أهلا جميعا اليوم أردت مشاركتكم أحد الإقتباسات القريبة إلى قلبي و التي إقتبستها من أحد الكتب الجميلة التي أبدع كاتبها في إختيار الكلمات المناسبة و وضعها في محلها المناسب و بطريقة رائعة ...كما أنها واقعية جدا فلا أظن انه يوجد منا من لم يصادق او يقابل او يعرف شخصا من هذا النوع ..''أي نوع ؟'' تتسائل أيها القارئ حسنا انظر الى عنوان الموضوع علمت ؟ صحيح الشخص خفيف الدم قد يأتي في ذهنك الان السؤال التالي :''ما العيب في خفة الدم ؟ أو ليست خفة الدم صفة جميلة تضيف فوق جمال الشخصية جمالا ؟ '' حسنا أنا معك و لكن ليست كل خفة دم هي "خفة" في الحقيقة كما يصطلح عليها فهناك ما تعتبر "ثقل" ثقل على قلب شخص ما ...حسنا لن أجيب أنا عن كيف و لماذا تكون كذلك أحيانا و سأترك الإقتباس يجيبك عن كل هذا فهو أدق و أجمل تفضل صديقي :
صديقي خفيف الدم ، مرحبا بك ، منذ كثيرٍ لم نلتقِ ، أو التقينا بالصدفة في جمع غفير ، ولم نتكلم و هذا ليس من باب الصدفة أو من قبيل الإنشغال ، و إنما لأنني في الحقيقة لا أريد لقاءك أو الحديث معك و باختصار : لأنني أهرب منك .
أقدِّر بشدة خفة دمك ، و سرعة بديهتك ، و حلاوة حديثك ، و الضحكات التي تحرص على أن تتعالى حولك دائما ، و أقدر حلمك الكبير في أن تكون " كوميديان " كل مجلس ، و بهلوان كل جلسة ، و أن يقول لك الناس دائما 《يا فقري 》 《 أنت مسخرة 》 ، 《 يخرب بيت خفة دمك 》 ، 《 تعيش و تبسطنا 》 .
و أنا معهم أريد أن أقول لك ذلك ، و أن أدعو لك بالسعادة ، و أن أقول أضحك الله سنك ، لولا أن محور الكوميديا التي تصنعها هو أنا ، فأر التجارب الذي تختبر فيه نكاتك ، و الشخص المقصود بكل كلمة تُرمى ليقهقه الجميع في صخب ، و أنا أود أن أجاريكم الضحك لولا شيء في نفسي يقول لي : لا تضحك و شيء يقول لي : لا تغضب
صديقي خفيف الدم ،
من فضلك لا تجعلني مجال سخريتك ، ولا تقل لي نهاية كل مجلس : لا تغضب مني ، كنا نضحك فقط ، ثم حين أعود أنا الى البيت يدور الحديث مجددا في رأسي ، و يبدأ من أول دقيقة إلى آخر دقيقة ، مع التوقفات بين كل كلمة و الأخرى ، مع النظرات مني و إلي ، مع الجمهور الصارخ ، مع عيونك التي تنتشي برؤية هؤلاء ، و تغض الطرف عن رؤية هذا الصامت .
هل تعلم عدد الليالي التي لم أنم فيها بسبب كلماتك ؟ و كم عدد الكلمات التي أتذكرها بالحرف حين قلتها عني ؟ و كم هي الأثقال التي في صدري ، و كلها منك ؟ وكم مرة حاولت فيها لفت نظرك لكن " البعيد أعمى " ؟
حاولت كثيرًا أن أعتبر الأمر طبيعيا ، ألا أكون مزعجا بانزعاجي من تفاصيل صغيرة ، ألا أكون حساسا 《 بزيادة 》 ، أن أتجاوب مع الضحك كأن النكتة تدور حول بطل غيري ، لكنني فشلت .
صديقي خفيف الدم ،
أعترف بضعفي ، و أنكر استغلالك له ، و أقول لك إنك أضعف من ان تجري الضحك على أحد غيري ، و أخبرك بأن الضاحكين حولك لن يكونوا كذلك إن قررت وضع كل منهم مكاني مرة ، و أعرِّفك بأنك إن أدرت الحديث حولك ، فجعلت الغبي و الأبله و الأحمق ، في كل نكتة أنت ستكون النكتة 《 بايخة 》 جدا ، لأنك لن تحكيها من القلب .
صديقي خفيف الدم ،
مازلت أسمع ضحكتك الثقيلة ، مازلت أشعر برغبةٍ شديدة في البكاء .
وصلت أليس كذلك ؟ هل أدركتكم كيف لخفة الدم أن تكون مؤذية ؟ في الحقيقة هي ليست خفة دم و لكن قد تبدو كذلك للكثيرين و أتمنى أن لا نكون منهم و شكرا على قرائتكم طاب يوومكم جميعا