بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
_______________________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكل كاتب وكاتبة

من دواعي سروري مروركم، ومشاركتكم لي بآرائكم واقتراحاتكم لتطوير كتاباتنا بإذن الله، فمن نعم الله علينا أن جعلنا من أهل اللغة العربية؛ التي هي لغة القرآن ولغة أهل الجنة، جعلنا الله وإياكم من أهلها، ولأنه بالشكر تدوم النعم، فمن شكر الله على نعمة اللغة العربية؛ آداء حقها بدراستها واتقانها..

وانطلاقا من هذه المقدمة، رغبت بمشاركتكم تجربتي في رحاب هذه اللغة العظيمة، وفيها خلاصة ما وعيته من دراستنا المنهجية للعربية، أو من توجيهات والدي، حفظه الله وبارك في صحته وعمره وجزاه الله عني خير الجزاء، الذي كان دائما يتحفني بالعديد من الملاحظات والتصحيحات، أو من خلال ملاحظات من راجع قصصي واطلع عليها، خاصة روايتي (مدرسة الفروسية)- التي استغرقتُ في كتابتها قبل صدورها عام 2014 ستة عشر عاما تقريبا-وأخص بالذكر الدكتور عبد الرحمن عباد- رحمه الله- والذي قام بالتقديم لمدرسة الفروسية في طبعتها الأولى..

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا، ويعلمنا ما ينفعنا، ويزيدنا علما.. ^^

والآن أترككم مع بعض الأخطاء الشائعة:

* الاكثار من استخدام "حتى" مما يسبب ركاكة في الاسلوب، علما بأن استخدامات "حتى" في العامية قد تكون مختلفة عن الصورة الصحيحة لها في العربية الفصحى ، واذكر كلاما ورد فيها:
{ عرفتُ حتى حتى حتحتتني }
ويقولون مات سبويه وفي نفسه شيء من حتى.
فمثلا (حتى) لا تأتي في نهاية الكلام- حسب علمي- وهذا من الاستخدام العامي لها، وهو منتشر بكثرة في ترجمات حلقات الانمي كما لاحظت!


* التكرار غير المبرر في الجملة الواحدة، مثل الاكثار من استخدام كان وكانت


* اهمال علامات الترقيم الذي يُفسد المعنى أحيانا، أو لا يساعد القاريء على فهم المقصود بسهولة..


* من الصياغات الخاطئة المتكررة، اضافة ال التعريفية لكلمة "غير"، وهي من الاخطاء الشائعة، مثلا؛ بدل أن نقول: الغير مناسب، الصحيح هو: غير المناسب أو غير مناسب..


* جعل كلمة "نفس" مضاف، مثل: " نفس الشيء" والصحيح هو " الشيء نفسه" وهي أيضا من الاخطاء الشائعة..


* من الأخطاء الشائعة أيضا إضافة (كـ) للصفات في حين انها أداة تشبيه، وهي حسب ما تعلمنا مأخوذة من اللغة الانجليزية حيث يستخدمون مثلا

(As friend, as Muslim,….)

بينما في العربية قولي عن نفسي مثلا: أنا كمسلم أفعل كذا وكذا، يغير المعنى، وكأنني أنفي عن نفسي صفة الاسلام واكتفي بالتشبه بالمسلمين!! والأصح أن نقول؛ بصفتي مسلم أفعل كذا وكذا، الخ


* أبرز الأخطاء الاملائية عادة تكون في الهمزات! بالاضافة إلى التقصير في وضع همزات القطع، وعدم التفريق بين استخدام (إن) و(أن)، ( أعاني من ذلك كثيرا، وأرجو التخلص من هذه المشكلة قريبا إن شاء الله)

وسأذكر بعض الأخطاء التي واجهتني في روايتي (مدرسة الفروسية)، ونبّهني لها الدكتور عبد الرحمن عباد، عند مراجعته للرواية:
* استخدام كلمتي ( الرئيسي) و (الرئيسية) في الوصف، والصحيح هو:
(الرئيس)، (الرئيسة)..
مثلا كنت معتادة على جملة من هذه النوعية: " وقف الطلبة أمام المدخل الرئيسي للمدرسة"، فاكتشفتُ أن الصحيح هو: " وقف الطلبة أمام المدخل الرئيس للمدرسة"
وبدلا من قول " المداخل الرئيسية" الصحيح هو: "المداخل الرئيسة"!!!


* استخدام كلمة "مهم" مكان كلمة "هام"، مثل: " لدي موضوع مهم"، والصحيح هو:
" لدي موضوع هام"
ولأنني لم أكن أعرف هذه المعلومة (الهامة) سابقا، فقد عانيتُ كثيرا في اصلاحها بعد ذلك!!
وإليكم ما حدث:
في البداية أخذت أتتبع الكلمات من بداية الرواية، وأقوم باستبدالها واحدة واحدة، إلى أن شعرت بالتعب، خاصة وأن صفحات الرواية تربو على التسعمائة صفحة!! ففكرت بطريقة أخرى أستفيد فيها من خصائص برنامج الـ (وورد)، التي تعلمتُها حديثا آن ذاك^^، ألا وهي البحث عن كلمة (مهم) من خيارات البحث، ثم استبدالها بكلمة (هام) في جميع النص!
وكنتُ سعيدة جدا للفكرة العبقرية التي وفّرت عليّ عناء التصحيح كما ظننت!! بعد ذلك بعدة أيام، وبينما كنت أقوم بالمراجعات النهائية للرواية قبل تسليمها لدار النشر، فاجأتني كلمات غريبة لا أذكر أنني كتبتها، وظننتُ أن هناك من جاء وعبث بالجهاز في غيابي، لأكتشف الكارثة الحقيقية بعد ذلك...
لقد قام البرنامج باستبدال جميع الحروف الثلاثة المتتالية (مهم) من جميع الكلمات بدون استثناء!!!
فمثلا، هذه الجملة " هل ترافقني يا صديقي لإنجاز هذه المهمة؟"
أصبحت هكذا: " هل ترافقني يا صديقي لإنجاز هذه الهامة؟"
وجملة : " لدينا الكثير من المهمات "
أصبحت:
" لدينا الكثير من الهامات"
وهكذا وقع الفأس بالرأس!!!
ولكم أن تتخيلوا ما حدث لي بعد ذلك!!!




في الختام.. يمكننا جميعا- باستعانتنا بالله أولا وأخيرا، وتعاوننا على ما فيه الخير- تطوير أساليبنا، واتقان كتاباتنا؛ بالاستفادة من أخطائنا وأخطاء الآخرين، مع المراجعة الدائمة لما نكتبه، ومع ذلك لا يمكننا الوصول حد الكمال، ولو أعدنا التدقيق لاكتشفنا أخطاء أخرى، فهذا جهد البشر ولكننا نحاول أن نتقي الله ما استطعنا..

في الحقيقة مما أثّر بي كثيرا عبارة قرأتها لأحد الكتّاب الأجانب – أظنه أمريكي- قال فيها أنه مقابل كل صفحة يقرأها القرّاء من روايته؛ يكون قد مزّق قبلها عشر صفحات على الأقل!!! حتى يحصل القرّاء على أعلى جودة مما يكتبه!! (الاتقان في العمل)

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الاخلاص في القول العمل والنية، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، ويجعلنا ممن تقوم على أيديهم نهضة هذه الأمة..

وأخيرا.. أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم، فإن وجدتم خيرا وفائدة فالحمد لله أولا وأخيرا، وإن وجدتم من الأخطاء ما الله به عليم؛ فنبّهوني، ويا حبّذا لو أضفتم من معلوماتكم أيضا؛ لتعم الفائدة على الجميع، ولكم جزيل الشكر^^


اسأل الله التوفيق للجميع، فلا تنسونا من صالح دعائكم أيضا، جعلنا الله وإياكم سببا في نهضة هذه الأمة، وما ذلك على الله بعزيز..



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله صحبه وسلم