هنيئا لصاحبة الموضوع على تفكيرها الراقي وحبها للكتب ^-^
حاليا لا اقرأ الا كتب المدرسة
حسنا لنبدأ
الرواية التي جعلتني ادخل عالم الكتب هي رواية بوليسية للكاتب العبقري دان براون
لقد وجدت ذاتي فيها ولقد قرأتها ورقيا اسمها الجحيم
هنا اقتباس منها
وهي المدخل
"أنا الظل .
عبر المدينة الكئيبة, اهرب
عبر الويلات الأبدية, أطير
على ضفتي نهر أرنو, اندفع لاهثا ... انعطف يسارا إلى فيا داي كاستيلاني و اشق طريقي شمالا, محتميا بظلال معرض اوفيزي .
لكنهم ما زالوا خلفي.
صدى خطاهم يعلو و هم يطاردني بلا هوادة .
لاحقوني لسنوات . و إصرارهم أبقاني تحت الأرض ...أجبرني على العيش في المطهر... اكدح مختبئا مثل وحش قابع تحت الأرض .
انا الظل.
هنا فوق الأرض , انظر إلى الشمال ,لكنني اعجز عن إيجاد طريق مباشر إلى الخلاص ... فجبال الابينين تحجب أولى أشعة الفجر .
أمر خلف القصر, ببرجه ذي الفرجات و ساعته ذات العقرب الواحد... أسير بين الباعة في الصباح الباكر في بياتزا دي سان فيرينتسي التي تصدح بأصواتهم الخشنة و تفوح فيها رائحة اللامبريدوتو و الزيتون المشوي . مررت أمام متحف بارغيلو, ثم اتجهت غربا نحو برج باديا ,لأجد نفسي أمام البوابة الحديدة عند أسفل الدرج .
الآن, عليّ أن اترك كل التردد خلفي .
أدرت المقبض و خطوت في الممر الذي اعرف انه لا عودة لي منه . حثثت ساقيّ الثقيلتين على صعود الدرج الضيق ... ثم رحت اصعد إلى الأعلى بشكل لولبي على درجات الرخام الملساء البالية .
تعالت الأصوات من الأسفل متوسلة .
كانوا خلفي , لا يتراجعون, بل يزدادون قربا
لا يفهمون ما هو آت... و لا ما فعلته من اجلهم !
ارض ناكرة للجميل !
بينما أنا اصعد تراودني الرؤى بكثافة... الأجساد الفاسقة تتلوى في مطر من نار, و الأرواح الشرهة تعوم في القذارة, و الأشرار الخونة مجمدون في قبضة الشيطان الجليدية .
ارتقي الدرجات الأخيرة, وأصل إلى الأعلى و أنا أترنح على شفير الموت في هواء الصباح الرطب. اندفع إلى جدار بطول قامتي, و استرق النظر من خلال الشقوق. أرى في الأسفل المدينة المباركة التي جعلتها ملجأ لي ممن أبعدوني .
تنادي الأصوات و هي تقترب خلفي ." ما قمت به هو الجنون عينه "
الجنون يولد الجنون .
يصيحون : " حبا بالله, اخبرنا أين خبأته "
حبا بالله, لن افعل.
أقف الآن محاصرا , و ظهري مستند على الحجر البارد . يحدقون في أعماق عيني الخضراوين الصافيتين, و تتجهم تعابيرهم التي لم تعد تتملّقني, بل تتوعد بالشر. " أنت تعرف أننا نملك أساليبنا الخاصة . يمكننا إجبارك على إخبارنا بمكانه "
لهذا السبب, صعدت نصف الطريق الى السماء.
من دون سابق إنذار, استدرت و مددت يدي إلى الأعلى, ثم كورت أصابعي حول الحافة العالية, و دفعت جسدي إلى الأعلى بركبتي, ووقفت ...أترنح على حافة الهاوية . أرشدني, يا فيرجيل الحبيب , عبر الفراغ .
اندفعوا إلى الأمام بذهول ليمسكوا بقدمي ,لكنهم خافوا أن افقد توازني و اسقط . اخذوا يتوسلون إلى الآن بيأس صامت, لكنني كنت قد أدرت ظهري. اعرف ما عليّ فعله .
تحتي, على مسافة بعيدة جدا, انتشرت أسطح القرميد الأحمر مثل بحر من نار فوق الحقول, منيرة الأرض الجميلة التي عاش عليها العمالقة في ما مضى ... جيوتو ، دوناتيلو ، برونيليسكي ، مايكل أنجلو ، بوتيتشيلي .
دفعت اصابع قدميّ فوق الحافة.
صرخوا:" انزل! لم يفت الاوان بعد! ".
ايها الجهلة العنيدون! ألا ترون المستقبل؟ ألا تدركون جمال ما فعلته وضرورته؟
سأقوم بكل سرور بهذه التضحية الاخيرة... ومعها سأقضي على آخر آمالكم بإيجاد ما تبحثون عنه.
لن تعثروا عليه ابدا في الوقت المناسب.
على بعد مئات الاقدام في الاسفل, اخذت الساحة المرصوفة بالحصى تتلألأ مثل واحة هادئة. كم اتوق الى مزيد من الوقت... لكن الوقت هو السلعة الوحيدة التي لا يمكن شراؤها؛ حتى بثروتي الفاحشة.
في هذه الثواني الاخيرة, حدقت الى الساحة, ولمحت صورة اجفلتني.
رأيت وجهك. كنت تحدقين اليّ عبر الظلال, بعينين حزينتين, لكنني رأيت فيهما احتراماً لما حققته. أنت تفهمين انه ليس لديّ الخيار. حباً بالجنس البشري, عليّ حماية تحفتي.
أخذ وجهك يكبر الان... منتظرا... يلمع تحت مياه البحيرة الحمراء بلون الدم, التي لا تعكس النجوم.
هكذا, اشحت بنظري عن عينيك وحدقت الى الافق. فوق هذا العالم المثقل بالهموم, تضرّعت للمرة الاخيرة.
الهي الحبيب, ارجو ان يتذكر العالم اسمي ليس كخاطئ, بل على أنني المنقذ الذي تعرف حقيقته. وارجو ان يفهم البشر الهدية التي تركتها لهم.
هديتي هي المستقبل.
هديتي هي الخلاص.
هديتي هي الجحيم.
ثمّ همست: آمين ... وخطوت خطوتي الاخيرة, الى الهاوية."