سجدة الشكر ، ورد فيها أن الله عز وجل أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وقرن سبحانه الذكر بالشكر في كتابه الكريم، حيث قال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، مع علو مكانة الذكر التي قال الله تعالى فيها: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45].


وقت سجدة الشكر
سجدة الشكر تكون عند حصول نعمة أو دفع نقمة، منوها بأن هذا هو حال المؤمن في حياته، وإن باغتته النعمة وتعذَّر عليه الوضوء وشق عليه ترك ما شَغَلَهُ من شأنٍ؛ يجوز له أن يسجد على حاله متوضئًا أو لا، متجهًا للقبلة أو لا؛ تقليدًا لمن أجاز ذلك من العلماء.


شروط سجدة الشكر
يُشترط لسجدة الشكر ما يُشترط في الصلاة من الطهارة وستر العورة ونحوهما؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم: «لا يقبل الله صلاة بغير طهور»؛ فيدخل في عمومه السجود، ولأنه صلاة فيشترط له ذلك كالصلاة المعتادة، وبالقياس على سجود السهو فإنه يُشترط له ذلك".


فوائد سجود الشكر
الفائدة من سجود الشكر كأن يريد الإنسان أن يكون عابدًا ومصليا لله، وأن يشكر الله على أنه جعله من أهل النعم، وبعض الناس قالوا إن الصلاة نعمة من نعم الله التى لا تساويها نعمة، فبعض الناس يسجدون للشكر بعد كل صلاة، منوها بأن معنى هذا أن الساجد يشكر الله على نعمة أن يكون عابدا مصليا لله، على هيئة ما كان ينشد الصحابة بقولهم: "اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا".


كيفية سجود الشكر
صفة سجود الشكر في الأفعال والشروط والأحكام هي ذاتها التي في سجود التلاوة، ويقول المسلم في سجود التلاوة ما يقوله في سجود الصلاة، ولم يرد في الأحاديث تخصيص دعاء معين لسجود الشكر، لهذا فعلى المسلم يقول فيه ما يقول في سجود الصلاة من دعاء وتسبيح، فيقول: (سبحان ربي الأعلى، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ويدعو بعدها بما يحب، وقال بعض العلماء: سجود الشكر يكون بسبب نعمة تهيأت للإنسان أو مصيبة وبلاء اندفعت عنه، وأن سجود الشكر مثل التلاوة خارج الصلاة وعليه فبعض العلماء يقولون يجب الوضوء والتكبير لسجود الشكر، ويرى البعض الآخر أنه يجب له التكبير فقط وبعدها السجود والدعاء بعدَ قول: (سبحانَ ربي الأعلى).


فضل سجود الشكر
شُرعت سجود الشكر لأدائه عند حصول نعمة ما أو انصراف شر، وهي شكل ووجه من أوجه شكر الله - تعالى- على فضله،


فشكر النعمة يؤذن بزيادتها، وتتعدد أفضال سجود الشكر كما يأتي:
من أسماء الله -تعالى- الحسنى الشكور؛ فهو المُنعم على عباده ولا يُضيع أعمالهم ويُضاعف الثّواب والأجور لهم، وهو من يغفر الزلات ويقبل التّوبة؛ وورد اسم الشكور في القرآن الكريم: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).


الشكر صفة من صفات الأنبياء -عليهم السلام-، فالله -تعالى- تحدث عن أنبيائه -عليهم السلام- وامتدحهم بسبب شكرهم لنعمه وفضله؛