
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alfurussiah
أعزائي المتابعين.. هانحن نستأنف معكم هذا البث الحي والمباشر، لأحدثكم كما وعدتكم عن قصتي الطريفة مع الكتابة الظريفة، فهل انتم مستعدون؟

في المدرسة الابتدائية، وفي إحد فصول الصف الثاني الابتدائي تحديدا، سألتنا المعلمة "سعدية" (معلمة الفصل) :
- ماذا تريدون أن تصبحوا في المستقبل؟
(أو سؤال كهذا بالمعنى نفسه)
المهم عندما حان دوري أجبت:
- أريد أن أعمل الشَعِر..
وكنتُ حينها مولعة بتصفيف شعر أختي الأصغر مني سنا، لدرجة أنني كنت أتمنى أن افتح صالون واصبح كوافيرة!! لكنني لم أكن أعلم عن كلمة "كوافيرة" أو "مصففة شعر"، لذلك بتعبيري المتواضع قلت بأنني أريد أن أعمل الشَعِر (بفتح الشين)..
هنا نظرت إليّ المعلمة سعدية بإعجاب شديد بعد برهة تأمل (أو هذا ما أتخيله الآن بعد هذه السنوات^^)، وقالت لي بانفعال:
- ما شاء الله!! أنتِ تكتبين الشِعر؟ (بكسر الشين)
بالطبع نظرتُ لها بدهشة شديدة، وأنا متعجبة جدا من كلامها، فكيف تتم كتابة الشَعر؟؟
وأمام صمتي ودهشتي المرسومة بوضوع على ملامح وجهي الصغير؛ أخذت المعلمة توضح كلامها أكثر قائلة:
- يعني أنت تكتبين مثل الاناشيد التي نأخذها في كتاب المطالعة؟؟
وبعد تفكير عميق جدا، (ولن أقول ببراءة الطفولة، فلا أدري كيف يكون الطفل بريئاً في هذه الحالة) قلت لها وقد أعجبتني الفكرة، وشعرتُ أنها أكثر فخامة:
- طبعا طبعا هذا ما أقصده بالضبط
(استغفر الله، الحمد لله أن الاطفال غير محاسبين في البداية
)
وهنا قالت لي المعلمة بإعجاب شديد:
- ما شاء الله، هل يمكنك احضار بعض كتاباتك كي أقرأها؟
وبالطبع أمام هذه الورطة الحقيقية؛ كان لا بد لي من البدء بتأليف الاشعار، وكتابة القصص أيضاً!!
هذه كانت البداية!! إنها.. مجرد "حركة" على حرف "الشين"، تحولتُ بسببها من تصفيف الشَعر (كوافيرا)، إلى نظم الشِعر!
صحيح أن كتابة القصص أخذت تستهويني أكثر؛ ولكنني عندما شاركتُ في أمسية شعرية لأول مرة تحت مسمى "شاعرة"- بعد أكثر من ربع قرن على تلك الحادثة- لم تكن تلك الصورة لتغيب عن ناظري!! وتساءلتُ في سري:
- هل كانت المعلمة سعدية ستتخيل حدوث شيء كهذا، بسبب خطأ بسيط في "حركة"!!
وتمنيتُ من كل قلبي لو أقابل معلمتي، وأخبرها بقصتي.. (وما زلتُ اتمنى هذا) ولكن أنى لي ذلك!! ):
فسبحان الله!!!! رغم إنها بالفعل "مجرد حركة"!!!!!
وهذه صورة لأول قصة كتبتها مع الرسم ^^
ذات مرة؛ كنت أقرأ في كتاب قصص (الأشياء تنادينا) من الادب الاسباني، لـ "خوان خوسيه مياس"، فلفتتني فيه عبارة من المقدمة على لسان المترجم:
"عالم الطفولة لم ينته عند الطفولة"
وهناك عبارة أخرى على لسان "جوزيه ساراماجو":
"لا يمكن فهم الأحداث الكبرى إلا بفهم التفاصيل الصغيرة"
وهنا تذكرتُ قصتي مع الملعمة سعدية، وعمل الشعر! فهي "مجرد حركة" بسيطة؛ ساهمت في تغييير كبير لم يخطر لي على بال حينها!!
حقاً:
"عالم الطفولة لم ينته عند الطفولة"
فهذه العبارة، كانت محور حياة الاديب الاسباني خوان خوسيه ميّاس، وقد تكون محور لحياة الكثيرين منا أيضا! ^^
بصراحة.. أعجبتُ بهذا الاديب، خاصة وأن من ضمن مقالاته مقالة بعنوان:
"الأحلام تتحقق"
أفلا تذكركم هذه بقصة "الأحلام المتحققة"؟!!!
لا تقولوا أنكم لم تسمعوا عن هذه القصة من قبل، فقد نشرتها على كوكب تاريخ، كما أنها تعكس جانبا كبيرا من حياتي أيضا، بصفتي معلمة فيزياء لا تزال شغوفة بالأنمي والكرتون!!^^
وللتذكير هذا رابط القصة:
الأحلام المتحققة
هل فاجأكم الأمر؟؟
أجل إنني حاصلة على شهادة الماجستير في الفيزياء من الجامعة الاردنية بفضل الله، وقد عملتُ في تدريس هذه المادة الرائعة لطلبة المدارس والجامعات- والحمد لله- وكلي أمل بأن أساهم في تبسيط مفاهيمها العميقة، بطريقة يسيرة مفيدة ومسلية أيضاً- بإذن الله- فالتعليم بالترفيه هو أحد أبرز اهتماماتي
وأسأل الله التوفيق في ذلك (:
هل تذكرون قصة "عاطل عن العمل"؟؟ إنها قصة من النوع الفيزيائي، وقد يكون معظمكم قد تابع أجزاءها الثلاثة على كوكب علوم، ولمن فاته متابعتها، فهذا رابطها ^^
عاطل عن العمل!! فماذا يفعل؟؟
(بالطبع لا يغركم تبسّطي في الحديث معكم هنا الآن، فأحيانا- خاصة في قاعة التدريس- أرتدي زي المعلمة الحازم الصارم، وقد تبدو عليّ القسوة أحيانا لأجل ضبط الموقف!!
)
على كل حال دعونا من هذا الموضوع المزعج، لنعود إلى عالم القصص العلمية الماتع 
فمن فضل الله علي أن فازت قصتي (بساط الضوء) وقصيدتي (مواقع النجوم) عام 2015 بمسابقة نظمها قسم الفيزياء في الجامعة الاردنية، بمناسبة السنة الدولية للضوء، فهل سمعتم عن هذه السنة؟؟
وهل تعلمون لماذا تم اختيار ذلك العام تحديدا؟؟
سأترككم قليلا لتبحثوا عن هذا الموضوع، في فاصل قصير إن شاء الله (:
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم