السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف الحال أبطال توون ؟ دراستكم بخير؟
اتمنى لكم التوفيق جميعا.
اشتقت للكتابة في المنتدى ولكن ظروف العمل تحول بيني وبين التفرغ للتدوين هنا، لذلك اعتذر على التأخير في سلسلة "كوكب الموطأ" و باقي المواضيع.
لا ادري لما اعتذر، لكن ربما هناك من يتابع السلسلة وينتفع منها فالاعتذار اليه واجب.
احببت ان ادوّن قليلا هذه الليلة وربما هذه التدوينة انا اكتبها الان فقط للهروب من ضغط العمل.
عندما أقول ضغط العمل لا يعني اني اكره العمل، وانما اقصد ان العمل كثير ولابد من انهائه وبلابلابلا تعرفون تلك الحجج الروتينية بخصوص العمل، ولكن ما يزعجني في هذه المرحلة "اي مرحلة الضغط" هو عدم الاستمتاع بما حولك، فتبقى متصلا بالعمل وتفكر في حلول بديلة و طريقة عرض العمل وما الى ذلك، ولكن الحمد لله دائما وابدا.
انّ العقل و الوعي نعمة و ابتلاء في نفس الوقت، نعمة لان المرء الواعي والعاقل يدرك بعض الامور بالطريقة الصحيحة، والمشكل في هذه النقطة بالضبط فعند ادراكه لبعض الامور بالطريقة الصحيحة يضيق صدره فيصبح الامر ابتلاء.
يدرك انّ هذه الحياة لا معنى لها وكل ما نركض حوله من اموال و سيارات و منازل زائلة لا محالة، وبالطبع لابد للمرء ان لا ينسى نصيبه من الدنيا ولكن المشكل في الركض وراءها، فهناك من يزوٍّر الوثائق للحصول على ما يريد وهناك من يرشي وهناك من يسرق و كلّكم تعرفون هذه القصص وما الذي يحدث في هذا العالم.
انّ الزلزال الذي حدث آخر مرة في سوريا وتركيا نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة، لهو حادثة تستحق منا الاعتبار والتأمل فيها.
كل الناس اصبحوا سواسية في شبر من الثانية، فالغني والفقير اصبحا حول الحطب المحترق يدفئون اجسادهم.
كم تعب صاحب ذلك المنزل في بنائه وجمع الاموال لبنائه، او لنفترض ان المال الذي بنى به حرام فقد سرق هاذا و اتته الرشوة من ذاك، في النهاية ما الذي ربح ؟
ولو قدر الله ومات في الزلزال كيف يقابل الله ؟
كل شخص نجا من ذلك الزلزال القوي ولا يوجد اقوى من الله سبحانه وتعالى لهي فرصة ثانية له يعتبر منها ويفكر لما انجاه الله من بين العديد من الضحايا.
في المقابل نذكر قصة الفتاة التي وُلدت في الزلزال بل ولم تمت، فهذا المشهد العظيم انما هو رسالة من الله انه يحيي من يشاء ويميت من يشاء ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى.
فلماذا الحسد؟ ولماذا الحقد؟ ولماذا المجتمعات العربية الا من رحم الله لا تزال تحسد وتحقد والمفروض ان المسلم اخو المسلم ينصره ويعينه.
سلامة القلب في هذا الزمن اصبحت ناذرة جدا، والجهل و البعد عن الله هما السببان الرئيسيان في كل ما يحدث، فسوف يعود الاسلام غريبا فطوبى للغرباء.
رغم ذلك يبقى الخير و يبقى الناس الاخيار في كل زمان ومكان الى ان تقوم الساعة، هذه حادثة حدثت معي:
تعرضنا لاحد المشاكل مؤخرا والاغلبية في الفريق كانوا خائفين من صاحب المشروع ان يطرد فريقنا من العمل، فانا وفريقي في الشركة نعمل مشروع لاحدى الشركات الاخرى، والمشكل هو سوء تفاهم فقط وبصفتي مسؤول الفريق فانا مسؤول عن كل حرف سوف اقوله لصاحب المشروع، فالغضب و التسرع في مثل هذه المواقف قد يسبب مشكلات كبيرة، وبالطبع والحمد لله لدي الحل للمشكل لكن هذه المرة تريثت وقلت سوف ارى طريقة تفاعل فريقي مع الموقف، ولكن رأيت الاغلبية خائفين ويفكرون في راتبهم الا فتاة عراقية تعمل معي.
راسلتني قائلة -ترجمة كلامها للعربية- : "أنا اعلم من انت، ولا احد يمكنه اتهامك وانا حاضرة، فانا اكثر من عملت معك و انا راضية بأي قرار تفعله حتى وان تم طردنا فانا في صفك ".
بعد ان عرضنا المشروع على صاحبه و اوضحت سوء الفهم، اعتذر بشدة على تسرعه و قد شكرت الفتاة العراقية في الاجتماع امام صاحب المشروع وامام الشركة كاملة، وبالطبع لم يفهموا لما شكرتها هي بالضبط ولكن المواقف كما تصنع الرجال فهي تصنع النساء.
هي لا تعلم اني اكتب عنها الآن في منتدى سبيستون، ولكنّي ابلغها تحياتي واقول
ان الشعب العراقي لن يتكرر ابدا، فليس هذا الموقف الوحيد مع شخص عراقي بل لدي الكثير من الاصدقاء العراقيين، وفعلا هم حضارة عريقة من العلم والاخلاق ولا زالت تتجسد فيهم الى يومنا هذا وسيضلون باذن الله ♥
تحياتي :-)