأمرين، لكنه أخذ يكرر طلبه مرة أخرى معبرا عن رغبته في الزواج من الأميرة جوريا..
    أما جوريا فقد شعرت بدوامة كبيرة تجذبها نحو قاع محيط شاسع مظلم، حتى شعرت بالاختناق ولم تعد قادرة على التنفس، فقد كانت غارقة تماما في بحر همومها، وأمواج ذكرياتها القديمة تتلاطم وتعصف بها من كل جانب..
    وأخيرا قال الملك:
    - لا أعرف ما الذي غيرك أيها الكوماس ولا أعرف ما الذي حدا بك لتسعى للزواج من امرأة وقفت في طريقك واعتبرتك من ألد أعدائها ولا أظن جراحها قد شفيت منك بعد!
    فقال كاريس:
    - إن من يسعى لتوحيد العالم وبناء الحضارة لا يمكنه القيام بذلك إلا على أساس من الطهارة، ولن اجد من هو أطهر وأنقى من أميرة حفظت شرف عائلتها وشعبها رغم كل ما مرت به، إنني أنحني إجلالا لها ولن أجد غضاضة في تقبيل أرض يمشي عليها ملاك طاهر مثلها..
    فما كان من جميع الحاضرين، بمن فيهم المستشارين وكبار رجال الملك، إلا أن وقفوا إجلالا لهذه الحقيقة التي لا ينكرها أحد، فقد كانت جوريا بحق رمزا للطهارة والنقاء..
    وأطرق كاريس رأسه وعلامات الندم واضحة عليه وهو يتابع كلامه:
    - أما الجراح فسأعمل على لثمها ولن آل جهد في تحقيق ذلك مهما كلفني الأمر، فلشد ما يؤسفني أننا كنا طرفين متناحرين..
    ولم تستطع جوريا البقاء في ذلك المكان أكثر فخرجت مسرعة تجرى باكية بكاءً مريرا، لم يعرف أحد له سببا محددا ولا حتى هي نفسها..
    لم تذكر الأسطورة تفاصيل ما حدث بعد ذلك، ولكن تناقل الناس بأن الطهارة والقوة قد اتحدتا لبناء حضارة من أعظم الحضارات، أطلق عليها اسم (شيلاس)، المشتق من كلمة طهارة بلغة ذلك الزمن القديم، فما كان السلام ليحل على العالم إلا إن التقى طاهر بطاهرة في جو طاهر كما ورد في الأسطورة، وأصبح نقش الملاك الطاهر- الذي كان سببا في انقاذ العالم- رمز لأسرة شيلاس الحاكمة، ينقش على معاصم أفرادها بمداد لامع دليلا على طهارة الدم الذي يجري في عروقهم..
    كما تناقل الجميع أيضا؛ بأن صلوات والدة كاريس قد باركته لبره بها، وحمته من التلوث بالرذيلة رغم عدوانه وظلمه في بداياته، وأعدّته لتحقيق ما ورد في الأسطورة، فقد آمن الناس آنذاك أنه لا يمكن لطاهرة أن يمسها إلا طاهر مثلها، وكانت تلك الصلوات سببا في تغير حاله بعد ذلك وندمه على ما قدم، ليصبح رمزا للعدل والقوة في الحق ونشر السلام..
    ***



    أنهى المعلم برهان كتابة الهدف من التجربة فوق لوح قاعة التجارب في المدرسة، قبل أن يلتفت إلى طلبة المستوى السادس المتحلقين حوله، قائلا:- والآن إن فهمتم هدفنا من تجربة اليوم، ووعيتم تماما النتيجة التي نحن بصدد الوصول إليها، فستسهل عليكم إيجاد الخطوات المناسبة لتحقيقها..و رغم أن تجارب علم الطبيعة من أكثر التجارب العلمية التي تثير حماسة الطلبة، إلا أن علاء بدا غير قادر على التركيز في أي شيء، وعقله مشتت بين الوثيقة التي يحاول وعي ما ورد فيها، والاختبار الذي يسعى للترشح إليه، وهو يحدث نفسه:- لا شك أن أبي ورجاله سيقفون في وجه أي مخطط شرير يستهدف المروج الخضراء، ولكن ماذا عني أنا!! إلى متى سأظل بعيداً عنهم!! لا خيار آخر، ولا وقت لدي، يجب أن أُرشح للاختبار القادم بأي ثمن وعليّ أن أعود إلى مدينتي بسرعة...لكنه انتبه من شروده ذاك فجأة على صوت المعلم برهان، الذي خاطبه بقوله، وهو يضع الساعة الرملية على المنضدة الكبيرة لتبدأ بالعد التنازلي:- ما الذي تنتظره يا علاء لقد بدأ رفاقك إعداد أنفسهم للتجربة، فماذا عنك؟تلعثم علاء قليلا وأخذ يلتفت يمنة ويسرة إذ وجد أنه الوحيد الذي لم يتحرك من مقعده بعد إنهاء شرح المعلم برهان لهدف التجربة الرئيس، وبدا حائرا حتى أنقذه نداء حسام بقوله:- هيا يا علاء تعال بسرعة لتختار الجزء الذي ستقوم به، فقد بدأ طلال بتوزيع المهام..فنهض علاء من مكانه وأسرع باتجاه أصحابه الذين كانوا يتناقشون في خطوات عمل التجربة وهم يستعرضون ما لديهم من أدوات، استعدادا للبدء في تنفيذها، وحمد الله في سره، أن العمل تعاوني، وإلا لوجد نفسه في موقف لا يحسد عليه..وكأن المعلم برهان قد قرأ ما جال بخاطره فقال: - لا داعي لنذكركم بأن العمل الجماعي لا يعني الاتكال على الآخرين.. وابتسم المعلم برهان وهو يراقب الطلبة المتحلقين حول طلال- قائد المجموعة في تجارب علم الطبيعة- قبل أن يخرج من القاعة كعادته حتى يشجع الطلبة على إنجاز التجربة بأنفسهم والتفكير بالخطوات المناسبة دون اللجوء إليه إذا ما استعصى عليهم أمر..أعاد طلال على مسامع الجميع المعلومات الرئيسة، وهو يركز عينيه في عيني علاء، بنظرات ذات مغزى:- اتفق العلماء منذ القدم على صحة ما قال به أرخميدس، من أن للسائل قوة تدفع الجسم الموضوع فيها للأعلى، وأطلقوا عليها اسم قوة الطفو، ويمكننا إثبات ذلك ببساطة؛ لأن وزن الجسم في السائل أخف كما نعلم، فهذا يعني أن هناك قوة تدفعه للأعلى..

    ******



    فاصــــل


    ***


    قاعدة أرخميدس قاعدة هامة جدا، فتطبيقاتها كثيرة في حياتنا العملية، ولا شك أنكم درستموها في مادة العلوم في المدرسة..

    ترى.. ما طبيعة التجربة التي سيجريها طلبة مدرسة النصر للفروسية؟؟

    وهل ستشبه تجاربكم العلمية في مدارسكم؟

    وهل سيتمكن علاء من التركيز فيها وفهمها بشكل جيد؟؟


    إلى محبي العلم وعشاقه..


    ترقبوا الحلقة العلمية الخاصة من "مدرسة الفروسية"

    قريبـــــــــا

    على كوكب علوم إن شاء الله ^^





    ***


    عدنــــــا



    *********

    لم تعرف انتصار لم وجدت نفسها تبكي بشدة بعد إنهائها للأسطورة، حتى أنها لم تستطع تمالك نفسها على الأقل أمام ميمونة التي راعها مشهدها وهي بتلك الحال عندما دخلت عليها الغرفة، جلست ميمونة إلى جوارها وأخذت تضمها محاولة التخفيف عنها:- خير إن شاء الله! هل حدث شيء؟؟ وبصعوبة تكلمت انتصار وهي تشهق شهيقا كاد أن يخنقها:- آسفة لا شيء يستحق القلق.. اطمئني..


    *********



    ترى.. ما هي قصة انتصار؟؟ وهل ستفصح عنها لميمونة؟ أم سيظل سرها طي الكتمان؟


    وكيف سيكون أثر الأسطورة على الفتيات؟

    وهل هي مجرد أسطورة عابرة، ام تحوي في طياتها أمر آخر؟؟


    وماذا عن علاء؟ هل سيمر شروده ذاك بدون عواقب ولا تبعات؟؟

    وكيف سيتصرف رفاقه معه؟؟


    الكثير من الأحداث الشائقة والمتشابكة، تنتظركم في الحلقات التالية إن شاء الله، فكونوا معنا ^^




    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم





    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  5. #165
    ✾سبيستوني محترف✾ الصورة الرمزية raheel.hussen
    تاريخ التسجيل
    13 Jan 2011
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    12,462
    مرحبا بارك الله فيك ياغالية لا بأس نحن نعذرك دائما ان شاء الله قد تم حل مشكلتك بنجاحساذهب حالا للتصويتاشتقت لهذه الرواية كثيرا^^بانتظار الموافقة ع الحلقة كي اقرأهاجزاك الله خيرا وبارك فيك




    الـــصــداقـــة بــــذرة لا تـــنبت الا فــــي الـــقــــلــــوب الـــصــافـــيــة


    ان لــــم اشــــعـــــر بـــألـــمــــك يــــا صـــديـــقــي فــأبــتـــعـــد عــنــي فـــلا خـــيـــر فيــّــنــي

    تـــــــوأمــــــي ‿♡





    الحمد لله ع ابسط النعم


    ◕ ‿ ◕

  6. #166
    ✾سبيستوني محترف✾ الصورة الرمزية raheel.hussen
    تاريخ التسجيل
    13 Jan 2011
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    12,462
    مرحبا
    كانت حلقة رائعة بمعنى الكلمة
    وطويلة جدا^^
    احداث مشوقة كثيرا
    تأثرت في قصة الاسطورة
    متابعة لبقية الاحداث^^
    وجزاكي الله خيرا وبارك فيك ووقاك شر كل مكروه




    الـــصــداقـــة بــــذرة لا تـــنبت الا فــــي الـــقــــلــــوب الـــصــافـــيــة


    ان لــــم اشــــعـــــر بـــألـــمــــك يــــا صـــديـــقــي فــأبــتـــعـــد عــنــي فـــلا خـــيـــر فيــّــنــي

    تـــــــوأمــــــي ‿♡





    الحمد لله ع ابسط النعم


    ◕ ‿ ◕

  7. #167
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    هلا بك الحمد لله على سلامتك يا غالية عودة حميدة ^^

    قرأتها كلها و هي رائعة قصة أسطورة حتى أني بكيت مع جوريا☆

    سلمت يداك و بانتظار تجربة قادمة لاكن أظن أن علاء مشغول بال دوماً ^^

    و لا يركز ف دروسه أخشى أنه سيحصل على تنبيه هههههه متابعة لك ♡

    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  8. #168
    سبيستوني هادئ الصورة الرمزية ibr22
    تاريخ التسجيل
    13 Apr 2020
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    219
    شكرا على المواضيع وانتظر المزيد بشوق

  9. #169
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245

    فاصل: اعلان صدور الحلقة الخاصة على كوكب علوم ^^


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيرا يا متابعي رواية مدرسة الفروسية الكرام على تفاعلكم المشجع، أسعدتني تعليقاتكم وانطباعاتكم ودعواتكم الطيبة.. فشكرا لكم وبارك الله فيكم


    وحتى موعد صدور الحلقة التالية إن شاء الله، يسعدني إعلامكم بأن الحلقة العلمية الخاصة من "مدرسة الفروسية" قد صدرت بالفعل على كوكب علوم، ويمكنكم متابعتها من هذا الرابط:

    تجربة علمية، من عالم مدرسة الفروسية - حلقة خاصة


    مع دعواتنا لكم بقضاء وقت ممتع ومفيد، مع علاء ورفاقه.. وقل رب زدني علمي


    في أمان الله

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  10. #170
    ✾سبيستوني محترف✾ الصورة الرمزية raheel.hussen
    تاريخ التسجيل
    13 Jan 2011
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    12,462
    ساذهب حالا ^^




    الـــصــداقـــة بــــذرة لا تـــنبت الا فــــي الـــقــــلــــوب الـــصــافـــيــة


    ان لــــم اشــــعـــــر بـــألـــمــــك يــــا صـــديـــقــي فــأبــتـــعـــد عــنــي فـــلا خـــيـــر فيــّــنــي

    تـــــــوأمــــــي ‿♡





    الحمد لله ع ابسط النعم


    ◕ ‿ ◕

  11. #171
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    مرحبا قادمة قادمة متشوقة لأعرف ماهي تلك تجربة ^^

    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  12. #172
    سبيستوني هادئ الصورة الرمزية ibr22
    تاريخ التسجيل
    13 Apr 2020
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    219
    جزاك الله خيرا شكرا على الموضوع

  13. #173
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245

    كل عام وانتم بخير (:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...... أرجو أن تكونوا جميعا بخير، وكل عام وأنتم بخير وعافية مع دعواتي لكم بعيد فطر سعيد ^^ ............. وأرجو المعذرة على الغياب الفترة الماضية، فقد عادت مشكلة التنسيق مرة أخرى ولم استطع حلها مما أعاق نشر حلقات جديدة! وقدر الله وما شاء فعل!!.... ومع ذلك ورغم مشكلة التنسيق؛ قررت المرور والسلام عليكم (: فدعواتكم لحل المشكلة وجزاكم الله خيرا... وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  14. #174
    مشرف إداري الصورة الرمزية dinamonitor
    تاريخ التسجيل
    05 Jan 2011
    الحنس:
    ذكر
    المشاركات
    14,114
    زينب يا طيبة القلب
    عيدك مبارك
    لا بأس المهم ان تكوني بخير
    اتمنى ان تحل مشكلة التنسيق لديك
    وان كان ما استطيع مساعدتك به لا تترددي

  15. #175
    ~¤ سبيستوني شامخ ¤~ الصورة الرمزية ikhlden2020
    تاريخ التسجيل
    24 Apr 2020
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    3,886
    بالتوفيق ^_


    ☆°• ωσℓ¢σм тσ му ωσяℓ∂ •°☆

    [IMG][/IMG]

    لُِيست صدِيقٌتي فُقٌطُ إنهـآ رٍوُحٍي أنآ أهـرٍُبَُ إلُِيهـآ حٍتﮯ من نفُسي?
    ▬▬▬▬

    ﴿?” ‏بَعٍض آلُِنآس ڪـّ آلُِقٌهـوُة تتڪلُِم معٍآهـ يعٍدِلُِ مزْآجٍڪ . ☕️✨.”̯


    ▬▬▬▬

    ~ آنآ شُيء جٍميلُِ لُِآ يعٍرٍفُهـ آلُِآ من يعٍرٍفُ قٌيمتي

    _Gü_zel_

    ~
    أحِبُ حليبَ المَوزِ ~


  16. #176
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^^ كيف حالكم جميعا؟؟ ارجو ان تكونوا بخير (: لقد مر وقت طويل حقا، ولكن مشكلة التنسيق للأسف لم اجد لها حلا حتى الان!!! ): لذلك لم استطع نشر حلقات جديدة من الرواية!! ارجو المعذرة حقا.. وشكرا لتفهمكم ^^ ولا تنسونا من صالح دعائكم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    أهلا بكم في رواية الأنمي العربية الأولى من نوعها "مدرسة الفروسية" على مغامرات:

    رواية "مدرسة الفروسية" حصريا ولأول مرة مجانا على النت ^^


    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  17. #177
    ✾سبيستوني محترف✾ الصورة الرمزية khadidjalina
    تاريخ التسجيل
    05 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    12,089
    أهلا بك مجدداوأخيرا عادت هذه الرواية لتنير مغامرات

    My heart stéréo


  18. #178
    ✾ سبيستوني حالم ✾ الصورة الرمزية artimis
    تاريخ التسجيل
    08 Jan 2017
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    37,416
    مساء الخير عليك أحوالك غيابك طول هذي مرة أتمنى انك بخير

    يعني ألن تنشري بعض منها ف أيام قادمة أود معرفة ما سيحصل

    ( ليانا المحاربة الشرسة. آيريس المحاربة الأسطورية. كآثرين أسطورة غامضة ) ♡

    يمنع إستخدام أي من أسماءي ف المنتدى و شكرآ ♥




  19. #179
    ~¤ سبيستوني هادئ ¤~ الصورة الرمزية alfurussiah
    تاريخ التسجيل
    05 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    245
    جزاكم الله خيرا^^
    يسعدني انكم لازلتم تذكرون الرواية وتترقبونها ولولا مشكلة التنسيق التي تفسد العرض؛ لما تاخرت):
    وقدر الله وما شاء فعل
    دعواتكم
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

  20. #180
    سبيستوني عزيز الصورة الرمزية cosette31
    تاريخ التسجيل
    10 Jun 2019
    الحنس:
    أنثى
    المشاركات
    2,591
    مرحبا سيدة زينب كيف حالك ؟^^
    اولا انني معجبة للغاية بروايتك و اتمنى ان اشاهدها يوما كانمي !
    و بالرغم من ان المشاكل تعيقك فانني راغبة حقا في انهائها !
    بحثت كثيرا كي احملها دون نفع :'( فمن اين يمكنني ان احملها ؟
    و جزاك الله خيرا ♡

المواضيع المتشابهه

  1. هدية العيد من "مدرسة الفروسية" (:
    بواسطة alfurussiah في المنتدى مغامرات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-10-2019, 03:38 PM
  2. الفائزة النهائية في مسابقة "حلقة بحث"
    بواسطة danomonitor في المنتدى تاريخ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-08-2015, 08:45 PM
  3. الفائزة النهائية في مسابقة "حلقة بحث"
    بواسطة danomonitor في المنتدى أكشن
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 08-08-2015, 03:06 AM
  4. الفائزة النهائية في مسابقة "حلقة بحث"
    بواسطة danomonitor في المنتدى زمردة
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 08-06-2015, 09:20 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-20-2012, 03:56 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •