بعد مرور 3 أشهر و عدة أيام ..
و بعد أن نفذ صبري و يأست من الانتظار الطويل
لقد سيطر الشوق على نفسيتي و دخلت في دوامة لا تنتهي
حزن و بكاء و يأس و كآبة
جلست في سريري أفكر فيها و أبكي
لقد اشتقت لها كثيرا و لم أعد أتحمل هذه الحياة الخالية منها
ظللت ساعات عديدة و أنا على هذه الحال حتى غفت عيني و نمت
استيقظت مرة اخرى ..
تذكرت نفس الاشياء ..البعد و الشوق و الحزن ..
بقيت أردد لماذا لماذا
لماذا تبعدنا هذه الحياة على من نحب
و سكتت فترة ثم تذكرت أن الأمور ليست بيد الحياة
ما الحياة سوى شيء نعيش فيه و تتحكم الاقدار فيها
تذكرت أن الأقدار بيد الله
ثم أنبني ضميري أني أبكي و أجهل و الله يراني و هو الأحق بالتعلق ولا شيء يستحق البكاء سوى معصيته ..
نهضت و دعوت ربي من أعماق قلبي
و رددت ياا رب ياا رب بيدك كل شيء ياا رب أسألك أن تكتب لي لقاء عاجلا يا رب
و رجعت لسريري
استيقظت و صليت الفجر .. ذهبت للمدرسة و أنا كلي حزن و أشواق
و بحكم أن أستاذ الريضيات لم يأتي
خرجت على الساعة 12 بدلا من الواحدة
اتصلت بأبي و أخبرته أني قد خرجت ليأتي ليأخذني
طلب مني الانتظار
بقيت أنتظر حتى 12.40 دقيقة ..
وصل أبي ..
و قد كنت في غاية التعب ، و كانت نبضات قلبي منخفضة بحكم الصيام و التعب
كنت أنتظر متى أصل للبيتة
و ظللت أفكر إن كنت سأصل بخير للبيت أم لا
كان الطريق مملوء جدا بالسيارات
و نحن في الطريق
بدأت أتخيل في نفسي رأيتها في الشارع و ركضت نحوها ..
اقتربنا بعدها من المنزل ..
فقدت الأمل و ابتسمت ابتسامة حزن و حدثت نفسي قائلة لا تحلمي كثيرا فهذا مستحيل ..
دمعت عيناي و لكن لم أود البكاء امام أبي
نظرت من النافذة ..
تسارعت نبضات قلبي ..
نعم .. أعرف هذه النبضات ...
هذه النبضات لا تأتي إلا حين أراها
أ أنا في حلم أم ماذا ؟
نعم إنها هي .. هي
صرخت بدون إرادتي
طلبت من ابي بأن يعود و أحضنها
نزلت من السيارة ..
ابتسمت لها و ابتسمت لي
ركضت بسرعة قصوى ..
انتظرت متى أصل لها
حضنتها ، قبلتها ، أمسكت يداها ، و أخبرتها اني أحبها
نظرت إليها .. ثم قالت " و رب صدفة خير من ألف ميعاد "
لاتزال هذه الكلمات في ذهني
قالتها و ابتسمت ابتسامة جميلة و بعدها
..♡..
سبحان الله سبحان الله
عدت للبيت و أنا لا أصدق
نعم لقد استجاب الله لي
سبحان الخالق
كيف تسلسلت الأحداث كي يكتب لنا ربي لقاء
غياب الاستاذة و تأخر أبي و عرقلة السير ..
كل هذه أقدار كتبها الله لكي نلتقي
كانت هذه قصة جمعتني صدفة بأستاذتي و حياتي بفضل الله
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
و المراد من سرد هذه القصة
لا تستهينوا بالدعاء ، فلا تدري كيف يصعد دعاءك و يطرق أبواب السماء و يستجاب لك .. إن الله عظيم حليم سميع مجيب ، نحمد الله على كل شيء رزقنا إياه و على استجابته و معونته و فرجه و جبره ..
فهناك من يدعي الله ولا يؤتى ما طلب
فيسخط و يقول دعوته و لم يستجب لي
لكنك لا تتعامل مع مخلوق ، إن تتعامل مع الله المجيب ، لعله أخرها لوقت يعلمه هو او رأى فيها شرا لك ، و حتى لو لم يجبها فهو سيدخرها لك حسنة يوم القيامة ، فلا تقنط فإن رحمة الله واسعة ♡