في هدوء الليل و سكونه الطويل ، برائحة الثلج و برائحة البرودة ، البرد شديد هنا و سكون الليل يخفي أسرارا مكنونة ، فلكل بيت أسرار و الليل يخبرنا بأن السكون آت لمن أحس بالضيق و بالألم و بالكرب في أيامه ، الفرح و اليسر و السرور قادمان لا محالة ، هذه الرسالة ترسل من هدوء الليل نفسه إلى كل حزين و إلى كل يائس و مكروب و محتاج ، الليل يخبرنا بأن القصة الحزينة انتهت و بأن هناك يوم جديد و قصة أخرى جميلة.
في سكون الليل شعور غريب لا يشعر به إلا من تأمله ، فسكون الليل يبعث بالطمأنينة مع النفس ، فنجلس مع أنفسنا و نرسل لها رسائل صريحة فقد تكون هذه الرسائل إيجابية و قد تكون سلبية ، وما أجمل الرسائل الإيجابية !
حين تدق الساعة الثانية عشر ليلا ، تسكن الأنفس و تذهب إلى النوم و إلى السكون و الراحة ، و لكن القليل من يتأمل هذا السكون ، فاللحظات الليلية لها سكون خاص و لها إلهام و شعور جميل و خاصة إذا استثمرتها شخصيا بصدق و بإيجابية وبشيء يقودك إلى تطهير نفسك من سوادها .
القمر منير في السماء و نوره الأبيض يبعث في نفسي راحة كبيرة ، لا أحمل هم الدنيا لأن نسيم الليل يرسل لي رسائل ملهمة ، يرسل لي بأن التفاؤل أجمل ميزة و أن الثقة و التوكل على الله هو من أعظم الكنوز فربي خالق الليل و خالق القمر ، و التوكل إليه في أمور الدنيا هو السبيل إلى الخلاص من كل قلق أو شرود ذهن .
يرسل الليل خيوطه ورسائله الرائعة و المميزة ، فكتبت رسالتي التي شعرت بها من أحاسيسي ، فسكون الليل و هدوء الأصوات تشعرني بالإلهام ، اجلس و كن صادقا مع نفسك و ارفع يديك في هذا الوقت و قل يارب ، المس قلبك و صارح بما تريد و اخرج عن مكنونات قلبك و أرسلها مع رسائل الليل الباعثة بالإيجابية و الإلهام و التفاؤل .