القصة الثالثة لنبي الله موسى وكليمه حين سأل هل في الأرض من هو أعلم منه وكان عليه السلام لا يسألها إلا لعلمه أنه نبي الله ومن أولي العزم من الأنبياء وفي وقته لم يكن هناك من هو خير منه لذا ظن أنه أعلم خلق الله فشاء الله أن يعلمه أن العلم بحر واسع لا يشمله بشر لذا أرسله الله ليقابل عبده الصالح الخضر ليتعلم منه دروس كثيرة في عدة قصص متواليه حيث القصة الأولى التي يقابل فيها الرجل الصالح وموسى عليه السلام سفينة لضعفاء فيخرقها لعلم عنده ولكن موسى عليه السلام ينكر عليه الفعل.

ثم يقابل الغلام فيقتله الرجل الصالح فيتعجب موسى عليه السلام كيف لرجل صالح أن يقتل نفس لم تقترف شيئ، ثم يدخلان قرية يرفض اهلها إكرامهم كغرباء عنهم فيجد الرجل الصالح جدار يوشك أن يسقط فيقيمه ويبنيه فيتعجب موسى من فعلته الخير بقوم سوء رفضوا ضيافتهم فينهي الرجل الصالح رحلته مع موسى لما وجده منه من عدم صبر في تعلم الدروس ويحكي له عن أمر الثلاث قصص التي حدثت معهم.

في القصة الأولى خرق الرجل الصالح السفينة حفاظًا عليها من ملك يغتصب السفن فلو وجد السفينة بها عيب لتركها لأصحابها ومن السهل عليهم بعدها إصلاحها، وأما الغلام فقد أطلع الله الرجل الصالح على مستقبله والذي كان مقدر له أن يكون عاصي وفاجر يرهق والديه وأراد الله أن يبدلهم بغلام صالح، وأما القرية فكانت لغلامين يتيمين ترك لهم والدهم تحت هذا السور الذي أوشك أن يسقط كنز لهما فكاد السور أن يسقط وينكشف الكنز قبل أن يكبر الصغار ويستخرجا كنزهما.

ومنه نستنتج أن :

قد لا يتصور الإنسان أن هناك فتنة بالعلم ولكن سورة الكهف تبين أن هناك فتنة بالعلم كالمال والدين تمامًا فقد يفتن الإنسان بالعلم وينسى أن هذا العلم هو ما أتاه الله إياه وليس عن ميزة تميز بها عن غيره فعليه أن يتواضع بالعلم ولا يتجبر وأن يرد ما عنده من علم لله وحده، وقد كرم الله العلماء في القرآن الكريم بأكثر من موضع في القرآن منها ما ذكره الله عنهم من أنهم أكثر من يخشى الله ويخافه، ومن ذلك أيضآ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ولكل ذلك فإن مكانة العلماء والعلم معلومة وعظيمة في الإسلام لكن هذا لا يعني أن العالم لا ينسى أنه من رزق الله.