ــ ربما تتفاجأ بأنه حتى أواخر القرن التاسع عشر، لم يكن الأطباء يرتدون ملابس بيضاء ، بل في الواقع كانت سـوداء .
وكان اللون الأسود يثير القلق والاكتئاب في نفوس كثيرين ، لا سيما المرضى وذويهم ، نظرا إلى أنه مرتبط بالموت في معظم الأحيان .
لكن كانت هناك علة من استخدام اللون الأسود، هي إخفاء الأوساخ التي تعلق بملابس الأطباء ، حيث إن هذا اللون أقدر من غيره على هذه المهمة .
وأدى التقدم الذي طرأ على مهنة الطب إلى إحداث تغييرات على الشكل الذي يظهر به الأطباء أمام الناس ، حسبما تقول جمعية الطب الأميركية .
وبالفعل، أقدمت المستشفيات على خطوات كبيرة في مجال إدخال اللون الأبيض إلى مرافقها ، إذ بدأت في تجهيز أسرتها بالملاءات الببيضاء ، كما ارتدت الممرضات قبعات بيضاء .
أما الأطباء فقد ارتدوا معاطف بيضاء جديدة وفاخرة ، تهدف إلى استعادة ثقة الناس في المستشفيات ، ومنحهم الأمل في الشفاء .
ومن المؤكد أن المعطف الأسود ربما كان أكثر عملية من حيث إخفاء البقع والأوساخ ، لكن الأبيض أصبح رمزا أساسيا لوجه الطب الجديد .
وحدث هذا التحول في لون المعاطف خلال سنوات قليلة، كما تخبرنا رسومات الفنان الأميركي توماس إيكنز، الذي يعد رائد المدرسة الواقعية في الولايات المتحدة .
وتصور إحدى لوحات إيكنز غرفة علميات داخل مستشفى يرتدي جميع من فيها المعاطف السوداء، ويعود تاريخها إلى عام 1875 .
لكن في لوحة ثانية تعود إلى عام 1889 وتحمل اسم “عيادة أغنيو”، كان الأطباء يرتدون المعاطف البيضاء ^^...
ــ أرجوا بـأن يعجبـكـم الـتقريـر .