وصل الى ارض الاحلام بالنسبة له نعم اصبح الحلم حقيقة هنا في روما حيث الاضواء
والاماكن الجميلة الخلابة خطفت انفاسه وانطلق بخياله نحو الاحلام القادمة
نحو عالم جديد لازال يجهله...
محمد شاب فلسطيني طموح كباقي شباب هذا الوطن راوده حلم من ايام الدراسة حلم
السفر لروما وتحديدا ليكمل تعليمه هناك ليدرس علوم سياسية
كان دائما حين يسأله مدرس ماذا تريد ان تصبح حين تكبر فيجيب محمد ..
روما اريد السفر لها لادرس علوم سياسية فطفل مثله ولد على الاحتلال
لوطنه يذهب بحلمه نحو السياسة كي يدافع عن وطنه بالقلم...
تخرج محمد من الثانوية العامة بامتياز بدأ بالعمل عمل لمدة ثلاث سنوات
في احدى مطاعم بلدته كان يعمل ليلا نهارا كي يجمع المبلغ
الذي يستطيع به السفر الى روما....
اتى اليوم الموعود وحان وقت السفر الى حيث هو حيث هدفه...
ودع عائلته واقاربه واصدقائه كانت امه تودعه والغصة بقلبها
والدموع تحتبس في عيونها كانت لاتريد ان تقف في وجه احلامه
لاتريد ان تقف في طريق هدفه لكنه لم تظهر له حزنها ودعته
وهي تبدو قوية وفرحة له ارادت له ان يستمد منها القوة ويسافر وقلبها مطمأن عليه...
لوح محمد بيده قبل ان يغادر بلده قائلا بينه وببن ذاته..
الى اللقاء عائلتي وطني احبتي
بلدتي التي احتضنتي احلامي البريئة عما قريب سأعود لكم رافعا رأسي مفتخرين بي...
انتظروني...
هناك بدأ محمد دراسته الجامعية وكان قد بدا بالعمل ايضا
فبحكم خبرته بالمطاعم عمل هناك في احدى مطاعم روما الفاخرة ..
هو مثفف وشاب رزين لاتغريه ملذات الحياة
كباقي الشباب كان له هدف واضح ويعلم تماما مايريد
بين الحين والاخر كان يذهب الى المكتبة ويقرأ
من الكتب مايفضل ويحب وكان اغلبها كتب سياسية
حين انخرط هناك بدت له الحياة مختلفة تماما بدأ ينظر
لروما نظرة مغايرة عن تلك التي رسمها في مخيلته حين كان في فلسطين
كان يقول الان علمت بان الاحلام حين تصبح حقيقة
تختلف تصبح وكانها حلم اخر
وفي اوقات فراغه كان يذهب لحديقة في وسط روما يجلس هناك لوحده وفي احدى الايام
كان جالساا هناك على احدى المقاعد سارحا خطر له ان يكتب هكذا كل مااراد فعله حينهاا
اخرج من حقيبته قلمه ودفتره...
وكتب ...روما انتي الان لستي حلمي ولستي واقعي الجميل انتي
الان لست الى وسيلة لاصل من خلالها لحلمي الاكبر لهدفي الى حيث محمد...
اكنت احمقا يوم رسمتك في مخيلتي يوم ظننت بانني ساجد سعادتي
فيكي وان الحياة فيكي اجمل من وطني نعم حقاا انني احمق ...
فلسطين سامحيني ياحبيبتي فليس بجمالك جمال ياعروسة كل
الاوطان حقا كل السعادة بحضنكي الدافئ وكل العشق انتي ...
انا خرجت منك عصفورا مكبلا ارهق من القيد اراد الحرية انطلق لسماء الاحلام ..
هاهو الاز مشتاق لخطيبته ..
سلمى كوني بخير فمحمد سيعود
ليزهر بوردته من جديد هناك في وطني الجريح قلبي
معكي حافظي عليه اعطه القوة كي يحتمل هذا البعد عنكي ياغالية
امي ابي ساكون على الدوام عند حسن ظنكم..
مضت الايام وهاهو محمد وبعد عناء وتعب تخرج اتى اليوم الموعود ...
عاد محمد لوطنه قبل ترابه وايدي والداه وبعينه غمر سلمى
وكل عائته
....قال محمد
احبتي جميعا وامسك قبعة التخرج ورماها عالياا
هاقد عدت ليرفرف حلمي في سمائكم
جئت لازهر في ارضكم ...
هلا رحبتم بي...
اعذروني لم استطيع ان احضر لكم من روما هدية تليق بكم ولكنني سأهديكم نجاحي
هذا وكان يحمل الشهادة بيده وكل علامات الفخر على وجه والسعادة تغمر قلبه ...
الى ان اتت عينه على يد سلمى وهي تلوح بيدهاا وبعيونها الف دمعة
ودمعة اختنق وحبس دموعه
وقال من بعد هذا الحلم وذاك لم يعد لي احلام.
روما ليتكي سرقتيني من وطني ليتكي زجتيني في حبسكي ...
فلسطين حبيبتي المجروحة لمى الاحلام بك تقتل...