عاد حسن إلى البيت وكعادته تناول طعام الغداء وذهب ليأخذ قيلولته القصيرة ولكن قيلولة الأربعاء هي أجمل قيلولة يستمتع بها حسن، ولكن في هذا الأربعاء بالذات كان حسن غارقاً في التفكير العميق وكان أيضاً شاحب الوجه وحزين بسبب كثرة تفكيره في مكان ملئ بالمناظر الطبيعية الجذابة واللون الأخضر لون الطبيعة الذي كان شيئاً أكثر من عظيم بالنسبة لحسن. حيث أنه مرت أكثر من ستة شهور وحسن لا يزال على حياته الروتنية المتواصلة الذي سئم منها جداً فهو الآن متلهف كثيراً لصاحبته الجملية الطبيعة، فقلبه ورحه يعشقانها عشق قيس وليلى.
مرت حوالي ساعة ونصف ولم تذق عينا حسن النوم فانزعج من هذا الشي ويئس من محاولته التقلب يمنياً وشمالاً للنوم ولكن من دون جدوى والسبب كثرة انشغاله بالتفكير عن الطبيعة. تفكيره بالطبيعة كان مستمراً دائماً معه لكنه اليوم وصل إلى أقصى حدوده.
وفجأة سمع حسن صوتاً هادئاً ناعماً يقول له: اذهب إلى هناك فهي جنان. على الرغم من هدوء ونعومة الصوت إلا أنّ حسّان ارتعد خائفاً منه معتقداً أنه كابوس.
ولكن الصوت ظهر للمرة الثانية قائلاً له مرة أخرى: اذهب إلى هناك فهي جنان. ارتعد حسن ثانيةً وأخذ يجول في غرفته يمنياً شمالاً معتقداً أنه غارق في حلم وليس واقع، ولكن ظهر الصوت مجدداً للمرة الثالثة موضحاً حقيقته: أنت لست في حلم يا حسن، أنت في واقع، فأنا صوت الرومانتكيين عشاق الطبيعة مثلك أقول لك للمرة الأخيرة: اذهب إلى هناك فهي جنة. هنالك مدينتان بانتظارك لزيارتهما هما اوزنجول التركية وكوينز تاون النيوزيلندية فهنيئاً لك. بعد أن أنهى الصوت الهادئ والناعم حديثه هبت على حسن عاصفة من السرور والراحة النفسية لكنه تساءل بحزن: كيف يمكن لي الذهاب إلى هناك فالعين بصيرة واليد قصيرة يا صوت الطبيعة. أجابه صوت الطبيعة بكل سرور باعثاً التفاؤل في نفس حسن: افتح خرانتك وسترى هناك صندوقاً أخضر اللون افتحه وسترى جميع تكاليف رحلتك وتذكرة الطيران فأنا صوت الطبيعة أريد لك السرور كونك واحد من أعواني يا حسن. إلى اللقاء.
هبت مرة أخرى عاصفة السرور والراحة النفسية على قلب حسن. فتح خزانته ووجد الصندوق الأخضر وفتحه ووجد بالفعل كل تفاصيل وتذاكر رحلته إلى عالم الطبيعة. فرح كثيراً فالصوت هو فعلاً صوت الطبيعة وكل شئ كان واقعاً ليس حلماً.
رد مع اقتباس
