أسباب عذاب القبر مجملة
اخواتي واخواني الاعزاء: يجب أن نعلم أن كل هؤلاء لهم من عذاب القبر نصيب فاحذروا أن تكونوا واحدا من هؤلاء فيكون لكم من عذاب القبر نصيب ربي يرحمني واياكم منه:
النمام والكذاب والمغتاب وشاهد الزور وقاذف المحصن.
الداعي الى البدعة فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
القائل على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ما لا علم به.
آكل الربا وآكل أموال اليتامى وآكل السحت من الرشوة.
شارب المسكر وآكل لقمة الشجرة الملعونة (الحشيش).
الزاني واللواط والسارق والخائن والغادر والمخادع والماكر.
آخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه والمحلل والمحلل له.
المحتال على اسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه.
مؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم.
الحاكم بغير ما أنزل الله والمبدل لشرع الله فيقدم القوانين الوضعية على حكم الله سبحانه.. وهذا بهتان عظيم.
المفتي بخلاف ما شرعه الل، والمعين على الاثم والعدوان.
قاتل النفس التي حرم الله والملحد في حرم الله.
المعطل لحقائق أسماء الله وصفاته والملحد فيها.
المقدم رأيه وسياسته على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
النائحة والمستمع اليها بلا انكار.
نواحي جهنم وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله والمستمع اليهم.
الذين يبنون المساجد على القبور ويوقدون عليها القناديل والسرج.
المطففون في استيفاء مالهم اذا أخذوه وهضم ما عليهم اذا بذلوه.
الجبارون والمتكبرون والذين يستعبدون الناس.
المراءون والهمازون واللمازون والطاعنون على السلف.
الذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصطقونهم.
أعوان الظلمة، الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.
الذي اذا خوّفته بالله وذكّرته به لم يرعو ولم ينزجر فاذا خوّفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكف عما هو فيه.
الذي اذا هدي بكلام الله ورسوله فلا يهتدي ويرفع به رأسا فاذا بلغه عمن يحسن الظن ممن يصيب ويخطئ عض عليه بالنواجذ ولم يخالفه.
الذي يقرأ عليه القرآن فلا يؤثر فيه وربما استثقل به فاذا سمع قرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب يرّه وتواجد وهاج من قلبه وادعى الطرب وود لو أن المغني لا يسكت.
الذي يحلف بالله تعالى كذبا فاذا حلف بالبندق أو برأس شيخه أو قريبه أو حياة من يحبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هدد وعوقب.
الذي يفتخر بالمعصية ويتكاثر بها بين اخوانه وأقربائه وهو المجاهر.
الذي لا تأمنه على مالك وحرمتك.
الفاحش اللسان البذيء الذي تركه الخلق اتقاء شره وفحشه.
الذي يؤخر الصلاة الى آخر وقتها وينقرها ولاي ذكر الله فيها الا قليلا.
الذي لا يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه ولا يحج مع قدرته على الحج.
الذي لا يؤدي ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها، ولا يتورع من لحظة ولا لفظة ولا اكلة ولا خطوة.
الذي لا ببالي بما حصل المال من حلال أو حرام.
الذي لا يصل رحمه ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتيم ولا الحيوان البهيم بل يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ويرائي العالمين ويمنع الماعون.
الذي يشتغل بعيوب الناس عن عيبه وبذنوبهم عن ذنوبه.


أسباب عذاب القبر مفصلة
عذاب الميت ببعض أقوال أهله فيه: قال صلى الله عليه وسلم:" ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول: واجبلاه واسنداه أو نحو ذلك الا وكّل به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت؟!". صحيح الجامع 5788.

عذاب عدم التطهر من البول

قال الله تعالى:" وثيابك فطهر" المدثر 4.
أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا والآجري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تطهروا من البول فان عامة عذاب القبر منه".
ثم ان من لم يتحرز من البول في بدنه وثيابه فصلاته غير مقبولة.

وأخرج ابن ابي الدنيا عن ميمونة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا ميمونة تعوذي بالله من عذاب القبر، وان من أشد عذاب القبر الغيبة والبول".

عذاب النميمة

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال:" انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة واما الآخر فكان لا يستبرئ من البول". متفق عليه.

وأخرج أحمد والأصبهاني عن يعلى بن سيابة ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قبر يفتن صاحبه فقال:" ان هذا كان يأكل لحوم الناس" ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره وقال:" لعله أن يخفف عنه ما دامت رطبة".وهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يفعلها بعده أحد من الصحابة.

عذاب الذي لا ينصر المظلوم

وصلى بغير وضوء

أخرج ابن أبي شيبة وهناد ابن أبي الدنيا، عن عمر بن شرحبيل قال: مات رجل يرون أن عنده درعا فأتي في قبره فقيل: انا جالدوك مئة جلدة من عذاب الله، فقال: فيم تجلدوني، قد كنت أتوقى وأتورّع؟ قيل: خمسون، فلم يزالون يناقصون حتى صار الى جلدة فجلد فالتهب القبر عليه نارا ثم أعيد فقال: فيم جلدتموني؟ قالوا: صليت يوما على غير وضوء، ومررت بمظلوم يستغيث فلم تغثه.

عذاب الذي لم يغتسل من الجنابة

روى الهيثم بن عدي حدثنا أبان بن عبدالله البجلي قال: هلك جار لنا، فشهدنا غسله وكفنه، وحمله الى قبره، واذا شيء في قبره شبيه الهرة، فزجرناه فلم ينزجر، فضرب الحفار جبهته برمته فلم يبرح فتحولنا الى قبر آخر، فلما ألحدوا فاذا هو فيه، فصنعنا مثل ما صنعوا أولا فلم يبرح يلتفت، فرجعوا الى قبر ثالث، فلما ألحدوا واذا ذاك الهر فيه،فصنعوا فيه مثل ما صنعوا أولا، فلم يلتفت، فقال بعض القوم: يا هؤلاء ان هذا الأمر ما رأينا مثله، فادفنوا صاحبكم، فدفنوه فلما سوى عليه اللبن، سمعوا قعقعة عظامه، فذهبوا الى امرأته فقالوا: يا هذه ما كان يعمل زوجك؟ وحدثوها بما رأوه، فقالت كان لا يغتسل من الجنابة.

عذاب الغلول

أخرج أحمد والنسائي وابن خزيمة والبيهقي عن أبي رافع قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع فقال:" أف اف" فظنت أنه يريدني، فقلت يا رسول الله أحدثت شيئا؟ قال:" وما ذاك؟" قلت: أففت مني؟ قال:"لا، ولكن صاحب هذا القبر فلان بعثته ساعيا على بني فلان، فغل درعا فدرعه الآن مثلها في النار".

عذاب الشارب والسارق

وأخرج ابن أبي الدنيا عن مسروق قال: ما من ميت يموت وهو يسرق أو يزني أو يشرب أو ياتي شيئا من هذه الا جعل معه شجاعان ينهشانه في قبره.


عذاب المكاس

قال ابن القيم: حدثنا أبو عبدالله بن أحمد الحراني أنه خرج من داره بعد العصر الى بستان فلما كان قبل غروب الشمس توسط القبور، واذا قبر منها وهو جمرة نار مثل كور الزجاج والميت في وسطه قال، فسألت عن صاحب القبر، فاذا هو مكاس قد توفي في ذلك اليوم.
ويدخل في المكاس: جابي الضرائب والجمارك وقاطع الطريق.

عذاب الميت بما نيح عليه

أخرج الشيخان، عن عائشة رضي الله عنها أنه قيل لها ان عمر يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم:" ان الميت يعذب ببكاء الحي" قالت:" انما قال:" أهل الميت يبكون عليه وانه ليعذب بجرمه"
وأخرج ابن سعد عن يوسف بن ماهك قال: رأيت ابن عمر حفر جنازة رافع بن خديج، فقال: ان الميت ليعذب بقبره ببكاء الحي عليه، فقال ابن عباس( ان الميت لا يعذب ببكاء الحي) وقد ورد حديث الميت يعذب ببكاء الحي ايضا في رواية ابي بكر الصديق رضي الله عنه أخرجه أبو يعلى بلفظ :" ان الميت ينضح عليه الحميم ببكاء الحي" وعمر بن الخطاب ولفظه:" ان الميت يعذب بالنياحة عليه في قبره". رواه البخاري.
قال العلماء: ان المراد بالتعذيب توبيخ الملائكة له بما يندب به أهله لحديث الترمذي والحاكم وابن ماجه مرفوعا:" ما من ميت يموت فتقوم نادبته تقول: واجبلاه واسنداه أو شبه ذلك الا وكل به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت؟".
وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال: أغمي على عبدالله بن رواحة فقامت النائحة. فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقد أفاق فقال: يا رسول الله أغمي عليّ فصاحت النساء، واعزاه واجبلاه مقام ملك معه مرزبة فجعلها بين رجلي فقال: أنت كما تقول؟ قلت لا. قال: فلو قلت نعم ضربني بها.

عذاب من يمشي بالنميمة

في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بقبؤين فقال:" انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما انه كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" ثم أخذ جريدة رطبة فشقها اثنين ورز في كل قبر واحدة وقال:" لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا" رواه الجماعة.
وقوله:" ما يعذبان في مبير" أي ليس بكبير تركه عليهما أو ليس بكبير في زعمهما ولهذا قال في الرواية الأخرى " بلى انه كبير".

الجهل بالله تعالى

قال العلماء: من الأسباب الموجبة لعذاب القبر، الجهل بالله وعدم اطاعة أوامره وارتكاب نواهيه أي معاصيه، المفضية الى غضب الله وعذابه فمنشغل ومستنكر، وقد عين النبي صلى الله عليه وسلم للوقوع في عذاب القبر أسباب كثير ذكرنا بعضا منها في حينها ولما كان أكثر الناس مستخفا بأكثر النواهي، وكان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل الا ان عفا الله تعالى وهو اهل التقوى واهل المغفرة.

عذاب الذي كان يشتم أمه

أخرج ابن ابي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت، من طريق شهاب بن حراش عن عمه القوام بن حوش عن مجاهد قال: أردت الحاجة (بول أو براز) فبينما أنا في الطريق اذا فجأت حمار، قد أخرج عنقه من الأرض، فنهق في وجهي ثلاث ثم دخل، فأتيت القوم الذين أردتهم، فقالوا: ما لنا نرى لونك قد حال، فأخبرتهم الخبر، فقالوا: ذلك الغلام وتلك أمه في تلك الخباء (الخيمة)، وكانت اذا أمرته بشيء شتمها وقال: ما أنت الا حمار، فتفل في وجهها فمات فدفناه في ذلك الحفير فما من يوم، الا وهو يخرج رأسه في الوقت الذي جفناه، فينهق الى ناحية الخباء ثلاث مرات ثم يخل. أهوال القبور.


عذاب التي كانت تتجسس على الجيران

قال ابن ابي الدنيا: وحدثنا سويد بن سعيد حدثنا الحكم بن سنان عن عمرو بن دينار، قال: كان رجل من أهل المدينة له أخت فماتت فلما دفنها، ورجع الى أهله، ذكر أنه مسي كيسا كان معه في القبر، فاستعان برجل من أصحابه، فأتيا القبر فنبشاه، فوجدا الكيس، فقال للرجل: تنح حتى أنظر على أي حال أختي، فرفع بعض ما على اللحد فاذا القبر يشعل نارا، فرده، وسوّى القبر، ورجع الى أمه فسألها عن حال أخته، فقالت: كانت تؤخر الصلاة عن وقتها، ولا تصلي فيما أظن بوضوء، وتأتي أبواب الجيران اذا ناموا، فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم.

عذاب الذي كان يسرق الطعام ويغشه

هذا الرجل كان يسرق من الطعام الذي كان يبيعه للناس ثم يضع بدلا منه طعاما رديئا من الداخل ويضع جميلا من الخارج يعني سارق وغشاش.
روي عن ابن أبي الدنيا من طريق عمر بن هارون عن عبدالحميد بن محمود المغولي قال: كنت جالسا عند ابن عباس، فأتاه قوم، فقالوا: انا خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا حتى اتيناه وذات الصفاح، فمات، فهيأناه، ثم انطلقنا فحفرنا له قبرا، ولحدنا له لحدا، فلما فرغنا من لحده اذ نحن بأسود (الثعبان) قد ملأ اللحد، وحفرنا له موضعا آخر، فلما فرغنا من لحده، اذا نحن بأسود قد ملأ اللحد، فتركناه وأتيناك فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ذلك عمله الذي كان يعمل به، انطلقوا فادفنوه في بعضها فلما رجعنا قلنا لامرأته: ما كان يعمل ويحك؟ قالت: كان يبيع الطعام فيأخذ كل يوم قوت أهله، ثم يقرظ لبقصب مثله، فيلقيه فيه. اهوال القبور 74.

عذاب الذي مات على غير السنة

روينا من طريق أبي اسحاق الفزاري أنه شال نباشا قد تاب، فقلت: أخبرني عمن مات على الاسلام أترك وجهه على ما كان أم ماذا؟ قال: فكتبت بذلك الى الأوزاعي فكتب اليّ: انا لله وانا اليه راجعون ثلاث مرات، من حوّل وجهه عن القبلة فانه مات على غير السنة. أهوال القبور 76.

تأذي الميت بما يبلغه من الأحياء من القول فيه والنهي عن سبه

أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسبوا الأموات فانهم قد أفضوا الى ما قدموا" وأخرج النسائي عن صفية بنت جحش قالت: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال:" لا تذكروا هالككم الا بخير".

وأخرج أبو داود والترمذي وابن أبي الدنيا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم".