بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (:

كيف حالكم أيهاالبونبونيون؟؟:d
أرجو أن تكونوا بخير وسعادة وتوفيق، فهل جربتم استخدام بوصلة لترشدكم لهذا الطرق؟؟
يسعدني في هذا الموضوع أن اقدم لكم نظرية البوصلة، على أمل أن تجدوا فيها الخير والفائدة، ولا تنسوا مشاركتنا تجاربكم الشخصية وارائكم حول هذا الموضوع، اتفقنا؟

اربطوا الاحزمة ولننطلق مع:


بوصلة للتوفيق والسعادة!^^


يحتار الكثيرون منا في اختيار الطريق الصحيح أحيانا، ويتعثرون في الطريق الذي قد يظنونه صحيحا فيجدوه مسدودا في النهاية ليرجعوا من حيث أتوا

وقد تعارف الناس على تسمية ذلك ( عدم التوفيق)، وبالمقابل هناك التوفيق
ومن كلا الفريقين لدينا نماذج كثيرة، لو أمعنا التأمل فيهما لاستطعنا التوصل إلى نتيجة لا يستهان بها
والتجربة خير برهان
فهل هناك فعلا بوصلة للتوفيق تريحنا من مؤونة
عدم التوفيق؟؟؟

سأذكر ما خطر ببالي في هذا الصدد والله أعلم فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان
ونسأل الله التوفيق في ذلك

في كتاب الله سبحانه وتعالى هدى للمتقين، ولو فهمنا معانيه لوجدنا أن أعظم أمر دعانا الله إليه بعد التوحيد هو بر الوالدين
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
ولم يستثن الله سبحانه وتعالى برهما وطاعتهما إلا في حالة واحدة
( وإن جاهداك على أن تشرك بي شيئا فلا تطعهما)
ولكنه أتبع ذلك بأمر مهم
( وصاحبهما في الدنيا معروفا)

ربما كان معظمنا ينظر إلى تلك الأوامر من زاوية محددة ألا وهي بر الوالدين من أجل برهما والوفاء لهما- وهذا بالطبع أمر عظيم في حد ذاته ومن حسن الخُلُق- وربما كان همّ البعض في برهما فقط حتى يتجنب ما يغضب الله ولكسب رضاه وهو أمر محمود أيضا، وبالطبع كثيرا ما رددنا أن برضاهما تتسهل الامور، وأصبح من الدارج على السنة الناس أن فلان (رضي والدين) وفلان (رضي أمه) وفلان مرضي وهكذا، ... ولكن ما هي علاقة بر الوالدين بالتوفيق (عمليا)..؟؟ و كيف يحدث ذلك؟؟؟؟


لو أردنا أن نجوب الصحاري والبلاد ونركب البحار هل يمكننا أن نفعل ذلك دون وسيلة أو أداة تحدد الاتجاه؟؟ بالتأكيد لا
ولا يخفى علينا أهمية البوصلة في الرحلات
حسنا لنفرض أنك تريد الاتجاه نحو الشمال ثم وصلت الى مفترق طرق ثم وجدت الطريق إلى اليسار جميلة كما تحب و مفروشة بالورد ولكن البوصلة تشير إلى أن الشمال باتجاه اليمين، فهل تغضب من البوصلة لأنها لم تشر إلى الجهة التي تعجبك؟؟؟ أم أنك ستتبعها مؤمنا بأنها تشير إلى الاتجاه الصحيح؟؟ أم تتجاهلها تماما وتسير في الاتجاه الذي غرك بمنظره لتفاجأ بعدم التوفيق؟؟


على غرار هذا المثال، وضع الله سبحانه وتعالى في قلوب الوالدين بوصلة تعين الأبناء على تحديد اتجاهات التوفيق في حياتهم، فإن هم بروهما وأطاعوهما فازوا بالاتجاه الصحيح حتى وإن لم يبد ذلك واضحا في البداية

فالله الأعلم بخلقه لم يتركنا في هذه الدنيا حيارى نتخبط على غير هدى و ( ربنا الذي أعطى كل شيئ خلقه ثم هدى)، (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)..
وقد هدانا الله لبر الوالدين وشدد الأمر على ذلك، ليمن علينا ببوصلة تعيننا على تحديد الاتجاه الصحيح في حياتنا، ويكفينا مؤونة التخبط والضياع
وعدم التوفيق
وكأن الله استودع سر توفيق الأبناء في بر الأمهات والآباء

فبمصاحبتهما بالمعروف تتبين لك سبل التوفيق والنجاح فاتبعها ولا تكن من المفسدين
( وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ولا تبغ الفساد في الأرض)

وجاءت السنة لتوضح هذه المصاحبة، في حديث السائل عن أحق الناس بحسن الصحبة
فجاء الجواب
أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك

فهل يمكننا القول بأن بوصلة التوفيق ثلاث أرباعها من حسن مصاحبة الأم وربعها في مصاحبة الأب؟؟


مثال توضيحي مباشر:

افترض أن لديك طموحات كبيرة، وأهداف عظيمة، وأفكار رهيبة، وترغب بالسفر للدراسة في الخارج حتى تحقق هذه الاحلام، ثم تفاجأت بأن أمك لا ترغب بذلك، وتنصحك بأن تخرج الفكرة من رأسك، وأن تدرس ما يتوفر أمامك في البلد!
ما هي ردة فعلك على افتراض أنك (شخص يرغب بطاعة امه وبرها)؟
هل ستطيعها من أجلها فقط، في حين أنك تشعر بأن فرصة عظيمة فاتتك وأنك قمت بالتضحية من أجل أمك!
أم أنك ستشعر بأن الله جعلها لا تستريح لفكرة سفرك لأن هذا لن يحقق أهدافك، بل سيكون وبالا عليك؟ وهكذا تطيعها وأنت مستريح البال، سعيدا ببرها، لأنك متأكد ان في هذا مصلحتك أولا قبل أي شيء (فهكذا تشير البوصلة) ^^


ما لا يفهمه الكثيرون أن الله أعطى الامهات إحساسا بطُرُق التوفيق لأولادهن، لكنهن لا يعرفن التعبير عنها، فإذا قالت لك أمك لا تفعل كذا (فهذا لصالحك بالتأكيد) حتى وإن لم تمتلك أمك سببا وجيها لقولها هذا، تماما مثل البوصلة، تشير إلى الطريق، دون أن تخبرك السبب، والفرق أنك واثق من أن البوصلة تشير للشمال دائما، في حين أن الغالبية لا تثق تماما بأن أوامر أمهاتهن تشير للتوفيق دائما!! وهنا يكون الاختبار للأبناء، إما يسلموا بهذه القضية ويتبعوا البوصلة باتجاه هذا التوفيق، وإما أن يتيهوا في غياهب الضياع وعدم التوفيق!! ..



فما رأيكم ؟؟
وهل شعرتم بذلك في حياتكم؟

أسأل الله لي ولكم التوفيق دائما
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم