السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أذكركم ونفسي بتقوى الله .. والاستغفار دوماً ..

وأذكركم ونفسي حين ينزغنا من الشيطان نزغ ويوسوس لنا برد الاساءة بالاساءة الى اهل الاساءة

ان نعود الى الله فورا ونتجنب الوقوع في الاثام

تدبري معي اختي الكريمة هذه الايات لعلها تشفي صدورنا بإذن الله


قال تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران:134).
وقال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199).
وقال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35) .
وقال تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43).


الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب الحلم، والأناة، والرفق.

هذه ثلاثة أمور متقاربة: الحلم ، والأناة ، والرفق.

أما الحلم : فهو أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، إذا حصل غضب وهو قادر فإنه يحلم ، ولا يعاقب، ولا يعاجل بالعقوبة.
وأما الأناة فهو التأني في الأمور، وعدم العجلة، وألا يأخذ الإنسان الأمور بظاهرها فيتعجل، ويحكم على الشيء قبل أن يتأنى فيه وينظر.
وأما الرفق فهو معاملة الناس بالرق والهون، حتى وإن استحقوا ما يستحقون من العقوبة والنكال فإنه يرفق بهم.


ولكن هذا فيما إذا كان الإنسان الذي يرفق به محلاً للرفق، أما إذا لم يكن محلاً للرفق فإن الله سبحانه وتعالى قال: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور:2).




ثم ساق المؤلف أيات. قال في الأية الأولى قول الله تعالى: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: 134) ، هذه من جملة الأوصاف التي يتصف بها المتقون الذين أعدت لهم الجنة: أنهم يكظمون إذا غضبوا.

وفي قوله: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) دليلٌ على أنهم يشق عليهم ذلك، لكنهم يغلبون أنفسهم فيكظمون غيظهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس الشديد بالصرعة)) الصرعة: يعني الذي يصرع الناس إذا صارعوه: (( وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) . أما قوله تعالى : ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ )فقد سبق الكلام عليه ، وبيان التفصيل فيمن يستحق العفو ومن لا يتسحق ، فالإنسان الشرير الذي لا يزداد بالعفو عنه إلا سواءاً وشراسة ومعاندة هذا لا يعفى عنه.

والإنسان الذي هو أهل للعفو. ينبغي للإنسان أن يعفوعنه؛ لأن الله يقول ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)(الشورى: 40) .